تحت رعاية وحضور سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الندوة الثانية من ندوات الأمة، التي عقدتها إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بعنوان: «البناء القِيَمِي للأسرة»، مساء أول أمس، بمركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي.
شارك في الندوة مجموعة من المفكرين والعلماء والباحثين، وذلك في إطار الموسم الثقافي الثاني لندوة الأمة تحت شعار (قيمنا.

. عماد الحضارة وسبيل النهوض)، حيث ناقشت ثلاثة موضوعات رئيسة تتمحور حول الأسرة والاستهداف المرصود لمكوناتها وكيفية مواجهة هذا الاستهداف.
وأكد علماء مشاركون لـ «العرب» أن الأسرة تواجه الكثير من التحديات، وباتت تتأثر سلباً بكل ما يُطرح في العالم، الأمر الذي يوجب العودة إلى الدين والمعتقدات، وتصحيح المفاهيم وتأسيس الأسرة على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، داعين إلى تكاتف المؤسسات من أجل تحقيق التماسك الأسري.

د. محمد المحمود: مهددات كثيرة.. والأسرة الحصن الأخير في المجتمع الإسلامي

قال الشيخ الدكتور محمد بن محمود المحمود الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إنه تطرق خلال الندوة لموضوع القيم، حيث تناول تعريف القيم، وما المقصود بالقيم الأسرية، إضافة إلى جملة مهمة كأصول للقيم، وخاصةً التي اعتنى القرآن بإبرازها، فموضوع القيم كبير وكُتب فيه الكثير.
وأضاف: ركزنا على القيم في القرآن، خاصةً القيم الكلية، كما تناولت معززات القيم، والتعريف بالأمور التي تعزز القيم في الأسرة والمجتمع، وختاماً التوصيات التي أقدمها.
وحول أبرز ما يوصي به لتحقيق التماسك الأسري، قال د. المحمود لـ «العرب»: أهم ما نوصي به هو أن يعتني الباحثون المشتغلون بالبحث، سواء كان في المجال الشرعي أو الاجتماعي، وأن يبرزوا ما في القرآن الكريم من قيم كلية، نص عليها القرآن، ثم بعد دراستها وإبرازها أن يُستفاد من الأبحاث في تطبيقها على أرض الواقع، لأن بعض الأحيان توجد أبحاث تبقى في رفوف المكتبات ولا تجد لها مجالا لتُطبق، فهنا بعد أن يتم البحث نلتمس ونطلب من الجهات المعنية، سواء كان إعلاما أو تعليما أو أوقافا، بأن يعمل كل في اختصاصه على توظيف القيم وتجرى لها أعمال عملية من أجل ترسيخها في حياة الناس.
وأضاف: مهددات الأسرة كثيرة، ومن أعظم تلك المهددات ما تبثه وسائل الإعلام من تهوين للأسرة واكتفاء المرأة بنفسها دون حاجتها إلى رجل وزوج وأبناء، وهذا من أخطر ما يهدد الأسرة، بهدم قيمة الأسرة من حياة الناس، والأسرة هي الحصن الأخير في المجتمع الإسلامي، والذي نفاخر به في العالم، وهناك تركيز كبير على تفكيك الأسرة والأبناء والنساء، إضافة إلى تأخر سن الزواج وبث الأفكار حول عدم الحاجة لبناء أسرة.
وأردف: يبقى الحل في مواجهة هذه التهديدات بالعودة إلى الأصول، خاصةً بإحياء الأصول والمبادئ التي ركز عليها القرآن، بأن يتم إحياؤها في حياة الناس.
وأكد أن الأسرة ليس المعني بها المختصين بالجانب الشرعي والديني فحسب، ولكن كونها شريحة عظيمة من المجتمع فتتوزع مهمة إصلاحها وإرشادها على جهات متعددة، فلو لم يحصل التنسيق بين الجهات لن تحصل النتائج المرجوة، داعياً لتكاتف كافة الجهات التي لها تأثير حتى يحصل ما ينشده الجميع.

د. أحمد الطحان: «تفكك الأسرة» ظاهرة تغزو المجتمعات العربية

أوضح الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحيم الطحان رئيس قسم الثقافة الإسلامية بمركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن عوامل التفكك الأسري، منها عوامل دينية وأخرى اقتصادية وعوامل ثقافية، وكلها عوامل تساعد على تماسك الأسرة، وأن هناك عوامل تتسبب في تشتت الأسرة وتفككها.
وقال د. الطحان لـ «العرب»: ظاهرة تفكك الأسرة من الظواهر الاجتماعية السيئة التي أصبحت، في الفترة الأخيرة، تغزو المجتمعات العربية بشكل كبير، خاصةً المجتمعات الخليجية، لذا يجب الوقوف على الأسباب وراء التفكك الأسري ومعرفتها ومعالجتها والخروج بتوصيات لأصحاب القرار.
وأضاف: مقومات الأسرة وتماسك الأسرة واستقرارها مسؤولية مشتركة بين الأسرة من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى. وتابع: مما نوصي به من أجل الحفاظ على التماسك الأسري وتفادي انتشار الطلاق هو معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذا التفكك وتلافيها والحد منها، كخروج المرأة لساعات طويلة خارج بيتها، لتترك وراءها فراغا كبيرا وما يترتب على الزوج وعلى الأطفال، ووضع قوانين وتشريعات تراعي حاجة المرأة. ونوه بأن التطبيقات الالكترونية الحديثة ساهمت في التفكك الأسري.

د. أحمد الفرجابي: بث الوعي الشرعي المنطلق من هدي النبي

قال الشيخ الدكتور أحمد بن عبد القادر الفرجابي المستشار التربوي والأسري بالشبكة الإسلامية: الأسرة المسلمة تواجه تحديات كبيرة جداً، وهذه ندوة متقدمة تعقدها وزارة الأوقاف، ونشكرهم على حسن الإعداد لها، لنحاول التغلب على التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة عموماً، وكيفية تجاوزها. وأضاف لـ «العرب»: أبرز العناصر التي نواجه بها هذه التحديات هي بث الوعي الشرعي، المنطلق من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقانون الأسرة من الوحيين، فمن حكمة الحكيم سبحانه وتعالى أنه لم يترك أمور الأسرة إلى رأي عالم أو حكمة حكيم، ولكن من خلال قرآن يتلى.
وأردف د. الفرجابي: يجب تصحيح المفاهيم المغلوطة التي دخلت علينا، بعد أن أصبح العالم شاشة واحدة، فهو تحد كبير يواجهنا، ونحن بحاجة أن نجلي هذه المعاني ونصحح المفاهيم عند الجمهور المسلم، وكذلك استدعاء القيم الايمانية التي تربينا عليها، والتنشئة التي تزرع المحبة بين أفراد الأسرة. وأكد أن الندوة راعت الخصوصية القطرية والعربية، وقدمت نموذجا لكيفية المحافظة على تماسك الأسرة وصيانتها. وأشار إلى أن الأسرة باتت تتأثر سلباً بكل ما يُطرح في العالم، وأن هناك تحديات كبيرة جداً، الأمر الذي يوجب العودة إلى الدين والمعتقدات، وتصحيح المفاهيم للشباب بأن الحياة الزوجية تُبنى على الديمومة والاستقرار والاستمرار، فالفكرة أن الزواج للديمومة وتأسيس الأسرة، ومن عظمة الدين أنه بنى الأسرة على الرضا التام والقبول التام، فتؤسس الأسرة على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ونوه إلى أنه بعد تطبيق الشرع ستجد الاسرة التماسك والمحبة في الدين الذي ما ترك خيراً إلا ودل الناس عليه. وحول أبرز أسباب الطلاق في الوقت الحالي، قال د. الفرجابي: لا شك أن تداخل مواقع التواصل الاجتماعي، والتدخلات السالبة من الأسر وغيرهم، ووجود أزمات اقتصادية في بعض الأحيان، واختلاط في العادات والتقاليد، وضعف قدرة بعض الشباب على تحمل المسؤولية، فكلها أسباب أساسية قد تؤدي إلى الطلاق. وأضاف: كما أن من أسباب الطلاق الواقع الذي يشجع عليه، وتزييف الحقائق عبر «ثقافة المسلسلات» التي جعلت البعض يستسهلون هذه الأمور، فالأسرة تواجه هجمات إعلامية كبيرة وتترك آثارا سالبة على الأسرة المسلمة.

د. أحمد بن محمد: «ندوة الأمة» ربع سنوية

أكد الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، أن «ندوة الأمة» ربع سنوية، تدرس قضايا المجتمع وقضايا الأمة المهمة، وفي كل موسم تطرح عنوانا رئيسيا، وتدرس قضية فرعية معينة، وفي الموسم الأول كانت الحواضن الثقافية وفي الموسم الثاني تدرس موضوع «قيمنا عماد الحضارة وسبيل النهوض».
وقال د. أحمد بن محمد لـ «العرب»: ندرس موضوع القيم لأهميته في ترسيخ المجتمع وتثبيته وتكوين الأمة، فالأمة التي لا تحافظ على قيمها، هي أمة ميتة لا دور لها في التاريخ، وطرحت الندوة مؤخراً قضية البناء القيمة للأسرة، وذلك لأهمية الأسرة في تكوين المجتمع والأمة. وأضاف: مثل هذه الندوات تكمن أهميتها في استدعاء عدد من المختصين، وكل مختص يطرح أفكاره ورؤاه، مما يؤدي إلى حراك ثقافي بالمجتمع وينشط الأفكار في كيفية حل المشكلات وتعزيز القيم المبني عليها المجتمع، كما أن من أهمية الندوة أن الأوراق المطروحة هي ملخص للورقة البحثية التي سيتم طباعتها مع كل موسم.
وأشار إلى أن التوصيات التي تخرج سواء عن الندوة أو جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية العالمية يصدر بها كتاب يكون مرجعا لجميع الجهات الحكومية والخاصة، حيث تعتبر الندوة خلاصة ما يكون في الكتاب من تفاصيل ورؤى.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف التماسك الأسري التماسک الأسری الشیخ الدکتور الأسرة من أحمد بن

إقرأ أيضاً:

منصور بن محمد يهنئ أحمد بن محمد بتوليه رئاسة نادي دبي لسباقات الهجن

هنأ سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، على ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء “رعاه الله” حاكم دبي، بتعيينه رئيسًا لنادي دبي لسباقات الهجن.

وقال سموه: «إن إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرسوما بشأن نادي دبي لسباقات الهجن يؤكد اهتمام سموه ورعايته لرياضة الهجن التي تمثل إرثا نعتز به في دولة الإمارات، كما يؤكد الحرص على ترسيخ مكانة هذه الرياضة في مجتمعنا ومكانة دبي على خارطة هذه الرياضة محليا و إقليميا ودوليا، وأن تعيين سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيسا للنادي تضمن تحقيق الأهداف الكبيرة التي تضمنها المرسوم على مستوى المحافظة على الإرث وكذلك على تعزيز المكانة الدولية لدبي وتطوير هذه الرياضة بشكل مستمر والاستثمار الأمثل للموارد والدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة لهذا القطاع».

وأضاف سموه: «ستشهد المرحلة المقبلة تحقيق إنجازات جديدة في رياضة الهجن تتناسب مع دعم القيادة الرشيدة، وتعزيز المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية، وتطوير منظومة العمل بما يتناسب مع التطور الذي تشهده جميع مجالات الحياة».

من جانبه رفع مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، لتوليه قيادة العمل في نادي دبي لسباقات الهجن الذي يحتل مكانة كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وأكد أن سموه سيقود منظومة مهمة لتحقيق أهداف كبيرة للنادي على مستوى المحافظة على التراث والريادة، وكذلك على مستوى تنظيم وتطوير السباقات المحلية والدولية.

كما هنأ مطر الطاير الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم على توليه رئاسة مجلس إدارة النادي والعمل على تحقيق الأهداف الكبيرة التي تضمنها المرسوم الذي أصدره صاحب السمو حاكم دبي، بدعم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لدبي، وبتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس نادي دبي لسباقات الهجن، وتمنى لمجلس الإدارة المكلف تحقيق المزيد من النجاحات التي تترجم دعم القيادة الرشيدة ومكانة رياضة الهجن في إرثنا ومجتمعنا.

مقالات مشابهة

  • ندوة تؤكد أهمية تكاتف الجهود لمكافحة المخدرات بولاية طاقة
  • "هفتان وريان"عرض مسرحى يناقش ترسيخ القيم والحفاظ على البيئة بثقافة كوم أمبو
  • “وزارة الصحة” و”الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة” يطلقان حملة الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض
  • وزير الشؤون الإسلامية يتسلم وسام الجامعة الندوية الإسلامية
  • رئاسة الإقليم:من متطلبات فوز حزب بارزاني في الانتخابات يتطلب بقاء النازحين في المخميات
  • هيئة تنمية المجتمع تنظم فعالية للتوعية باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • مدير عام شرطة أبوظبي: الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات ركيزة أساسية لأمن المجتمع وسلامته
  • شرطة أبوظبي: الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات ركيزة أساسية لأمن المجتمع
  • معرض يوثق الإنجازات الخيرية بالكامل والوافي
  • منصور بن محمد يهنئ أحمد بن محمد بتوليه رئاسة نادي دبي لسباقات الهجن