الثورة نت:
2025-05-02@13:16:03 GMT

في ذكرى رحيل الأستاذ جار الله عمر

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

 

( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً ) صدق الله العظيم
لقد ذهب عنا الأستاذ جار الله عمر في 28 ديسمبر 2002 م، اغتالته يد الغدر والخيانة والتآمر والعمالة للخارج من رؤوس النظام السابق الذين خططوا لهذه العملية الدنيئة واعتقدوا بأنهم سوف ينجون بأنفسهم وسوف يستمرون في حكم البلاد إلى مالا نهاية، لكنهم شربوا من نفس الكأس وماتوا في مزبلة التاريخ وتخلّد جار الله عمر في ذاكرة الشعب إلى الأبد
فلقد ذهب عنا ذلك القائد العظيم جسداً، لكنه يعيش بيننا حيّاً بأفكاره و سيرته الكفاحية العطرة وتاريخه الحافل بصنع التحولات الوطنية التاريخية، فجار الله عمر كان مهندس توحيد فصائل العمل الوطني في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية و مهندس وحدة فصائل أحزاب اليسار في إطار حزب الوحدة الشعبية و من ثمّ الحزب الاشتراكي اليمني الذي حقق لليمن وحدتها برغم كل الظروف الصعبة و المعقدة التي كانت تحول دون ما تحقيقها لولا أن إدارة الوحدة لم تكن على مستوى ذلك الحدث العظيم والمنجز التاريخي الكبير لكانت اليمن اليوم في مصاف الدول المزدهرة.


لكن تلك الإدارة سرعان ما عادة إلى التمترس في الماضي وتراوح جراحاته وأفقدت الوحدة بريقها ووهجها لكن الوحدة برغم ذلك باقية ولن تموت.
لقد لعب الأستاذ جار الله عمر دوراً كبيراً في تقديم رؤاه المتميزة بالحكمة والحنكة و المسؤولية عبر مختلف الظروف والمراحل التي مرت بها اليمن و برغم أننا والأستاذ جار الله عمر اُقصينا خارج اليمن بسبب تداعيات آثار حرب 94، إلا أنه سرعان ما قدم رؤيته التاريخية الهادفة إلى إزالة آثار تلك الحرب من خلال حزمة من الإصلاحات التي بلغ صداها الساحة اليمنية بأسرها، لكن من اعتقدوا أنهم انتصروا في 7 يوليو عام 94 أسكرهم غرور ذلك النصر الوهمي المسكون بغرور القوة و الغطرسة إلى أن تزلزلت الأرض من تحت أقدامهم و أوصلوا اليمن إلى هذه الأوضاع السيئة التي نعيشها.
لقد ترك لنا الأستاذ جار الله عمر عبر و تجارب ورؤى في التسامح والمصالحة و الإصلاح ما ينبغي علينا أن نستفيد منها إذا ما صدقت النوايا للتوجه لبناء اليمن أرضاً و إنساناً و اتخذنا قراراً شجاعاً يُجرم الولائات للخارج، لأن الخارج لا يحمل لنا الا معاول الهدم و الدمار و كلنا تجرع مرارة العدوان و غطرسته و همجيته وعرفنا أهدافه الهدامة.
لقد خسر الشعب اليمني باغتيال جار الله عمر خسارة فادحة وغاب عن الساحة رجل الحوار والتسامح والمصالحة وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف على مستوى الساحة بأسرها وغابت عنا تنبؤاته الحكيمة المحنكة لما كان يمتلك من رجاحة عقل وسعة صدرو حنكة سياسية نادرة.
لقد كان بالنسبة لي الاستاذ جار الله عمر أخاً ورفيق الدرب الطويل و تعلّمت منه الكثير لأنه كان مدرسة وطنية متكاملةاجتمعت في شخصة كل الخصال الحميدة و تجاوزنا معاً كل الصعاب و المخاطر و المتاعب التي رافقت نضالنا الطويل.
أسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته.
* رئيس تنظيم التصحيح

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: “الشعار سلاح وموقف”

 

في ذكرى السنوية للصرخة نستحضر الموقف الحق في زمن الباطل، والنور والهدى في زمن الظلام الضلال، والصوت الشجاع الحر في زمن الصمت والعبودية والإنبطاح، والعزة القوة في زمن الضعف الذلة.

يظل شعار الصرخة في وجه المستكبرين يتقدم مسيرة الحرية والعزة والكرامة في مواجهة طواغيت العصر، ويمثل عنوان معركة الأمة التي تتوق للحريّة والإستقلال والإنعتاق من تسلط قوى الطاغوت والظلم والإستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل خاصةع في هذين العقدين الأخيرين بهدف ضرب الأّمة وقهرها واستعبادها، بل وتركيع العالم بأسره.

في كلّ مسارات الصّراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي يحتلّ الشعار المكانة المتقدّمة والضروريّة، وتبرز أهميته مع كلّ خطوة وحدث وتطوّر وفترة زمنية من عدة زوايا واتجاهات أهمها:

– الفكر والثقافة والإعلام: في معركة الإعلام والفكر والثقافة وتزييف الحقائق التي يقودها ويمولها حلف الطاغوت اﻷمركي الإسرائيلي فضح شعار الصرخة في وجه المستكبرين كلّ شعارات التحرك الطاغوتي، والعناوين المزيفة للهيمنة والإحتلال، وأسقط كل مشاريع الغزو الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بنفسه وبما يترافق معه من توعية شاملة، فالأمّة تعيش اليوم تطوّرات رهيبة في الصّراع مع أعداء الإسلام من تقليدي إلى حضاري، وتطوّرع وسائله وأدواته بما فيها من تحريف وتزييف للمفاهيم والرؤى والنظريات والثقافات، وباتت معركة الوعي والمصطلحات هي أولًا المعركة الأولى، وقد لعب الشعار وثقافته دورًا محوريًا في هذه المعركة، واستطاع أن يوجّه البوصلة تجاه الأعداء الحقيقيّين للأمّة، وخَلَقَ في الوسط السياسي والاعلامي والثقافي والفكري والإجتماعي ثورة شاملة، وأحدث صحوة وبصيرة ويقظة وانتباه، وهذا يحتاج إلى شرح مفصّل.

– في الجانب السياسي والدبلوماسي: في المعركة السياسية والدبلوماسيّة التي تخوضها الأمّة ويشهدها العالم فَرْمَلَ الشعار كلّ وسائل وأساليب الخبث والإلتواء الأمريكي الإسرائيلي، وأسّسَ لعمل سياسي ومؤسسي واضح، مرتبط بالأمّة وهويتها وقضاياها، ويعبر عنها وعن مواقفها ووجهتها، وفي المقدّمة قضيتها الكبرى (فلسطين)، وكشف كلّ الأقنعة الزائفة، ومزّق كلّ الأنسجة المفبركة، وفضح كلّ العناوين المضلّلة للإستكبار العالمي التي يتخفى خلفها، ويتحرك تحت بريق عناوينها وشعاراتها المخادعة مثل: الديمقراطيّة، والحريّة، وحقوق الإنسان، والحوار، والتعايش، والسّلم والسّلام، والأمن والإستقرار، ونحوها من الشعارات الإستهلاكيّة الموجّهة، كما رسم الشعار طريقة واضحة للتعامل السياسي والدبلوماسي مع دول الإقليم والعالم، وتقدّم هذه المعركة بجدوى وفاعليّة على كلّ المستويات، وفرز الأعداء والاصدقاء بكل وضوح وشفافية، وهذا ما يدركه الأعداء جيدًا، ويحتاج لشرح وتفصيل.

– في الجانب الإقتصادي: والأمة تخوض معركة إقتصادية شرسة مع أعدائها فإن الشعار يدفع الأمة لتحمّل مسؤوليتها الشاملة والقيام بها وممارستها بقوة كبيرة وهمّة عالية، ومنها المسؤلية المالية والإقتصادية، إذ يحوّل الفرد والأمّة من حالة الإستهلاك إلى الإنتاج والتصنيع، ويؤثر في تنمية روع الإبداع والإبتكار في مختلف المجالات، ويدفع باتجاه استغلال القدرات وتوظيفها، والإنتفاع بالخيرات وتنميتها، واستخراج الثروات ومواردها، ويعلم الأمة كيف تقف على أقدامها وتعتمد على ذاتها، وضرورة مقاطعة أعدائها، وخوض المعركة الإقتصادية بعزيمة وإرادة لا تقهر ولا تنهزم، والصمود والإنتصار أمام كلّ أنواع الضغوطات والتهديدات والعقوبات الإقتصادية، وهذا له بيان وشرح وتفصيل.

– في الجانب التربوي: يربي جيلا قويا لا يعرف الخوف والهزيمة، والخنوع والإستسلام، ولا يقبل بالغزو والإحتلال والإستعمار، ولا يحمل الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وينشأ منذ يومه الأول على مبادئ القرآن وقيم الإسلام، متسلحًا بالوعي والحكمة والبصيرة، يصوغ عقيدته وانتماءه على أسس الإسلام، ومرتكزات الهويّة الإيمانية، والثقافة القرآنية، والموالاة والمعاداة، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.

– في الجانب الإجتماعي: يُحلحل كل عقد التفرقات والخلافات التي يصنعها الاعداء ويغذونها باستمرار، ويصهر كل التباينات المستعصية، والعداوات الشخصية، والأحقاد الدفينة، والكراهيات المعقّدة، والفتن المذهبية والطائفية، والحروب والثارات الداخليّة، فتذوب وتتلاشى بأجمعها، وتجتمع النفوس والأبدان والقلوب والأبصار والسواعد والأقدام وتتوحد على قضيّة واحدة، وموقف واحد، تذوب معه كلّ ترسّبات الأحقاد والضغائن، ويتبخر كلما هو دخيل ومصنوع ومدّبر، فيعيش المجتمع أجواء الأخوة والوحدة، والقوة والتكامل، والألفة والمحبّة، والود والإنسجام، وبهذا تتحقّق العدالة، والحرية، والكرامة، والعزة، والإستقلال، والحيوية، والنشاط، ووحدة الكلمة والموقف، والإعتصام الجماعي بحبل الله، وتتعمّق روابط الأخوة الإيمانية، والوحدة.

الإسلاميةالشاملة، وحدةالموقف والقرار والهدف والرؤية،والمصير المشترك، والمسؤلية الجماعية، وروح الفريق الواحد، والكلّ يكون له موقف مهمّ ومسؤول من الأعداء، فنرى الطفل والشاب والصغير والكبير والرجل والمرأة كلًا له موقف واضح معلن، يوالون أولياء الله، ويعادون أعداء الله.

– في الجانب الأمني: يحصّن الأمة من مؤامرات الأعداء، ومخططات الإختراق، ويحول دون حصول أعداء الأمّة على عملاء وجواسيس ومرتزقة ومخبرين، وينمّي الحسّ الأمني واليقظة والإنتباه لدى الفرد والمجتمع بشقّيهما الوقائي والعلاجي، وفي ظلّها ينعم المجتمع في بالأمن والسّلامة والسكينة والإستقرار، ويجعل من كلّ أفراد المجتمع رجالا للأمن وحماةً للوطن وحراسا للنظام العام وركائزه وأركانه المعروفة: (الأمن العام، والصّحة العامّة، والسًكينة العامة، والأخلاق والآداب العامة) فتختفي الجرائم المنظًمة، وشبكات التجسّس بكلّ خلاياها وأشكالها وأدواتها، ويجعل كلّ أفراد الشعب يحملون هذه الروح الإستباقيّة، حراسا للأمن والسلام والإستقرار، والسكينة العامّة، والسّلم الأهلي والمجتمعي، وبهذا تتجلّى أهميّته البالغة في حفظ وصون الأمن المحلي والقومي.

– في الجانب العسكري: يقوّي العقيدة القتالية والجهادية، ويصوّب حركة الأمّة تجاه الأعداء الحقيقيين، ويخلق في نفوس المقاتلين القوّة والشجاعة والحماس، وفي نفوس الأعداء الرّعب والخوف والرّعشة والقشعريرة، فترى الأعداء يهابون وينهزمون من الشّعار، وعند سماع الصّرخة يولون الأدبار، وترى الفرد المقاتل يهتف بالشّعار ويردّد الصرخة مع كلّ طلقة، وقذيفة، وضربة صاروخية، وطائرة مسيرة، لأنّه سلاح وموقف.

وأخيرًا:

هذه نقاط مختصرة، ورؤوس أقلام مركّزة، وإلّا ففوائد الشّعار لا تعدّ ولا تحصى، يجب الوقوف على القدر الممكن منها في مختلف الجوانب والمجالات وبحثها وإثرائها، وخاصّة من قبل الطلائع والنّخب الثقافيّة والعلميّة والسياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة والتربويّة… الخ.

(الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

مقالات مشابهة

  • إلى روح الأستاذ الدكتور عمر أبو نواس
  • في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين «الشعار سلاح وموقف» 
  • في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: “الشعار سلاح وموقف”
  • هزاع بن زايد: في ذكرى رحيل طحنون بن محمد نستذكر إرثه الحافل بالعطاء
  • هزاع بن زايد: في ذكرى رحيل طحنون بن محمد آل نهيان نستذكر إرثه الحافل بالعطاء
  • مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي سيرته لـ عربي21.. هذه بدايتي
  • لقاءات جماهيرية موسعة للاستماع إلى المواطنين بقرى ومراكز الفيوم تنفيذًا لتوجيهات المحافظ
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • الدكتور ربيع الغفير يحذر من الناقل للكذب: يُسمى في القرآن صاحب الإفك
  • أستاذ بجامعة الأزهر: قول مليش دعوة أخطر ما يصيب المجتمعات