البوابة نيوز:
2025-01-31@09:04:18 GMT

ساندرا نشأت.. رحلة الخمس ثوانٍ نحو المستقبل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

مرة أخرى الجميلة ساندرا نشأت التى لا أخشى الذهاب إلى السينما لمشاهدة أحد أفلامها منفردًا ودون مرافق يصف لى الحركة والصورة فى مشاهدها حتى لو تخللتها بعض لحظات الصمت.
٢٢ ديسمبر الماضى كان الإعلان عن عودة المخرجة السينمائية المتألقة ساندرا نشأت فى سينما الزمالك؛ هذه المرة بمشروع متكامل حمل عنوان (فى المدرسة).


المشروع يتضمن ٥٢ فيلما سينمائيا تتراوح مدة الفيلم الواحد بين ٥ إلى ١٠ دقائق على الأكثر.
كان العرض الأول لـ١١ فيلما من المشروع واتفقت مع أحد زملائى لمرافقتى ليشرح لى ويصف المشاهد، لكنه اعتذر فى اللحظة الأخيرة، وصار علىّ التوجه إلى السينما وحيدًا فلا مبرر للخشية من الاستماع إلى أعمال ساندرا نشأت دون مرافق.
ليست المرة الأولى، ملاكى إسكندرية شاهدته بمفردى لأول مرة والإيقاع المتناغم بين المشاهد والموسيقى التصويرية جعلنى أرى الصورة عبر الصوت وكأنى أراها بعينى، وهذا ما حدث أيضًا مع الـ١١ فيلما بمشروع ساندرا الجديد.
الاهتمام الدقيق لموسيقى تصويرية أبدعها مصطفى الحلوانى تنقل الصورة كما هى أضاف إلى متعة الاستماع متعة المشاهدة بخيال الكفيف وتلك هى عبقرية ساندرا السينمائية.
كانت ليلة أكثر برودة مقارنة بالليالى السابقة عليها، لكن ما أن استغرقتنى الأفلام بأفكارها وأداء ممثليها وتفاعل الجمهور معها حتى بدأ الدفء يتسرب إلى المكان ليحيط الجميع فتشعر حقيقة بكل معانى ودلالات ما نسميه بدفء الأسرة المصرية.
"فى المدرسة" مشروع صاغت أفكاره ساندرا نشأت بعينها التى أعتقد أنى لو تلمّستها وجدت عدسة سينمائية لا عين بشرية عادية.
فى التفاصيل تكمن أحلام وأوجاع أطفالنا ومشاعرهم المتضاربة التى تصيغ فى المجمل شكل مستقبلنا، ومشروع "فى المدرسة" ركز اهتمامه بتفاصيل تلك التفاصيل التى تبدو صغيرة بالنسبة للكثيرين، لكن العين السينمائية عندما كثفت الأضواء عليها فى فيلم مدته ٥ دقائق أو ١٠ على الأكثر كشفت كم هى كبيرة، بل وحاسمة فى تحديد مسار رحلتنا نحو المستقبل.
يقول النقاد المختصون إن الصورة السينمائية تتميز بقدرتها على إظهار أعماق الشخصية والأبعاد والزوايا المختلفة للحدث أو الظاهرة؛ وهكذا كان تأثير الصورة السينمائية فى إبراز أبعاد وعمق أحاسيس ومشاعر أطفالنا وما يعانونه من أوجاع وما يتردد فى أذهانهم الصغيرة من أفكار.
الأفلام الأحد عشر التى تم عرضها هى: (يوم الجمعة - مدام ديدى - صورة الفصل - أبجد هوز - المتحف - الواد لأبوه - كل هذه اللايكس - أولوه ميسى - أم على – الكراسة - الشك ملوش رجلين).
إضافة إلى عرضها فى بعض دور السينما ولأول مرة فى مصر أتاحتها ساندرا نشأت عبر تطبيق تفاعلى ( second – ٥ ثوانٍ) حيث يشترك الجمهور بالتفاعل مع الفيلم باختيار الإجابة الأنسب عن تساؤله خلال ٥ ثوانٍ ليكون شريكًا فى تحديد مسار الحدث أو النهاية وهذه التجربة أتيحت لأول مرة على تطبيق نتفليكس ولجأت إليها ساندرا لتجعل جميع أفراد الأسرة شركاء فى صناعة الفيلم.
لا تسمح هذه المساحة لنقل وشرح محتوى الأفلام الأحد عشر لكن وعلى سبيل المثال نجد فيلم "الولد لأبوه" يناقش الأزمة النفسية التى قد يقع فيها الطفل عندما يريد خوض تجربة جديدة تختلف عن تجربة والديه.
فقد أتيحت للطفل البطل فرصة التمثيل مع مخرج كبير زار مدرسته واحتار طويلًا فى الإجابة عن التساؤل الدائر بداخله "أحكى لأبويا ولا محكيش؟!" ثم قرر أن يعرض الأمر على والده الطبيب المشهور الذى حببه فى الفن والفنانين، لكنه فى ذات الوقت يعده ليكون طبيبًا مثله؛ وفى رد فعله الأول رفض الأب رغبة ابنه بشدة ونوع من القسوة لكنه وبمراجعة نفسه احتار هو الآخر بين السماح لابنه بخوض تجربة جديدة قد تقوده إلى امتهان مهنة صعبة وشاقة مثل مهنة التمثيل أم يرفض ليفرض اختياره على ابنه فهو الطريق الذى سبق واختاره لنفسه وعرف صعوباته ومزاياه.
وبالنهاية يجيب الأب عن سؤاله الحائر بالموافقة على أن يخوض طفله هذه التجربة الجديدة.
أثناء المشاهدة تظهر هذه التساؤلات على الشاشة أمام جمهور السينما ليتفاعل ويشترك فى اختيار الإجابة الأنسب من وجهة نظره.
الأفلام عالجت المشاكل النفسية التى يتعرض إليها الأطفال بسبب الخلافات الأسرية الدائمة بين الآباء، وأحلام السفر والهجرة الذى يراود البعض، والمشكلات التى يتورط فيها المراهقون خلال التعامل مع منصات التواصل الاجتماعى، وكلها تدور داخل تفاصيل اليوم العادى للأسرة المصرية بمختلف شرائحها وفئاتها الاجتماعية.
هناك ٤١ فيلما آخر فى طريقهم إلى النور بعد انتهاء أعمال المونتاج لتتضمن منصة "الخمسة ثوانٍ" ٥٢ عملًا يناقش كيف نتعامل مع أدق تفاصيل مشاعر وأحلام وأفكار وأوجاع أطفالنا التى تصيغ فى واقع الأمر شكل وطبيعة رحلتنا نحو المستقبل.
الممثلون جميعهم أشخاص عاديون ليس من بينهم محترف، الأطفال من أبناء مدارسنا والكبار يشبهوننا ويشبهون هذه الملايين التى نلتقيها فى الشارع كل يوم؛ لكن عبقرية العدسة السينمائية التى فى رأس ساندرا نشأت مكنتها من التقاط أبطالها الذين سكن الفن والإبداع نفوسهم فظهروا جميعًا كمحترفين.
من الإنصاف سرد أسماء كل من شارك وساعد فى صناعة هذا المشروع السينمائى المختلف والجديد فى شكله ومضمونه لأن شعور الامتنان والعرفان نحو كل نجوم هذا المشروع أول ما سيجتاحك، ساعد ساندرا نشأت فى الإخراج فادى أكرم، هانى سيف، هادى البسيونى الذى شارك أيضًا فى التصوير والمونتاج والتمثيل، واعتمدت ساندرا على ورشة لكتابة سيناريو وحوار الأفلام بمشاركة رفيق مرقس ومحمود الخواجة وزينة، وشارك فى التمثيل جيلان علاء وبشير شوشة ومدام ديانا والطفل آسر وآخرون والجميع أشخاص عاديون.
مهندس الصوت رحيم، ومشرفة ملابس الممثلين ميساء عارف، أما التصوير كان أحمد عبد العزيز الذى أبدع فى نقل الصورة التى أرادتها المخرجة فى التعبير عن الفكرة.
فى المجمل مشروع "فى المدرسة" عمل سينمائى متكامل لا يقل فى جماله وإبداعه عن أى فيلم روائى طويل، ونتمنى أن تتكرر التجربة بمشاريع سينمائية جديدة تفاعلية تشرك الجمهور المصرى بمناقشة تفاصيل حياته اليومية وما يواجهه من تحديات ومعاناة إنسانية تقترب من تفاصيل مشاعره وأحاسيسه الدقيقة.
*كاتب صحفى
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ة ساندرا نشأت المخرجة السينمائية ساندرا نشأت فى المدرسة

إقرأ أيضاً:

سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!

من قال لك إن الهدف هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فقط، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا، أن الهدف هو مصر الدولة والمؤسسات، وأن الطريق إلى ذلك هو الطابور الخامس الذى لا يعرف للوطن حدودًا يقاتل من أجلها، ولكنه يريد الوصول إلى السلطة بأية طريق تمهد لجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر لمدة خمسمائة عام كما كانوا يقولون ويعتقدون!
لا تنس أن صفقة التهجير تم تسويقها فى عهد جماعة الإخوان كان مقابلها هو الصعود إلى قمة الهرم فى الدولة، والسيطرة على مقدرات هذا الشعب الذى قام بتصحيح مساره فأطاح بهم بعد عامٍ واحد فقط، ليصبح المخطط الذى كان سيتم تنفيذه رضاءً مع الجماعة لا يمكن تحقيقه إلا غصبًا وقهرًا مع غيرهم، ولذلك فالولايات المتحدة ومن قبلها إسرائيل تعلم أن مُخطط التهجير لن ينجح مع السيسى، ولن تقبله الدولة المصرية، ولن يسمح به الجيش المصرى، فالشعب الصامد والذى خاض أربع حروب للحفاظ على ترابه يُدرك أن هذا الخطر الكامن فى مصطلحات مثل الإنسانية والعطف على الشعب الذى تتم إبادته فى غزة، ما هو إلا حصان طروادة سيتم استخدامه للقضاء على القضية الفلسطينية والاستيلاء على سيناء للأبد، وبعدها ستتهم إسرائيل سكان سيناء (الغزاوية) بأنهم يخضعون لسيطرة حماس التى طردتها إسرائيل من غزة، وسيكون هذا هو مبررها بعد عشرة أوعشرين عامًا لسرقة سيناء من جديد، عندها ستقول لنا أمريكا «يجب نقل سكان سيناء التى أصبحت مركزًا للإرهاب إلى مدن القناة أو باقى المحافظات المصرية لحمايتهم من هجمات الجيش الإسرائيلي»، وتستمر اللعبة إلى أن نجد الضفة الأخرى من النيل يُرفع عليها علم إسرائيل ليتحقق حلم الدولة اليهودية التى تأسست سنة 1948 بكيان يمتد من النيل للفرات!
قد تقول لى.. هذا سيناريو من وحى الخيال.. لا يا عزيزى المواطن.. هذا سيناريو مستوحى من الأدبيات الإسرائيلية المكتوبة، وكنا نقاومه منذ كنا طلابًا فى جامعة القاهرة فى نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.. وكنا نتحدث مع زملائنا حول فلسفة إصرار إسرائيل على اختيار مبنى مجاور للجامعة فى الجيزة ويطل على نهر النيل كمقرٍ لسفارتها التى تم افتتاحها فى مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بأنه اختيار يتسق مع فكرها، فقد اختارت موقع السفارة على النيل فى الجيزة وليس العاصمة، لأن القاهرة طبقًا للبروتوكولات والخطة الاستراتيجية الإسرائيلية تقع فى شرق النيل وليس غربها، وشرق النيل هو جزء من دولة إسرائيل التى تمتد من النيل للفرات، وبالتالى لا يجوز للدولة أن تفتتح سفارة لنفسها فوق أرضها، أما الجيزة فهى غرب النهر الذى لن تعبره إسرائيل.
وقد تقول لى.. ولكن سفارة إسرائيل الآن موجودة فى المعادى بالقاهرة؟ نعم يا عزيزى.. هذا صحيح.. لأنها اضطرت مع ضغوط المتظاهرين قبل 14 عامًا على الرحيل والتراجع إلى شرق النيل مثلما تراجعت تاركة سيناء فى 1973 وما بعدها!
ثم إنك «مش واخد بالك» بأن إسرائيل تقترب من الفرات، وفى نفس الوقت تقترب من النيل بعد إبادة غزة، وهى تحركات تشبه حركة «البَرجلْ» الذى تزداد مساحة قدميه شرقًا وغربًا فى وقت واحد، فهى تتحرك نحو الشرق بنفس مقدار تحركها نحو الغرب، فقد دمرت غزة وطردت سكانها، وتحركت فى ذات الوقت للسيطرة على جنوب لبنان، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضى السورية دون أن تواجه أية مقاومة من الجيش السورى المنهار، كما أن دخولها لسوريا تم بعد اتفاق مع (محمد الجولانى الذى أصبح اسمه أحمد الشرع) الرجل يرفض مصافحة النساء ولكنه يقبل ترك أرض بلاده فى سوريا والتى يحكمها الآن تُسرق وتنهب، ليتضح لنا أن مُخطط تمكين الجماعات الدينية المتطرفة هو مشروع يحظى برضًا إسرائيلى واضح!
نفس ما حدث فى سوريا.. يُدرس تنفيذه فى مصر.. ولكن لأن مصر دولة كبيرة– كما قال الرئيس فى الكاتدرائية يوم 6 يناير– فإن السيناريو من وجهة نظرى سيكون مختلفًا.. فالجيش المصرى قوى ومواجهته لن تكون سهلة.. والدولة المصرية تعمل بشكل علمى ومنظم وخداعها مستحيل.. ولذلك فإن الخطة سوف تختلف عن سيناريو سوريا وسيكون الهدف هو اختراق المؤسسات السياسية من الداخل.. وأطلب منك يا عزيزى أن تراجع ما قاله السيد وزير الداخلية منذ أيام قليلة فى خطابه أمام السيد رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بعيد الشرطة.. فقد قال نصًا: «تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملًا فى زعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب».
الكلام واضح.. وقلته لحضراتكم مرارًا فى مقالات عديدة.. جماعة الإخوان تحاول الاندماج عبر عناصر إخوانية ممتازة داخل المجتمع السياسى من خلال اختراق الأحزاب، عبر تمويل ضخم جدًا يستهدف الاستيلاء على هذه الأحزاب، ومن ثم خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ القادمتين تحت ألوية هذه الأحزاب وشعاراتها– حدث بالفعل فى التسعينات وقامت الجماعة بالاستيلاء على حزب العمل– وبعدها ستجد كوادر إخوانية ممتازة تتوغل داخل الأحزاب والمجلسين التشريعيين، وقد يستطيع أحدهم التسرب إلى منصب تنفيذى مهم– حدث بالفعل فى نهايات عهد مبارك هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان كان عضوًا فى الجهاز الإدارى للجنة السياسات– ومن بعدها ننتظر انتخابات رئاسة الجمهورية لنجد أحد الأحزاب– التى تم اختراقها– يدفع بمرشحٍ إخوانى يرتدى ثوب الليبرالية، مدعومًا بأموال الجماعة ومساندة مخابرات دول أجنبية، لتكتشف فى النهاية أن نموذج (الجولاني) تم زرعه فى مصر خلال سنوات قليلة، لنواجه مصيرًا مُعدلًا- لما حدث فى سوريا- لن تُدرك مخاطره إلا عندما تقع «الفاس فى الراس»!!
للمرة الرابعة أو الخامسة احذر من اختراق التنظيمات للأحزاب والمؤسسات السياسية.. ورغم إدراكى ليقظة وصحيان مؤسسات الدولة.. إلا أن دافعى فى التكرار هو أن الذكرى تنفع المؤمنين.
الموضوع كبير.. والخطة جُهنمية.. ونحن يقظون.. ولن تمر هذه المخططات الشيطانية مهما فات الزمن.. وسنقاوم أجيالًا بعد أجيال خطط تهجير سكان غزة نحو سيناء.. ومخططات الاستيلاء على أحزابنا.. وسيناريوهات اختراق مؤسساتنا.
اللهم احفظ بلدنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)