ليس هناك أقسى من فقد الولد.. فماذا إن كان اثنين وأمهما والحفيد الذي لم يتجاوز العام، تحطمت العائلة في هجوم غادر لعدو جبان ينسف الأرض بأهلها، وقعت المصيبة الكبرى على رأس الزميل وائل الدحدوح، دفعة واحدة.

صمد «الدحدوح» وبكى أحبابه، وبعد ساعات، فوجئ به العالم وقد رمم نفسه ووقف كالجبل ينقل رسالة فلسطين إلى العالم، مستعدا لتحمل أي ثمن من أجل الحقيقة.

لم تنته فواجعه عند هذه الخسارة الفادحة، فبين يديه سالت دماء صديقه المصور سامر أبو دقّة في مهمة عمل، وبكل ما في المرء من شجاعة وفداء وقف والضمادة لا تزال تلف يديه يمسك بالميكروفون ناقلاً رسالة فلسطين وغزة وأهلها لفضح جرم تاريخي يُرتكب بحق شعب أعزل، يعمل الموت في قطاعهم لأوقات إضافية، وغيرها من المواقف والمشاهد الكاشفة لما يفعله الصحفيون في ميدان المعركة، يوضحها «الدحدوح» في حواره لـ«الوطن»..

- صف لنا الأوضاع في غزة

الأوضاع في غزة كارثية وصعبة للغاية، نتيجة استمرار القصف والحرب لثلاثة أشهر تقريبا بشكل متواصل، وهناك نحو 22 ألف شهيد و8 آلاف مفقود، وعشرات الآلاف من الجرحي، بالإضافة إلى وجود دمار هائل ومخيف في كل المناطق، لا سيما في مدينة غزة وشمال القطاع، ووجود عملية برية عسكرية، وإعدامات واعتقالات.

الأوضاع في غزة كارثية.. دمار مخيف في كل مكان

وبالطبع هذا الأمر أنتج واقعا مؤلما جدا، وهجرة هائلة، ونزوحا قسريا كبيرا، واستهدافات خلال التهجير والنزوح، وإعدامات، وخلَّف النزوح واقعا إنسانيا مُرا؛ فالناس لا يجدون مأوى.

- ماذا عن الحياة في المخيمات؟

مئات الآلاف يعيشون في خيام، بعضها مشغول باليد، والآخر من القماش النايلون أو الأخشاب، ومعظمها لا يقي من حر الشمس ولا برد الشتاء والأمطار، ونحن في ذروة فصل الشتاء، والفراش الموجود لا يكفي أصلا للمشردين، والآخر يتعرض للمياه، وبالتالي المعاناة مستمرة لحظة بلحظة، ولا توجد حلول تلوح في الأفق، وهذا الأمر يتبعه أن الناس لا يجدون الطعام والشراب بشكل حقيقي وجدي، وفي أوقات كثيرة لا يستطيعون توفير هذا الأمر.

- حدِّثنا عن المساعدات الإنسانية المقدمة

في بداية الحرب إسرائيل أغلقت المعابر، وقصفت «رفح الفلسطيني» حتى تعيق إدخال المساعدات، وعندما استؤنف إدخال المساعدات بعد إجراء الصيانة اللازمة دخلت شاحنات مساعدات بشكل محدود جدا، وجرت زيادة الأعداد، ولكن حتى الآن ما يدخل لقطاع غزة عشرات من الشاحنات، والمساعدات تشكل 10% أو أقل من احتياج السكان الذين يصل عددهم إلى مليوني و300 ألف شخص يتواجدون في قطاع غزة في هذه الظروف دون مأوى ولا طعام ولا شراب، وعلى النقيض، قبل الحرب كانت تدخل 600 شاحنة إلى غزة محملة بكل الاحتياجات الإنسانية اللازمة، رغم وجود قائمة كبيرة من الممنوعات.

- ما الذي تتضمنه شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع؟

هناك أصناف محددة ومحدودة من حيث العدد والكميات، وهذا الأمر يجعل الناس على قيد الحياة ولكن لا يغيثهم ولا يوفر لهم حياة كريمة، ما فاقم المعاناة وتسبب في نشوب ظواهر جديدة مثل غلاء المعيشة، فالاحتياجات التي كانت متوفرة على سبيل المثال الدقيق الذي يزن 25 كيلوجراما وصل سعره إلى 500 شيكل أي نحو 150 دولارا، وهو غير موجود أيضا.

- كيف يجري توزيع المساعدات؟

الناس يصطفون في طوابير لمدة 3 أيام، وأحيانا تصل إلى 5 للحصول على كيس دقيق، وقد يصل الدور إليهم وتكون الكمية انتهت، ولا يحصلون على أي شيء.

- ماذا عن المياه الموجودة حاليا؟

هناك شح كبير في المياه، والمتوفر منها لا تنطبق عليه مواصفات الجودة، ولكن المهم أن تكون موجودة، وهذه وجهة نظر جميع السكان.

- وما موقف بقية الخدمات من كهرباء وبنزين وسولار؟

الكهرباء مقطوعة بالكامل، والبنزين أصبح من الممنوعات، والسولار أسعاره ارتفعت جدا، ولا يتوافر في المحطات للبيع بشكل عام، وإنما لبعض الأغراض المحددة والحيوية وبعض المؤسسات الإنسانية فالواقع أصبح مرا جدا.

- صف لنا الوضع الصحي بغزة حاليا

الوضع الصحي كارثي جدا؛ فالمنظومة شبه منهارة خصوصا في شمال غزة والجنوب يعاني ويترنح، والمرضى والجرحى أعدادهم بالجملة يتكدسون في المستشفيات، والكادر الطبي استنزف، والبعض استشهد أو سافر، والأجهزة الطبية تعرضت لخلل فني لا يمكن صيانته، وهناك حديث عن وفود طبية من الخارج، إلا أنها لم تدخل غزة حتى الآن.

المخيمات الموجودة لا تكفي المشردين.. وتتعرض للتلف بسبب الأمطار

 

وجرى تحويل أعداد محدودة من الجرحى للعلاج في الخارج، وهناك آلاف الفلسطينيين كتبت لهم تحويلات للعلاج خارج غزة، ولكن أعداد قليلة منهم خرجت بالفعل.

- ماذا عن معاناة الصحفيين في غزة؟

بالنسبة لنا كصحفيين دفعنا الثمن مرتين أو أكثر؛ مرة كصحفيين باعتبار الأخطار التي نواجهها، والتي تستهدفنا، فاستشهد 107 صحفيين حتى الآن، وأسرنا وبيوتنا استهدفت، ومكاتب وسيارات وأجهزة بنا دمرت.

الأخطار التي نتعرض لها كصحفيين عندما نذهب إلى الميدان تكون على مدار اللحظة قائمة للغاية، وهذا أمر ربما الصحفي الفلسطيني أصبح في لحظة من اللحظات جزءا من المواطن الفلسطيني، عاش حالة النزوح والهجرة القسرية وفقدان المأوى والمنزل والسيارات والمعدات، ومن هجرة إلى هجرة، على سبيل المثال من نزح أو هاجر عن مدينة غزة لم يتمكن من أصحاب معداته معه، وبالتالي هاجر أسوة بغيره من الناس تماما، مثلهم مثل المواطنين الفلسطينيين، وهذا أمر جعله يخسر جزءا مهما وكبيرا من الإمكانيات، وبالتالي حتى موضوع الدعم اللوجستي بشكل كامل غير متوفر، ونحن نعمل في جمع المعلومات والاستعداد للمقابلات على الهواء مباشرة، وضخ هذه المعلومات، لكننا نعمل بشكل مستمر، ربما يفوق عملنا في الصحافة؛ من أجل تأمين بعض الأمور اللوجيستية مثل رغيف الخبز ومياه الشرب وتوفير خيمة للنوم والراحة أو لأغراض العمل للاستقرار فيها.

أقسى لحظة تمر على الصحفي لما يصور انفجار ويتفاجأ بوجود أهله بين الشهداء والجرحى

كما أن الشتاء يداهم الخيمة فتعود إلى التشرد، وتحاول ترقيعها أو توفير غيرها، وتبدأ البحث عن بعض أصحاب الحرف لصيانة الخيمة، أو صنع أخرى جديدة؛ فعلى مدار اللحظة واليوم والثانية المعاناة مستمرة جدا، فبالتالي الصحفي الفلسطيني دفع ثمنا باهظا وعلى أوسع نطاق؛ فدفع ثمنا كونه إنسانا وجزء من هذا المجتمع له أسرة وزوجة وأبناء وأم وأخ وجار وصديق وقريب، فهؤلاء بالتأكيد يخافون عليه وهو يخاف عليهم، وفي كثير من الأحيان بل يستطيعون التواصل معا وتستمر حالة القلق والخوف، وأحيانا يصور له أن بعض أقاربه من بين الشهداء والجرحى، يتحدث عن قصف منزل، يتفاجأ أن المنزل هو مكان نزوح أسرته، كما حدث معي شخصيا على سبيل المثال، وهذه أمور مؤلمة للغاية؛ لذلك الصحفي الفلسطيني في هذه الحرب عاش ظروفا قاسية وكمواطن فلسطيني عاش ظروفا أكثر قساوة.

- قلت في تصريحات سابقة أنك وزميلك سامر أبو دقة كنتما في مهمة خلال إصابتك واستشهاده.. حدثنا عن هذه المهمة؟

أنا وزميلي سامر كنا في مهمة رسمية للتصوير، وكان هناك يوجد تنسيق عن طريق الصليب الأحمر وموافقة إسرائيلية، وذهبنا إلى المكان برفقة سيارة إسعاف للدفاع المدني الفلسطيني والذي حصل على التنسيق والموافقة، وقضينا 3 ساعات في المكان وقمنا بالتصوير وكل شيء، وعند العودة جرى استهدافنا، وعندما بدأنا العودة باتجاه سيارة الإسعاف ومنها إلى مستشفى ناصر، كما جرى استهدافنا بشكل مباشر بصاروخ من إحدى الطائرات المسيرة؛ ما أدى إلى استشهاد 3 من الدفاع المدني، وإصابتي أنا وزميلي سامر، الذي حاولت أن أساعده لكني لم أتمكن، ووجدت أنني سوف أفقد حياتي بفعل النزيف الغزير الذي كنت أعاني منه، وإصابة سامر كانت خطيرة، وخشينا أن يجرى استهدافنا بصاروخ آخر كما جرت العادة لمثل هذا النوع من الاستهدافات والغارات.

وقررت في نهاية المطاف التوجه إلى تمركز سيارة الإسعاف والتي تبعد نحو 800 متر في محاولة لإنقاذ حياتنا، وفي حال نجحت فإنه شيء ممتاز، وإن لم أنجح أكون فقط قد كسبت شرف المحاولة، لكن بفضل الله تمكنت وأجريت لي الإسعافات الأولية، وطالبت الدخول إلى مكان انتشال زميلي، لكن المسعفين قالوا لي يجب إنقاذ حياتك أولا، ثم التنسيق مع سيارة إسعاف أخرى لإنقاذ حياة زميلك، لكن التنسيق استغرق نحو 6 ساعات، ودخلت سيارة الإسعاف لانتشال جثمانه وجدنا أنه جرى استهدافه مجددا بصاروخ آخر بعد أن كان قد تحرر من درع الصحافة وزحف في محاولة لإنقاذ حياته لكنه لم يتمكن من ذلك.

- بعد استشهاد عدد من أفراد أسرتك وتعرضك للإصابة.. هل ندمت على الاستمرار في غزة بعد خروجك من المعتقل؟

أنا لا أتخذ قرارا وأندم عليه، وبالتالي وجودي في غزة بالنسبة لي مصدر راحة، وربما كانت لدي فرص كثيرة في أماكن عمل أخرى خارج فلسطين أو قطاع غزة، ولكنني سعيد جدا بالعمل هنا رغم الأثمان التي ندفعها، لكني مرتبط جدا بمسقط رأسي، وأحاول ما استطعت إلى ذلك سبيلا توفير الحد الأدنى من العيش الكريم للمنطقة، لكن بالتأكيد الأوضاع في الحرب مختلفة تماما وأفرزت أوضاعا ونتائج مختلفة عما شاهدناه طوال السنوات الماضية.

- صف لنا الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟

من الصعب الآن الحديث بالعودة إلى الوراء، لكن السجن دائما ظروفه قاسية وصعبة، والسجين محروم من كل شيء، وأبسط وأهم شيء يمتلكه الإنسان وهو الحرية، وبالتالي السجن صعب وازداد سوءا ربما في ظل هذه الأيام والشهور والسنوات القليلة الماضية بفعل السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

- ما الدرس الذي تعلمته من دخولك المعتقل؟

السجن ترك بصماته على شخصيتي باعتبار أني أمضيت فترة طويلة نسبيا في غياهب السجون وخلف القضبان، وتعلمت درسا واحدا وهو أنه لا يوجد مستحيل، والسجن لا يبنى على أحد، والأمل دائما موجود سواء كنت داخل المعتقل الصغير لدى الاحتلال الإسرائيلي أو في المعتقل الأكبر بقطاع غزة الذي تحاصره قوات الاحتلال الإسرائيلي.

- بماذا تواسي أبناءك بعد وفاة والدتهم؟

لا توجد كلمات يمكن أن تواسي الأبناء بعدما فقدوا الأم التي تعتبر عمود الخيمة وعمود البيت، وأقول دائما إنها الوطن، وعلى أي حال هذا قدرنا وواقعنا وعلينا أن نرضى به ونسلم ونتعامل معه، وألا نستسلم لوجعه ومعاناته، وهذا هو الأهم والتحدي الكبير.

- ماذا عن أمنية وائل الدحدوح في العام الجديد؟

أسأل الله أن يربط على قلوبنا، ويمدنا بأسباب النصر والصبر والتحمل والقوة، وأن تنتهي الأوضاع الصعبة على خير، ويعيش أبنائي والفلسطينيين جميعا الحد الأدنى من الحياة بعيدا عن الخوف والقلق والتوتر والآلام.

- وجِّه رسالة للشهداء من أسرتك وأصدقائك..

فقدان الأسرة والزملاء شيء مؤلم، لكن إن كان لنا من رسالة وسلوى وعزاء فهو أننا بفضل الله كنا أوفياء للحد الأدنى من رحيلهم وذكراهم بأن واصلنا جهودنا وعملنا ولن نستسلم للحزن ولن نتوقف، وهذا هو الوفاء من وجهي نظري، والمتاح في أيدينا وأمامنا ونحن استثمرناه على أكمل وجه بالشكل الذي أعتقد أنهم راضون عنه وهذا يشعرنا بالفخر وراحة الضمير، ونتمنى أن نلتقي بهم في مستقر رحمته عز وجل.

- في ظل صعوبة وضغوط عملك كصحفي.. حدثنا عن وائل الدحدوح الأب

من الصعب الحديث عن وائل الأب، خصوصا في الحروب، أنا إنسان أعتبر نفسي صاحب عاطفة جياشة وحنان وعطف كبير.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وائل الدحدوح الصحفي وائل الدحدوح الحرب على غزة وائل الدحدوح الأوضاع فی هذا الأمر ماذا عن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحلقة الثالثة من "إكس فاكتور".. برشامة واتهامات بتقليد وائل جسار

شهدت الحلقة الثالثة من تجارب الأداء في برنامج "إكس فاكتور" المذاع على قناة "دبي"، تفاعلاً واسعاً بعد عرض عدداً من المواهب المتنوعة من مختلف الدول العربية. 

وتميزت هذه الحلقة بلحظات مثيرة حصدت انتشاراً واسعاً على منصات التواصل، منها نصائح الفنان راغب علامة وتوجيهه لمتسابق أردني يدعى منير زايد قدّم على المسرح أغنية للفنان وائل جسار، إذ اتهمه راغب بمحاولة تقليد الفنان الأصلي متخلياً عن هويته الصوتية.

وتوجه إليه راغب علامة بالقول :"أنت شب حلو وصوتك ممتاز، لكن لا تقلد وائل جسار، لا أريد سماع نسخة منه، أريد سماع صوتك الخاص".

@mahmoudateya193 #وائل_جسار???? #رحمة_رياض #راغب_علامة #اكس_فاكتور #فايز_السعيد ♬ original sound - M.ATEYA2000

 وعلى غرار منير، حصدت المتسابقة كارول انتقاداً من علامة بعد غنائها على طريقة الفنانة وردة، إذ توجه إليها بانتقاد حاد جاء في مضمونه :"لا أريد سماعك تقلدينها، أحب أن أسمع شخصيتك الخاصة بأدائك وأسلوبك". 

وتخلل الحلقة أداء شاب كويتي يدعى ناصر المشاري، لأغنية الفنان عبدالله الرويشد، إذ حصد الشاب إشادات واسعة من فايز السعيد ورحمة رياض حول ثقته بنفسه وطريقته في أداء الأغنية على المسرح.

أما المتسابق منتصر من سلطنة عمان، فقد رافقت مشاركته على المسرح حالة من المرح، إذ كتب كلمات الأغنية التي سيغنيها على يديه، خوفاً من نسيانها، ليعلق فايز السعيد عليه بالقول "هذه برشامة".

@mohamed_riffii #المنتصر_السعدي #سلطنة_عمان #نوال_الكويتيه #القلوب_الساهيه #xfactor2024 #اكس_فاكتور #music #fyp #explore #fouryou #viral #trend #ترند #اكسبلور ♬ son original - ???????????????? ❀

مقالات مشابهة

  • الحلقة الثالثة من "إكس فاكتور".. برشامة واتهامات بتقليد وائل جسار
  • وائل القباني: شيكابالا غير قادر بدنيا
  • من هي ندى الألفي؟.. ظهرت مع أحمد الفيشاوي على ريد كاربت مهرجان القاهرة
  • وائل القباني: منتخب الشباب بلا هوية والمواهب تأتي بالصدفة
  • حكاية بنت اسمها حسنات
  • ميس حمدان للفجر الفني: "مهرجان القاهرة مهرجان العراقة والثقافة وهذه أعمالي القادمة" حوار
  • رئيس "شرم الشيخ للمسرح الشبابي": جلال الشرقاوي كان له تأثير كبير في تشكيل شخصيتي.. صور
  • الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي
  • وليد فواز: نجاح شخصيتي في " برغم القانون" كان حالة استثنائيةl فيديو
  • «أوتشا»: تسليم المساعدات في شمال غزة «شبه مستحيل»