السيد نصر الله: محور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية.. وطوفان الأقصى كسر صورة «إسرائيل»
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
بيروت /
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، أن «محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، الأهداف واضحة والأعداء محددون وأين مصلحة شعوب المنطقة وأين تكمن مصلحتها وسيادتها وفي الرؤية للمشروع الصهيوني».
وقال السيد نصر الله في كلمة له مساء أمس بالاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس «كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف أم غيرهم حسب رؤيتها الوطنية وانسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحدا أحد، نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا».
وأضاف: «الأكثر حضورا في محور المقاومة كان الشهيد الحاج قاسم في كل مراحل عمل المقاومة في مختلف الساحات من فلسطين إلى لبنان إلى العراق، وهو كان الشخصية المركزية في دعم المقاومة وأن تقوم علاقات وثيقة بين كل حركات المقاومة من لبنان إلى فسلطين والعراق واليمن».
وثمن السيد نصر الله الدور المحوري الكبير لليمن وما تقوم به من اجل نصرة المظلومين في غزة من خلال عملياتها الجريئة والكبيرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في منع مرور السفن الصهيونية أو المتجهة إلى كيان الاحتلال، وما اثمرته هذه العمليات من تداعيات كبيرة على اقتصاد كيان العدو .
وتابع قائلا: «ما نتحدث عنه في كل المنطقة اليوم يحضر معنا الحاج قاسم سليماني، واليوم بشهداء كرمان يذكروني بكلمة للإمام الخامنئي يقول بأن قاسم الشهيد يخيف العدو أكثر من قاسم سليماني الحي».
واستطرد قائلا: «اليوم نرى أنهم يلاحقونه حتى ضريحه، هو الأكثر حضورا رغم استشهاده في بنادقنا وصواريخنا وعبواتنا وفي دموع الأطفال ودعوات النساء والصبر الأسطوري وكل ما نراه اليوم من ثمار تضحيات هذا القائد الكبير على مدى سنوات طويلة».
وأوضح أن «التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الأشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى».
وذكر أن «الصمود الأسطوري في اليمن وسوريا هذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة».
ولفت السيد نصر الله إلى أنه «عندما نرى حجم النتائج والإنجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا إليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليما ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات».. مشيرا إلى أن «حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن كانت الخطوة النوعية هي التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة إلى أبعد الحدود».
ورأى السيد نصر الله أنه «أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأمريكية تقول أكثر من 50 في المائة من الشباب الأمريكي يقول يجب تفكيك الكيان الصهيوني وإعادة كل أرض فلسطين للشعب الفلسطيني».
وأوضح أنه «من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة إسرائيل في العالم التي عمل عليها الإعلام الغربي وجزء من الإعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة».. لافتا إلى أنه «من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة».. واعتبر أن عملية «طوفان الأقصى» أثبتت أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه».
وأكد أنه «من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل أنحاء العالم عن حلول».
ولفت إلى «شعب الكيان الصهيوني انعدمت ثقته بالجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية عندهم وهذا يمس بأساس وجود «إسرائيل»، لأنها دولة إذا فقدت الأمن لا يمكن أن تبقى لأن الصلة بالأرض هي صلة منافقة كاذبة، وبالتالي طوفان الأقصى وضعت إسرائيل على طريق الزوال».
وأشار إلى «ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أن أمامه صورة نصر حتى الآن».. مؤكدا أن «المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للأقدام».
وشدد على أن «من نتائج طوفان الأقصى تهشيم الردع الاستراتيجي الذين قالوا إنهم يعملون على إعادة ترميمه».
وأكد السيد نصر الله أن «هناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة». وتابع: «هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم».
وأوضح أن «كيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسية والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور».. مؤكدا أن «أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني». وقال السيد نصر الله: «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة إسرائيل المقتدرة».. لافتا إلى أن «طوفان الأقصى وضع «إسرائيل» على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها».
وتابع: «في أيامنا تختلط أفراحنا بالأتراح، وهنا نبارك للجميع وخاصة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح بشارة الخلاص لكل المظلومين في هذا العالم.
كما أبارك للمسلمين وخاصة السيدات مولد السيدة الزهراء والتي كانت وستبقى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة.
وأضاف: أيضا نتقدم بالتبريك والتعزية باستشهاد السيد رض الموسوي وكذلك باستشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه الذين استشهدوا بالأمس في عدوان صهيوني فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال السيد نصر الله: «نعزي بكل الشهداء ونبارك لهم من غزة من المدنيين من نساء وأطفال وصغار إلى المقاتلين البواسل إلى شهداء الضفة الغربية، إلى شهداء العراق جراء العدوان الأمريكي، إلى سوريا من الشهداء المدنيين والعسكريين، إلى شهداء اليمن إلى شهداء البحر وعظمتهم عند الله، إلى لبنان وكل شهدائه من كل الفصائل وشهداء الجيش اللبناني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
محمد الجوهري
إنّ المشروع القرآني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله – يمثل اليوم آخر فرصةٍ حقيقيةٍ للأمة العربية كي تنهض من كبوتها، وتكون في مستوى المسؤولية التي حمّلها الله إيّاها، وتستعيد مكانتها التي أرادها الله لها: ﴿كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].
فمن يتأمل في خطابات السيد القائد ومواقفه، يلاحظ أنّها تصبّ في هذا الاتجاه: استنهاض الأمة لمعرفة مسؤوليتها أمام الله، وخروجها من حالة الغفلة والفرقة والشتات، التي لا يخدم استمرارها سوى أعداء هذه الأمة. فما نراه من إجرام صريح وعدوان مستمر في فلسطين، ولا سيما في غزة، هو نتيجة مباشرة لتفريط الأمة وتقصيرها في الاستجابة لنداء الحق. وقد صدق الله إذ قال: ﴿وَمَن أعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشةً ضَنكًا﴾ [طه: 124]. فما تعانيه الأمة اليوم من ذلّ وهوان، إنما هو من نتائج الإعراض عن الذكر، وعن المذكرين به.
إنّ السيد القائد، في تذكيره المتكرر، لم يدّخر جهدًا في دعوة الأمة إلى العودة لله، والجهاد في سبيله، والتوحد تحت راية القرآن. وهو على هذه الحال منذ أكثر من عقدين، حتى قبل العدوان السعودي-الإماراتي، وقبل الحروب الست الظالمة على صعدة. وقد كان دائم الدعوة للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، لا سيما خلال العدوان على غزة في ديسمبر 2008، حيث شدد في خطاباته آنذاك على أن واجب الأمة نصرة المستضعفين لا يسقط بالتقادم أو الظروف.
ويكفي للتدليل على عمق هذه الرسالة وصدقها أن خطابات السيد لا تخلو أسبوعيًا من التذكير بهذه القضايا، كما قال تعالى في وصف الأنبياء: ﴿فَذَكِّر إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ [الغاشية: 21]. وهذه الوظيفة النبوية سار عليها السيد عبدالملك، حيث يتخذ من التذكير منهجًا مستمرًا، في زمن عزَّ فيه صوت الحق.
لقد أقام السيد القائد الحجة على الأمة، حتى باتت دعوته تذكّر بما واجهه نبي الله نوح عليه السلام، الذي ظل في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله، ولم يؤمن معه إلا قليل. يقول الله: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا ﴾ [نوح: 5].
ومع هذا، فإن كثيرًا من الناس لم يروا في دعوة السيد إلا بحثًا عن سلطة أو حكم، تمامًا كما قال قوم الأنبياء من قبل: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ [المؤمنون: 24]، وكأنّ سنة الله في خلقه لا تتغير، سواء في حال المؤمنين أو المعاندين.
إن سنن الله تعالى في عباده لا تتبدل، فإن لم يستجيبوا للتذكير، فالبديل هو العقوبة. كما قال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: 15]. وقد بُعث في هذه الأمة من يذكّر، ويُقيم الحجة، فلا عذر لأحد بعد ذلك.
بل إنّ كثيرًا من العرب اليوم قد تجاوزوا في طغيانهم ما كانت عليه بعض الأقوام السابقة، إذ ارتكبوا من الظلم والفساد ما لو قُورن بما ارتكبه قوم لوط أو عاد أو ثمود، لفاقهم في الجرأة والاستخفاف بدين الله وشرعه.
إن دعوة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي هي امتداد لخط الأنبياء، وهي من آخر المنارات التي تضيء في زمن الظلمات. وإنّ تجاهل هذه الدعوة لا يجلب إلا مزيدًا من الويلات، كما هو شأن من سبقنا من الأقوام الذين كذبوا المرسلين. فالعاقبة لمن استجاب، والهلاك لمن أعرض، وعلينا ألا ننسى أن العقوبات الإلهية أسوأ بكثير من أي نتائج قد تصيبنا إذا انطلقنا للجهاد في سبيل الله، وقد تأتي أيام على الأمة يتمنون فيها الموت على يد اليهود لا على يد بعضهم بعضاً، فالمخطط الصهيوني للأمة أن تدخل في موجة من الاقتتال الطائفي والمذهبي يذهب ضحيته الجميع، حتى أولئك الخونة من المطبعين، والواقع يشهد بخطورة التقصير والإعراض، وبعظمة الجهاد في سبيل الله، وكيف أن الشعب اليمني اليوم يسود على سائر الشعوب بفضل الاستجابة لله ولوليه، السيد عبدالملك حفظه الله.