يمانيون – متابعات
شهدت الساعات القليلة الماضية حدثاً هو الأول من نوعه واجهت خلاله القوات البحرية اليمنية القوات العسكرية الأميركية وجهاً لوجه في البحر الأحمر. وفيما يناقش المحللون تبعات الهجوم الأميركي على 3 زوارق يمنية، ويختلف المسؤولون الغربيون حول جدوى دعمهم التحالف العسكري في وقت شديد الحساسية، يبقى الثابت الوحيد في المشهد الإقليمي الهش، ما أكده قائد قوات الدفاع الساحلي اللواء الركن محمد القادري في حديث خاص مع موقع “الخنـادق” على “أننا في اليمن لا نقول سنحتفظ بحق الرد بل سنرد، ولدينا بنك أهداف على الجزر وفي البحر الأحمر والقواعد التي يتمركز بها الصهيوني والأميركي”.

تعاملت الولايات المتحدة غير مرة مع واقع احتجاز السفن التجارية والتضييق عليها في الممرات المائية الدولية. وكانت قرصنة السفن إحدى أهم الأسباب التي دفعت نحو تغيير العقيدة الخارجية الأميركية. قبيل إقرار القانون الذي يقضي بضرورة تعزيز بحرية أميركية لحماية السفن التجارية في الممرات المائية، عارض السفير الأميركي في بريطانيا، جون آدامز، هذا القرار، معتبراً أن “الحرب ستكلف عشرة أضعاف تكلفة دفع الجزية”. كما شكك في رغبة دافعي الضرائب بتمويل قوة بحرية جديدة فقط لحماية أرباح رجال الأعمال في الأراضي البعيدة”.

استطاع اللوبي الاقتصادي في واشنطن مدفوعاً بكبرى الشركات تمرير القانون الذي يقوم على مبدأ “الملايين للدفاع ليس سنتاً واحداً للجزية”، بعد صراع محتدم امتد لعامين كاملين في الكونغرس عام 1802، والذي انتهى بتأمين حوالي 45 مليون دولار لبناء ست فرقاطات من 38 مدفعاً و 10 قوادس وعدد من السفن.

شكّل تهرب كبار رجال الأعمال والتجارة من دفع الضرائب والمستحقات لتمويل القوة البحرية الموكل إليها حماية السفن، عقدة يتوارثها الرؤساء الأميركيون وهي دون شك تحتفظ بتأثيرها على طبيعة القرار الذي يتخذه البيت الأبيض حول توجيه أي ضربة عسكرية.

الواقع، أن الأزمة التي واجهت الرئيس الأميركي الأسبق توماس جيفرسون في ذلك الوقت، تحاصر الرئيس جو بايدن اليوم. فالمأزق الذي يواجهه في البحر الأحمر توازياً مع المعضلة التي تسببت بها الحماقة الإسرائيلية في وضع المنطقة على صفيح ملتهب، ازداد تعقيداً بعد المواجهة الأخيرة التي تسببت باستشهاد وفقدان 10 من قوات البحرية اليمنية.

حرصت واشنطن كما تل أبيب على حصر نطاق المواجهات داخل فلسطين المحتلة، وتعاملت بـ “ضبط النفس” على استهداف قواعدها المنتشرة في سوريا والعراق، كذلك ضد الهجمات التي يقوم بها حزب الله في الجنوب. لكن محاولة اثبات النفوذ للملمة ما تبقى “من الهيبة العسكرية” الأميركية، ثم الدفاع عن صورتها امام حلفائها و”زبائن” لوبيات التكنولوجية العسكرية لديها، جعلها تتورط في مواجهة كانت بأمسِّ الحاجة لتجاوزها على أبواب الانتخابات الرئاسية والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في فلسطين المحتلة. ويأتي إعلان بريطانيا استعدادها تنفيذ هجمات ضد القوات المسلحة اليمنية، ومزاعم حدوث اشتباكات أخرى يوم الأحد في البحر الأحمر، ضمن هذا الإطار.

حيث نفى اللواء القادري في حديث خاص مع موقع “الخنـادق”، الأنباء الواردة عن حدوث اشتباكات جديدة بين القوات الأميركية واليمنية في البحر الأحمر، بعد محاولة الأخيرة السيطرة على سفينة تجارية. مشيراً إلى أنها “مجرد فبركات يريد منها الأميركي حشد الدعم الدولي”.

وعن الإعلان البريطاني نيته تنفيذ هجمات بمشاركة أميركية، شدد القادري على أن “قوات الدفاع الساحلي متواجدة في البحر الأحمر وباب المندب منذ عدة أشهر وأي تدخل بريطاني سيقابله رد”. مضيفاً “لدينا بنك أهداف متكامل وسنرد على كل من يعتدي على سيادتنا وعلى مياهنا الإقليمية”.

ورداً على سؤال حول الرد على العدوان الأميركي كشف اللواء القادري عن أن “القيادة العسكرية والقيادة السياسية أصبح لديها بنك أهداف وستتعامل معها حسب الأولوية”. وأضاف ” اخترنا هدفاً مناسباً للرد على الاعتداء الأميركي قريباً وبالسلاح المناسب ولدينا المعلومات الاستخباراتية اللازمة”.

كان توجيه ضربة عسكرية لليمن للحؤول دون تدخله في مجريات الحرب على قطاع غزة أولى البنود التي ناقشتها الوفود الإسرائيلية وناقشها المسؤولون الأميركيون مع الوسطاء أيضاً. اذ ان كلا الطرفين الأميركي والإسرائيلي يمتلكان تقديراً للقدرات العسكرية اليمنية التي اتضحت خلال سنوات الحرب. وهذا ما أكده اللواء القادري بدوره، حيث شدد على أن اليمن” خلال 9 سنوات من الحرب والحصار قام بإعداد وتدريب قوات عسكرية بكافة تشكيلاتها ومنها البحرية… نحن لدينا من الأسلحة ما يكفي لنقاتل سنوات طويلة”. في حين، أن بايدن الذي يواجه ضغوطاً مزدوجة أميركية إسرائيلية لتوجيه الضربة، يقف أمام تحدٍ آخر يقوم على لجم جماح الحرب التي تتسارع أحداثها مع كل ساعة يتأخر بها إعلان وقف إطلاق النار. والواقع، أن الحقيقة المرة التي فرضت على البيت الأبيض، أن اليمن ليس فقط مستعداً لتلقي الضربة -ان حدثت- بل على ردها أيضاً.

مريم السبلاني
المصدر: الخنادق اللبناني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأميركي: هجوم إيران على إسرائيل عمل عدواني شائن

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنه تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، بعد "العمل العدواني الشائن" الذي قامت به إيران ضد إسرائيل.

وقال أوستن في منشور على منصة "إكس": "تحدثت اليوم مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في أعقاب العمل العدواني الشائن الذي قامت به إيران ضد إسرائيل. وأعرب الوزير وأنا عن تقديرنا المتبادل للدفاع المنسق لإسرائيل ضد ما يقرب من 200 صاروخ باليستي أطلقتها إيران".

وأشار إلى "تعهد" وزيري الدفاع بـ"البقاء على اتصال وثيق"، مضيفا: "كما أعربت عن أعمق تعازيّ للأسر المتضررة من إطلاق النار الإرهابي المروع والقاتل في إسرائيل".
 

I spoke with Israeli Minister of Defense Yoav Gallant today following today’s outrageous act of aggression by Iran against Israel. The Minister and I expressed mutual appreciation for the coordinated defense of Israel against nearly 200 ballistic missiles launched by Iran and…

— Secretary of Defense Lloyd J. Austin III (@SecDef) October 2, 2024

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، تنفيذ هجوم صاروخي على إسرائيل، الثلاثاء، قال إنه جاء "ردا" على مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في يوليو الماضي.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب إسرائيل.

وقبل الضربة الإيرانية بساعات، كانت الولايات المتحدة قد نقلت معلومات استخبارية لإسرائيل تفيد بأن إيران "تعتزم إطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل في وقت قريب جدا".

وحذر أوستن، الإثنين، من أن طهران ستواجه "عواقب خطيرة" في حال ضربها إسرائيل مباشرة.

وبدوره، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن طهران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها بلاده بوابل من الصواريخ البالستية، متوعدا بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وقال في رسالة عبر الفيديو بعدما أطلقت طهران 180 صاروخا على إسرائيل: "ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن".

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ. 

وقال نتانياهو إن "النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وجعل أعدائنا يدفعون الثمن".

وأضاف أن "نصر الله (لم يفهم ذلك) ويبدو أن هناك من لا يفهم ذلك في طهران. سيفهمون ذلك"، مستطردا: "من يهاجمنا نهاجمه".

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأميركي: هجوم إيران على إسرائيل عمل عدواني شائن
  • قوات صنعاء تستهدف بثلاث عمليات عسكرية سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهندي (فيديو)
  • جيش الاحتلال: نحتفظ بحق الرد على الهجوم الإيراني في الوقت والمكان المناسبين
  • قوات صنعاء تعلن استهداف 3 سفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر العربي
  • إصابة سفينة بضربة مسيّرة قبالة سواحل اليمن وسط تصاعد الهجمات الحوثية
  • جيبوتي تدين الاستهداف الإسرائيلي لميناء الحديدة وتطالب بوقف العدوان على غزة
  • صواريخ اليمن تُغيّر معادلة البحر الأحمر وتفرض حصارًا على إسرائيل
  • رئيس الأركان العامة: تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ البرامج والاستراتيجيات العسكرية وسبل تطويرها
  • “تحذيرات من مجموعة الأمن الصناعي بشأن تهديدات الحوثيين للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن”
  • وكالة: ارتفاع مستوى التهديد للموانئ الإسرائيلية بسبب هجمات الحوثيين