حل لغز كلمات غامضة مخبأة في فستان حريري منذ عام 1888
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
الولايات المتحدة – تمكنت دراسة حديثة أخيرا من فك الشفرة السرية المخبأة داخل فستان حريري عتيق يعود تاريخه إلى قرن من الزمان والذي استعصى على خبراء التشفير لمدة عقد من الزمن.
وألقت نتائج الدراسة بعض الضوء على هوية المرأة التي كانت تمتلك هذا الفستان في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
وقبل عشر سنوات، في عام 2013، اشترت أمينة الآثار سارة ريفرز-كوفيلد فستانا حريريا برونزيا من العصر الفيكتوري من متجر للتحف في ولاية ماين بالولايات المتحدة.
وعند قلب التنورة من الداخل إلى الخارج، اكتشفت جيبا مخفيا يحتوي على كرة ممزقة من الأوراق.
وكشفت الأوراق عن عشرين سطرا من كلمات غامضة، مثل Bismark omit leafage buck bank، وCalgary Cuba unguard confute duck fagan، وSpring wilderness lining one reading novice. وكانت هناك أيضا أرقام بين السطور.
ولما يقارب عقدا من الزمن، ظلت هذه الكلمات، التي شاركتها ريفرز-كوفيلد على مدونتها على الإنترنت، دون حل وكانت صعبة علة محللي الشفرات في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة للبعض، يعد “تشفير فستان الحرير” أحد أفضل 50 رمزا وشفرات لم يتم حلها في العالم.
ومع استبعاد العديد من النظريات، ضيّق مصممو التشفير عبر الإنترنت الاحتماليات إلى أنه من المحتمل أن يكون نوعا من الرموز التلغرافية المختصرة.
وأوضح الباحث واين تشان في دراسة حول التشفير في عام 2022: “بما أن شركات التلغراف تتقاضى مقابل عدد الكلمات في البرقية، أصبحت رموز ضغط الرسالة لتقليل عدد الكلمات شائعة”.
وأشار الدكتور تشان إلى أن عبارة مثل “الطاقم جميعهم في حالة سكر” (The crew are all drunk) ربما تم استبدالها بالكلمة الرمزية “CRIMPING”.
وبعد الاطلاع على أكثر من 150 كتابا للشفرات التلغرافية، وجد تشان تلميحات لحل الرسالة المشفرة في كتاب قديم عن تشفير الطقس الذي يستخدمه فيلق الإشارة بالجيش الأمريكي.
وكتب الدكتور تشان: “تبين أن التشفير هو عبارة عن رمز تلغرافي يستخدم لنقل ملاحظات الطقس من قبل خدمة إشارة الجيش الأمريكي ولاحقا من قبل مكتب الأرصاد الجوية الأمريكي”.
ويحتوي الكتاب على بعض الأمثلة التي تبدو مشابهة للكلمات المشفرة الموجودة في الفستان.
ولم يتمكن تشان، محلل الكمبيوتر في جامعة مانيتوب في كندا، من معرفة ما تعنيه الكلمات فحسب، بل حدد اليوم الذي من المحتمل أن تكون كتبت فيه، وهو: 27 مايو 1888.
وباستخدام نسخة من كتاب رموز تلغراف الطقس الذي أرسلته إليه الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، استنتج الدكتور تشان أن الرسائل المشفرة في الفستان كانت من محطات الأرصاد الجوية لخدمة الإشارة في الولايات المتحدة وكندا.
ووجد أن كل سطر في الكلمات المشفرة يشير إلى ملاحظات الطقس في مكان ووقت محددين من اليوم، ويتم إرسالها في شكل برقية إلى مكتب خدمة الإشارة المركزي في واشنطن العاصمة.
وبدأ تنسيق رسائل الطقس في ذلك الوقت بموقع المحطة غير المشفر متبوعا بكلمات مشفرة لدرجة الحرارة/الضغط، ونقطة الندى، وهطول الأمطار/اتجاه الرياح، وملاحظات السحابة، وسرعة الرياح/ملاحظات غروب الشمس.
لذا فإن عبارة Bismark omit leafage buck bank كانت رمزا لمدينة بسمارك في داكوتا الشمالية الحالية حيث تبلغ درجة حرارة الهواء 56 درجة فهرنهايت، وضغط جوي قدره 30.08 بوصة زئبقية (omit)، ودرجة تكثيف تبلغ 32 درجة (leafage) في يوم صاف مع عدم هطول الأمطار والرياح الشمالية (buck) وغروب الشمس الصافي بالإضافة إلى سرعة الرياح 12 ميلا في الساعة (bank).
وبينما تم فك الشفرة، فإن هوية صاحبة الفستان وسبب وجود رموز الطقس المخبأة في جيب سري ما تزال لغزا.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون سبب انفجار حفر غامضة في التربة الصقيعية في سيبيريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل عقد، ظهرت حفرة غامضة في القطب الشمالي الروسي، وشكلت فجوة ضخمة مسننة بلغ عرضها مئات الأقدام. وكانت الحفرة محاطة بقطع هائلة من التربة والجليد بشكلٍ يُظهر القوى العنيفة التي خلقتها.
وانفجرت أكثر من 20 حفرة مشابهة منذ عام 2014 تاركةً أثرها على المناظر الطبيعية النائية لشبه جزيرة "يامال" و"جيدان" شمال غرب سيبيريا، بينما تم اكتشاف أحدثها في أغسطس/آب.
وأثارت الحفر فضول العلماء، الذين قضوا أعوامًا في محاولة الكشف عن كيفية تشكّلها.
وظهرت سلسلة من الفرضيات، بما في ذلك نظريات جنونية أفادت أنّها ناجمة عن ضربة نيزك أو حتّى كائنات فضائية.
والآن، يقول فريق من المهندسين، والفيزيائيين، وعلماء الحاسوب إنّهم وجدوا تفسيرًا جديدًا.
صورة جوية لحفرة في شبه جزيرة "يامال" شمال غرب سيبيريا في أغسطس/آب من عام 2014.Credit: Vasily Bogoyavlensky/AFP/Getty Imagesوتُشير النتائج التي توصلوا إليها، والمعروضة في دراسة نُشرت الشهر الماضي، إلى أنّ الحفر تشكلت بسبب مزيج من تغير المناخ الناجم عن الإنسان والجيولوجيا غير العادية للمنطقة.
واتفق العلماء بشكلٍ عام على أنّ الفوهات تتشكل عند تراكم الغازات المُحاصَرة أسفل التندرا تحت الأرض، بما في ذلك غاز الميثان الذي يسخن الكوكب، ما يتسبب في ظهور تل على السطح، وعندما يتجاوز الضغط في الأسفل قوة الأرض في الأعلى، ينفجر التل ويُطلق الغازات.
لا يزال هناك نقاش حول الآليات المحددة لكيفية تراكم الضغط ومن أين يأتي الغاز بالضبط.
تركت الحفر الضخمة آثارها على الطبيعة المتجمدة للمنطقة.Credit: Igor Bogoyavlenskyوقرّر الفريق وراء البحث الجديد التعامل مع هذه الأسئلة، كما قالت آنا مورجادو وهي مؤلفة الدراسة والمهندسة الكيميائية في جامعة "كامبريدج".
وفكروا أولاً في احتمال كون الانفجارات نتيجة تفاعلات كيميائية، ولكن تم استبعاد ذلك بسرعة، وشرحت مورجادو: "لم يكن هناك أي تقرير عن أي شيء يتعلق بالاحتراق الكيميائي".
ولذا تم استنتاج أنّ الحفر ناجمة عن أمر مادي، "مثل ضخ الهواء في عجلة"، وفقًا لما ذكرته لـCNN.
ويتمحور ما وجده الباحثون حول الجيولوجيا المعقدة لهذه المنطقة المحددة من سيبيريا.
وتوجد طبقة من التربة الصقيعية السميكة تحت الأرض، وهي خليط من التربة، والصخور، والرواسب المتماسكة بفضل الجليد. وأسفل هذه الطبقة، تتواجد طبقة من "هيدرات الميثان" (شكل صلب من الميثان).
عالِم يستكشف حفرة في شبه جزيرة "يامال" بعام 2014. Credit: Vladimir Pushkare/Russian Centre of Arctic Exploration/AFP/Getty Imagesوبين الطبقتين، توجد جيوب غير عادية يبلغ سمكها حوالي متر تقريبًا من المياه المالحة غير المجمدة والتي تُدعى " cryopegs".
ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، تذوب الطبقة العليا من التربة، ما يؤدي إلى تسرب المياه عبر التربة الصقيعية إلى طبقة "cryopegs" المالحة.
وتكمن المشكلة في عدم وجود مساحة كافية للماء الإضافي، لذا تتضخم طبقة الـ" cryopegs"، ويتراكم الضغط وتتصدع الأرض، ما يؤدي إلى ظهور شقوق على السطح.
وتتسبب هذه الشقوق في انخفاض سريع بالضغط في الأعماق، ويؤدي ذلك إلى إتلاف "هيدرات الميثان"، والتسبب في إطلاق الغاز بطريقةٍ متفجِّرة.
ووجدت الدراسة أنّ هذه العملية المعقدة بين ذوبان التربة الصقيعية والميثان يمكن أن تستمر لعقود قبل حدوث انفجار.
وأشارت مورجادو إلى أنّ هذه العملية "خاصة جدًا بالمنطقة".
ولكن لا يشعر علماء آخرون بثقة تامة بشأن حل اللغز، إذ قال الباحث الرئيسي في معهد "سكولكوفو" للعلوم والتكنولوجيا في موسكو، يفجيني تشوفيلين، والذي أمضى سنوات في دراسة الحفر عن قرب، إنّ فكرة الدراسة "جديدة"، رافضًا الاعتقاد بأنّها تتناسب مع جيولوجيا المنطقة.
وأوضح تشوفيلين لـ CNN أنّ التربة الصقيعية في شمال غرب سيبيريا فريدة بسبب الكميات العالية جدًا من الجليد والميثان فيها.
تكون بعض الحفر عميقة جدًا بحيث تصعب رؤية القاع. Credit: Vasily Bogoyavlensky/AFP/Getty Imagesوسيكون من الصعب على المياه القادمة من الطبقة العليا من التربة أن تتسرب عبر هذه الطبقة الجليدية السميكة للوصول إلى طبقات "cryopeg" العميقة تحت الأرض.
ويركز بحث شوفيلين الخاص على تراكم الميثان بالتجاويف في المستويات العليا من التربة الصقيعية، قبل أن يرتفع الضغط إلى حدّ الانفجار.