بوابة الوفد:
2024-12-31@23:32:58 GMT

دروس الماضى.. وتحديات المستقبل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

مع طى صفحة عام مضى، واستشراف عام جديد، يتبادل الزعماء والقادة والساسة رسائل التهانى بالعام الجديد فى تقليد متعارف عليه، ويطلون على شعوبهم عبر وسائل الإعلام بكلمات تحمل كل مشاعر الود والحب والإنسانية، وطى آلام الماضى ودغدغة المشاعر بأحلام المستقبل.. والمفارقة أن أكثر دول العالم احتفالاً بالعام الجديد هى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التى ترفع شعارات السلام والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها، هى ذاتها أكثر دول العالم إيذاءً للبشرية وسببًا فى قتل وتشريد ومعاناة الملايين من سكان المعمورة، ولم تكن الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت عامًا جديدًا، إلا واحدة من خطايا الغرب وتهديده لروسيا وسببًا لإشعال هذه الحرب التى أدت إلى ضغوط اقتصادية هائلة على العالم، وتسببت فى آلام كبيرة لشعوب الدول النامية بعد أن أدت إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية وزيادة تكاليف المعيشة على الأسر الفقيرة والمتوسطة، ومازال العالم يعانى منها حتى الآن، وتسببت فى وفاة الملايين جوعًا وبخاصة فى بعض الدول الأفريقية.


للأسف العام الجديد لن يحمل تغييرًا فى سلوك هذه الدول التى ترفع شعارات براقة، بينما تمارس كل أشكال العنصرية بعد أن حل علينا العام الجديد، ومازال أطفال غزة يدفنون تحت الأنقاض، وتمزق أشلاؤهم بآلة الحرب الصهيونية تحت حماية الفيتو الأمريكى، ومعنى استمرار هذه المجازر أثناء احتفالات العالم الغربى، هو عدم اكتراث هذا العالم العنصرى بالإبادة الجماعية التى يتعرض لها أكثر من مليونى مواطن فلسطينى، وتكشف أيضًا عن المعايير المزدوجة التى يتعامل بها الغرب مع باقى شعوب العالم التى تتعرض لمذابح على يد حكومة صهيونية متطرفة تمتلك كل الأسلحة العسكرية المتطورة، وتستخدمها فى إبادة البشر والحجر إلى حد أنها محت معظم مبانى غزة وقتلت أكثر من عشرين ألفًا معظمهم من الأطفال والنساء وجرح عشرات الآلاف فى تطهير عرقى واضح للخلاص من شعب بأكمله فى ظل العجز الدولى الفاضح وافتقاد المؤسسات الدولية لأدنى معايير العدالة بسبب هيمنة أمريكا والغرب عليها، ولكن من المؤكد أن العام الجديد سوف يشهد بداية انهيار هذا الكيان الصهيونى بعد أن كشفت أحداث السابع من أكتوبر الماضى هشاشة هذا الكيان وبداية الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها والانقسام الحاد فى الداخل الإسرائيلى.
الحقيقة أن كل المؤشرات تشير إلى أن مصر سوف تشهد عامًا مختلفًا لأسباب كثيرة يأتى على رأسها التماسك المصرى الداخلى واصطفاف المصريين فى الانتخابات الرئاسية وتمسكهم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبلاد فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها العالم والمنطقة، وهو أمر له مردود كبير على القرار السياسى المصرى فى مواجهة كل التحديات سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى وعلى جانب آخر هناك حالة من الترقب فى الشارع المصرى للتشكيل الوزارى القادم، ومن المتوقع أن تشهد الحكومة الجديدة مجموعة اقتصادية رفيعة المستوى لعلاج أزمات الاقتصاد المصرى، وفى اعتقادى أن مصر سوف تشهد استقرارًا اقتصاديًا بعد أن انتهت من معظم بنيتها الأساسية التى استحوذت على معظم موارد البلاد، إضافة إلى انتقال عدد من المشروعات الهامة إلى مرحلة الانتاج وخاصة فى قطاع الزراعة سواء فى الدلتا الجديدة أو سيناء وتوشكى وشرق العوينات، ومن المفترض أن تضع الحكومة الجديدة أولويات لهذه المرحلة وخاصة فى القطاعات سريعة العوائد مثل قطاع الصناعات الصغيرة التى تجذب شريحة كبيرة من الأيدى العاملة ولها عوائد اقتصادية كبيرة فى سوق يتجاوز مائة مليون، وكذلك قطاع السياحة الذى يحتاج إلى ثورة شاملة للاستفادة من كنوز مصر الواعدة.
حفظ الله مصر
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وتحديات المستقبل صواريخ دول العالم الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: ارتفاع عدد اللاجئين عالميًا إلى أكثر من 122 مليونًا

أفادت إحصائية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين على مستوى العالم تجاوز 122 مليون شخص في عام 2024 وهو ما يزيد عن عددهم في العام الماضي.

وذكر بيان عن بيتر رونشتروت باور المدير الوطني للمفوضية في ألمانيا قوله إن "الأرقام صادمة ولكن وراء كل رقم هناك إنسان يأمل في الأمان والمستقبل. واجبنا المشترك أن نوفر الحماية وآفاقا مستقبلية لهؤلاء الأشخاص".

ووفقا للتقرير السنوي للشريك الألماني للمفوضية فإن عدد اللاجئين على مستوى العالم كان 117.4 مليون شخص في عام 2023.

ويرجع ارتفاع الأعداد بالدرجة الأولى إلى فرار العديد من الأشخاص من السودان بسبب الحرب الأهلية. ولفت البيان إلى أن أكثر من 11.8 مليون شخص اضطروا إلى الفرار منذ تصاعد العنف في أبريل  2023.

وأضاف البيان أن الأوضاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار أسهمت أيضا في ارتفاع عدد اللاجئين.

وقال البيان إن الصراع في قطاع غزة وفي لبنان أدى إلى تهجير أكثر من 1.7 مليون شخص قسرا.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: نجدد العهد لتبقى دبي دُرة مدن العالم والإمارات نموذجاً في صناعة المستقبل
  • غزة المنسيِّة
  • حمدان بن محمد: نجدد العهد لتبقى دبي دُرةَ العالم والإمارات نموذجاً في صناعة المستقبل
  • دروس بلا فائدة
  • العالم على حافة 10 مليارات.. طفرة سكانية غير مسبوقة وتحديات كوكبية مدمرة
  • منير أديب يكتب: في وداع عام الحرب والصراعات والإرهاب.. قتل ودمار وانتشار العنف والتطرف.. والأمل في المستقبل
  • "المستقبل" ضمن أفضل جامعات العالم فى تخصص الهندسة بتصنيف شنغهاى
  • الشائعات وتزييف الوعى معركة الحاضر وتحديات المستقبل فى ندوة لمركز النيل للإعلام بأسيوط
  • الأمم المتحدة: ارتفاع عدد اللاجئين عالميا إلى أكثر من 122 مليونا
  • الأمم المتحدة: ارتفاع عدد اللاجئين عالميًا إلى أكثر من 122 مليونًا