بوابة الوفد:
2024-07-10@05:30:33 GMT

حتى لا تعيش متأخرًا 700 سنة!

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

إذا كنت قد استقبلت 2024 بتمزيق هموم الماضى، وارتداء ثوب الفرحة، وبإشراقة أمل كبيرة، وربيع حلم  أخضر.. واعتبرت السنة الجديدة بداية مرحلة جديدة فى حياتك، ثم عشت تلك الحالة لساعات قليلة، ووضعت كل هذه الأحاسيس فى ثلاجة الذاكرة لاستخراجها بعد 365 يومًا، أى مع بداية 2025..
إذا كنت قد فعلت ذلك، فاعلم أنك متأخر عن زمانك 700 سنة!
فمثل هذا كان مقبولًا فى الماضى، ولكنه لم يعد صالحًا فى عصرنا الحالى.

.
فى القرون الأولى كانت الحياة بطيئة الحركة، ولم تكن الأوقات تُحسب بالساعة، وإنما بالأجزاء، فاليوم عبارة عن  12 جزءًا، وكذلك الليل 12 جزءًا، وكانت الأوقات تُحسب بحركة الشمس نهارا أو النجوم ليلا، أو طبقًا لساعات مائية أو رملية أو شمسية أو ظلية أو بخارية، وكل تلك الساعات لم تكن تعرف الدقيقة والثانية.
وكانت حركة التاريخ والناس بطيئة أيضًا، فمن يريد السفر من مدينة لأخرى، كان يحتاج إلى أيام وأسابيع وشهور..
فالنبي  محمد صلى الله عليه وسلم استغرق 8 أيام كاملة ( وفى بعض الروايات 15 يوما) فى الطريق، مهاجرًا من مكة إلى المدينة (حوالى 480 كيلومترًا)،  نفس المسافة يقطعها قطار الحرمين الآن فى ساعتين،  وتقطعها الطائرة فى أقل من نصف ساعة، ويقطعها مكوك الفضاء فى حوالى 3 ثوان.
والمسيح وأمه العذراء استمرا سائرَيْن ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام لقطع مسافة 1033 كيلو مترًا تقريبا من بيت لحم  فى فلسطين إلى دير المحرق فى أسيوط بمصر، ثم العودة، وهذه المسافة يمكن قطعها بالطائرة فى 4 ساعات على الأكثر، وفى حوالى 10 ثوان بمكوك الفضاء.
ببساطة، حتى القرن الرابع عشر كانت البشرية تقيس يومها بالأجزاء حتى تم اختراع الساعة الميكانيكية، وساعتها فقط عرف البشر الساعة والدقيقة، وبعد قرن آخر عرف البشر الثانية. 
والآن لم نعد نعيش فى زمن الثانية، بل فى زمن الفمتو ثانية.. والفمتو ثانية جزء واحد من 1000 تريليون ثانية، أو ما يطلق عليه  الكوادريليون.
هذا هو زماننا الذى نعيشه.. ومن الخطأ أن نعيش فى زمن الفمتوثانية بنفس عادات من كانوا يقدرون النهار بـ12 جزءًا..
زماننا  السريع المتسارع يقتضى أن نبدأ كل يوم بنفس إحساس بداية العام الجديد، وأن نعتبر كل يوم بداية جديدة، بأمل جديد وحلم جديد، وبغير ذلك نكون متأخرين عن زماننا بـ 700 سنة، أى كأننا نعيش فى القرن الرابع عشر!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمات مجدي سلامة حركة التاريخ حركة الشمس

إقرأ أيضاً:

‏الفرنسيون يدلون بأصواتهم في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية

يدلي ‏الفرنسيون، اليوم الأحد، بأصواتهم في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية، وفقا لقناة سكاي نيوز عربية.

و‏فُتحت صناديق الاقتراع في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية الفرنسية.

وأعلنت وزارة ‏الداخلية الفرنسية، أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية تظهر حصول حزب التجمع اليميني على 33% من الأصوات.

وأعلنت فرنسا، أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية تبلغ 25.90% حتى الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي.

مقالات مشابهة

  • شقيق أحمد رفعت: إحنا تعبنا وعايشين في ضغط نفسي.. نفسي نعيش في سلام
  • كن سعيدا.. فالمتعة تكمن في الرحلة
  • موجة شديدة الحرارة ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة
  • بن غفير: نعيش حالة من الفوضى في قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية
  • بايدن يحسم أمره: سأفوز بولاية ثانية‎
  • الأيتام وبر الأمان
  • مواقف سياسية بارزة للراعي وعودة.. قبلان: لا بدّ من تسوية رئاسية تعكس شركَتَنا التوافقية
  • الراعي: وطننا يتلاشى أمام أعيننا بمؤسّساته الدستوريّة
  • ‏الفرنسيون يدلون بأصواتهم في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية
  • ‏فتح صناديق الاقتراع في جولة ثانية حاسمة للانتخابات التشريعية الفرنسية