المنتدى الاستراتيجي يقدم خارطة التوازنات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
دبي: «الخليج»
قدم البروفيسور فرانسيس فوكوياما، أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب «نهاية التاريخ»، والدكتور باراغ خانا، المؤسس والشريك ل «فيوتشر ماب»، مقاربة جديدة لتطورات الأحداث العالمية، وانعكاساتها على المنطقة العربية وخارطة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال مشاركتهما في جلسة «ماذا يريد العالم من العالم العربي؟» ضمن المنتدى الاستراتيجي العربي 2024 الذي عقد أمس في دبي، وحاورهما شون كليري من مؤسسة «فيوتشر وورلد».
واعتبر فرانسيس فوكوياما، خلال حديثه عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، أن ما نشهده من أحداث وتطورات في هذه الفترة، يمثل لحظات حاسمة في التاريخ وأن اتجاه العالم في المستقبل القريب يتوقف على تداعيات ما سيحدث في 2024.
وقال: «الديمقراطية لم تعد هي الخيار السياسي المفروض، بل أصبحت واحداً من السياقات، حيث يبدو أن العالم متجه إلى سياق مختلف». وركز فوكوياما على ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يُعدّ بوصلة لما يحدث في العالم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تغيرت على مدى السنوات العشر الماضية، وأن أعداد الأمريكيين الذين يعتقدون أن بلادهم تواجه مخاطر في ازدياد أكثر من أي وقت مضى.
وشدد على أن أهم القضايا التي تؤرق الأمريكيين حالياً، هي ما يتعلق بحقوقهم في بلادهم، وقضية الهجرة، مشيراً إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الجاري باعتبارها حدثاً مفصلياً في رسم ملامح مستقبل الولايات المتحدة والعالم.
وحول التطورات الأخيرة في المنطقة، رأى فوكوياما، أن السياسة الأمريكية حول حرب غزة لم تكن بنّاءة، فإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كان عليها الابتعاد وعدم التورط، ولكنها عادت مرغمة إلى المنطقة، ما أثر سلباً في مصداقية أمريكا في المنطقة، وموقفها من إسرائيل في حرب غزة أبعدها كثيراً عن العالم العربي.
واعتبر أن عدم إرغام إسرائيل على تبني سياسة مختلفة، عقلانية إذا صح القول، في حربها مع غزة، جعل مصداقية أمريكا تتدهور في المنطقة، بل في دول جنوب العالم أجمع.
من جهته، أكد الدكتور باراغ خانا، أن المنتدى يُعد إحدى أهم الفعاليات التي يشهدها العالم العربي، وقال: إن ما يريده العالم من المنطقة العربية يتقاطع مع يريده العالم العربي لنفسه، وهو أن يكون محوراً مستقراً للغاية، يربط بين المناطق الاقتصادية والاستراتيجية الكبرى، معيداً التذكير بما قاله قبل خمسة أعوام خلال زيارته الى دبي: إن الشرق الأوسط منطقة عبور حيوي بين حضارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.
ونوه باراغ خانا، إلى أن آسيا مهمة جداً بالنسبة إلى العالم العربي، لأنها أكبر مستثمر في المنطقة، كما تطرق إلى أهمية منظمة «البريكس» والتوسع في عضويتها، وكذلك الوضع الأمني في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومدى تأثر دول آسيا بالتهديدات التي تواجهها التجارة العالمية في البحر الأحمر.
ورأى أن حربي أوكرانيا وغزة ستتركان آثاراً في الشرق الأوسط باعتباره متعدد الأعراق والتحديات أيضاً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات العالم العربی الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
وينسلاند يحذر: المنطقة أصبحت عند "مفترق طرق قاتم"
نيويورك - صفا قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنه بعد عام من الحرب المروعة وإراقة الدماء في الشرق الأوسط، أصبحت "المنطقة عند مفترق طرق قاتم". ودعا في إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، المجتمع الدولي إلى "التحرك الآن من أجل تغيير المسار الخطير الذي نسلكه". وأضاف وينسلاند "نعيش كابوسًا"، وأن الصدمة والحزن اللذين أُطلِق لهما العنان لا يمكن قياسهما". وأشار إلى أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة تسببت بدمار شامل وخسائر فادحة. وتابع "ستتردد أصداء هذه الأحداث لأجيال، وتشكل المنطقة بطرق لا يمكننا استيعابها بالكامل بعد". وأوضح وينسلاند أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء، كارثي، وخاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع وشبه كامل للسكان وتدمير واسع النطاق، وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني. وأكد أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها، ولا نتوقع تحسنها". وتحدث عن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، التي "لا تزال عالقة في دوامة مدمرة من العنف واليأس". وأشار إلى استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، إضافة لارتفاع مستويات العنف المرتبط بالمستوطنين. وحذر وينسلاند من استمرار التوسع الاستيطاني دون هوادة، إذ اتخذت الحكومة الإسرائيلية العديد من الخطوات لتسريع التقدم الاستيطاني. وقال: "في ضوء التطورات في غزة وإقرار إسرائيل مؤخرًا لقوانين ضد عمليات وكالة الأونروا، يتعين عليَ أن أصدر تحذيرًا عاجلًا مفاده أن الإطار المؤسسي لدعم الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية على وشك الانهيار، ما يهدد بإغراق الأرض الفلسطينية المحتلة في فوضى أعظم". ونبه إلى أن الخطوات التي يتم اتخاذها على الأرض في غزة والضفة الغربية المحتلة "تبعدنا أكثر فأكثر عن عملية السلام وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة في نهاية المطاف". وشدد على أنه رغم أن الاستعدادات للتعافي وإعادة الإعمار جارية على قدم وساق، فإن الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار لن تكون أكثر من مجرد مساعدات مؤقتة في غياب حل سياسي. وحدد وينسلاند مجموعة من المبادئ التي تحتاج إلى الحماية والاهتمام العاجلين، بما فيها أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا بد أن تظل كذلك، دون أي تقليص في مساحتها. وأكد أنه لا ينبغي أن يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي في غزة.