صحيفة البلاد:
2024-11-24@14:59:43 GMT

بيئة عسير .. تنوّع فطري قاوم مهددات الانقراض

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

بيئة عسير .. تنوّع فطري قاوم مهددات الانقراض

البلاد ــ أبها

من على ارتفاع 3000 متر وحتى أعماق المياه الإقليمية للبحر الأحمر، تتدرج التضاريس الطبيعية في منطقة عسير، وتتباين بشكل كبير لتشكل لوحة جميلة من الحيوانات والطيور النادرة التي قاومت التغيرات المناخية والطبوغرافية التي تشكلت منذ آلاف السنين.

وعلى الرغم من التماسك البيئي الذي صمد لعدة قرون إلا أن الكثير من العوامل التي تسبب فيها التغير المناخي وبعض الممارسات البشرية الخاطئة، أسهمت في اختلال التوازن في أجزاء كثيرة من طبيعة المملكة ومنها منطقة عسير، مما جعل الجهات الرسمية تتدخل وتسن قوانين صارمة للحفاظ على هذه الميزة النسبية والتنوع الإحيائي الكبير، حيث تعاقبت الجهات الحكومية المسؤولة عن حماية الحياة الفطرية، وتطورت مهامها منذ إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عام 1986م، وحتى وقتنا الحاضر الذي شهد إنشاء “المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية” إلى جانب “المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر”.


واشتهرت منطقة عسير التي تضم الجزء الأكبر من المحمية بتنوعها الحيوي الفريد، حيث رصد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية 332 نوعاً من الطيور، و27 نوعاً من الحيوانات الثدية البرية، و51 نوعاً من الزواحف والبرمائيات معظمها يصنف ضمن المهددة بالانقراض.


ومن أشهر الطيور المهددة بالانقراض “طائر العقق العسيري” النادر من الطيور حيث لم يتبقَّ منه سوى أعداد قليلة جداً تعيش في أعالي السروات، ومن أشهر الطيور الأخرى التي تستوطن منطقة عسير “الحمامة الخضراء” التي تسكن عادة في الأودية والمزارع والغابات الكثيفة دائمة الخضرة، وتتواجد إلى جانب طائر” الأكوع” في تهامة عسير، و”الأكوع” نوع من البلابل المحلية كثير التغريد رمادي اللون مع مسحة من السواد في رأسه وفي عنقه، وبقعة صفراء تحت ذيله. وإلى جانب طائر “السنونو” الذي يطلق عليه محلياً “الوغا” وهو طائر سريع الحركة يبني عشه من الوحل في مغارات الجبال وفي شرفات المنازل، يعيش وسط غابات عسير طائر ” القمري” مغرداً معظم وقته وخاصة في أوقات الأمطار ، وهو من الطيور التي يطرب الإنسان لسماعها ويتغنى به الشعراء كثيراً .

ومن الطيور النادرة والفريدة في منطقة عسير “الأهيم” ويعرف في بعض دول العالم بـ “أبومعول” ويتواجد في بعض دول العالم، ويتميز بعنق ومنقار طويلين ويصدح في النهار بصوت عالٍ، ومن الطيور اللاحمة والمهددة بالانقراض، اشتهر النسر الأذون والمعروف محليًا بـ”العيزاء” وهو طائر بني اللون ضخم الجثة، حيث يشير الباحث في مجال البيئة محمد حسن غريب إلى أن هذا الطائر “يعمد إلى تخزين طعامه داخل كيس أسفل عنقه ثم يبلعه بعد ذلك، وإذا شعر بالخطر أطلق رائحة منتنة لعلها آلة دفاعه”، ويشتهر كذلك من الطيور اللاحمة ” الحدأة” وهو طائرٌ بني اللون من الجوارح له ذنب مشقوق ومنقار حاد، ويصدر صوتاً يشبه الصرير، ويسكن أعالي الأشجار.


وعلى الرغم من ندرته إلا أن “نقار الخشب” والمعروف محلياً بـ”صانع الطير” يتواجد في الأحراش الكثيفة التي تتميز بها منطقة عسير، ويصفه الباحث غريب بأنه” طائر له ظهر رمادي وأجنحة تراوح بين السواد والبياض، وتعلو رأسه حمرة، وله منقار حاد يستطيع أن يحفر به أصلب جذوع الشجر التي يعيش فيها، ويظهر عادة في الخريف. وتزخر البيئة البحرية التابعة لمنطقة عسير على سواحل البحر الأحمر والتي تشملها “محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية” بالكثير من الطيور النادرة وبعضها مهدد بالانقراض مثل “نورس أبيض العين” والذي يُعرف علمياً بـ” Larus leucophthalmus” حيث يعتبر البحر الأحمر موطنه الأصلي ويتكاثر على الجزر ذات الصخور والشواطئ الرملية، ويقيم أعشاشه في الأرض المكشوفة القريبة من الشاطئ، وكذلك يتواجد الطائر المعروف باسم”الأبله البني” والذي يحمل الاسم العلمي Anous stolidus ويمتاز بلونه البني الكامل ما عدا منطقة الجبهة فهي بيضاء ويتواجد في معظم جزر البحر الأحمر ذات الغطاء النباتي الكثيف أو الصخرية غالباً ما تضع الأنثى بيضها بين أغصان الأشجار والشجيرات وأحياناً على الأرض، وإلى جانبه يتواجد “البلشون الرمادي” ويتميز هذا الطائر برقبته ومنقاره الأصفر الضخم ويتواجد بالقرب من المياه الضحلة خاصة عند الشواطيء والمستنقعات. ويمثل التنوع الحيوي و البيولوجي لمنطقة عسير وخاصة موقع المحمية الملكية مكانًا مميزًا لمشاهدة الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض مثل ” الوعل الجبلي” الذي يعيش في أعالي الجبال ويحظى باهتمام كبير من الجهات المعنية، حيث أطلقت شركة “السودة للتطوير” قبل عامين مبادرة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لإعادته إلى بيئته الأصلية ضمن قائمة أخرى من الحيوانات المهددة بالانقراض، وكانت أولى نتائج المبادرة إطلاق 15 وعلًا جبليًا في جبال السودة بدأت في التكاثر في جبال السودة التي تعد موطنًا للعديد من الكائنات الحية بما فيها “الوعل الجبلي”.

وعرفت أجزاء كبيرة من منطقة عسير ضمن المواطن الأصلية لـ “النمر العربي” حيث يعتبر من الحيوانات الأكثر تهديداً بالانقراض، وعادة يعيش في الجبال والمنحدرات وفي الأحراش الشجرية التي تمثل البيئة الأهم له للتخفي والصيد وتحظى جهود إعادته إلى بيئاته الأصلية في المملكة باهتمام كبير على المستوى الرسمي والشعبي، حيث صدر قرار من مجلس الوزراء في 18 يناير 2022م بتحديد العاشر من شهر فبراير من كل عام يوماً للنمر العربي، إضافة إلى إنشاء “الصندوق العالمي لحماية النمر العربي”.

كما يوجد حيوان “الوشق” الذي يعرف محليًا بـ” المخنق” وهو من أنواع القطط البرية الشرسة التي تتغذى على صغار الحيوانات الأخرى، ومن الحيوانات المهددة بالانقراض والتي كانت معروفة في منطقة عسير حيوان ” التفث” وهو المعروف بـ” غرير العسل” ومن أفضل مصادر الغذاء له خلايا النحل التي يهاجمها ليلاً، ويليه في الندرة “الظربان” وهو حيوان ليلي من اللواحم طويل الذنب أصلم الأذنين، قصير القوائم، كذلك كان حيوان “الضبع” أو ما يعرف محليًا بـ”جعار” يجوب الأودية والجبال في منطقة عسير ولكن أعداده تقلصت بشكل كبير، وهو حيوان ليلي من آكلات اللحوم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المرکز الوطنی لتنمیة المهددة بالانقراض الحیاة الفطریة فی منطقة عسیر من الحیوانات من الطیور

إقرأ أيضاً:

نائب أمير منطقة مكة المكرمة يطّلع على الخطط والأعمال التي تنفذها شركة المياه الوطنية بالمنطقة

المناطق_جدة

رأس نائب أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز في مقر الإمارة بجدة اجتماعاً بحضور رئيس القطاع الغربي بشركة المياه الوطنية المهندس محمد الزهراني وعدد من قيادات القطاع.

 

أخبار قد تهمك برعاية نائب أمير منطقة مكة المكرمة .. انطلاق “منتدى مكة لريادة الأعمال” غدًا 18 نوفمبر 2024 - 1:53 مساءً نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الأمين العام لهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة 10 نوفمبر 2024 - 4:42 مساءً

واستمع سموه إلى شرح تفصيلي عن الخطط والأعمال التي تنفذها الشركة لتطوير خدماتها المقدمة بالقطاع المائي والبيئي في المنطقة، كما اطلع على استراتيجية عقود الشراكة مع القطاع الخاص بالمنطقة والتي تشمل عقود التشغيل والصيانة الهادفة إلى تحسين أداء فعالية وكفاءة الخدمات التشغيلية بالقطاع.

 

وتطرق الاجتماع إلى عقود محطات المعالجة والهادفة إلى إشراك القطاع الخاص في تأهيل وتطوير وتشغيل وصيانة المحطات تبعاً للمواصفات والمعايير المعتمدة وفق اللوائح البيئية التي ستسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين ورفع الكفاءة التشغيلية وتحسين أداء شبكات المياه والصرف الصحي.

مقالات مشابهة

  • الإدارة العامة للمرور: استخدام الهاتف المحمول (الجوال) أثناء قيادة المركبة يتصدّر مسببات الحوادث المرورية في منطقة عسير
  • تقني عسير يطلق مبادرة “تمكين” بالتعاون مع فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يطّلع على الخطط والأعمال التي تنفذها شركة المياه الوطنية بالمنطقة
  • وزير الخارجية التركي: بيئة عدم الصراع في ليبيا التي بدأتها تركيا بدأت تؤتي ثمارها
  • أمطار غزيرة على منطقة عسير
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • لا يستطيع الطيران.. 7 حقائق مثيرة عن ببغاء الكاكابو المهدد بالانقراض
  • «بيئة أبوظبي» تنفذ مسوحات لرصد حركة الطيور المهاجرة
  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)