رغم مرور أيام على إصابة الطفلتين الفلسطينيتين فايزة عبد العزيز وميرا عياش، ما زالت مشاهد القصف الإسرائيلي الذي استهدفهما جنوب قطاع غزة تلاحقهما على شكل «كوابيس مرعبة».
الطفلتان عبد العزيز (11 عاما) وعياش (8 سنوات) أصيبتا في هجومين منفصلين، وهما ترقدان حاليا في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع لتلقي العلاج.


«عبد العزيز» أصيبت جراء استهداف الجيش الإسرائيلي سيارة مدنية بمدينة رفح جنوب القطاع، وفقدت على إثره شقيقيها وعينها اليسرى. فيما أصيبت «عياش» بشظايا صاروخ في القدم، جراء قصف إسرائيلي بالمنطقة التي نزحت إليها جنوب القطاع، قادمة من مدينة غزة.
عبد العزيز وعياش، حالتان من آلاف الأطفال الذين أصيبوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، ويعانون من أوضاع صحية صعبة بسبب نقص الخدمات الطبية. ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء «22 ألفا و185 شهيدا و57 ألفا و35 إصابة معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وبحسب إحصائيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الإثنين، فإن عدد الضحايا الأطفال الذين «استشهدوا» جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 3 شهور بلغ نحو 9 آلاف و280 طفلا.

صدمة ومشاهد قاسية
تستذكر الطفلة عبد العزيز، تفاصيل الاستهداف بصوت مرتعش، قائلة: «كنت أسير في الطريق رفقة اثنين من أشقائي وابن عمي وابنة عمتي، فجأة نزل صاروخ إسرائيلي على سيارة كانت تمر من جانبنا».
وتسرد تفاصيل الحادث الأليم، مضيفة: «من شدة القصف، ألقت بنا الغارة على مسافة بعيدة من المكان الذي كنا نسير به، وبعد أن سقطنا أرضا، ركضت مسرعة من شدة الخوف؛ رغم الألم الذي كنت أشعر أنه يصيب وجهي والدماء التي كانت تسيل منه، دون أن أعرف ما حل بي». لحظات، حتى عادت الطفلة أدراجها رغم وضعها الصحي الصعب، بحثا عن شقيقيها، لتصدم بمشاهد الجثث والأشلاء الملقاة على الأرض بجانب السيارة المستهدفة، وفق قولها. لكن الصدمة الأكبر على حد تعبيرها، كانت حينما وجدت شقيقيها وابنة عمتها مطروحين على الأرض مضرجين بدمائهم «شهداء». وتوضح بصوت حزين مرتجف: «بعد نقلي لمستشفى أبو يوسف النجار (برفح)، تبين حينها إصابة عيني بجراح خطيرة»، ليتم نقلها لاحقا إلى المستشفى الأوروبي لاستكمال العلاج.
وأشارت الطفلة إلى أن الأطباء أجروا لها «عملية جراحية في الوجه، وأخرى لإزالة العين المصابة وتقطيب الجروح الغائرة»،وتقول بحرقة شديدة: «أنا الآن أرى بعين واحدة فقط، بعد أن فقدت عيني الثانية، أليس هذا حرام؟! ما ذنبي وما الجرم الذي ارتكبته حتى أفقد أشقائي وعيني؟!».
وتختم قائلة: «في الليل لا أستطيع النوم أبدا من شدة الخوف والألم، وإن غفت عيني قليلًا تراودني كوابيس مرعبة».
ورغم المحاولات المتكررة، تعجز الطفلة المصابة عن نسيان لحظات الاستهداف ومشاهد الجثث والأشلاء، فيما ينتابها شعور بالخوف الشديد مما هو آت.
لحظات مخيفة
وعلى سرير مجاور، ترقد الطفلة «عياش» التي تعاني من أوجاع في قدمها جراء إصابتها بشظايا صاروخ إسرائيلي.

وتصف الطفلة المصابة لحظات القصف التي عاشتها بـ»المخيفة»، وتتساءل باستغراب: «نحن الأطفال ماذا فعلنا حتى يتم قصفنا بهذا الشكل؟ شاهدت في المستشفى مناظر ومشاهد قاسية تقشعر لها الأبدان».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة استهداف الأطفال في غزة الجيش الإسرائيلي عبد العزیز

إقرأ أيضاً:

مقتل قيادي ميداني بارز في حزب الله بضربة إسرائيلية

قتل قيادي ميداني بارز في جماعة حزب الله اللبنانية في ضربة إسرائيلية، الأربعاء، بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين.

وذكر المصدران أن القيادي كان مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على طول الجبهة الحدودية حيث تتبادل الجماعة إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر بالتوازي مع حرب غزة.

وأوضحا أنه كان على نفس الرتبة والأهمية للجماعة التي كان عليها القيادي طالب عبد الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في يونيو.

بدوره أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة فرانس برس فضّل عدم الكشف عن هويته بأن القيادي "هو أحد قادة المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفا أنه "قتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور".

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية قد أفادت عن غارة من "مسيرة معادية على سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور" التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن الحدود.  

ويعد هذا القيادي الثاني البارز الذي يقتل منذ 11 يونيو حين قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائد واحدٍ من المحاور الثلاث في جنوب لبنان في غارة استهدفت منزلا في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.  

وردّ حينها حزب الله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته حينها عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان. وأعلن اعتراضه عددا منها بينما سقطت غالبيتها في أراض خلاء وأدت الى اشتعال حرائق.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعما" لغزة و"اسنادا لمقاومتها"، بينما ترد اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وصعّد مسؤولون اسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان. 

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 494 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقل من حزب الله وقرابة 95 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • ‏رويترز: مسؤول في حزب الله يتوعد بمهاجمة مواقع جديدة في إسرائيل
  • ‏حزب الله يعلن إطلاق نحو 200 صاروخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية شمالي إسرائيل
  • ‏دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل لأكثر من نصف ساعة بعد رشقات صاروخية من جنوب لبنان
  • حزب الله يطلق رشقة صاروخية نحو كريات شمونة شمالي إسرائيل
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • مقتل قيادي ميداني بارز في حزب الله بضربة إسرائيلية
  • إصابة شخصين جراء عملية طعن داخل مجمع تجاري شمال إسرائيل
  • إصابة 3 أشخاص في عملية طعن في مجمع تجاري في "كرمئيل" شمالي إسرائيل ومقتل منفّذ العملية
  • الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي هو الأكبر في غزة منذ تشرين الأول