بوابة الوفد:
2024-12-23@23:36:42 GMT

رابطة الجامعات الإسلامية

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

نسمع كثيرا مقولة أن مصر بلد ولّادة بالكفاءات والمواهب، وأغلبنا لا يتوقف عندها أو يترجمها على أرض الواقع، وإن حدث فيكون فى حدود ضيقة مثل الرياضة والفن والأدب، لكن الحقيقة أن مصر كمنجم ذهب لا ينضب ولا يتوقف عن إنتاج المواهب وأصحاب الفكر والقدرات الذين أحيانًا لا نقدرهم كما يستحقون، لكنهم على المستوى الخارجى لهم مكانة خاصة، ومن الشخصيات المصرية الذين يتمتعون بهذه المكانة المرموقة علميا وفكريا الدكتور سامى الشريف، ليس فقط كأستاذ إعلام له بصمة أكاديمية يحترمها الجميع، وإنما كشخصية قيادية يمتلك القدرة على الإبداع فى كل ملف يتولاه وكل مهمة تسند إليه، وخلال الفترة الحالية يشغل الشريف منصباً عالمياً مرموقا، كأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وهو منصب رفيع، ليس مجرد تشريف أو تكريم لمن يتولاه وإنما منصب له تبعات كثيرة، تتطلب شخصية صاحبة خبرات ورؤية متجددة، وفهم للمتغيرات واطلاع على الثقافات المختلفة والأهم إيمان بدور ورسالة الرابطة التى تأسست عام 1969 كمؤسسة دولية تجمع فى عضويتها عشرات الجامعات ومؤسسات التعليم والبحث العلمى من مختلف أنحاء العالم، والأمين العام للرابطة هو المسئول عن تفعيل استراتيجية توطيد العلاقات بين كل هذه المؤسسات وابتكار أفكار للتعاون وخلق مساحات للحوار ليس فقط بين أعضاء الرابطة وإنما بينها وبين المؤسسات والمنظمات الأخرى، خصوصا على المستوى الفكرى والثقافى الذى يعتبر الرسالة الأولى للرابطة فى ظل تواجد شخصية مثل الدكتور عبدالكريم العيسى على رأسها وهو مفكر ومجدد دينى حقيقى له إنتاجه العلمى الذى يحتفى به العالم.


والحقيقة ليس بمستغرب أن يكون اختيار الشريف أمينا عاما لرابطة يترأسها الدكتور العيسى فبينهما صفات مشتركة فى الشخصية القيادية والفكر المستنير والإبداع والرغبة فى إقامة جسور تواصل بين الحضارات والثقافات المتنوعة، ولهذا كان واضحا خلال الفترة الأخيرة حجم النشاط الذى تقوم به الرابطة على مستوى الحوار والمؤتمرات العلمية المهمة والمشاركات الدولية التى تناقش القضايا الجوهرية للأمتين العربية والإسلامية وكذلك ما يخص الحوار مع الغرب، وقد شرح الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رؤيته الشاملة لهذه القضية المهمة خلال محاضرته بجامعة القاهرة «مستجدات الفكر بين الشرق والغرب» والتى كشف فيها بأسلوب سلس حجم المساحات المشتركة التى يمكن أن يبنى عليها الحوار بين الشرق والغرب، ودور العلماء فى خلق هذه المساحات وتأصيلها وتوطيدها.
ثنائية العيسى والشريف نجحت فى فترة قصيرة أن تجعل الرابطة منارة علمية متوهجة ونافذة تواصل حقيقى بين الثقافات، وأعتقد أن الفترة القادمة سنجد حصادا كبيرا ومهما لهذه الرؤية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رابطة الجامعات الإسلامية مصر أرض الواقع الشخصيات المصرية الإبداع البحث العلمي

إقرأ أيضاً:

سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)

أنا واحد مَمن يُفضلون قراءة التاريخ من مسارات مُغايرة للمسار السياسى التقليدي، لذا فإن كُتب السير الذاتية للمُثقفين تُعد فى رأيى رافدا مُهما وحياديا للاطلال على تاريخنا المُعاصر. ومما كان لافتا ومشوقا فى الأيام الأخيرة، تلك السيرة العجيبة للناقد السينمائى الكبير أمير العمري، والتى صدرت مؤخرا عن دار نظر للمعارف بالقاهرة وحملت عنوان « الحياة كما عشتها».

وأمير العمرى واحد من أفضل النقاد السينمائيين العرب، إذ قضى نحو خمسة عقود مُتنقلا بين مهرجانات السينما العالمية، مُحللا، ومفككا، ومُطلعا، ومتابعا لحركات الفن العالمية، مُتخذا من العاصمة البريطانية لندن مستقرا.

وقد عرفناه صحفيا عتيدا فى كبرى وسائل الإعلام بدءا من هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سي» مرورا بالحياة اللندنية، والقدس العربي، وصحيفة العرب، وغيرها، فضلا عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.

والمثير أن سيرته تتجاوز سيرة ناقد سينمائى لترصد تحولات كبرى فى عالم الصحافة والاعلام العربي، وتقدم حكايات مشوقة وحصرية عن شخصيات سياسية، وفنية، وإعلامية معروفة، تتسم بنبرة الصراحة التامة.

إن أول ما يلفت نظرنا فى حكاية الناقد المولود فى 1950 بمدينة المنصورة، هو ذلك التنوع العجيب الذى شكل شخصيته، بدءا من والده مهندس المساحة الوفدي، الذى تنقل من مدينة إلى مدينة ليتعرف على محيطات مجتمعية مختلفة، ودراسته العميقة للطب وتفوقه فيه ثم تعيينه طبيبا فى أقاصى الصعيد، وانتقاله لاحقا من قرية إلى قرية، وصولا إلى صداقاته وعلاقاته الوطيدة بالمثقفين والمبدعين ومجانين الكتابة فى مصر الستينات والسبعينات.

كانت المنصورة وقتها مميزة بوجود جالية أجنبية كبيرة يغلب عليها الطليان، الذين أسسوا دور سينما عديدة واهتموا بعرض أحدث الأفلام. وهُنا أحب الفتى الصغير، السينما وارتبط بها، وسعى للالتحاق بمعهد السينما بعد إتمامه الثانوية، لكن رضخ لرغبة والده وإلحاحه بدراسة الطب. كان يشعر بأنه يُسدد دينا لوالديه، وظل طوال سنوات الدراسة متعلقا بالسينما ومديرا لنادى ثقافى أسسه مع بعض الشباب لمتابعتها. وبعد أن جرب حظه فى العمل طبيبا فى أسيوط والقاهرة، ثم عمل طبيبا فى الجزائر بمدينة بسكرة، وجد أن مهنة الطب لا تُرضى طموحه، فغادرها تماما بعد وفاة والديه حيث رحلت أمه فى 1971، ووالده فى مطلع الثمانينات، وأنهى عمله بالجزائر وسافر إلى لندن ليبدأ حياة جديدة.

فى لندن كان هناك عالم جديد للصحافة والاعلام يتشكل مع تحولات السياسة العربية فى ذلك الوقت. كان ألمع عقول العالم العربى الفكرية يعملون فى صحف ممولة من العراق وليبيا والسعودية وغيرها، وتعرف أمير بكثير من النجوم اللامعين كان منهم عماد أديب، هالة سرحان، عمرو عبد السميع، أمجد ناصر، صبرى حافظ، عثمان عمير، منى غباشي، أحمد الهوني، مجدى نصيف، وجميل مروة، وغيرهم.

وهو يقدم لنا حكايات عجيبة جدا عن هؤلاء وغيرهم ممن شهد بداياتهم وهم مفلسون، حالمون، أنقياء، ثُم تحولوا فى زحام لندن وسحرها إلى ملوك وسماسرة ومليارديرات. يتذكر أمير جيدا وجه الشاب الطموح الذى طُرد من إحدى مجلات «الحياة اللندنية» لاتهامه بمخالفات مالية، ثُم رآه بعد سنوات معروفا بالملياردير إيهاب طلعت.

كما يتذكر كيف كان هناك صحفى فلسطينى متواضع الحال، ومتخصص فى الصحافة الرياضية واسمه عبد البارى عطوان، تعرض للبطالة فجأة بعد استغناء الشرق الأوسط عنه، وظل شهورا بلا عمل حتى عرف باعتزام منظمة التحرير الفلسطينية اصدار صحيفة فى لندن، فساق كل علاقاته توسطا ليتولى إدارتها. ثم يذكر كيف قرر الناشر الفلسطينى إقالة عبد البارى عطوان بسبب موقف الصحيفة المناصر لصدام حسين خلال احتلاله الكويت، لكن «عطوان» تمكن بفضل تهديد عدد من أنصاره بالانسحاب من العودة مرة أخرى، وظل فى موقعه حنى 2013.

وللحكايات بقية..

والله أعلم

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • دوبلير «الجولانى»
  • البزري اطلع من رابطة آل حبلي وهيئتها الإدارية على نشاطاتها للعام الجديد
  • سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسى ٢٠٢٤ -٢٠٢٥ 
  • انحراف حافلة لنقل المسافرين عن الطريق الرابطة بين مراكش وأزيلال
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • القانون للضعفاء
  • الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يشارك في مؤتمر "الأمن الفكري العربي"
  • رابطة العالم الإسلامي تدين عملية الدهس بمدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا