شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن الصين وأزمة أوكرانيا، الصين وأزمة أوكرانيارغم تنافسهم، لا يريد الصينيون والغربيون ارتباك الأمور في روسيا البلد الكبير جداً والذي يضم 11 منطقة زمنية ويمتلك .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الصين وأزمة أوكرانيا، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
الصين وأزمة أوكرانيا
رغم تنافسهم، لا يريد الصينيون والغربيون ارتباك الأمور في روسيا البلد الكبير جداً والذي يضم 11 منطقة زمنية ويمتلك 6000 سلاح نووي.
حرب أوكرانيا وطّدت الروابط داخل الغرب، تحت القيادة الأميركية، وأدت لارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية، وهو ما لا يخدم مصلحة الصين.
في الصين لا يمكن تصور تطور ميليشيا خاصة إلى هذا الحد، ناهيك عن إقدام زعيمها على انتقاد رئيس هيئة الأركان المشتركة أو وزير الدفاع علانية.
تؤكد التطورات المتلاحقة في روسيا بالنسبة للصين فكرة مؤداها أن هذا بكل تأكيد ليس الوقت المناسب لتخفيف قبضة الحزب الشيوعي على الدولة والمجتمع.
رأت الصين ميزان القوى بينها وبين روسيا يميل لصالحها بسبب مشكلات تتعرض لها روسيا لكن لا تريد انهيار روسيا لئلا يزداد الغرب قوة وتنتشر الفوضى على حدودها.
الصين وروسيا حلفاء ضد هيمنة الغرب على العالم، لكن الصين تريد عالماً مستقراً تتأكد فيه قوتهم بهدوء وثبات وحيث تصبح الصين «طبيعيا» القوةَ العالمية الأولى.
* * *
تابعت السلطات الصينية باهتمام محاولة التمرد الفاشلة التي قادها يفغيني بريغوجين. وأغلب الظن أنها لم تشعر بالاطمئنان صباح يوم السبت 24 يونيو حين رأوا القيادة الروسية تندد بطعنة في الظهر وتدعو الروس للتوحد والالتفاف من حولها.
في تلك اللحظة، كانت هناك محاذير من مواجهة بين الميليشيا والجيش في روسيا، تفضي إلى فوضى، وهذا سيناريو اعتبره البعض مخيفاً في بكين كما في العواصم الغربية الأخرى!
فرغم تنافسهم، إلا أن الصينيين والغربيين لا يريدون ارتباك الأمور في بلد كبير جداً يضم 11 منطقة زمنية ويمتلك 6000 سلاح نووي. ثم إن الأسوأ من ذلك بالنسبة لبكين هو أن ذلك سيعني انتصار «الغرب العالمي»، وفقدان شريك في معركتها من أجل «مكافحة غربنة» العالم.
الصين رأت ميزان القوى الذي بينها وبين روسيا يميل لصالحها أكثر بسبب المشكلات التي تتعرض لها روسيا، لكنها لا تريد انهيار روسيا لترى الغرب يزداد قوة على الصعيد العالمي وتنتشر الفوضى على حدودهما.
ولهذا، أعادت الصين تأكيد دعمها لفلاديمير بوتين ولكنها ما تزال قلقة. فبعيداً عن تصريحات الصداقة «المتينة متانة الصخر»، إلا أن الصينيين قلقون بعض الشيء.
إنهم حلفاء بحكم المصلحة لمواجهة الهيمنة الغربية أو الأميركية على العالم، لكن الصينيين يريدون عالماً مستقراً، حيث تتأكد فيه قوتهم بهدوء ولكن بثبات، وحيث تصبح الصين «بشكل طبيعي» القوةَ العالمية الأولى.
والحال أن حرب أوكرانيا وطّدت الروابط داخل الغرب، تحت القيادة الأميركية، وأدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية، وهو ما لا يخدم مصلحة الصين.
لقد تعلّم الصينيون درساً من الإطاحة بميخائيل غورباتشوف مفاده أنه لم يكن ينبغي تقليص سلطة الحزب الشيوعي على المجتمع حتى لا يؤدي ذلك إلى سقوطٍ لا يمكن السيطرة عليه.
وأغلب الظن أنهم يقولون في أنفسهم إن روسيا غامرت حين سمحت لميليشيا خاصة بالنمو والتطور جنباً إلى جنب مع الجيش الرسمي. ففي الصين لا يمكن تصور تطور ميليشيا خاصة إلى هذا الحد، ناهيك عن إقدام زعيمها على انتقاد رئيس هيئة الأركان المشتركة أو وزير الدفاع علانية.
ففي الصين، ما يزال المبدأ الماوي «الحزب يقود بالبنادق»، سارياً وقد امتد ليشمل حتى شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة «باتكس» (بايدو وعلي بابا وتانسنت وشاومي).
والواقع أن معضلات روسيا، إذا لم تتعمق، يمكن أن تخدم مصلحة الصين. فهما شريكان ولكنهما أيضا متنافسان في ما يتعلق بالجنوب العالمي.
فقبل الحرب، كان يمكن القول إن روسيا كانت اللاعب المركزي في الشرق الأوسط، اللاعب الوحيد الذي يتحدث إلى كل الأطراف، إلى «حماس» مثلما يتحدث إلى إسرائيل، وإلى السعودية والإمارات مثلما يتحدث إلى إيران.
ولكن في الآونة الأخيرة، حدثت المصالحة بين الرياض وطهران تحت رعاية الصين، مما أظهر اختراقاً استراتيجياً مذهلاً للصين، جاء ليصاحب الانفراج الاقتصادي.
اليوم في أفريقيا، قد يثير التمرد الذي أقدم عليه «بريغوجين» بعض التساؤلات حول شركة «فاغنر» كشريك عسكري للأنظمة الأفريقية التي تعتبرها كذلك.
فأمام روسيا التي بات من الصعب على نحو متزايد التنبؤ بتصرفاتها، وأمام الغرب الذي ما زال لا يتوانى عن إعطاء الدروس وممارسة ازدواجية المعايير، تظهر الصين كشريك يمكننا الاعتماد عليه حقاً.
وتأتي التطورات المتلاحقة في روسيا لتؤكد بالنسبة للصين فكرة مؤداها أن هذا بكل تأكيد ليس هو الوقت المناسب لتخفيف قبضة الحزب الشيوعي على البلاد والمجتمع.
*د. باسكال بونيفاس المدير المؤسس لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية- باريس
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس فی روسیا
إقرأ أيضاً:
"فايننشال تايمز": العقوبات الأوروبية على روسيا.. أداة ضغط أم عائق للسلام في أوكرانيا؟.. فشل قمة باريس يكشف عجز أوروبا عن تقديم الدعم لكييف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى مفترق طرق حاسم، تواجه الدول الأوروبية معضلة استراتيجية، أى العقوبات المفروضة على روسيا يجب الإبقاء عليها لضمان سلام عادل فى أوكرانيا، وأيها يمكن التضحية به لإنهاء الحرب؟ هذا السؤال يهدد بشرخ جديد فى العلاقات عبر الأطلسي، خاصة مع تصاعد مخاوف أوروبية من أن تقدم إدارة ترامب المقبلة على رفع جزئى للعقوبات من طرف واحد، وفق حسابات أمريكية تتعارض مع أولويات القارة العجوز.
فشل باريس
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" أن قمة باريس الأمنية الأسبوع الماضى كشفت عن واقع مرير، عجز القادة الأوروبيين عن تقديم ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا، فى تكرار لدورهم التقليدى كـ"قوى متوسطة" تعتمد على المظلة النووية الأمريكية.
لكن المفارقة أن هذه الدول رغم ضعفها العسكري، تمتلك سلاحا اقتصاديا فريداً تمثل فى ١٥ جولة عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبى على موسكو منذ الغزو الكامل لأوكرانيا فى فبراير ٢٠٢٢.
هنا يطرح سؤال مصيري: هل ستهدر أوروبا هذه الأوراق تحت ضغوط سلام ترامب المحتمل، الذى قد يتبنى رفعاً جزئياً للعقوبات مقابل وقف إطلاق النار؟
وترى الصحيفة أن أوروبا تحتاج بشكل عاجل إلى إجراء مراجعة للعقوبات التى قد تكون على استعداد لرفعها للمساعدة فى تأمين السلام.
مفاوضات ترامب
تحذر تحليلات صحيفة "فايننشال تايمز" من أن التردد الأوروبى فى مراجعة سياسة العقوبات قد يحولهم إلى كبش فداء، إذا ما أقدم ترامب على رفع عقوبات أحادى الجانب، ثم ألقى باللوم عليهم فى حال فشل اتفاق سلام.
الخطة الأوروبية المقترحة ترتكز على تفاوض استباقي: تحديد العقوبات القابلة للرفع (كإعادة دمج بعض البنوك الروسية فى نظام سويفت المالي، أو تخفيف قيود تأمين ناقلات النفط)، مقابل التشبث بعقوبات أخرى كـ"رهان استراتيجي"، مثل حجز ٢٥٠ مليار يورو من أصول البنك المركزى الروسى حتى دفع تعويضات الحرب.
الخلاف بين بروكسل وواشنطن
بينما ترى الإدارة الأمريكية المحتملة أن أوكرانيا مجرد "بيدق" فى مواجهة أكبر مع الصين (بهدف فصم التحالف الروسي-الصيني).
فأوكرانيا ليست سوى بيدق فى لعبة قوة أكبر، فإنهاء الحرب قد يساعد فى فصل روسيا عن الصين وبالتالى إضعاف بكين استراتيجياً، وهى الأولوية للولايات المتحدة، بينما تصر أوروبا على أن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة هو خط دفاعها الأول ضد التوسع الروسي.
لكن الصحيفة تشير إلى أن ترامب قد لا يهتم بـ"العدالة" فى السلام بقدر اهتمامه بتحقيق انتصار دبلوماسى سريع، حتى لو تضمن تنازلات تمس المبادئ الأوروبية.
تقدم صحيفة "فايننشال تايمز" حلّاً غير تقليدي: البحث عن نقاط ضغط على ترامب عبر ملفاته الاقتصادية، فبينما قد يتخلى الرئيس الأمريكى عن دعم أوكرانيا، إلا أنه قد يقدم على دعم مصالح الشركات الأمريكية المستثمرة فى أوروبا، والتى تشكل رافعةً قد تستخدمها بروكسل لتحقيق توازن فى المفاوضات.
أوروبا و السلام
القرار الأوروبى سيحدد مصير القارة كفاعل جيوسياسي: إما الإصرار على عقوبات تحافظ على مبادئ السيادة الدولية (مخاطرةً باستفزاز ترامب)، أو المرونة التى قد تفتح الباب لسلام هش يُعيد رسم خريطة النفوذ العالمي.
فى كلا الحالتين، يبدو أن العاصفة المقبلة ستختبر مدى قدرة الاتحاد الأوروبى على التحول من "قوة اقتصادية" إلى "لاعب سياسي" له كلمته فى النظام الدولي.
ترامب يستسلم لـ بوتين؟
كشفت تحليلات صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن توجهات مقلقة فى سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب الخارجية، تشير إلى استعداد غير مسبوق للتخلى عن المبادئ الغربية لصالح إنهاء سريع للحرب فى أوكرانيا، حتى لو تطلب الأمر تنازلات وتدفع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى مأزق وجودي.
صفقة ترامب
وفقاً للصحيفة، يدفع ترامب باتجاه تسوية تتضمن شروطاً جذرية تخدم الروس بشكل صارخ.
التخلى عن الأراضى المحتلة: عدم إلزام روسيا بإعادة جميع المناطق الأوكرانية التى سيطرت عليها عسكرياً منذ ٢٠١٤، بما فى ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس.
إغلاق باب الناتو: منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى بشكل دائم، وهو المطلب الاستراتيجى الأكبر لبوتن.
انسحاب القوات الأمريكية: عدم نشر أى قوات أمريكية على الأراضى الأوكرانية كضمانة أمنية.
هذه الشروط، التى وصفها محللون بـ"الاستسلام المعلن"، تعيد إلى الأذهان سياسة "الوفاق" مع موسكو التى اتبعها بعض القادة الغربيين قبل الغزو، لكن مع فارق جوهري: ترامب يقدمها كـ"حل سحري" دون ضمانات لوقف التوسع الروسى المستقبلي.
العداء الشخصي
ترجح صحيفة واشنطن بوست أن خلفية العداء بين ترامب وزيلينسكى يلعب دوراً محورياً فى هذه المعادلة، فخلال الحملة الانتخابية الأخيرة، هاجم ترامب نظيره الأوكرانى واصفاً إياه بـ"الديكتاتور"، فى إشارة إلى رفض زيلينسكى التنازل عن السيادة الأوكرانية.هذا التوتر يتجاوز الخلافات السياسية إلى جذور أعمق تعود إلى عام ٢٠١٦، حين اتهم ترامب دون أدلة أوكرانيا بالتآمر مع الديمقراطيين لإلصاق تهمة "التدخل الروسي" فى الانتخابات الأمريكية به، بينما أكدت تحقيقات مستقلة العكس.