بوابة الوفد:
2025-04-09@00:06:05 GMT

دروس الماضى.. وتحديات المستقبل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

مع طى صفحة عام مضى، واستشراف عام جديد، يتبادل الزعماء والقادة والساسة رسائل التهانى بالعام الجديد فى تقليد متعارف عليه، ويطلون على شعوبهم عبر وسائل الإعلام بكلمات تحمل كل مشاعر الود والحب والإنسانية، وطى آلام الماضى ودغدغة المشاعر بأحلام المستقبل.. والمفارقة أن أكثر دول العالم احتفالاً بالعام الجديد هى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التى ترفع شعارات السلام والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها، هى ذاتها أكثر دول العالم إيذاءً للبشرية وسببًا فى قتل وتشريد ومعاناة الملايين من سكان المعمورة، ولم تكن الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت عامًا جديدًا، إلا واحدة من خطايا الغرب وتهديده لروسيا وسببًا لإشعال هذه الحرب التى أدت إلى ضغوط اقتصادية هائلة على العالم، وتسببت فى آلام كبيرة لشعوب الدول النامية بعد أن أدت إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية وزيادة تكاليف المعيشة على الأسر الفقيرة والمتوسطة، ومازال العالم يعانى منها حتى الآن، وتسببت فى وفاة الملايين جوعًا وبخاصة فى بعض الدول الأفريقية.


للأسف العام الجديد لن يحمل تغييرًا فى سلوك هذه الدول التى ترفع شعارات براقة، بينما تمارس كل أشكال العنصرية بعد أن حل علينا العام الجديد، ومازال أطفال غزة يدفنون تحت الأنقاض، وتمزق أشلاؤهم بآلة الحرب الصهيونية تحت حماية الفيتو الأمريكى، ومعنى استمرار هذه المجازر أثناء احتفالات العالم الغربى، هو عدم اكتراث هذا العالم العنصرى بالإبادة الجماعية التى يتعرض لها أكثر من مليونى مواطن فلسطينى، وتكشف أيضًا عن المعايير المزدوجة التى يتعامل بها الغرب مع باقى شعوب العالم التى تتعرض لمذابح على يد حكومة صهيونية متطرفة تمتلك كل الأسلحة العسكرية المتطورة، وتستخدمها فى إبادة البشر والحجر إلى حد أنها محت معظم مبانى غزة وقتلت أكثر من عشرين ألفًا معظمهم من الأطفال والنساء وجرح عشرات الآلاف فى تطهير عرقى واضح للخلاص من شعب بأكمله فى ظل العجز الدولى الفاضح وافتقاد المؤسسات الدولية لأدنى معايير العدالة بسبب هيمنة أمريكا والغرب عليها، ولكن من المؤكد أن العام الجديد سوف يشهد بداية انهيار هذا الكيان الصهيونى بعد أن كشفت أحداث السابع من أكتوبر الماضى هشاشة هذا الكيان وبداية الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها والانقسام الحاد فى الداخل الإسرائيلى.
الحقيقة أن كل المؤشرات تشير إلى أن مصر سوف تشهد عامًا مختلفًا لأسباب كثيرة يأتى على رأسها التماسك المصرى الداخلى واصطفاف المصريين فى الانتخابات الرئاسية وتمسكهم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبلاد فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها العالم والمنطقة، وهو أمر له مردود كبير على القرار السياسى المصرى فى مواجهة كل التحديات سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى وعلى جانب آخر هناك حالة من الترقب فى الشارع المصرى للتشكيل الوزارى القادم، ومن المتوقع أن تشهد الحكومة الجديدة مجموعة اقتصادية رفيعة المستوى لعلاج أزمات الاقتصاد المصرى، وفى اعتقادى أن مصر سوف تشهد استقرارًا اقتصاديًا بعد أن انتهت من معظم بنيتها الأساسية التى استحوذت على معظم موارد البلاد، إضافة إلى انتقال عدد من المشروعات الهامة إلى مرحلة الانتاج وخاصة فى قطاع الزراعة سواء فى الدلتا الجديدة أو سيناء وتوشكى وشرق العوينات، ومن المفترض أن تضع الحكومة الجديدة أولويات لهذه المرحلة وخاصة فى القطاعات سريعة العوائد مثل قطاع الصناعات الصغيرة التى تجذب شريحة كبيرة من الأيدى العاملة ولها عوائد اقتصادية كبيرة فى سوق يتجاوز مائة مليون، وكذلك قطاع السياحة الذى يحتاج إلى ثورة شاملة للاستفادة من كنوز مصر الواعدة.
حفظ الله مصر
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وتحديات المستقبل صواريخ دول العالم الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن

إقرأ أيضاً:

افتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة

 انطلقت اليوم الثلاثاء ، أشغال يوم برلماني بعنوان “الجيش الوطني الشعبي .. كسب رهان العصرنة والاحترافية لمواجهة التحديات”.

وخلال هذا اليوم البرلماني المنظم من طرف لجنة الدفاع الوطني للمجلس الشعبي الوطني، ستتم مناقشة عدة محاور أساسية “تعكس رؤية الدولة الجزائرية في بناء جيش عصري قادر على التصدي للتحديات المتعددة”.

وفي هذا الصدد. سيناقش البرلمانيون والخبراء في الشأنين العسكري والأمني, جملة من المواضيع المتصلة بمسار تطور الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال إلى غاية بلوغه مرحلة الاحتراف والعصرنة وكذا المقاربة الوطنية في مكافحة الإرهاب.مع تسليط الضوء على التعاون الإقليمي والدولي في إطار احترام السيادة. والسياسات الدفاعية الجزائرية المبنية على الشراكة المسؤولة والاحترام المتبادل.

كما سيتم أيضا التطرق إلى التحديات الإقليمية الجديدة ودور الجيش الوطني الشعبي، عبر  تحليل السياقات الأمنية المحيطة بالجزائر وكيفية تصدي المؤسسة العسكرية لها، من خلال تبني رؤى استراتيجية فعالة.

مقالات مشابهة

  • انقلاب سيارة محملة بأسطوانات البوتاجاز في الوادي الجديد
  • تنبؤات مخيفة.. أنهيار متوقع للقطب الشمالي في المستقبل القريب
  • افتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة
  • أوروبا أكثر قارات العالم حرا خلال شهر مارس الماضي
  • استشهاد وإصابة أكثر من 1000 طفل بغزة في أسبوع
  • نهاية غير متوقعة.. قصة وفاة ملكة جمال أوروبا التى أثارت العالم
  • المعلمون في العراق.. بين المطالب المشروعة وتحديات الاستجابة الحكومية
  • المعلمون في العراق.. بين المطالب المشروعة وتحديات الاستجابة الحكومية - عاجل
  • عُمان.. حينما تمتد الروح من التاريخ إلى المستقبل
  • الكشف عن أكثر ساعة يد تعقيدا في العالم.. استغرقت 8 سنوات من العمل