احذروا الفخ الإسرائيلى - الأمريكى
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
الحرب الإسرائيلية على غزة تعدت كل الحدود الحمراء، ولم يعد الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى محصورًا فقط فى تصفية القضية الفلسطينية كما تريد إسرائيل، ولأن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة، لا يقف فقط متفرجاً على ما يحدث، وإنما يؤيد الصهيونية فى جرائمهم البشعة بهدف التطهير العرقى للأشقاء فى فلسطين، نستطيع أن نجزم بأن شبح الصراع، بدأ يأخذ منحى خطيرًا جداً، وهو صراع عقائدى كما تريد إسرائيل أن تصدره للدنيا كلها.
فى الوقت الذى تبذل فيه مصر الجهود الواسعة والمضنية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية، والسعى إلى تنفيذ هدن جديدة، حتى الوصول إلى الوقف الدائم للحرب، نجد إسرائيل تزداد جرماً ضد الفلسطينيين من أجل إجبارهم على الرحيل وتصفية القضية الفلسطينية واحتلال المزيد من الأرض العربية، وإلا ما تفسير اغتيال القيادى فى حماس صالح العارورى مؤخرًا؟!.. لقد حدث ذلك بعد اتفاق الفصائل الفلسطينية على رؤية واحدة، والاستعداد لهدنة ثم الدخول فى مفاوضات السلام القائمة على الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والتوغل البشع فى قطاع غزة، وعمليات اعتقال المواطنين فى الضفة الغربية، وكل الجرائم التى تقوم بها إسرائيل حاليا تعنى أنها تريد إشعال المنطقة بأسرها.
ويأتى على الجانب الآخر تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن التى يريد بها إشعال المنطقة بشكل خطير، فيما يتعلق بالبحر الأحمر، لأن هذه التصريحات لا تبشر بخير على الإطلاق، ففى الوقت الذى تريد إسرائيل إشعال المنطقة نجد الولايات المتحدة تزيد هذا الاشتعال بطرق أخرى فى البحر الأحمر، وهذا يعنى أنها تريد دخول أطراف أخرى فى هذا الشأن. وبذلك يتحقق هدف الصهيونية العالمية فى المزيد من الكوارث بالمنطقة، بما يحقق حلم الدولة العبرية الذى لا ينتهى فى إقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، وهيهات لهم أن يحدث فى ظل الوعى المصرى والعربى الذى يدرك كل هذه الأبعاد الخطيرة لما يحدث فى المنطقة، لكن يبقى على حكومات الدول العربية أن تكون أكثر حرصاً على ما يحدث بدلاً من الدخول فى صراعات لا نهاية ولا حصر لها وعواقبها وخيمة وكارثية.
ونحمد الله سبحانه وتعالى أن فى مصر شعباً عظيماً يتمتع بكياسة وفطنة ويدرك كل هذه الأبعاد، وكذلك قيادة سياسية تتمتع بالحكمة والرشد وتتصرف فى هذا الشأن بمهارة بالغة، وهذا ما حدث منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فى 7 أكتوبر الماضى، وتعاملت مع الأمور بالكياسة البالغة، ولم تُمكن كل الأطراف المختلفة من تحقيق الأهداف الخبيثة التى تسعى إلى جر البلاد فى متاهات، بل إن الدولة المصرية فوتت الكثير من المخططات والمؤامرات التى تريد النيل من مصر، فدائرة الصراع كانت إسرائيل والمجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا تريد توريط مصر، لكن القاهرة تعاملت بذكاء ومهارة سياسية بالغة، جعلت العالم يحترم الرؤية المصرية الثاقبة فى هذا الشأن.. ويجب أن يعرف الجميع أن مصر التى تعيش فى بؤرة ملتهبة من حولها، بعد سقوط عدة دول عربية فى براثن الفوضى والاضطراب والحرب بالوكالة، مثل ليبيا والسودان واليمن والعراق وسوريا. وكل هذا لا يشفى غليل المتآمرين إنما العين على مصر، والله حفظها بقدرته بفضل وعى الشعب وحكمة القيادة السياسية ورشدها.
إسرائيل والمجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا أعدا العدة حالياً لنقل دائرة الصراع العربى - الفلسطينى إلى ما يشبه شبح الحرب فى البحر الأحمر، حتى تدخل دول أخرى فى دائرته، من أجل إحلال المزيد من الفوضى والسعى بكل السبل إلى تصفية القضية الفلسطينية، وحتى ينشغل العرب بمشاكلهم فقط.. احذروا الوقوع فى الفخ الإسرائيلى - الأمريكى لأن العواقب ستكون كارثية جداً.
«وللحديث بقية»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور وجدى زين الدين الاسرائيلي الأمريكي الحرب الاسرائيلية تصفية القضية القضية الفلسطينية الولايات المتحدة تضرب الإنسانية
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: أمريكا لا تريد دعم نتنياهو وجالانت.. لكنها ترغب في الحفاظ على هيبة إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تدعم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت بالتحديد ولكن تريد أن تحافظ على هيبة إسرائيل كحليف استراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف «الشاعر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الولايات المتحدة الأمريكية تساهم بـ50% من ميزانية محكمة الجنايات الدولية بالرغم من أنها ليست عضو كامل في هذه المحكمة، وإنما عضو مراقب وبالتالي هي تريد أن تسجل موقفًا واضحًا أمام المحكمة وجميع الجهات الدولية بأنها لن تتخلى عن إسرائيل بالمطلق.
وتابع «ما سبب توقيت هذا القرار الآن هل أعطت أمريكا ضوءً أخضر لهذه المحكمة لتمضي قدمًا في اتخاذ قرارها ضد نتنياهو وجالانت كون هذه الفترة بالغة الأهمية والحساسية للرئيس جو بايدن من جهة ومن جهة أخرى، بايدن لا ينسى أبدًا عملية أفشال نتنياهو لكل جهوده التي حاول أن يقوم بها خلال الفترة الماضية والتي كانت مصاحبة لعملية الحرب في قطاع غزة».