حتى لا تعيش متأخرًا 700 سنة!
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
إذا كنت قد استقبلت 2024 بتمزيق هموم الماضى، وارتداء ثوب الفرحة، وبإشراقة أمل كبيرة، وربيع حلم أخضر.. واعتبرت السنة الجديدة بداية مرحلة جديدة فى حياتك، ثم عشت تلك الحالة لساعات قليلة، ووضعت كل هذه الأحاسيس فى ثلاجة الذاكرة لاستخراجها بعد 365 يومًا، أى مع بداية 2025..
إذا كنت قد فعلت ذلك، فاعلم أنك متأخر عن زمانك 700 سنة!
فمثل هذا كان مقبولًا فى الماضى، ولكنه لم يعد صالحًا فى عصرنا الحالى.
فى القرون الأولى كانت الحياة بطيئة الحركة، ولم تكن الأوقات تُحسب بالساعة، وإنما بالأجزاء، فاليوم عبارة عن 12 جزءًا، وكذلك الليل 12 جزءًا، وكانت الأوقات تُحسب بحركة الشمس نهارا أو النجوم ليلا، أو طبقًا لساعات مائية أو رملية أو شمسية أو ظلية أو بخارية، وكل تلك الساعات لم تكن تعرف الدقيقة والثانية.
وكانت حركة التاريخ والناس بطيئة أيضًا، فمن يريد السفر من مدينة لأخرى، كان يحتاج إلى أيام وأسابيع وشهور..
فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم استغرق 8 أيام كاملة ( وفى بعض الروايات 15 يوما) فى الطريق، مهاجرًا من مكة إلى المدينة (حوالى 480 كيلومترًا)، نفس المسافة يقطعها قطار الحرمين الآن فى ساعتين، وتقطعها الطائرة فى أقل من نصف ساعة، ويقطعها مكوك الفضاء فى حوالى 3 ثوان.
والمسيح وأمه العذراء استمرا سائرَيْن ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام لقطع مسافة 1033 كيلو مترًا تقريبا من بيت لحم فى فلسطين إلى دير المحرق فى أسيوط بمصر، ثم العودة، وهذه المسافة يمكن قطعها بالطائرة فى 4 ساعات على الأكثر، وفى حوالى 10 ثوان بمكوك الفضاء.
ببساطة، حتى القرن الرابع عشر كانت البشرية تقيس يومها بالأجزاء حتى تم اختراع الساعة الميكانيكية، وساعتها فقط عرف البشر الساعة والدقيقة، وبعد قرن آخر عرف البشر الثانية.
والآن لم نعد نعيش فى زمن الثانية، بل فى زمن الفمتو ثانية.. والفمتو ثانية جزء واحد من 1000 تريليون ثانية، أو ما يطلق عليه الكوادريليون.
هذا هو زماننا الذى نعيشه.. ومن الخطأ أن نعيش فى زمن الفمتوثانية بنفس عادات من كانوا يقدرون النهار بـ12 جزءًا..
زماننا السريع المتسارع يقتضى أن نبدأ كل يوم بنفس إحساس بداية العام الجديد، وأن نعتبر كل يوم بداية جديدة، بأمل جديد وحلم جديد، وبغير ذلك نكون متأخرين عن زماننا بـ 700 سنة، أى كأننا نعيش فى القرن الرابع عشر!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات مجدي سلامة حركة التاريخ حركة الشمس
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي بعد مباحثات مع أخنوش: العلاقات بين البلدين تعيش فصلا جديدا
زنقة 20 . متابعة
أجرى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم السبت بباريس، مباحثات مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، على هامش تدشين الجناح المغربي في المعرض الدولي للفلاحة بباريس، الذي تحل فيه المملكة ضيف شرف (22 فبراير – 2 مارس).
وأعرب بارو، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، عن “سعادته البالغة بتواجده إلى جانب رئيس الحكومة المغربية بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس في الجناح المغربي”، خاصة وأنه “لأول مرة في تاريخ المعرض الدولي للفلاحة، لدينا هذه السنة بلد ضيف، وهو المغرب”.
وقال إن “هذه الدعوة تأتي بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية للمغرب في الخريف الماضي، والتي فتحت فصلا وسجلا جديدين في العلاقة بين المغرب وفرنسا”، مضيفا “ما مكننا من مضاعفة سبل التعاون بين بلدينا، بدءا بالتعاون والتبادل في المجال الفلاحي، لأننا نسعى، على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، إلى تهيئة الظروف الملائمة لسيادتنا الغذائية والفلاحية، وبالتالي استقلاليتنا. لهذا السبب لدينا الكثير لنكسبه من خلال العمل معا”.
واعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن العرض الذي يقدمه الجناح المغربي يعد “أحد الأمثلة الملموسة للغاية” على إمكانات هذا التعاون، حيث يعرض الفلاحون والتعاونيات منتجاتهم للجمهور الفرنسي والدولي، مبرزا أنه “تذوق نكهتها وجودتها”.
وكان أخنوش أشرف، في وقت سابق اليوم، على تدشين الجناح المغربي، الذي يهدف إلى إبراز غنى وتنوع الفلاحة المغربية، وذلك عقب حضوره الافتتاح الرسمي للمعرض الدولي للفلاحة بباريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي قلب هذا الحدث المنظم بقصر المعارض بالعاصمة الفرنسية، يشارك المغرب بجناح كبير يمتد على مساحة 476 مترا مربعا، يضم منتجات محلية مصنفة تبرز المهارات العريقة للتعاونيات الوطنية، ومنتوجات فلاحية تعكس ثراء وتنوع هذا القطاع. كما يستعرض جوانب أخرى من الأصالة والتفرد المغربيين، من خلال فعاليات ثقافية وفنية وتذوق المنتجات والأطباق المغربية