بوابة الوفد:
2024-10-02@08:58:49 GMT

التمثال يُدارى الخجل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

سوف يأتى يوم يتوقف فيه التاريخ أمام البيان الذى صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية فى ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣، وسوف يتوقف التاريخ ليحاسب لا ليسجل!.. ففى هذا اليوم أعلنت الوزارة فى بيانها أن ادارة الرئيس جو بايدن قررت بيع ذخيرة لإسرائيل بمبلغ قيمته ١٤٧ مليون دولار.
ولم تكن القضية طبعًا فى أنها باعت، فما أكثر السلاح الذى باعته الإدارات الأمريكية المتعاقبة للدولة العربية، ولكن الجديد هذه المرة أنها فعلت ذلك من وراء ظهر الكونجرس، وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا بأنها فعلت ذلك رغم أنف الكونجرس!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه تجاوزه إلى درجة أن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أرسل تقريرًا إلى الكونجرس يشرح فيه أسباب القفز فوق السلطة التشريعية فى البلاد ويقول، بأن هناك حالة طوارئ تبرر البيع دون العودة لها!
ولم يكن هناك ما هو أعجب من البيع دون موافقة الكونجرس، بل رغم أنفه، إلا حديث بلينكن عن الضرورات التى تبيح المحظورات!.

. وكأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين عمومًا فى قطاع غزة من بين الضرورات التى تدعو إلى قتل الأطفال والنساء والمدنيين فى القطاع!
وليس سرًا أن بايدن كان قد قدم طلبًا إلى الكونجرس يطلب فيه ١٠٦ مليارات دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، ولكن أعضاء الكونجرس لم يوافقوا بعد، ولا يزال الطلب على مكاتبهم.. وعندما زار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى واشنطون فى وقت سابق لم ينجح فى تحريك الطلب من مكانه، فعاد إلى بلاد شمال أوربا يطلب منها ما لم يجده فى العاصمة الأمريكية.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها تجاوز الكونجرس، بوصفه السلطة المسئولة عن التشريع وعن مراقبة أعمال الحكومة، فمن قبل جرى الشيء نفسه فى ٩ ديسمبر، عندما ارتكبت الإدارة الأمريكية الخطأ نفسه، وعندما ضربت بسلطتها التشريعية عرض الحائط، وباعت سلاحًا لإسرائيل دون موافقة الكونجرس!
ولأن هذا حصل ويحصل فى العلن، ولأن ادارة بايدن لا تجد حرجًا فيما تفعله، فإنها مسئولة قبل حكومة نتنياهو عما أصاب ويصيب الأطفال والنساء والمدنيين فى أنحاء غزة.. وهذا ما قصدته من جانبى عندما قلت بأن التاريخ سوف يتوقف ليحاسب لا ليسجل.
ولا يوجد شيء يعبر عن هذا المشهد على بعضه، إلا الكاريكاتير الذى يصور تمثال الحرية الأمريكى الشهير، وهو يضع يديه على وجهه من شدة الإحساس بالخجل.. فالتمثال فى وضعه الطبيعى يرفع يده فى الفضاء ممسكًا بما يشبه الشعلة، ولكنه فى الكاريكاتير قد ألقى الشعلة وراح يدارى وجهه من فرط الكسوف مما تفعله إدارة بلاده الحاكمة وتمارسه!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط احمر وزارة الدفاع الأمريكية السلاح للدولة العربية الادارات الامريكية

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شكل اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله على يد إسرائيل لحظة مفجعة للحزب، يمكن أن تغير المشهد السياسى اللبنانى وكذلك الديناميات فى جميع أنحاء المنطقة.
جاء مقتل نصرالله فى نهاية أسبوع وحشى لـ "حزب الله"، الذى فقد الآن معظم قياداته العسكرية، بالإضافة إلى نظام اتصالاته ومجموعة من مستودعات الأسلحة والمرافق الأخرى. وكل هذا أصبح ممكنًا بفضل اختراق المخابرات الإسرائيلية قيادة "حزب الله" وبنيته العسكرية. ولأسباب متعددة، بما فى ذلك النمو الهائل لـ "حزب الله"، سيكون مستقبل الخلافة اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل ثلاثة عقود عندما قُتل سلف نصرالله، عباس الموسوي.
وبحثا عن مستقبل الحزب فى ظل الوضع الراهن قدمت الباحثة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لبنانية الأصل " حنين غدار' قراءة فى كف الحزب المبتورة من خلال السيناريوهات المحتملة سياسيا وعسكريا وإقليميا. 


الخلافة السياسية

تقول حنين على الورق على الأقل، لن يكون استبدال نصرالله صعبًا، وسيتولى "حزب الله" هذه المهمة إلى جانب "الحرس الثورى الإسلامي" الإيراني. ومن بين الخلفاء المحتملين نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم ورئيس "المجلس التنفيذي" هاشم صفى الدين - الذى هو أيضًا ابن شقيق نصرالله. 
ومع ذلك، فعلى مستوى أعمق، سيكون من الصعب جدًا استبدال هذا الزعيم الكاريزماتى الذى استمر بمنصبه لفترة طويلة. فقد أصبح نصرالله لا ينفصل عن العلامة التجارية للحزب، ويُعرف بنجاحات مثل انسحاب إسرائيل من لبنان فى عام ٢٠٠٠ و"النصر الإلهي" المفترض ضد إسرائيل فى صيف عام ٢٠٠٦. وكان نصرالله بمثابة شخصية الأب للعديد من الشيعة اللبنانيين، الذين اعتبروه مزوّدهم وحاميهم. ومن يخلفه سيكون فى موقف لا يُحسد عليه نظرًا للحالة المتدهورة للحزب والأيام المظلمة المحتملة التى تنتظره. ومع ذلك، فإن الفراغ الناتج عن ذلك سيوفر فرصًا للمجتمع الدولى للدعوة إلى قيادة أفضل للشيعة اللبنانيين وللأمة بأكملها.


الآفاق العسكرية

منذ أكتوبر ٢٠٢٣، عندما التزم "حزب الله" بدعم قتال "حماس" ضد إسرائيل، تم قتل ثلاثة من قادته من الصف الأول، وهم فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل، وعلى كركي، بالإضافة إلى معظم قادته من الدرجة الثانية. ونظرًا لهذه الخسارة فى الأفراد، إلى جانب الضربات التى لحقت بالبنية التحتية وضعف الثقة المرتبط بها، فسوف تكون مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية للحزب شاقة وستستغرق سنوات. وعلاوة على ذلك، لعب نصرالله نفسه دورًا رئيسيًا فى إعادة هيكلة الأنشطة العسكرية لـ "حزب الله" والتنسيق مع المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي. وبالتالي، تم الآن قطع النسيج الرابط بين لبنان وإيران.


التحركات الإقليمية

تقول حنين إنه فى وقت مبكر من الحرب الأهلية فى سوريا، التى بدأت فى عام ٢٠١١، دعم "حزب الله" نظام بشار الأسد، حيث عمل مباشرة تحت قيادة قائد "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني. وبعد ذلك، برز "حزب الله" كذراع إقليمية "للحرس الثوري"، حيث قدم الدعم اللوجستى والتدريب والقيادة للميليشيات فى العراق وسوريا واليمن. وعندما قُتل سليمانى فى أوائل عام ٢٠٢٠، توسع دور "حزب الله" فى المنطقة بشكل أكبر، وحتى وقت قريب أمضى قادته وقتًا أطول فى تلك البلدان فى الخارج مما قضوه فى لبنان. ومع تعرض "حزب الله" لأضرار جسيمة الآن، يجب على "فيلق القدس" أن لا يستبدل قيادة "حزب الله" فى لبنان فحسب، بل أيضًا الدور الذى لعبه فى جميع أنحاء المنطقة. وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، توفر هذه الفترة الانتقالية فرصة كبيرة للتخفيف من التهديد فى المنطقة الذى تقوده إيران.


خيارات إيران

جمهورية الملالى لديها خياران واسعان للرد على ضربة نصرالله، وهما: التصعيد أو التراجع.
إذا اختارت إيران التصعيد، فقد تتبنى نهجًا مباشرًا فى قيادة قوات "حزب الله" القتالية، وهو مسار غير فعال فى أفضل الأحوال نظرًا لغياب القيادة العسكرية المتمركزة فى لبنان حاليًا. أو بدلًا من ذلك، يمكن أن تسهل إيران إطلاق صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة قبل أن تدمرها إسرائيل، أو توجّه وكلاء مثل الميليشيات الشيعية المتمركزة فى العراق والحوثيين فى اليمن للاشتباك عسكريًا مع إسرائيل. ولكن هذا الخيار أيضًا يواجه تحديات، بما فى ذلك المخاطر الشخصية التى يتعرض لها القادة الإيرانيون المتمركزون فى لبنان، والذين على أى حال ليسوا على دراية بالبلاد وتعقيداتها الأمنية والسياسية. وقد يؤدى التصعيد فى النهاية إلى حملة إسرائيلية أوسع نطاقًا ضد أصول إيران فى المنطقة.
التراجع.. بدلًا من ذلك، قد تتراجع إيران فى الوقت الحالى للحفاظ على وكيلها من تكبد المزيد من الخسائر. وقد يستلزم ذلك قبول المبادرة الدبلوماسية الأمريكية-الفرنسية، وتوجيه "حزب الله" للانسحاب عسكريًا إلى شمال نهر الليطاني. كما يعنى هذا التراجع الفصل بين جبهتى الحرب فى لبنان وغزة. وكل هذا من شأنه أن يوفر "للحرس الثوري" الإيرانى الوقت والمساحة لإعادة بناء ترسانة "حزب الله" وإعادة هيكلة قيادته العسكرية. ومع ذلك، فإن التراجع يحمل مخاطر أيضًا، بما فى ذلك التعرض لحملة عسكرية إسرائيلية مستمرة تشمل إضعاف أو القضاء على صواريخ "حزب الله" الموجهة بدقة.


كيف يمكن للجهات الفاعلة الغربية ملء الفراغ؟

مع مقتل نصرالله وتضرر جماعته، سوف يشعر "حزب الله" والمجتمع الشيعى اللبنانى - فضلًا عن جميع اللبنانيين - بالانكشاف وعدم الحماية. وحتى الآن، لم يهب أى طرف فعليًا لمساعدة "حزب الله"، سواء من النظام الإيرانى أو من أى جهات فاعلة متعاطفة أخرى فى المنطقة.
تختم حنين غدار تحليلها بالقول إن هناك فرصة للمجتمع الدولى للاستثمار بجدية فى مستقبل لبنان، وهو التعهد الذى سوف ينطوى على أكثر كثيرًا من إرساء إطلاق النار أو إعادة تنفيذ "قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١" الذى أنهى حرب لبنان فى عام ٢٠٠٦. وتتمتع الولايات المتحدة بالفعل بنفوذ قوى على لبنان من خلال برنامجها للمساعدة للجيش اللبناني، ولكن على الجيش اللبنانى أن يكون مسئولًا أمام حكومة لبنانية مستقلة، وليس لحكومة خاضعة لسيطرة "حزب الله". وبعد وقف إطلاق النار يجب أن يكون لبنان مرتكزًا فى المقام الأول على سيادة الدولة واستقلالها. علاوة على ذلك، بإمكان المجتمع الدولى الآن أن يعمل على دعم ائتلاف موثوق وشامل من الشخصيات والقوى المعارضة - والذى يجب أن يشمل المجتمع الشيعى بكل تنوعاته - لمواجهة "حزب الله"وحلفائه والنفوذ الإيرانى فى لبنان.

مقالات مشابهة

  • عاجل - تهديد الصواريخ الإيرانية يجبر نتنياهو وكبار المسؤولين والمدنيين على الاختباء في ملجأ القدس
  • وزير خارجية إسبانيا: يجب أن يتوقف التوغل البري الإسرائيلي في لبنان
  • وطنك لا يخذلك
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله
  • دورة للأفراد والمدنيين بوزارة الداخلية في مجال قواعد نيلسون مانديلا لمعاملة السجناء
  • عدوان برعاية أمريكية
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»