فاغنر في بيلاروسيا.. ماذا يفعلون وهل يمثلون خطرا على لوكاشينكو؟
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
أفادت وزارة الدفاع البيلاروسية بأن أعضاء من الشركة العسكرية الخاصة "فاغنر" شرعوا في تدريب قواتها، وقد وضعت الإدارة العسكرية وإدارة الشركة بالفعل خطة عمل لتبادل الخبرات بين وحدات من مختلف فروع القوات المسلحة البيلاروسية، فما ملابسات ذلك ما تداعياته؟
هذا ما حاول موقع "نيوز ري" الروسي الإجابة عنه -من خلال تقرير أوليسيا كازاكوفا- التي نقلت في بدايته عن مراسلين عسكريين أن قافلة كانت تتحرك الخميس 13 يوليو/تموز على طول الطريق السريع "إم-4" باتجاه موسكو، تضمنت شاحنات وحافلات تحمل أرقامًا بيلاروسية.
ويوم الجمعة 14 يوليو/تموز، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية أن أعضاء من فاغنر بدؤوا بالفعل تدريب الجنود المحليين. وقد ورد أن وزارة الدفاع "تتلقى الكثير من الطلبات بشأن اعتماد نظام تدريب مشترك إضافي للقوات المسلحة ومقاتلي فاغنر" ويخضع المجندون لتدريب في مهارات تشمل التحرك في ساحة المعركة والرماية التكتيكية.
واستعرض التقرير أيضا انطباعات أفراد وحدات القوات الإقليمية بعد التدريبات، إذ قال أحد الجنود "هذه تجربة مفيدة للغاية لجيشنا البيلاروسي، إذ لم نشارك في أعمال عدائية منذ نهاية الحرب الأفغانية".
وتتألف القوات المسلحة البيلاروسية من القوات البرية والجوية وقوات الدفاع الجوي والعمليات الخاصة التي تقع تحت إشراف هيئة الأركان العامة.
وحسب تصريح للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يضم الجيش 75 ألف جندي لكن يمكن زيادة عددهم إلى نصف مليون في ظروف الحرب.
وفي مقابلة مع "نيوز ري" أعرب الخبير العسكري البيلاروسي ألكسندر أليسين عن شكوكه بشأن إشراف المرتزقة الذين وصلوا حديثًا على تدريب القوات الخاصة. وأشار إلى أن الرئيس لوكاشينكو أفاد بأن قدرات قوات العمليات الخاصة لا تقل شأنا عن فاغنر، وأن لديها نظام تدريب خاصا بها لذلك "لن تخضع لتدريب فاغنر إذ لا تحتاج لذلك".
وأضاف الخبير أنه "تم إنشاء مقرّات في أوسيبوفيتشي لاستيعاب وتدريب 5 آلاف من مقاتلي الدفاع الإقليمي، مع الاستعانة ببعض أعضاء فاغنر كمدربين، لكن أين الباقي؟ بأي صفة ستستفيد منهم القيادة البيلاروسية؟".
أين البقية؟
توقع الخبير العسكري البيلاروسي أن يتعاقد جزء من أعضاء فاغنر مع وزارة الدفاع البيلاروسية، لكنه يشعر بالقلق من إمكانية بقاء عدد منهم في بلاده موضحًا أنه "لا يمكنهم البقاء هنا لفترة طويلة لأن هؤلاء أشخاص لهم سجل إجرامي بارز ولم يتم العفو عنهم بعد".
وعلى النقيض من ذلك، شدد أوليغ غيدوكيفيتش، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب بالجمعية الوطنية في بيلاروسيا، على أنه غير قلق بشأن وجود العديد من الأشخاص الذين أطلِق سراحهم مؤخرًا من السجن بين قوات فاغنر، مؤكدا أن لدى بلده تشريعات صارمة للغاية وأن كل شيء سيكون على النحو المنصوص عليه في القانون.
وأشار أليسين إلى أن مهمة وحدات الدفاع الإقليمي التي ينتظر أن تدربها فاغنر، تتمثل في حراسة المنشآت الرئيسية في البلاد، على غرار مصادر المياه ومحطات النقل ومنشآت البنية التحتية الأخرى التي قد تتعرض في حالة الحرب لهجمات تخريبية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على هذه القوات مراقبة الأراضي السيادية ومنع اختراقها من قبل الأشخاص المشبوهين الذين قد يتضح أنهم إرهابيون أو جواسيس.
ويعتقد الخبير العسكري أن الهدف الرئيسي من التعاقد مع فاغنر هو تبادل تجربة القتال ضد الجماعات المسلحة غير الشرعية ومجموعات التخريب والاستطلاع في أراضي بيلاروسيا، مشيرا إلى أن قيادة الجمهورية تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الخطر.
وأشار النائب غيدوكيفيتش إلى تأثير التعامل مع هذا النوع من الشركات العسكرية الخاصة على السياسة الخارجية للبلاد، مؤكدا أن "وجود مقاتلي فاغنر فضلاً عن الأسلحة النووية التكتيكية لا ينبغي أن يخيف أحدًا. إننا ننقذ أوروبا من الحرب لأن جيراننا البولنديين والليتوانيين لا يمكنهم العمل بشكل مستقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وزارة الدفاع
إقرأ أيضاً:
في صفقة تاريخية” لتعزيز قدرات القوات المسلحة الإماراتية.. تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى
أعلنت وزارة الدفاع، تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى، والتي تُعد من بين الأكثر تطوراً في العالم، في خطوة نوعية لتعزيز قدرات القوات المسلحة.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن “صفقة تاريخية” وُقّعت مع شركة “داسو للطيران” الفرنسية، ما يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية الصديقة.
وأوضحت الوزارة أن اقتناء هذا النوع من الطائرات يأتي ضمن خطة شاملة لتحديث القدرات الدفاعية للدولة، تتضمن تطوير أسطول القوات الجوية بأحدث المعدات العسكرية، بما يتماشى مع المتغيرات والتحديات الأمنية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتم الاحتفاء بتدشين الطائرة خلال حفل رسمي في فرنسا، بحضور معالي محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، ومعالي سيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع في جمهورية فرنسا، وعدد من كبار المسؤولين والضباط بوزارة الدفاع، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من الجانبين.
وأكد معالي المزروعي أن قواتنا المسلحة حققت، بفضل الدعم اللامحدود والاهتمام المباشر من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، نقلة نوعية على مستوى التجهيز والتحديث، ما جعلها من بين أكثر القوات كفاءة وجاهزية على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف: “إن استراتيجية القوات المسلحة ترتكز على الاقتناء المدروس لأحدث الأسلحة والمعدات التي تتماشى مع متغيرات حروب المستقبل والتطورات التقنية والنوعية، ما يعزز من الكفاءة القتالية الشاملة لمنظومة الدفاع الوطني بالدولة”.
من جهة أخرى قال العميد الركن محمد سالم الهاملي، من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي: “أثبتت طائرات “رافال” كفاءتها في العديد من العمليات العسكرية حول العالم”، مؤكداً أنها تمثل خياراً إستراتيجياً يدعم بناء قوات مسلحة متطورة ومتكاملة، ويعزز خطط الدولة لتطوير قدرات سلاحها الجوي وأنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح أن الطائرات تتميز بتقنيات متقدمة تتيح تنفيذ مهام متعددة مثل الاستطلاع والهجوم على الأهداف البرية والبحرية بدقة عالية، ما يجعلها إضافة نوعية للقوات الجوية الإماراتية، كما أكد أن الاتفاقية تضمنت برنامجاً تدريبياً متكاملاً لتأهيل الطيارين والفنيين، ما يعزز من جاهزية الكوادر الوطنية.
وأكد الهاملي، أن هذه الصفقة التاريخية جاءت نتيجة دراسة دقيقة لأسواق الدفاع العالمية، ومفاوضات مكثفة لضمان الحصول على أفضل أنواع الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي، مشيرا إلى أن التعاون الدفاعي بين دولة الإمارات وفرنسا يعكس العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين والتي أسهمت في إبرام هذه الصفقة المهمة.
وأضاف: “ستواصل القوات المسلحة الإماراتية جهودها لتطوير أنظمتها الدفاعية وتزويدها بأحدث التقنيات العسكرية، بما يتماشى مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية”، مشيراً إلى أن الوزارة ملتزمة بالبحث عن تقنيات ومنتجات من أجل تطوير جاهزية القوات الجوية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز مكانة دولة الإمارات كقوة دفاعية رائدة.
جدير بالذكر أن صفقة “رافال” التاريخية، التي بلغت قيمتها 16.6 مليار يورو، تعد من أبرز الصفقات الدفاعية في تاريخ العلاقات الإماراتية-الفرنسية، وتشمل إنتاج 80 طائرة مقاتلة مجهزة بأحدث التقنيات الدفاعية.وام