قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتبر أن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، ستأتي بنتائج عكسية ولا أساس لها.

وأضاف كيربي: “نجد أن هذه الدعوي لا أساس لها من الصحة وتأتي بنتائج عكسية وتخلو تماما من أي أساس”.

ستستمع المحكمة العليا في الأمم المتحدة إلى المذكرات الأسبوع المقبل من جنوب إفريقيا وإسرائيل بعد أن فتحت بريتوريا قضية لما وصفته بأعمال "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في غزة.

تريد جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية، أن تأمر إسرائيل على وجه السرعة بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، في قضية رفضتها إسرائيل "باشمئزاز".

قالت المحكمة في بيان إن محكمة العدل الدولية "ستعقد جلسات استماع عامة في قصر السلام في لاهاي ... في الإجراءات التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل"، يومي الخميس 11 والجمعة 12 يناير.

يتعلق طلب جنوب إفريقيا، المقدم يوم الجمعة الماضي، بانتهاكات إسرائيل المزعومة لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، قائلا إن "إسرائيل شاركت في أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وتشارك وتخاطر بمزيد من الانخراط فيها".

رفضت إسرائيل التهمة، حيث كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هيات على X، تويتر سابقا: "ترفض إسرائيل باشمئزاز الشفر الدمي الذي تنشره جنوب إفريقيا وتطبيقه" على محكمة العدل الدولية.

وتطالب جنوب إفريقيا، من المحكمة أن تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية على الفور في غزة وضدها وأن يتخذ كلا البلدين جميع التدابير المعقولة في حدود سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية لا هوادة فيها ضد حماس في قطاع غزة بعد أن نفذت حركة المقاومة الفلسطيني حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

وخلف هجوم المسلحين حوالي 1140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

ومن جانبها، قتلت إسرائيل في هجوم المستمر على غزة أكثر من 22300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وستقدم جنوب إفريقيا دعوتها يوم الخميس، من الأسبوع المقبل، في حين من المقرر أن تتعارض إسرائيل يوم الجمعة.

من المتوقع أن يتبع ذلك حكم صادر عن محكمة العدل الدولية بشأن طلب اتخاذ تدابير طارئة في غضون أسابيع، ولكن القضية المناسبة لا تزال تستغرق شهورا، أو حتى سنوات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإبادة الجماعية الأمم المتحدة ا الأسبوع المقبل الامن القومي الامريكي الأمن القومي الشعب الفلسطيني المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي القومي الأمريكي المتحدث باسم وزارة الخارجية محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا فی غزة

إقرأ أيضاً:

ناجيات من الإبادة فقدن أبناءهن.. جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات

 

الثورة   /

مع توقف إطلاق النار في قطاع غزة، فُتحت جراح النساء الأمهات من جديد لتواجه المكلومات الحقيقة القاسية لغياب أبنائهم. فمن الأمهات من فقدت ابناً أو اثنين، ومنهن من استيقظت لتجد نفسها بلا عائلة، بعدما أباد جيش الاحتلال جميع أبنائها في غارة واحدة، ومنهن غادة دولة.

نزحت غادة، 49 عاماً، من شمال وادي غزة إلى جنوبها، وفي ليلة 13 أكتوبر 2023م، عند العاشرة مساءً، دوّى انفجار عنيف. خرج والدها وإخوتها وأبنائها لتفقّد المكان، لكنهم لم يعودوا. مزّقتهم ثلاث قذائف إسرائيلية، وتركتها في هاوية لا قرار لها.

تقول: “استشهد ابني أحمد متأثرًا بشظية في رأسه، لم يستطع الأطباء معالجته فلم يكن لديهم إمكانيات. لحظة الوداع كانت كابوسًا. احتضنت أحمد بشدة، ثم فقدتُ وعيي مرارًا”. أما أمير، فأُصيب بجروح خطيرة ونُقل إلى مشفى ناصر، ولم أتمكن من وداعه إلا في المقبرة.

لو لم أنزح!

كان الألم أوسع من أن يُحتمل حين أُعلن عن عودة سكان الشمال، “رغبتُ في نقل قبور أبنائي معي، لكن أخي أقنعني بأن يبقوا حيث هم، وكأنني أترك جزءًا مني خلفي إلى الأبد. عدنا مشيًا عبر شارع الرشيد، كان الطريق طويلًا، كنت أبكي طوال المسير، كيف عدتُ بلا أولادي؟”، تسأل الأم المكلومة نفسها.

تلوم دولة نفسها وتحدثها “لو لم أنزح لكانوا سيبقون بجانبي؟ إحساس قاتل بالذنب يلاحقني، كان عليّ كأم أن أحميهم. أعيش في دوامة لا تهدأ، أراهم أمامي حتى وأنا مستيقظة، أحدثهم، أمد يدي لأحتضنهم، وكأنني أفقد عقلي”.

ورغم كل هذا الألم، لا تجد الأم متسعًا للحزن طويلاً، حيث فقدتُ منزلها، ولا توجد مقومات حياة في شمال قطاع غزة، ويتوجب عليها أن ترعى من بقي من أبنائها وتؤدي كامل المسؤوليات المطلوبة منها في ظروف أشد الظروف صعوبة جسديا ونفسيا.

وكل أم في غزة تحمل في قلبها جرحين؛ جرح الخوف المستمر على من تبقى من أطفالها، وجرح الفراق الذي فرضته الحرب، ما يجعلهن تحت وطأة تحديات مضاعفة، حيث يتم تجاهل احتياجاتهن النفسية والعاطفية في مجتمع يسوده الدمار، ويُحرم العديد منهن من الدعم الذي يحتجن إليه في هذه اللحظات الأكثر قسوة في حياتهن.

عبء نفسي ثقيل

ويقول التقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الأمهات في غزة يحملن عبئًا نفسيًا ثقيلًا، فالأم لا تحزن على فقدان ابنها فقط، بل تُجبر على التكيف مع واقع مرير، حيث لا يوجد مكان آمن للحزن أو للتعافي.

ويضيف التقرير المعنون بـ “جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات”، أن تكمن المأساة في أن هؤلاء النساء، اللواتي فقدن أبناءهن، لا يجدن من يقدّم لهن الدعم في هذه المرحلة العميقة من الفقد، مما يزيد من معاناتهن ويجعلها أشد قسوة.

ويوضح أن الأمهات يُجبرن رغم الفقد والانهيار النفسي، على الاستمرار في أداء مسؤولياتهن المنزلية، وتربية الأطفال ورعايتهم وسط ظروف قاسية لا تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة، والكهرباء، والخصوصية، والأمان.

ويلفت التقرير الحقوقي إلى المأساة الكبرى التي تعيشها معظم الأمهات في خيام ومراكز إيواء مكتظة، تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة، مما يجعل كل يوم بمثابة صراع للبقاء، حيث يمتزج الحزن بالقهر والمسؤولية التي لا تنتهي.

ميلاد موت جديد

وتعيش فاطمة السرسك، 25 عاما، هذه المأساة بكل تفاصيلها، شأنها شأن 1.9 مليون فلسطيني نزحوا إلى وسط وجنوب قطاع غزة، غير أن هذا جحيم لا يغيب عن ذاكرتها وتعيشه عياناً منذ ليلة 30 أكتوبر 2023م عندما قضى صاروخ إسرائيلي على عائلتها.

تقول: “وجدتُ نفسي في أرض خالية، بينما كانت طفلتي أيلول مُلقاة خارج المنزل، أما زوجي وأطفالي الأربعة فكانوا تحت الأنقاض”.

وتضيف السرسك: “كانت جسدًا محروقًا بلا ملامح، لم أستطع حتى النظر إليها من هول ما أصابها. كانت الحروق من الدرجة الثالثة، والجرح في رأسها احتاج إلى سبع غرز. كنتُ أعلم أنها تتألم، لكني لم أكن قادرة على احتضانها، لم أكن قادرة حتى على الوقوف؟”.

فقدت السرسك ثلاثة أطفال، إياد (8 أعوام) وتامر (6 أعوام) احترقا بالكامل، وسلمى (5 أعوام) كانت قدمها مبتورة تتدلى من جلدها الرقيق. لم يتمكنوا من انتشالهم إلا في اليوم التالي، ولم تستطع اللأم وداعهم، “لم أحتمل أن تبقى صورتهم المحترقة هي آخر ما أحمله عنهم. دفنوا بعيدًا عني، كنت أتمنى ألا يكونوا محروقين وأستطيع وداعهم”.

وعندما تم إعلان وقف إطلاق النار وعادت السرسك إلى غزة، “لم أفرح بالعودة، كان هناك موتٌ جديدٌ يُولد في داخلي مع كل خطوة. عُدت وحدي دون أطفالي وقلبي يعتصر ألماً. لم أفرح بوقف إطلاق النار، فقد تجددت آلامي، لأن الحرب سرقت مني أغلى ما أملك. وأجد نفسي أبكي طوال الليل، عاجزة عن النسيان أو تجاهل الأحداث التي غيرت حياتي”.

فقدان للهوية الوجودية

ويشير تقرير المركز الحقوقي إلى خصوصية المجتمع الفلسطيني، حيث تُسند للأمهات المسؤولية الأساسية في تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم اليومية، مما يكوّن علاقة وثيقة بأبنائهن مستمرة تقوم على الرعاية والعناية بكل تفاصيل حياتهم.

ويقول: “عندما تفقد الأم ابنها، تفقد جزءاً أساسياً من هويتها اليومية المرتبطة بهذا الدور، مما يجعل الألم يتجاوز الحزن الطبيعي ليصبح شعوراً بالفراغ الوجودي”.

ويشير إلى أن فقدان الأمهات لأبنائهم يشعرهن بالإخفاق في أداء دورهن بحمايتهم، حتى عندما يكون الأمر خارج عن إرادتها. ويشدد على أن “هذا الشعور بالفشل الشخصي يتداخل مع الحزن الطبيعي، ليخلق أذى نفسياً أكثر عمقاً لا يمكن محوه”.

ويلفت إلى أن علاقة الأم بابنها تولد منذ اللحظة الأولى للحمل، حيث يتكون رابط جسدي وعاطفي عميق يُميز هذه العلاقة عن أي علاقة أخرى، ما يجعل فقد هذا الارتباط أكثر من مجرد خسارة فرد، إلى انتزاع كيان”.

صدمات عميقة واضطرابات مزمنة

ويُعد فقدان الأطفال نتيجة الحروب من الصدمات النفسية العميقة التي تواجهها الأمهات، إذ يُحدث هذا الفقدان تغيرات جذرية في البنية النفسية والعاطفية تؤثر على الحياة اليومية والصحة النفسية على المدى الطويل، ووفقًا لنظرية الارتباط التي أسسها العالم النفسي جون بولبي.

ويوضح بولبي أن العلاقة بين الأم وطفلها تُعتبر مصدر أمان واستقرار عاطفي؛ لذا فإن فقدان هذا الرابط يشكل صدمة قد تؤدي إلى اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الإجهاد ما بعد الصدمة PTSD))، مشيرا إلى أن فقدان رابط الارتباط الأساسي يترك أثرًا بالغًا يتطلب وقتًا طويلًا للتعافي.

ومن منظور علم النفس الاجتماعي، ترى الدكتورة ماريان ويلر، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كولومبيا، أن فقدان الأم لطفلها في ظروف الحرب لا يؤثر فقط على الجانب العاطفي بل يمتد إلى تأثيرات اجتماعية وهوية الأم.

وفي دراسة نشرتها في “المجلة الدولية لعلم النفس الاجتماعي”، تشير ويلر إلى أن الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن قد يشعرن بالعزلة الاجتماعية وانعدام الدعم المجتمعي، مما يزيد من احتمالية تطور اضطرابات نفسية مزمنة.

وتضيف أن الشعور بالذنب والرفض الذاتي قد يعيقان عملية التعافي، ويستدعيان توفير بيئة داعمة تُشعر الأمهات بأنهن جزء من شبكة اجتماعية تُقدم الدعم النفسي والعاطفي.

الأثر الاجتماعي والاقتصادي

واستنادًا إلى تقرير منظمة الصحة النفسية الدولية، فإن التدخلات العلاجية المبكرة، مثل العلاج النفسي الفردي والجماعي، تلعب دورًا حاسمًا في تقليل حدة الاضطرابات النفسية لدى الأمهات المتأثرات، الناتجة عن اضطرابات ما بعد الصدمة.

ويبين أن فقدان الأطفال يزيد من تعقيد الحالة النفسية، إذ تفقد الأمهات المصدر الأساسي للدعم العاطفي والأمان الذي يوفره الارتباط الأمومي. ويوضح التقرير كيف أن فقدان الطفل يؤثر على الهوية الأمومية، مما يؤدي إلى شعور دائم بالحزن والعزلة.

ويؤكد التقرير أن الصدمات النفسية الناتجة عن الحروب لا تقتصر على الجانب الفردي فحسب، بل تمتد لتؤثر على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للأمهات. ففي كثير من الأحيان، تعاني هذه الفئة من انقطاع شبكات الدعم الاجتماعي، سواء من الأسرة أو المجتمع المحلي، مما يجعل عملية التعافي أكثر صعوبة.

مقالات مشابهة

  • جماهير كرة القدم تنتفض ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة
  • ناجيات من الإبادة فقدن أبناءهن.. جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات
  •  جنوب أفريقيا: لن نسحب دعوى الإبادة الجماعية ضد “إسرائيل”
  • جنوب أفريقيا ماضية في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل رغم عقوبات ترامب
  • جنوب أفريقيا.. ردّاً على تهديدات ترامب: لن نسحب دعوى الإبادة الجماعية ضد “إسرائيل”
  • جنوب افريقيا: ماضون قدما بقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • جنوب إفريقيا: لن نسحب دعوانا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية رغم ضغوط ترامب
  • محكمة سويدية تدين امرأة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الإيزيديين
  • البيت الأبيض يعلن عودة مارك فوغل.. وترامب يعلق
  • السويد تحاكم لين إسحاق بتهمة الإبادة الجماعية للإيزيديين