هيئة التراث تختتم برنامج "مسرعة الأعمال" وتكرّم المشاريع الفائزة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
أقامت هيئة التراث اليوم، الحفل الختامي لبرنامج "مسرّعة أعمال هيئة التراث"، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر الحربش، وعددٍ من روّاد الأعمال والمستثمرين والمهتمين في قطاع التراث، ضمن تحفيز أصحاب الأعمال الريادية؛ لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تخدم القطاع التراثي وتسعى للحفاظ عليه وتعزز الهوية الوطنية.
واستُهل الحفل بكلمةٍ للرئيس التنفيذي لهيئة التراث، وجّه فيها شكره للمشاركين في أعمال المسرعة من متخصصين وعاملين، مشيراً إلى أن الهيئة تهدف من خلال المسرعة إلى خلق فرص استثمارية لرواد الأعمال في قطاع التراث، ودعم الشباب السعودي والحرفيين، وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات في مجال التراث، إضافة إلى رفع مستوى جودة المنتجات والخدمات، وكذلك دعم المجالات التي تخدم القطاع بالمملكة.
وتسعى الهيئة من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز الهوية الوطنية عبر دعم روّاد الأعمال في مجال التراث والقطاع غير الربحي، والعمل على إبراز ونمو الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال بوصفها أحد ركائز ازدهار هذا القطاع، فضلاً عن الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وذلك عبر خلق فرص استثمارية في القطاع التراثي بالمملكة تدعم الاقتصاد الوطني من خلال توليد فرص وظيفية، ومواجهة التحديات، إلى جانب تمكين روّاد الأعمال من التوسع والنمو والازدهار.
وشملت المشاريع المشاركة في المسرعة مجموعةً واسعة من مجالات التراث السعودي، حيث قدمت الفرق أفكارًا مبتكرة للإسهام في الحفاظ على التراث الوطني، وحلولاً للتحديات التي تواجه القطاع، حيث تم تقييم المشاريع سلفًا من قبل لجنة متخصصة تتألف من خبراء في مجالات التراث والابتكار، واختيرت المشاريع الفائزة بناءً على معايير الابتكار والجودة والأثر الاجتماعي.
وأتاحت مسرعة أعمال هيئة التراث العديد من الفرص للشباب الموهوبين، لتحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع ملموس والمشاركة في تعزيز الوعي بالتراث الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية، عاكسةً التزام الهيئة بتمكين الشباب وتعزيز دورهم الحيوي في الحفاظ على التراث الوطني وتطويره للأجيال القادمة.
يذكر أن هيئة التراث تسعى من خلال برنامج مسرعة أعمال هيئة التراث إلى الوصول لأكبر شريحة ممكنة من رواد الأعمال في مجالات التراث بجميع صوره وأشكاله؛ وللتأكيد على الطاقة والإبداع التي يمتلكها الشباب السعودي، حيث يبين البرنامج التطلعات المستقبلية لقطاع التراث والدعم الكامل في ظل جودة هذه الخدمات.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: هيئة التراث هیئة التراث من خلال
إقرأ أيضاً:
العملات المشفرة تختتم عام المكاسب القياسية متطلعة لوعود ترمب
الاقتصاد نيوز - متابعة
إنه حقاً عام العملات المشفرة. هكذا يمكن وصف عام 2024، حيث واصلت هذه العملات تحطيم الأرقام القياسية. ومع بدء عام 2025، فإن الكثير من المهتمين والمستثمرين في هذا القطاع ينتظرون أن يواصل مسيرته الصعودية، إلا أن هذا الأمل مرهون بعدة عوامل.
تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال الحملة الرئاسية بفعل الكثير لدعم قطاع العملات المشفرة. لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة ما الذي يمكن أن ينفذه ترمب على أرض الواقع، وما الذي يُصنف في خانة التصريحات الدعائية الهادفة إلى استقطاب القطاع، الذي أنفق نحو 130 مليون دولار خلال الانتخابات لتعزيز مصالحه، ولكن جميع المؤشرات تشير إلى أن العملات المشفرة تتجه نحو عام "جيد" آخر إذا لم تحدث أية مفاجأة.
لحظات مفصلية
على الرغم من أن الصعود السريع والقوي لأسعار العملات المشفرة كان مفاجئاً إلا أن زخمه كان تدريجياً، فمنذ بداية 2023، بدأت التطورات التي منحت القطاع دفعة طالما انتظرها.
أبرز هذه التحركات ما صدر عن "عدو الصناعة" شخصياً كما تصفه السوق، أي رئيس هيئة البورصات والأوراق المالية غاري غينسلر، بشأن الموافقة على صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة الأميركية.
هذه الخطوة التي جاءت في يناير الماضي، أتاحت وصول مُستثمرين جديد إلى السوق، كما عززت حجم وسيولة أكبر عملة مشفرة. بالإضافة لذلك، شكلت خطوة أولى نحو إطلاق صناديق متداولة في البورصة تستثمر في عملة "إيثريوم" الأصغر، ليصل عدد هذه الصناديق حالياً إلى 12 صندوقاً.
وللدلالة على أهمية هذه الصناديق، تكفي الإشارة إلى أنها جذبت منذ فوز ترمب وحتى التاسع من ديسمبر نحو 10 مليارات دولار.
تدفق نحو 10 مليارات دولار إلى الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر مباشرة في "بتكوين" في الولايات المتحدة منذ أن أصبح دونالد ترمب رئيساً منتخباً.
هذا الزخم الذي حصلت عليه العملات المشفرة دفع العديد من الشركات الجديدة إلى دخول القطاع. فضلاً عن ذلك، تلقت السوق دفعةً من تسهيل شركات عملاقة أخرى عمليات بيع وشراء العملات المشفرة، إذ سمحت "فيزا" وبورصة العملات المشفرة "كوين بيس" للمستخدمين بنقل الأموال بسلاسة بين الحسابات المصرفية ومحافظ العملات المشفرة، كما أتاحت "باي بال" عمليات شراء وبيع العملات المشفرة داخل تطبيقها.
من ناحية أخرى، عززت الشركات المخضرمة في القطاع نشاطها، وشرعت شركة "مايكروستراتيجي" خلال معظم العام الماضي بشراء "بتكوين"، كما طرحت أسهماً بهدف تمويل عمليات شراء هذه العملة المشفرة. وتمتلك الشركة حالياً عملات "بتكوين" تزيد قيمتها عن 40 مليار دولار، ما يجعلها أكبر شركة مدرجة تمتلك هذه الأصول الرقمية.
تحسينات في تقنية العملات
القطاع شهد أيضاً دفعة بفضل العديد من التحسينات التقنية التي تهدف إلى تعزيز أداء وتداولات العملات المشفرة، وخصوصاً "إيثريوم".
أبرز هذه التحسينات جاء في مارس الماضي، إذ تم إطلاق تحديث "دنكن" الذي يهدف إلى معالجة أبرز تحد أمام هذه العملة المشفرة: كلفة المعاملات المرتفعة. هذا التحديث استطاع تخفيض كلفة المعاملات بحوالي 20 مرة.
بعد هذا التحديث، شهدت العملة المشفرة تحديثاً جديداً أُطلق عليه "بيكترا" يهدف إلى جعل "إيثريوم" أكثر سرعة وأماناً، وأكثر سهولة للاستخدام. كما تم إطلاق "إي آي بي 3074"، وهو تحديث يهدف إلى تجميع عدد من المعاملات في معاملة واحدة، ما يسرع العملية ويخفف من التعقيدات التقنية.
نضوج العملات المستقرة
لم تكن هذه الخطوات الوحيدة التي دفعت مسيرة العملات المشفرة، إذ ساهم نضوج العملات المستقرة في دعم القطاع أيضاً.
لعبت العملات المستقرة دوراً حيوياً في دعم العملات المشفرة الأخرى، إذ وفرت للمستثمرين السيولة الأساسية أثناء تقلبات السوق. والعملات المستقرة تُعتبر نوعاً من العملات المشفرة والتي تهدف إلى الحفاظ على سعر ثابت مرتبط بعملة ورقية، وعادةً ما يجري اختيار الدولار الأميركي لهذا النوع من الربط.
زادت أهمية العملات المستقرة بشكل واضح خلال العام الماضي، ففي نوفمبر 2024، أفادت بيانات شركة "دي في لاما" بأن قيمة هذه السوق بلغت 190 مليار دولار، بارتفاع نسبته 46% مقارنة ببداية السنة.
كما جرى تسليط الضوء على الشراكة بين "سيركل إنترنت فاينانشيال" (Circle Internet Financial)- مُصدرة العملة المستقرة "يو إس دي سي" (USDC)- ومنصة "بينانس" لتداول العملات المشفرة، والتي تسمح بزيادة استخدام الأصل على منصة التداول، كدليل على دور العملة المستقرة المتزايد في ترسيخ نشاط العملات المشفرة.
وتأتي هذه الشراكة الموسعة، في فترة تعزز فيها "تيذر"، أكبر منافسي "سيركل"، الحصة السوقية المهيمنة لعملتها المستقرة "يو إس دي تي" (USDT) خلال موجة ارتفاع أسعار العملات المشفرة حالياً.
ترمب يدفع القطاع
كل هذه العوامل وغيرها، شكلت لحظات فاصلة في عالم العملات المشفرة خلال العام الماضي. إلا أن فوز دونالد ترمب بالرئاسة الأميركية شكل أبرز المحطات في مسار ذلك القطاع.
ساهم فوز ترمب بشكل كبير في وصول سعر "بتكوين" إلى عتبة 100 ألف دولار القياسية رغم حدوث عملية التنصيف، التي تخفض المكافأة المقررة لمعدني العملة المشفرة إلى النصف، خلال السنة الماضية، ورفع أسعار العملات المشفرة الأخرى، على غرار "إكس آر بي" التي أصبحت ثالث أكبر عملة مشفرة في السوق بداية الشهر الماضي.
تأثير ترمب لم يقتصر على الأقوال فقط وإنما امتد إلى الأفعال، فقد قدم الرئيس المنتخب شخصيات رئيسية مؤيدة للقطاع في بعض المناصب الرئيسية، كما استحدث منصباً مخصصاً للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض، ورشح ديفيد ساكس لقيادته، فضلا عن اقتراحه تعيين بول أتكينز لقيادة هيئة الأوراق المالية والبورصات بدلاً من غينسلر، ما منح القطاع دفعةً لا تزال سارية في أرجائه حتى الآن.
توقعات بارتفاع الأسعار
أعطت هذه التعيينات بريق أمل بالنسبة للسوق التي لطالما اعتبرت إدارة جو بايدن "مقيدة" للقطاع، وهو ما ساهم في الارتفاع الصاروخي للعملات المشفرة وخصوصاً "بتكوين" التي قفزت السنة الماضية ما يزيد عن 120%، متفوقة على غالبية الأسهم أو الذهب.
يظهر التفاؤل حيال أداء العملات المشفرة أيضاً في العام المقبل جلياً عبر توقعات بيوت الاستثمار لأسعار "بتكوين" خلال العام المقبل. إذ تتوقع شركة "بيرنستين" (Bernstein) أن تصل أسعار "بتكوين" في العام المقبل إلى 150 ألف دولار.
اللافت أن هذا الرقم هو الأقل بين التوقعات الأخرى التي شملت كلاً من "بيت وايز" (Bitwise)، و"فان إيك" (VanEck)، و"ستاندرد تشارترد" (Standard Chartered)، و"فاند سترات" (Fundstrat). وتراوحت توقعات هذه الشركات لأسعار "بتكوين" بين 180 ألف دولار و250 ألف دولار.
تراهن الغالبية في السوق على أن تنصيب ترمب سيدعم أسعار العملات المشفرة أكثر. على الرغم من ذلك يرى باتريك بوش، محلل أول لأبحاث الأصول الرقمية في "فان إيك" أن مسيرة "بتكوين" حتى مع تسلم ترمب منصبه ستتسم "بالتقلب"، متوقعاً في مقابلة مع "الشرق" أن تشهد الأسعار عمليات تصحيح لفترة.
وقلصت بتكوين مكاسبها لتحوم قرب 93922 دولاراً ما يقل بنحو 15 ألف دولار عن المستوى القياسي الذي سجلته في منتصف ديسمبر الماضي.
بوش اعتبر أن الأداء الجيد للعملات المشفرة قد يتجدد "عندما يتم اتخاذ تدابير حاسمة مثل تلك المتعلقة بالعملات المستقرة، أو إنشاء احتياطي أميركي من بتكوين"، مضيفاً: "حتى يتم الإعلان عن هذه الخطوة، أو حدوث تغييرات جادة في السياسات، فلن نرى أي تغيير كبير، لأن هذه الخطوات هي "الحافز الذي سيدفع الناس للشراء".
بوش ليس الوحيد الذي عكس مسار التفاؤل في السوق، ففي ديسمبر الماضي، حذّر مايكل هارتنيت، المحلل لدى "بنك أوف أميركا"، من أن موجة الصعود القوية في الأسهم الأميركية والعملات المشفرة، خلفت ما يبدو أنها فقاعة في هذه الأصول.
شكوك بوعود احتياطي بتكوين
من جهة ثانية، يشكك الكثير من الخبراء في إمكانية إنشاء احتياطي من "بتكوين"، خصوصاً لما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر.
تشير كل من أولغا خريف وإيزابيلا لي من "بلومبرغ" إلى أن شراء الحكومة الأميركية كمية كبيرة من "بتكوين" لإنشاء مخزون قد يجعلها لاعباً رئيسياً في سوق العملات المشفرة، مما قد يؤدي إلى تقلبات في السوق. كما حذرتا في تقرير نشرته "بلومبرغ"في ديسمبر الماضي، من أن هذه الخطوة قد تؤثر سلباً على قيمة الذهب، حيث قد يتجه المستثمرون نحو "بتكوين" كبديل عن المعدن الأصفر.
كما تتعارض أساسيات العملة نفسها مع مقترح ترمب، فالعملة مُصممة على أن يتراجع المعروض منها بمرور الوقت، وذلك لمنع التضخم المفرط، مما يعزز قيمتها كأصل نادر.
ويعتقد إدوارد تشين، الشريك المؤسس لشركة "باراتاكسيس كابيتال" (Parataxis Capital)، أن المعروض السنوي البالغ 164,250 وحدة لن يكفي لتلبية الطلب المتوقع من "مايكروستراتيجي" والاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الصناديق السيادية والمستثمرين العالميين، ما قد يؤدي إلى نقص في السوق وارتفاع كبير في الأسعار. ويُقدر تشين أن سعر "بتكوين" قد يصل إلى 500 ألف دولار أو حتى مليون دولار إذا أصبحت جزءاً من القاعدة النقدية العالمية مثل الذهب، وفق "بلومبرغ".
السوق بين نارين
الخلاصة، يُرتقب أن تكون رئاسة ترمب الثانية "نعيماً" على قطاع التشفير، إن صدق بوعوده أو نفذ الغالبية العظمى منها.
لكن عدم تنفيذ ترمب لهذه الوعود، أو في حال شعرت السوق بأن السياسات المنفذة لا تلبي التطلعات، فقد يؤدي ذلك إلى إطلاق موجة بيع من شأنها إحداث انهيار كبير في قيمة العملات المشفرة، ما قد يؤثر على قطاع تزيد قيمته حالياً عن 3 تريليونات دولار.