الثورة نت:
2024-09-20@01:24:12 GMT

في ذكرى رحيل الأستاذ جار الله عمر

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

 

( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً ) صدق الله العظيم
لقد ذهب عنا الأستاذ جار الله عمر في 28 ديسمبر 2002 م، اغتالته يد الغدر والخيانة والتآمر والعمالة للخارج من رؤوس النظام السابق الذين خططوا لهذه العملية الدنيئة واعتقدوا بأنهم سوف ينجون بأنفسهم وسوف يستمرون في حكم البلاد إلى مالا نهاية، لكنهم شربوا من نفس الكأس وماتوا في مزبلة التاريخ وتخلّد جار الله عمر في ذاكرة الشعب إلى الأبد
فلقد ذهب عنا ذلك القائد العظيم جسداً، لكنه يعيش بيننا حيّاً بأفكاره و سيرته الكفاحية العطرة وتاريخه الحافل بصنع التحولات الوطنية التاريخية، فجار الله عمر كان مهندس توحيد فصائل العمل الوطني في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية و مهندس وحدة فصائل أحزاب اليسار في إطار حزب الوحدة الشعبية و من ثمّ الحزب الاشتراكي اليمني الذي حقق لليمن وحدتها برغم كل الظروف الصعبة و المعقدة التي كانت تحول دون ما تحقيقها لولا أن إدارة الوحدة لم تكن على مستوى ذلك الحدث العظيم والمنجز التاريخي الكبير لكانت اليمن اليوم في مصاف الدول المزدهرة.


لكن تلك الإدارة سرعان ما عادة إلى التمترس في الماضي وتراوح جراحاته وأفقدت الوحدة بريقها ووهجها لكن الوحدة برغم ذلك باقية ولن تموت.
لقد لعب الأستاذ جار الله عمر دوراً كبيراً في تقديم رؤاه المتميزة بالحكمة والحنكة و المسؤولية عبر مختلف الظروف والمراحل التي مرت بها اليمن و برغم أننا والأستاذ جار الله عمر اُقصينا خارج اليمن بسبب تداعيات آثار حرب 94، إلا أنه سرعان ما قدم رؤيته التاريخية الهادفة إلى إزالة آثار تلك الحرب من خلال حزمة من الإصلاحات التي بلغ صداها الساحة اليمنية بأسرها، لكن من اعتقدوا أنهم انتصروا في 7 يوليو عام 94 أسكرهم غرور ذلك النصر الوهمي المسكون بغرور القوة و الغطرسة إلى أن تزلزلت الأرض من تحت أقدامهم و أوصلوا اليمن إلى هذه الأوضاع السيئة التي نعيشها.
لقد ترك لنا الأستاذ جار الله عمر عبر و تجارب ورؤى في التسامح والمصالحة و الإصلاح ما ينبغي علينا أن نستفيد منها إذا ما صدقت النوايا للتوجه لبناء اليمن أرضاً و إنساناً و اتخذنا قراراً شجاعاً يُجرم الولائات للخارج، لأن الخارج لا يحمل لنا الا معاول الهدم و الدمار و كلنا تجرع مرارة العدوان و غطرسته و همجيته وعرفنا أهدافه الهدامة.
لقد خسر الشعب اليمني باغتيال جار الله عمر خسارة فادحة وغاب عن الساحة رجل الحوار والتسامح والمصالحة وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف على مستوى الساحة بأسرها وغابت عنا تنبؤاته الحكيمة المحنكة لما كان يمتلك من رجاحة عقل وسعة صدرو حنكة سياسية نادرة.
لقد كان بالنسبة لي الاستاذ جار الله عمر أخاً ورفيق الدرب الطويل و تعلّمت منه الكثير لأنه كان مدرسة وطنية متكاملةاجتمعت في شخصة كل الخصال الحميدة و تجاوزنا معاً كل الصعاب و المخاطر و المتاعب التي رافقت نضالنا الطويل.
أسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته.
* رئيس تنظيم التصحيح

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يشهد احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف بالمركز الثقافي بطنطا

شهد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، احتفال المحافظة بالمولد النبوي الشريف وسط أجواء دينية وروحانية مميزة، بحضور الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية و اللواء أحمد أنور السكرتير العام و المهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد، العميد وائل فتحي المستشار العسكري، اللواء محمد عناني رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب المحافظ، المستشار عمرو حتاته المستشار القانوني للمحافظة العقيد فارس الأشوح، الدكتورة جيهان القطان مدير عام مكتب المحافظ، أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية

بدأت الاحتفالية بالسلام الوطني، القرآن الكريم ومجموعة من الابتهالات الدينية، استمع بعدها الحضور لندوة دينية أدارها الشيوخ الإجلاء فضيلة الشيخ الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية و رئيس لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة المصرية والذي ترأس الندوة الدينية بحضور مجموعة من المشايخ على رأسهم فضيلة الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية بالغربية و الشيخ عبد المهيمن السيد وكيل مديرية الأوقاف بالغربية.

وفي كلمته أكد الدكتور عمرو الورداني ان مولد حضرة النبي العيد الأكبر، فالنبي الكريم أولى بنا منا، فقد علمنا أن سبب وجودنا هما الوالدان، فهل تعرف أحدًا أحنَّ عليك من والديْك؟، ذلك الوالِد الذى قال رسول الله ليقرِّب لنا المسافة: «أنا منكم مثل الوالِد للولد»، ولكن رسول الله لأنه خير الرجال ولا يتغير عن حال الرجولة -الرجولة مقامًا- فأخذ المعنى الذى منه عاطفة النساء، فقد وُجِدَ فيها الرحم لأنها مُلِأت وحُشِيَت بالرحمة، ورسول الله معدن الرحمة «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، فأمك ترحمك وأبوك يرعاك، فإذا جمعت الأم والأب معًا فهذا لا يكفى فى مقام رسول الله منك. فرسول الله جمع حنان الأم ورعاية الوالِد، وجمع شيئًا فوق ذلك، وهو مقام عالٍ ليس هناك أحدٌ له هذا المقام معك إلا رسول الله، فانظروا فى آية سورة الأحزاب يقول الله سبحانه وتعالى:»النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ»، كان من الممكن فى غير النظم القرآنى أن يقال: النبى والِد المؤمنين، وأزواجه أمهاتهم، لكن لا والله، لأن رسول الله منك فى مقام أعلى من مقام الوالدين معك، بل هذا المقام أعلى من مقامك مع نفسك، وهو مقام: «أوْلى بك منك»، إن رسول الله أوْلى بك منك وهذا أعلى مقام يكون بين المخلوقات.

وأنت تقول فى كلمة التوحيد «أشهد ألَّا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله»، ولن تنال حقيقة التوحيد إلا بتفريديْن: (أن تُفرِّد الله فى حبك له -وهذا يدَّعيه كل أحد-، وأن تُفرِّد الله فى حبه لك، فهو يتودَّد إليك فى الأزل وهو على وُدِّه لم يزل). وتجلى هذا أيضًا تجده فى مقام رسول الله، فلن تنال حبه إلا بتفريديْن: (أن أن تُفرِّد رسول الله فى حبك له، وأن تُفرِّد رسول الله فى حبه لك) فهو أوْلى بك منك. ولذلك إذا أردت أن تعرف معنى حياتك فلن تعرفها إلا بمَن هو أوْلى بك منك.

موجها كلمته للحضور قائلاً إن الاحتفال الحقيقي بمولد النبي يكون بمراقبة ما أمرنا به الله ورسوله الكريم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فعلينا أن نطبق الإحسان في كل أمور حياتنا وهو أن نعبد الله كأننا نراه، فإنلم نكن نراه فإنه يرانا، ومختتما كلمته بأبيات من الشعر في الحب النبي المصطفى صلى الله علية وسلم

وتحدث فضيلة الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية بالغربية عن الدروس المستفادة من هذه المناسبة وأهمية الإقتداء بالرسول الكريم، موضحاُ بأن الرسول الكريم جاء ليبني الإنسان قبل الأديان، لأن الدين لابد له من وعاء طاهر ألا وهو الإنسان، وكان من وصاياه صلي الله عليه وسلم، أن توصل الأرحام وأن تُحقن الدماء وأن تُأمن السُبُل وأن يُعبد الله وحده لا شريك له هذا هو الدين الذي جاء به رسول الله، مؤكداً على أن الطريقة المُثلى في تذكر السيرة العطرة للنبي هي إبراز جوانب العظمة في شخصيته وأخلاقه ومواقفه فبُعث النبي رحمة للعالمين وكان صلى الله عليه وسلم خُلُقه القرآن، ونقف من خلال تعاليمه في وجه الإرهاب الأعمى وسفك دماء الأبرياء التي نهى عنها الرسول عليه الصلاة والسلام،

وفي كلمته تحدث الشيخ عبد المهيمن السيد وكيل مديرية الأوقاف بالغربية عن الذكرى العطرة لمولد نبي الرحمة، والدروس المستفادة من هذه المناسبة، وأهمية الاقتداء بالرسول الكريم مؤكدًا أن الطريقة المثلى في تذكر السيرة العطرة للنبي هي إبراز جوانب العظمة في شخصيته وأخلاقه ومواقفه، ليتحقق بذلك الاقتداء بسنته واخلاقه وبإنسانيته والرحمة التي تعامل بها مع الناس كافة.

واستكمل الحفل فقراته بمشاهدة عروض فنية واناشيد وابتهالات دينية في حب النبي ﷺ من أبناء المحافظة المتميزين والذي حاز على اعجاب الحضور و تفاعلوا بذكر النبي ﷺ، وعلى هامش الحفل كرم محافظ الغربية فضيلة الشيخ الدكتور عمرو الورداني لجهوده المبذولة وحرصه على مشاركة أبناء المحافظة احتفالهم.

مقالات مشابهة

  • 5 معلومات عن حسن فؤاد بعد وفاة والده.. ترك الفن بعد رحيل علاء ولي الدين
  • الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي.. السير على نهج الرسول الأكرم
  • وزير الأوقاف يهنئ نظيره الأردني على تجديد ثقة ملك الأردن له
  • في ذكرى رحيل سفير السينما المصرية.. محطات مهمة بحياة جميل راتب
  • الجاليات العربية والإسلامية تسجل حضورا كبيراً في ذكرى المولد النبوي بصنعاء
  • استهدفها حزب الله سابقًا.. ما هي الوحدة الإسرائيلية التي أعدّت عملية البيجرز؟
  • محافظ الغربية يشهد احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف بالمركز الثقافي بطنطا
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • احتفالية دينية في ذكرى المولد النبوي بدمياط الجديدة.. صور
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية