دبي: «الخليج»

قدم البروفيسور فرانسيس فوكوياما، أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب «نهاية التاريخ»، والدكتور باراغ خانا، المؤسس والشريك ل «فيوتشر ماب»، مقاربة جديدة لتطورات الأحداث العالمية، وانعكاساتها على المنطقة العربية وخارطة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال مشاركتهما في جلسة «ماذا يريد العالم من العالم العربي؟» ضمن المنتدى الاستراتيجي العربي 2024 الذي عقد أمس في دبي، وحاورهما شون كليري من مؤسسة «فيوتشر وورلد».

واعتبر فرانسيس فوكوياما، خلال حديثه عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، أن ما نشهده من أحداث وتطورات في هذه الفترة، يمثل لحظات حاسمة في التاريخ وأن اتجاه العالم في المستقبل القريب يتوقف على تداعيات ما سيحدث في 2024.

وقال: «الديمقراطية لم تعد هي الخيار السياسي المفروض، بل أصبحت واحداً من السياقات، حيث يبدو أن العالم متجه إلى سياق مختلف». وركز فوكوياما على ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يُعدّ بوصلة لما يحدث في العالم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تغيرت على مدى السنوات العشر الماضية، وأن أعداد الأمريكيين الذين يعتقدون أن بلادهم تواجه مخاطر في ازدياد أكثر من أي وقت مضى.

وشدد على أن أهم القضايا التي تؤرق الأمريكيين حالياً، هي ما يتعلق بحقوقهم في بلادهم، وقضية الهجرة، مشيراً إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الجاري باعتبارها حدثاً مفصلياً في رسم ملامح مستقبل الولايات المتحدة والعالم.

وحول التطورات الأخيرة في المنطقة، رأى فوكوياما، أن السياسة الأمريكية حول حرب غزة لم تكن بنّاءة، فإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كان عليها الابتعاد وعدم التورط، ولكنها عادت مرغمة إلى المنطقة، ما أثر سلباً في مصداقية أمريكا في المنطقة، وموقفها من إسرائيل في حرب غزة أبعدها كثيراً عن العالم العربي.

واعتبر أن عدم إرغام إسرائيل على تبني سياسة مختلفة، عقلانية إذا صح القول، في حربها مع غزة، جعل مصداقية أمريكا تتدهور في المنطقة، بل في دول جنوب العالم أجمع.

من جهته، أكد الدكتور باراغ خانا، أن المنتدى يُعد إحدى أهم الفعاليات التي يشهدها العالم العربي، وقال: إن ما يريده العالم من المنطقة العربية يتقاطع مع يريده العالم العربي لنفسه، وهو أن يكون محوراً مستقراً للغاية، يربط بين المناطق الاقتصادية والاستراتيجية الكبرى، معيداً التذكير بما قاله قبل خمسة أعوام خلال زيارته الى دبي: إن الشرق الأوسط منطقة عبور حيوي بين حضارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.

ونوه باراغ خانا، إلى أن آسيا مهمة جداً بالنسبة إلى العالم العربي، لأنها أكبر مستثمر في المنطقة، كما تطرق إلى أهمية منظمة «البريكس» والتوسع في عضويتها، وكذلك الوضع الأمني في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومدى تأثر دول آسيا بالتهديدات التي تواجهها التجارة العالمية في البحر الأحمر.

ورأى أن حربي أوكرانيا وغزة ستتركان آثاراً في الشرق الأوسط باعتباره متعدد الأعراق والتحديات أيضاً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات العالم العربی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

“إن بي سي”: الولايات المتحدة عاجزة والبيت الأبيض محبط ونتنياهو يحدد “أجندة” الشرق الأوسط وليس بايدن

الولايات المتحدة – بدت الولايات المتحدة عاجزة في الأيام الأخيرة حيث تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نداءات الرئيس الأمريكي جو بايدن ومضى قدما في هجماته.

وذكرت قناة “إن بي سي” الأمريكية أن اغتيال إسرائيل حسن نصر الله أكد كيف حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأجندة في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، مع عدم قدرة البيت الأبيض بقيادة بايدن على تشكيل الأحداث أو نزع فتيل الصراع المنتشر في المنطقة.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن المسؤولين في إدارة بايدن شعروا بالصدمة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الجمعة على جنوب بيروت والتي أسفرت عن مقتل حسن نصر الله وشخصيات بارزة أخرى في الفصال اللبنانية

وفي الأيام التي سبقت الهجوم الإسرائيلي، كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن يتنقل بشكل مكثف بين الوفود في نيويورك خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل والفصال اللبنانية.

وكانت إدارة بايدن واثقة للغاية من نجاح الاقتراح لدرجة أن مسؤولا كبيرا في الإدارة كان يتحدث للصحفيين بعد ظهوره العلني لأول مرة مؤكدا أن اتفاق الطرفين بات نتيجة حتمية.

وكان المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون يعتقدون أنهم اقتربوا من التوصل إلى اتفاق، ولكن إثر ذلك ظهرت صور تلفزيونية لعمود ضخم من الدخان يتصاعد فوق جنوب بيروت.

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الرئيس جو بايدن وكبار قادة البنتاغون ومسؤولين كبار آخرين في مختلف أنحاء الإدارة شعروا بالغضب إزاء توقيت العملية التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية.

وقد عززت الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة في لبنان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 شخص في أسبوعين وفقا لمسؤولين صحيين لبنانيين، مخاوف الإدارة من أن نهج نتنياهو العدواني قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل مما يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا يمكن أن تورط الولايات المتحدة.

وقال البيت الأبيض في بيان يوم السبت إن الضربة التي قتلت نصر الله حققت “قدرا من العدالة لضحاياه العديدين، بما في ذلك الآلاف من الأمريكيين والإسرائيليين والمدنيين اللبنانيين”، لكنها دعت أيضا إلى تهدئة الصراعات في غزة ولبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية وقالت إن الوقت قد حان لكي تقبل جميع الأطراف اتفاقات وقف إطلاق النار المقترحة على الطاولة في غزة ولبنان.

وفي مواجهة محاولة أخرى فاشلة تقودها الولايات المتحدة لخفض التصعيد، حث بلينكن إسرائيل مرة أخرى على اختيار الدبلوماسية محذرا من أن البديل سيؤدي إلى “مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، وسوف يشعر العالم بتداعياته”.

وقال بلينكن يوم الجمعة في تصريحات بعد الضربة التي تأكد لاحقا أنها قتلت نصر الله: “إن الخيارات التي تتخذها جميع الأطراف في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستسلكه هذه المنطقة مع عواقب وخيمة على شعوبها الآن وربما لسنوات قادمة”.

وأشارت القناة الأمريكية إلى أن اغتيال نصر الله كان مجرد أحدث مثال على كيفية اتباع نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني المتطرف لمسارهم الخاص منذ أن شن مسلحو الفصائل الفلسطينية في غزة هجوما مفاجئا على إسرائيل قبل ما يقرب من عام، رافضين الانتقادات الدولية لعدد القتلى المدنيين في غزة.

ومنذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة العام الماضي، لقي أكثر من 41 ألف شخص حتفهم، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

وفي الأيام التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر احتضن بايدن نتنياهو معتقدا أن الدعم الأمريكي الصريح لإسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى الاستعداد للموافقة على بعض المطالب الأمريكية، ولكن بدلا من ذلك بدا أن نفوذ بايدن ومساعديه على نتنياهو أصبح أقل فأقل على مدار العام الماضي.

ومع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة، وجه المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا نداءات خاصة وعلنية إلى الحكومة الإسرائيلية لتغيير تكتيكاتها في غزة والموافقة على تسوية تسمح بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن هذه المناشدات فشلت في التأثير على أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة وحتى التهديدات الغامضة بأن الإدارة قد تقلص أو تعلق تسليم الأسلحة لم يكن لها تأثير ملموس على عملية اتخاذ القرار لدى نتنياهو.

من جانبه، لم يكن بايدن على استعداد لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل على الرغم من دعوات بعض زملائه الديمقراطيين في الكونغرس، حيث استمرت الولايات المتحدة في إرسال قنابل بوزن 2000 رطل وصواريخ “هلفاير hellfire” إلى إسرائيل.

ولكن حتى لو اتخذت الإدارة خطوة غير مسبوقة بخفض شحنات الأسلحة، فليس من الواضح ما إذا كانت ستغير موقف إسرائيل كما يقول المحللون، حيث تمتلك إسرائيل مخزونات كبيرة من الأسلحة.

ويقول مسؤولون ومحللون غربيون إن بايدن كان عاجزا عن تغيير نتنياهو، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إسرائيل لديها مجموعة مختلفة من الأهداف وجزئيا لأن رئيس الوزراء لا يستطيع تحمل عزل الأصوات السياسية اليمينية المتطرفة التي تشكل جزءا من ائتلافه الحاكم.

وبالنسبة لإسرائيل ومنتقدي بايدن من الجمهوريين، فإن مخاوف الإدارة بشأن التصعيد غير مبررة.

ويعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وأنصاره أن أفضل طريقة لمنع حرب أوسع نطاقا هي الرد على إيران ووكلائها، ورفع تكلفة أي هجوم على إسرائيل وإجبار خصومها على إعادة حساب فوائد مهاجمة إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنهم يأملون أن تؤدي العملية ضد نصر الله إلى القضاء على الحاجة إلى القيام بغزو بري للبنان، لكنه أضاف أن إسرائيل سوف تستغل الزخم الذي لديها الآن بعد تراجع خصمها.

وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن امتنانه للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ من إيران ووكلائها، لكنه قال إن إسرائيل هي الوحيدة التي تقاتل بالفعل ضد ما وصفه بالتهديد الوجودي.

ولم تواجه واشنطن صعوبات في دبلوماسيتها مع إسرائيل فحسب، بل وجدت الإدارة أيضا أن حلفاءها وشركاءها العرب مترددون في إلقاء ثقلهم الكامل دعما للجهود الرامية إلى إضعاف الفصائل الفلسطيتية أو الفصال اللبنانية أو غير ذلك من التدابير التي قد تثير الغضب بين شعوبهم المسلمة.

ويقول الكاتب آرون ديفيد ميلر من مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”: إن الصراعات الدائرة الآن بين إسرائيل والقصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل والفصال اللبنانية في لبنان وإسرائيل وإيران، هي حروب استنزاف مستمرة.

وأضاف آرون ديفيد ميلر: “لا توجد نهاية مستقرة، ولا توجد جهود دبلوماسية تحويلية من شأنها أن تضع حدا جذريا لحروب الاستنزاف هذه”.

وصرح بأن الخيار الوحيد المتاح هو احتواء أو ردع الخصوم، واتخاذ خطوات “معاملاتية” تدريجية لا تعالج الأسباب الكامنة وراء الصراع.

وأكد أن من سيقرر الخطوات التالية هو نتنياهو وزعماء إيران وحماس ورئيس حزب الله المستقبلي وليس الرئيس الأمريكي بايدن.

المصدر: “إن بي سي”

مقالات مشابهة

  • بوريطة في لقائه مع بلينكن: جلالة الملك يقدر الشراكة مع الولايات المتحدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط
  • بلينكن يؤكد في لقاء مع بوريطة التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل (فيديو)
  • الولايات المتحدة تُسهل تصدير رقائق «الذكاء الاصطناعي» إلى الشرق الأوسط
  • “إن بي سي”: الولايات المتحدة عاجزة والبيت الأبيض محبط ونتنياهو يحدد “أجندة” الشرق الأوسط وليس بايدن
  • الولايات المتحدة ترسل المزيد من القوات والطائرات الحربية إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران
  • "إن بي سي": الولايات المتحدة عاجزة ونتنياهو يحدد "أجندة" الشرق الأوسط وليس بايدن
  • البنتاجون: الولايات المتحدة سترسل «بضعة آلاف» من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الأمن
  • من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.. قاعدة جديدة لتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي
  • البنتاغون: الولايات المتحدة تخطط لتعزيز الدعم الجوي في الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة تعزز قدرات الدفاع الجوي في الشرق الأوسط خلال أيام