فرنسا – شهدت الأرض أحداثا مثيرة طوال العام 2023، بدءا من الانفجارات البركانية الهائلة، وصولا إلى الزلازل القوية، ومشاهدة الجبال الجليدية في أثناء “هروبها”.

ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية عددا من هذه الأحداث التي لا تنسى من منظور مختلف، من الفضاء.

رصد أعشاب بحرية ذات رائحة كريهة من الفضاء

السرجس (أو عشب الخليج) عبارة عن أعشاب بحرية بنية كبيرة تطفو في كتل على طول سطح المحيط.

وهو موطن مهم للأنواع البحرية التي توفر ملجأ للغذاء ومناطق للتكاثر. كما أنه يمتص ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي ويحوله إلى كربون عضوي. ومع ذلك، عندما تتجمع أطنان منه على طول السواحل، فإنه يتعفن وتنبعث منه سموم مثل كبريتيد الهيدروجين الذي ينتج رائحة قوية.

وامتدت الأعشاب هذا العام لمسافة أكثر من 8800 كيلومتر من شواطئ إفريقيا إلى خليج المكسيك، وبلغ وزنها نحو 10 ملايين طن، وهو حجم كبير جدا بحيث يمكن رؤيته من الفضاء. وأظهرت الصور الملتقطة من القمر الصناعي “كوبرنيكوس سنتينل-2” نبات السرجس على بعد نحو 45 كم قبالة الساحل الغربي لغوادلوب.

وكان من المتوقع أن يصبح أكبر حجم يتم تسجيله على الإطلاق، لكنه تقلص بعد ذلك بشكل غير متوقع.

حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم

في هذا الصيف، انتشرت حرائق الغابات المدمرة في اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والجزائر وكندا، ما تسبب في أضرار بيئية واقتصادية هائلة، فضلا عن خسائر بشرية.

وفي ضوء الحرائق، أعادت وكالة الفضاء الأوروبية فتح أطلس الحرائق العالمي الذي يقدم نظرة ثاقبة لتوزيع الحرائق الفردية التي تحدث على المستوى العالمي.

فقدان الجليد من القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند وصل إلى مستوى قياسي منخفض

ذكر تقرير أنه بين عامي 1992 و2020، فقدت الصفائح الجليدية القطبية 7560 مليار طن من الجليد، أي ما يعادل مكعب ثلج يبلغ طول كل جانب منه 20 كيلومترا.

ويستخدم العلماء بيانات من الأقمار الصناعية مثل CryoSat التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وCopernicus Sentinel-1 لقياس التغيرات في حجم الجليد وتدفقه، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية التي توفر معلومات عن الجاذبية، لتحديد مقدار الجليد المفقود.

رصد انفصال جبل جليدي أكبر من لندن

قام علماء الجليد بمراقبة العديد من الشقوق والفجوات التي تشكلت في جرف برانت الجليدي السميك، الذي يحد ساحل كوتس لاند في قطاع بحر ويدل في القارة القطبية الجنوبية، لسنوات. لقد كانت مسألة وقت فقط حتى يتحرر الجبل الجليدي A-81.

وبعد عدة سنوات، أكدت صور الأقمار الصناعية أن الجبل الجليدي الضخم انفصل أخيرا في 22 يناير من جرف برانت الجليدي في القارة القطبية الجنوبية. ويطفو الجبل الجليدي، الذي تبلغ مساحته نحو 1550 كم مربعا، أي ما يعادل حجم لندن الكبرى أو خمسة أضعاف حجم مالطا، حاليا بالقرب من الحافة الجليدية لجرف رون الجليدي، على بعد نحو 600 كم من مكان انقسامه.

يؤكد تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) المؤقت عن حالة المناخ العالمي أن عام 2023 هو العام الأكثر دفئا على الإطلاق. وتظهر البيانات حتى نهاية أكتوبر أن العام كان أعلى بنحو 1.40 درجة مئوية من خط الأساس في فترة ما قبل الثورة الصناعية 1850-1900.

ومن المرجح أن تؤدي ظاهرة النينيو الاحترارية، التي ظهرت خلال ربيع نصف الكرة الشمالي عام 2023 وتطورت بسرعة خلال فصل الصيف، إلى زيادة ارتفاع الحرارة في عام 2024 لأن ظاهرة النينيو عادة ما يكون لها التأثير الأكبر على درجات الحرارة العالمية بعد أن تصل إلى ذروتها.

ثلاثة أقمار صناعية تحدد انبعاثات غاز الميثان الفائقة

الميثان هو ثاني أهم غاز مساهم في تغير المناخ بعد ثاني أكسيد الكربون. وعادة، تتم مراقبة انبعاثات غاز الميثان بواسطة القمر الصناعي “كوبرنيكوس سنتينل-5 بي”. لكن هذا العام، جمع العلماء بيانات من أقمار صناعية متعددة لرصد غاز الميثان من الفضاء لأول مرة.

واكتشف فريق من المعهد الهولندي لبحوث الفضاء انبعاثا مستمرا لغاز الميثان من منشأة متسربة باستخدام بيانات من أداة Tropomi على “كوبرنيكوس سنتينل-5 بي”. ثم استخدموا صورة “سنتينل-2” لتكبير أصول أعمدة الغاز وتحديد الموقع الدقيق للتسرب، بينما أظهر “سنتينل-3” استمرار التسرب لمدة ستة أيام.

ويتيح الجمع بين البيانات من هذه الأقمار الصناعية للعلماء إمكانية تكبير الصورة بدقة وتحديد وقياس ومراقبة مصادر الميثان التي تمت ملاحظتها في عمليات المسح العالمية التي أجراها “سنتينل-5 بي”.

ثقب الأوزون في عام 2023 كان واحدا من أكبر الثقوب المسجلة

كما هو الحال مع الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية الذي ينمو ويتراجع كل عام، فإن ثقب الأوزون يتقلب على أساس منتظم.

وتشير ملاحظات القمر الصناعي “سنتينل-5 بي” إلى أن ثقب الأوزون أو “المنطقة المستنفدة للأوزون” وصل إلى حجم نحو 26 مليون كم مربع في 16 سبتمبر 2023 – ما يجعله واحدا من أكبر الثقوب الموسمية التي تم رصدها على الإطلاق. وهذا يعادل ثلاثة أضعاف مساحة البرازيل تقريبا.

المصدر: وكالة الفضاء الأوروبية

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القارة القطبیة الجنوبیة الأقمار الصناعیة الفضاء الأوروبیة غاز المیثان من الفضاء عام 2023

إقرأ أيضاً:

مسبار لـناسايكشف أسراراً جديدة حول قمر المشتري آيو

 كشف مسبار "جونو" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أسرارا جديدة حول قمر المشتري "آيو"، أكثر الأجسام نشاطا جيولوجيا في النظام الشمسي، والذي يعد المكان الوحيد المعروف في النظام الشمسي الذي تطلق فيه البراكين الحمم الساخنة مثل تلك الموجودة على كوكب الأرض.

ويعرف" آيو" بأنه ثالث أكبر قمر لكوكب المشتري، ويحتوي على أكثر من 400 بركان نشط، وقد شوهدت هذه البراكين وهي تطلق سحبا ضخمة من الكبريت وثاني أكسيد الكبريت. 

ويُعتقد أن هذا النشاط البركاني مدفوع بتسخين المد والجزر، مع قوة الدفع والسحب الثقالية التي يمارسها المشتري والأقمار الأخرى التي تولد الاحتكاك والحرارة في أعماق "آيو". 

أخبار ذات صلة ناسا تختار "سبايس اكس" لمهمة تدمير محطة الفضاء بعد عام 2030 الفضاء.. رؤى طموحة

وتوفر النتائج الجديدة التي توصل إليها مسبار "جونو" صورة أفضل عن مدى انتشار بحيرات الحمم البركانية على قمر المشتري "آيو"، وتتضمن رؤى أولية حول العمليات البركانية الجارية هناك. 

وقال الدكتور أليساندرو مورا، الباحث في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في روما، والباحث المشارك في برنامج "جونو"، إن النوع الأكثر شيوعا من البراكين التي لوحظت على "آيو" يشمل بحيرات كبيرة من الحمم البركانية حيث ترتفع وتنخفض الصهارة بشكل دوري.

وأضاف أن تكوين حلقات الحمم البركانية حول هذه البحيرات يشبه السمات التي شوهدت في براكين هاواي، ما يشير إلى أوجه التشابه في العمليات الجيولوجية على الرغم من بيئة "آيو" القاسية. 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • “أسيران في الفضاء” لا يوجد سبيل لإعادتهما إلى الأرض بعد تعطل “ستارلاينر”
  • فصيلة نادرة من الأرانب تظهر في الأماكن القطبية فقط.. ما قصتها؟
  • المغرب.. مقترح باستخدام تقنية الأقمار الاصطناعية والمسيرات لإحصاء عدد قبائل الرحل
  • حطام قمر صناعي روسي يدفع روّاد فضاء إلى الاختباء بكبسولاتهم الفضائية
  • 843 مليون دولار تكلفة إعادة محطة الفضاء الدولية إلى الأرض
  • شبكة “ستارلينك” للأقمار الاصطناعية قد تخرب البيئة لعقود مقبلة
  • مسبار لـناسايكشف أسراراً جديدة حول قمر المشتري آيو
  • "أسيران في الفضاء" لا يوجد سبيل لإعادتهما إلى الأرض بعد تعطل "ستارلاينر"
  • ناسا تمنح سبيس إكس 843 مليون دولار للتخلص من محطة الفضاء الدولية
  • روسيا.. النشاط البشري يزيد التلوث في جبل إلبروس