ستأتي بنتائج عكسية.. البيت الأبيض يعلق على دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتبر أن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، ستأتي بنتائج عكسية ولا أساس لها.
وأضاف كيربي: “نجد أن هذه الدعوي لا أساس لها من الصحة وتأتي بنتائج عكسية وتخلو تماما من أي أساس”.
ستستمع المحكمة العليا في الأمم المتحدة إلى المذكرات الأسبوع المقبل من جنوب إفريقيا وإسرائيل بعد أن فتحت بريتوريا قضية لما وصفته بأعمال "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في غزة.
تريد جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية، أن تأمر إسرائيل على وجه السرعة بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، في قضية رفضتها إسرائيل "باشمئزاز".
قالت المحكمة في بيان إن محكمة العدل الدولية "ستعقد جلسات استماع عامة في قصر السلام في لاهاي ... في الإجراءات التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل"، يومي الخميس 11 والجمعة 12 يناير.
يتعلق طلب جنوب إفريقيا، المقدم يوم الجمعة الماضي، بانتهاكات إسرائيل المزعومة لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، قائلا إن "إسرائيل شاركت في أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وتشارك وتخاطر بمزيد من الانخراط فيها".
رفضت إسرائيل التهمة، حيث كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هيات على X، تويتر سابقا: "ترفض إسرائيل باشمئزاز الشفر الدمي الذي تنشره جنوب إفريقيا وتطبيقه" على محكمة العدل الدولية.
وتطالب جنوب إفريقيا، من المحكمة أن تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية على الفور في غزة وضدها وأن يتخذ كلا البلدين جميع التدابير المعقولة في حدود سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية لا هوادة فيها ضد حماس في قطاع غزة بعد أن نفذت حركة المقاومة الفلسطيني حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
وخلف هجوم المسلحين حوالي 1140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
ومن جانبها، قتلت إسرائيل في هجوم المستمر على غزة أكثر من 22300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وستقدم جنوب إفريقيا دعوتها يوم الخميس، من الأسبوع المقبل، في حين من المقرر أن تتعارض إسرائيل يوم الجمعة.
من المتوقع أن يتبع ذلك حكم صادر عن محكمة العدل الدولية بشأن طلب اتخاذ تدابير طارئة في غضون أسابيع، ولكن القضية المناسبة لا تزال تستغرق شهورا، أو حتى سنوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإبادة الجماعية الأمم المتحدة ا الأسبوع المقبل الامن القومي الامريكي الأمن القومي الشعب الفلسطيني المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي القومي الأمريكي المتحدث باسم وزارة الخارجية محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا فی غزة
إقرأ أيضاً:
دروس لآسيا من المواجهة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
لم تكن معاملة ترامب القاسية لفلوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي تتعلق بأوكرانيا فحسب. وإنما كانت تلك المعاملة عبارة عن رسالة موجهة إلى العالم ومفادها هو أن تحالفات الولايات المتحدة أصبحت مشروطة بشكل متزايد وخاضعة للحسابات السياسية المحلية.
بالنسبة للدول الآسيوية التي اعتمدت لفترة طويلة على واشنطن في تحقيق التوازن مع بكين، من بين عوامل أخرى، فإن الواقع بات واضحا: لم يعد من الممكن التسليم بالالتزامات الاستراتيجية لأمريكا.
على مدار عقود من الزمان، جعلت الولايات المتحدة من نفسها قوة الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكن الترامبية حلت محل الاتساق، مصحوبة بحالة من عدم القدرة على التنبؤ بالمعاملات. فما النتيجة المترتبة على ذلك؟ النتيجة هي أن المنطقة باتت عرضة لتحولات سياسية غير منتظمة، وضمانات أمنية متذبذبة، واضطرابات اقتصادية.
فيجب الآن على القادة الآسيويين أن يدركوا أن مصالح واشنطن ليست بالضرورة مصالحهم هم. والدرس المستفاد هو ضرورة التحوط من حالة عدم اليقين وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لإعادة تشكيل الاستقرار الإقليمي وفقا لشروطهم الخاصة.
فلو أن دولة في خضم حرب وجودية شأن دولة أوكرانيا قوبلت بلامبالاة في العاصمة الأمريكية واشنطن، فإلى ماذا ينبغي أن يشير ذلك بالنسبة لجول من قبيل تايوان أو اليابان أو كوريا الجنوبية؟
الحق أن تاريخ ترامب في النظر إلى التحالفات بوصفها أعباء مالية ليس محض كلام يقال، وإنما هو يعكس استعداده للانسحاب أو إعادة التفاوض أو خفض مستوى الالتزامات دونما سابق إنذار.
لقد كان إصرار دونالد ترامب في الماضي على أن تزيد طوكيو وسول من الإنفاق الدفاعي وإلا فإنهما تخاطران بفقدان الحماية الأمريكية بمقام عينة لمبدأ سياسي كان في طور التكوين، وهو أنه لا وجود للتحالفات إلا ما دامت تخدم مصالح أمريكية مباشرة.
وكان قوله: إن على كلتا الدولتين أن تفكر في إنشاء ترسانتها النووية الخاصة بمنزلة تذكير صارخ بأن مظلة الأمن الأمريكية لم تعد ضمانة، وإنما هي أداة قابلة للتفاوض.
فلا بد للدول الآسيوية الآن أن تعمل بناء على افتراض أن الدعم العسكري الأمريكي سوف يخضع للهوى السياسي. ويعني هذا تعزيز القدرات الدفاعية المحلية، والاستثمار في الاكتفاء الذاتي، وإقامة شراكات أمنية إقليمية تعمل بشكل مستقل عن واشنطن.
وينبغي النظر إلى توسيع اليابان لميزانيتها الدفاعية وإلى برامج الصواريخ المتسارعة في كوريا الجنوبية باعتبارهما أول الغيث في هذا التحول الاستراتيجي.
ولا تميز سياسات ترامب الاقتصادية بين الخصوم والحلفاء. وتوضح التعريفات الجمركية المفروضة على كل من كندا والمكسيك ـ وهما أقرب الشركاء التجاريين لأمريكا ـ كيف أن القومية الاقتصادية تتغلب على العلاقات التقليدية.
ومن المرجح أن تكون العواقب وخيمة بالنسبة للاقتصادات الآسيوية التي تعتمد على التصدير. وذلك لأن دولا من قبيل فيتنام وتايوان وكوريا الجنوبية ـ التي تندمج كل منها اندماجا عميقا في سلاسل التوريد الأمريكية ـ معرضة لزيادات مفاجئة في التعريفات الجمركية وتغييرات القواعد التنظيمية شأنها في ذلك شأن الصين.
أما بالنسبة لأولئك الذين يرجون نفعا لاقتصادات آسيوية أخرى من جراء الانفصال العدواني عن الصين الذي ينفذه ترامب، فإن التاريخ يشير إلى عكس ذلك.
وذلك لأن سياساته التجارية لا تقوم على استراتيجية وإنما تقوم على ردود الأفعال. ولأن الهدف لا يتمثل في خلق سلاسل توريد بديلة، وإنما في الضغط على الشركات لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة.
ولا بد أن تتهيأ الدول الآسيوية وتستعد لعالم يصبح فيه الوصول إلى السوق الأمريكية مشروطا، وتصبح فيه سلاسل التوريد في حالة تغير مستمر، وتصبح فيه الاتفاقيات التجارية خاضعة للمزاج الرئاسي وليس لأي منطق اقتصادي.
ولا بد أن تكون الاستجابة عبارة عن دفعة حاسمة نحو التكامل الاقتصادي الإقليمي. وتشكل اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ (CPTPP) إطارا قويا، ولكن لا بد من توسيعها وتعزيزها بآليات تجارية آسيوية بينية أشد عمقا.
وسوف يكون تعزيز الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) لكي تعمل بوصفها ثقلا موازنا مستقلا لكل من واشنطن وبكين أمرا بالغ الأهمية في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
ومعلوم أن تبادل المعلومات الاستخباراتية يقوم على الثقة، وفي ظل رئاسة دونالد ترامب، قد تكون هذه الثقة عزيزة ونادرة.
فتاريخ دونالد ترامب في الكشف عن معلومات استخباراتية سرية، وتهميش مؤسسات الاستخبارات التقليدية وإعطاء الأولوية للدبلوماسية الشخصية على الاستراتيجية المؤسسية يجعل الاعتماد على الاستخبارات الأمريكية أمرا محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد بالنسبة للدول الآسيوية.
ولذلك لا بد أن تعمل اليابان وكوريا الجنوبية ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) بشكل عاجل على وضع أطر أكثر قوة لتبادل المعلومات الاستخباراتية الإقليمية.
فينبغي توسيع الشراكات بين اليابان والهند، وكذلك بين كوريا الجنوبية وأستراليا، إلى ما هو أبعد من الدفاع بحيث تشمل القدرات الاستخباراتية المنسقة.
فلم يعد بوسع آسيا أن تتحمل أن تكون متلقية سلبية للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية، بل لا بد لها أن تعمل حثيثا على بناء شبكاتها الخاصة للتخفيف من مخاطر تدفق المعلومات غير الموثوقة من واشنطن. ففكرة انتظار الانتخابات الأمريكية لتحديد مستقبل المنطقة تتحول بصفة متزايدة إلى استراتيجية خاسرة بالنسبة للدول الآسيوية.
والدرس المستفاد من ذلك كله واضح تمام الوضوح: لقد انتهى عصر التبعية.
جورج بريور كاتب وروائي
عن آسيا تايمز