لماذا تسعى إسرائيل إلى توسيع حربها مع حركة حماس بدلا من محاولة وقفها تدريجيا والخروج بأقل الخسائر؟
قرابة شهرين من القصف على غزة وفى نهاية المطاف لم تحرر إسرائىل أسيرا واحدا ولا حققت اى انتصار يذكر من الهجوم البرى، وفى النهاية تفتح جبهة جديدة مع حزب الله بعد اغتيالها لصالح العارورى نائب رئيس حركة حماس أثناء وجوده بالضاحية الجنوبية ببيروت معقل حزب الله اللبنانى.
اغتيال العارورى له ما بعده فى جبهة حماس وغزة من جهة وتسخين جبهة جنوب لبنان من جهة أخرى.
لا يمكن تحليل إقدام إسرائىل على اغتيال العارورى بدون موافقتها على الخضوع للتحقيق فى محكمة العدل الدولية تنفيذا لشكوى جنوب افريقيا واتهامها بارتكاب جرائم حرب فى غزة، وهى تعرف جيدا أن المحكمة لو أصدرت قرارا بوقف الحرب عليها تنفيذه فورا.
حزب الله اللبنانى قال بأن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس صالح العاروري فى ضربة إسرائيلية فى الضاحية الجنوبية لبيروت «لن يمر أبدا من دون رد وعقاب».
ووصف حزب الله اغتيال العارورى بأنه «اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته».
وأضاف: «اغتيال العارورى تطور خطير فى مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة»، مشددا على أن «هذه الجريمة لن تمرّ أبدا من دون رد وعقاب».
أما الجيش الإسرائيلى فقال إنه مستعد «لكل السيناريوهات» بعد مقتل العارورى.
وصرّح الناطق باسم الجيش دانيال هاغارى فى مؤتمر صحفي «الجيش فى حالة تأهب دفاعا وهجوما. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات».
اذن فإن إسرائىل لديها سيناريوهات تسعى لتنفيذها سواء من خلال اغتيال العارورى أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية.
تريد إسرائىل الوصول لاقصى مدى فى حربها على غزة وتحقيق اكبر قدر من المكاسب تجنبا لصدور قرار المحكمة بوقف الحرب.
وباغتيال العارورى بجنوب لبنان تريد أن توسع دائرة الحرب لتوريط حزب الله مرة أخرى لتقول أمام المحكمة إنها تدافع عن نفسها وسط طوق من العداء لها ولمواطنيها، وبهذا تحصل على شرعية الحرب من محكمة العدل بدلا من الادانة وإجبارها على وقف الحرب.. الأيام القادمة كاشفة للنوايا.. ونتنياهو يلعب على حافة النار المشتعلة لتشتيت الجميع والتغطية على فشله الذريع فى تحرير الأسرى الإسرائىليين، ويحاول بكافة الطرق الهروب من مصيره المحتوم إلى السجن ومزبلة التاريخ التى سيدخلها كأكثر مجرمى الحرب دموية فى تاريخ البشرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العاروري حركة حماس نهاية المطاف انتصار الهجوم البري القصف على غزة اغتیال العارورى حزب الله
إقرأ أيضاً:
في تسليح الجيش وتسليح الجنجويد
منذ بداية الحرب أدهشني تبرير تمويل وتسليح دول أجنبية للجنجويد بحجة أن الجيش أيضا تسلحه دول أجنبية.
استحضار مقولة أن هناك دولا تدعم الجيش كمعادل لتمويل دولة أجنبية للجنجويد حجة ممعنة في الغرابة. الجيش السوداني جيش دولة علي راسها حكومة أمر واقع. وكل دول العالم تشتري السلاح أو تحصل عليه مجانا بصورة دورية إن لم تكن يومية وليس في ذلك أي غرابة. حصول أي دولة علي السلاح بغض النظر عن ديمقراطية حكومتها من عدمه ممارسة قانونية تماما وتحدث بروتينية مملة.
الغريب هو أن تدعم دولة أجنبية ميلشيا تملكها أسرة إقطاعية ويحارب في صفوفها مرتزقة من دول متعددة وتمارس هذه المليشيا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإغتصاب واسع النطاق بصورة يومية. كما تسببت هذه الميليشيا في تشريد ملايين السودانيين إلي منافي المجهول والمسغبة.
لا يمنع القانون الدولي أي دولة، بما في ذلك الدول التي تقوم بأمرها حكومات الأمر الواقع، من الحصول علي السلاح هبة أو بمقابل ولكن ما تمارسه الدول الداعمة للجنجويد انتهاك صارخ للقانون الدولي يعرف بجريمة العدوان.
حقيقة لا أفهم كيف يمكن مساواة حصول الجيش علي سلاح كمعادل قانوني أو أخلاقي أو سياسي لجريمة العدوان وجرائم الجنجويد ضد الإنسانية. من الممكن أن أفهم سبب هذه المساواة الكاذبة عندما تاتي من حلفاء الجنجويد السريين والعلنيين ولكن حين تأتي من أقلام لا علاقة لها بالجنجويد لا من قريب ولا من بعيد يستعصي الأمر علي فهمي.
وايضا يدهشني الاعتذار نيابة عن مسلحي الجنجويد بالقول أن تدخل الدول الأخرى في الحروب الأهلية عملية متوقعة وطبيعية. حتي لو قبلنا هذا المنطق في سياق حرب أهلية، لا يمكن القبول به في حالة تمويل ميليشيا من مرتزقة متعددي الجنسيات يرتكبون أسوأ الانتهاكات كما ذكرت أعلاه.
إن هذا العالم يتجاهل ماساة الشعب السوداني لانه عالم ظالم وعنصري ويعاني فيه السودان من التهميش ثلاثي الأبعاد إذ هو بلد هجين من إسلام وعروبة وذنوجة وكلها من محفزات العنصرية. هذا التهميش ثلاثي الأبعاد قضاء وقدر.
ولكن أداء الصفوة العلمانية أضاف عاملا رابعا للتهميش وهو سرديات بائسة عن الحرب ساعدت العالم العنصري علي اللا-مبالاة بمعاناة السودانيين المرعبة وبررت لها. وهذا منظور تعلو فيه كراهية الصفوة السودانية للكيزان والجيش علي محبتهم لشعبهم. ما يفرض سؤالا عن البوصلة الأخلاقية الهادية للعمل السياسي في أوساطهم: هل البوصلة هى حب الشعب والإحساس بمعاناته أم تصريف غبائنهم والانتصار لاطروحاتهم الطائفية والثأر من الجيش والكيزان ولو ببنادق الجنجويد وعلي جثث ملايين البسطاء وصراخ الاف المغتصبات. ثم لا يطرف للصفوة جفن ازاء الحقيقة الماثلة في ان انتقام الجنجويد يدفع ثمنه المواطن المدني العادى وشعب ثورة ديسمبر ولا يدفعه جيش ولا كيزان.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب