إمارات الاستدامة والتنمية.. رسالة تحقّق آمال الشعوب
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
«الاستدامة في صميم التنمية».. هذا هو نهج الإمارات منذ سنوات، وهذا ما تؤكّده الإمارات في ممارساتها، والذي كان محور عام 2023 الذي احتضنت خلاله الدولة فعاليات الحدث الأبرز في العمل المناخي العالمي.
الصورةيوم 27 مارس/ آذار 2023 اطّلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على التحضيرات الجارية لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في دورته الثامنة والعشرين «COP28».
يومها أكد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حرص دولة الإمارات على وضع العمل المناخي في صميم استراتيجيتها التنموية الهادفة إلى تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام، تزامناً مع التزامها بمسؤوليتها تجاه البيئة والأجيال القادمة.
الصورةوجدد صاحب السمو رئيس الدولة، التأكيد عليه في كلمته التاريخية الافتتاحية لأعمال «القمة العالمية للعمل المناخي»، حينما أعلن عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي، ولتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
الصورةنهج الإمارات
وفي كلمته، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إيمان قيادة الإمارات بالاستدامة منذ عهد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي رسخ لدى شعبه نهجاً أصيلاً في صون موارد الطبيعة، والحفاظ عليها، والحرص على استدامتها، والذي كان يشدد دائماً على أن الثروة الحقيقية للدول تكمن في أبنائها.
وعلى هذا المسار، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن نهج دولة الإمارات في العمل المناخي يقوم على توفير فرص مبتكرة وعملية لتحقيق الازدهار المشترك والتنمية المستدامة.
الصورةوعقدت فعاليات مؤتمر الأطراف في مدينة إكسبو دبي، ونجحت الإمارات على كل الصّعد، في إخراج نسخة استثنائية من الحدث، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ورحّب بإعلان اتفاق الإمارات الختامي لمؤتمر «COP28»، وثمّن سموه التعاون الدولي والتوافق العالمي لإنجاح المؤتمر الذي استطاع الخروج بمجموعة من الإعلانات والتعهدات العالمية التي تتم لأول مرة، وأضاف سموه: «استطاع الحدث جمع 85 مليار دولار لتدشين حقبة جديدة من العمل المناخي العالمي».
وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «نشكر جميع الدول المشاركة بقياداتها ووفودها والمختصين فيها، والذين عملوا كفريق عالمي واحد لإنجاح المؤتمر الذي أرسى معايير جديدة في العمل المناخي ورسّخ مكانة دولة الإمارات لاعباً رئيسياً في بناء مستقبل مستدام لكوكب الأرض».
الصورةمعركة مصيرية
وأثناء ترحيب سموه، بقادة العالم القادمين إلى دولة الإمارات للمشاركة في مؤتمر الأطراف «COP28»، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «نرحب في دولة الإمارات بأكثر من 70 ألف ضيف من 198 دولة.. رؤساء دول، وقادة حكومات، ووزراء، ومسؤولو شركات ومنظمات دولية وأكاديميون وإعلاميون حطّوا رحالهم في دولتنا لمناقشة قضية واحدة.. هي الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.. المهمة عظيمة.. والتحديات كبيرة.. ولكن يعلّمنا التاريخ أن اجتماع البشر وتعاونهم وتوحيد جهودهم كان ولا يزال أعظم سر في ازدهار حضاراتهم واستمرار تقدمهم».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات تمضي تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة عبر ما تطلقه من مبادرات ومشاريع تهدف إلى تعزيز العمل البيئي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وترسيخ نهج الاستدامة في مختلف مسارات العمل.
لقاءات القادة
وكان حدث «COP28» فرصة للقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عدداً من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة، ورؤساء المنظمات والهيئات الدولية المشاركين في أعمال مؤتمر الأطراف، في مدينة «إكسبو دبي».
والتقى سموه كلاً على حدة: الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، ونجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، كما التقى سموه كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، إضافة إلى عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في المؤتمر الأهم عالمياً في مجال العمل المناخي.
ميثاق الحياد المناخي
وقبل «كوب 28»، في 6 مارس/ آذار 2023، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، توقيع ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050 في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار جهود الدولة لتحقيق الحياد المناخي من خلال تكامل الخطط مع مستهدفات المسار الوطني للحياد المناخي الذي تم إطلاقه ضمن الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ.
بموجب الميثاق، ستعمل حكومة الإمارات م مثلة في وزارة التغيّر المناخي والبيئة وحكومات إمارات الدولة السبع، بتعاون فعال ضمن محاور تخطيط ومواءمة واتباع نهج التميز في تنفيذ ومتابعة مبادرات وإجراءات التخفيف من تداعيات تغيّر المناخ على التنوع البيولوجي والبيئة والأمن البيولوجي والصحة العامة، لضمان تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
رؤية جديدة
وقبيل ختام مؤتمر «كوب 28»، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2023، رؤية جديدة لمدينة «إكسبو دبي»، ليكون أساسها الاستدامة.
وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ حازت ثقة العالم لجمع الدول في إكسبو قبل 10 سنوات، وهي تواصل العمل على هدف تحقيق تواصل العقول لصنع مستقبل أفضل للجميع.
وأضاف سموّه: «مدينة إكسبو دبي ستكون مقراً للشركات.. ومنصة للشراكات البنّاءة.. ومركزاً لإطلاق المبادرات المعنية بالحفاظ على كوكبنا واستدامته، فهي منطقة حرة تعمل بالكامل بالطاقة النظيفة المتجددة، ووجهة لروّاد هذا القطاع من كبرى المؤسسات الدولية وشركاته الناشئة، إضافة للجامعات والمنظمات والمتخصصين في القطاع الإبداعي، المعنيين بالاستدامة».
«قطار الاتحاد» محطة مهمة في مسيرة الإمارات التنموية
الصورةشهد عام 2023، الإعلان عن تدشين أحد أهم المشاريع التنموية في الإمارات، ألا وهو شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم الخميس 23 فبراير/ شباط 2023، بتدشين شبكة السكك الحديدية، في المركز الرئيسي للتحكم والصيانة في منطقة الفاية، بإمارة أبوظبي.
وأكد سموه، أن شبكة السكك الحديدية الوطنية تعد مشروعاً طموحاً يسهم في تعزيز استعدادات دولة الإمارات للمستقبل، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «مشروع قطار الاتحاد لبنة جديدة في صرح الاتحاد ومحطة مهمة في مسيرة دولة الإمارات التنموية».
وأضاف سموه: «فخورون بأبنائنا وبناتنا الذين عملوا على مدى أعوام لبناء مشروع استراتيجي طموح ينقل اقتصادنا الوطني إلى آفاق جديدة. ربط إمارات الدولة بشبكة قطارات وطنية يرفع إمكاناتنا ويعزز تنافسيتنا ويرسّخ وحدتنا».
وتعد الشبكة مشروعاً تنموياً طموحاً يربط الإمارات السبع بشبكة سكك حديدية واحدة، تشكّل أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في المنطقة، وقد تم إطلاق العمليات التشغيلية لقطار البضائع عبر جميع إمارات الدولة.
وخلال حفل التدشين، قال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، المنفذة للمشروع: «بفضل العنصر البشري المواطن الذي حرصت القيادة على دعمه وتمكينه، والذي أثبت جدارته في كل الميادين، كسبنا الرهان، ووصلنا إلى هذا اليوم الذي نفتتح فيه شبكة قطارات بمواصفات عالمية تمتد إلى نحو 900 كيلومتر، عبر الإمارات»، وأعلن سموه تشغيل قطار البضائع في كل أنحاء الإمارات بأسطول يضم 38 قاطرة، وأكثر من 1000 عربة قادرة على نقل جميع أنواع البضائع، مشيراً إلى أن إنجاز قطار الاتحاد وفق الجدول الزمني والكلفة المعتمدة لم يكن ممكناً من دون تلاحم أبناء وبنات الإمارات لخدمة وطنهم.
وستسهم شبكة السكك الحديدية في ترسيخ قوة الاتحاد للخمسين عاماً المقبلة، من خلال دعم الاقتصاد الوطني بقيمة 200 مليار درهم.
ويدعم المشروع أهداف الإمارات للتنمية المستدامة، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، إذ سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 21% في قطاع النقل البري بالدولة، وتقليل انبعاثات النقل البري للفرد بنسبة 40%، بحلول عام 2050.
محمد بن راشد: نحن في مقدمة الساعين إلى مستقبل أكثر استدامة
الصورةفي 18 يونيو 2023، دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المرحلة الخامسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم، وسيسهم في خفض أكثر من 6.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، حيث ستوفر هذه المرحلة، وتصل قدرتها إلى 900 ميجاوات، وفق نموذج المُنتِج المُستقِل للطاقة، إمدادات الطاقة النظيفة لنحو 270,000 مسكن في إمارة دبي، وتسهم في خفض 1.18 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
وأكد سموه في هذه المناسبة أن دولة الإمارات تبادر دائماً لتكون في مقدمة دول العالم الساعية إلى صناعة مستقبل أكثر استدامة للبشرية من خلال الاستمرار في تنويع مصادر الطاقة مع التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، في إطار التزام الدولة بتطبيق نهج رشيد يرسخ دعائم الاستدامة ويسهم في الحفاظ على البيئة، والحرص على دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تبعات التغير المناخي والحد من الانبعاثات، مع إدراك الدولة لقيمة تكاتف الأمم والشعوب في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي المرتبط بمستقبل الإنسان ونوعية حياته.
وقال سموه: «ندرك مسؤوليتنا تجاه البيئة وتجاه الأجيال القادمة ولا نتأخر عن الوفاء بما تمليه علينا من التزامات.. ملف الاستدامة في صدارة الأولويات.. وحريصون على مشاركة العالم في إنجاح أهدافه بمبادرات ومشاريع وأفكار تخدم التنمية المستدامة وتحافظ على البيئة.. تبنّي حلول الطاقة النظيفة والمتجددة خيار استراتيجي.. ونعمل مع شركائنا حول العالم لتعميم الفائدة ونشر أفضل الممارسات».
مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم، ويشكل إحدى الدعائم الرئيسية لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة، والهادفة إلى توليد 25% من احتياجاتها للطاقة من مصادر متجددة بحلول العام 2030، وصولاً إلى الاعتماد الكامل بنسبة 100% على الطاقة المتجددة بحلول العام 2050.
وأضاف صاحب السمو: «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة أن تكون دبي قدوة في إرساء أسس الاقتصاد الأخضر وأن تؤكد مكانتها بين أكثر مدن العالم استدامة.. ونقدّر إسهامات القطاع الخاص كشريك مؤثر في مسيرة تستهدف تقديم نموذج تنموي يوازن بين احتياجات الحاضر وطموحات المستقبل.. وتضع ترسيخ مفاهيم وممارسات الاستدامة في مقدمة أهدافها بأفكار مبتكرة وأساليب مبدعة تضمن الخير للجميع».
محمد بن راشد: تطور مشرّف في قدراتنا وصناعاتنا الدفاعية
في 22 فبراير/ شباط 2023 زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2023» في دورته ال16، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن المستوى الرفيع الذي وصلت إليه القدرات الدفاعية لدولة الإمارات، وما حققته من تقدم لافت في مجال الصناعات الدفاعية بابتكارات ومنتجات لاقت تقدير العالم، هو ثمرة نهج واضح اتبعته الإمارات منذ قيام دولة الاتحاد، في السعي الدائم نحو إقرار مقومات الأمن والسلام، وإيجاد الضمانات الكفيلة بتحقيق أعلى مستويات الحماية للوطن، وأهله، ومكتسباته، بامتلاك قوة ردع قادرة على التصدي لكل أشكال التحديات، لتظل دولة الإمارات شامخة بأبنائها وإنجازاتهم في شتى المجالات، والذين شهد لهم العالم بالتفوق والجدارة بالمشاركة في صنع المستقبل.
وقال سموه: «الإمارات دولة سلام، وتدعو له في كل المحافل والمناسبات.. والتطور المشرّف الذي نراه اليوم في قدراتها الدفاعية، وما وصلت إليه من تقدم في مجال الصناعات ذات الصلة، ما هو إلا ثمرة رؤية لا تدخر جهداً في توفير كل المتطلبات اللازمة لنشر مقومات السلام، وضمان رسوخه، واستدامته في مواجهة مختلف التحديات».
وهنّأ سموه القائمين على معرض «آيدكس» بمناسبة مرور ثلاثة عقود على انطلاق دورته الأولى، وأثنى سموه على المشاركة الإماراتية المتميزة في المعرض من خلال أكثر من 180 شركة وطنية، تشكل ما نسبته 16% من إجمالي الشركات العارضة الدولية، في حين يُعد الجناح الإماراتي الأكبر في المعرض بمساحة تقارب 24 ألف متر مربع.
الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حاكم دبي الإمارات الاستدامة إمارة دبي محمد بن زاید آل نهیان شبکة السکک الحدیدیة الطاقة النظیفة الحیاد المناخی دولة الإمارات مؤتمر الأطراف العمل المناخی الاستدامة فی حفظه الله بحلول عام رعاه الله إکسبو دبی من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يصدر قانوناً بإنشاء دارة آل مكتوم
دبي - 'الخليج'
أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، القانون رقم (28) لسنة 2024، بشأن إنشاء 'دارة آل مكتوم'، تضمّن بموجبه إنشاء مؤسسة عامة تُعنى بالإشراف على الدارة تُسمّى 'مؤسسة دارة آل مكتوم' ، وتُلحق بالمكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتهدف 'دارة آل مكتوم' إلى توثيق الإرث الحضاري المادي والشفاهي لحُكّام إمارة دبي والأسرة الحاكمة وحفظه للأجيال القادمة، وإنشاء أرشيف خاص بصاحب السمو حاكم دبي، وسيرته الذاتية ومُقتنياته وأدبه، وتوثيق دوره التاريخي والقيادي في تحويل الإمارة إلى مركز حضاري واقتصادي عالمي حديث ومُتطوّر، وتعميم ونشر الإرث الفكري الإنساني والحضاري لحُكّام الإمارة عبر مُختلف الوسائل الإعلاميّة، لبيان دورهم القيادي في بناء الإمارة الحديثة وريادتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، كذلك دورهم في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الأدبيّات والمُؤلّفات والمنشورات الصّادرة عنهم أو بشأنهم.
كما تهدف الدارة إلى بناء سجل رقمي مُتكامِل لحُكّام الإمارة وأسرة آل مكتوم، وإعداد كوادر وطنيّة لإدارة الدارة تكون مُتخصِّصة في مجال الأرشفة وإدارة وتنظيم السجل والإشراف عليه، والعمل كمرجع رئيس لصُنّاع القرار والباحثين والأكاديميين والمُهتمّين للاستفادة من مسيرة حُكّام الإمارة وإرثهم القيادي والفكري والسياسي والاجتماعي والإداري.
اختصاصات المؤسسة
ووفقاً للقانون، تُعتبر الدارة المرجع الرسمي للإرث التاريخي والثقافي لحُكّام إمارة دبي وأسرة آل مكتوم، وللمؤسسة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوثيق هذا الإرث وحفظه والدفاع عن مصالحه داخل الدولة وخارجها. ويكون لـ'مؤسسة دارة آل مكتوم' عدد من المهام تتمثل في رسم السياسات العامة والخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق أهداف الدارة، ومُتابعة تنفيذها، إلى جانب جمع التاريخ الشفاهي للإمارة وحكامها وتوثيقه، وإنتاج الوثائقيّات والبرامج المسموعة أو المرئية، وإجراء المُقابلات مع الأشخاص الذين عاصروا حُكّام الإمارة وشيوخها، والأحداث الرئيسيّة المُرتبطة بهم، وإجراء الدراسات التاريخية المُتعلِّقة بسيرة حُكّام الإمارة وأسرة آل مكتوم وشيوخها المُمتدّة عبر التاريخ، والآثار والأحداث التاريخية المُرتبطة بالإمارة وتاريخها، وتعيين أو التعاقُد مع الخُبراء والمُختصّين في مجال الأرشفة والتاريخ، وفقاً لحاجات ومُتطلّبات الدارة.
كما تختص 'مؤسسة دارة آل مكتوم' بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات والمُنظّمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية، لتبادل المعلومات والخبرات بشأن الوثائق التاريخية، بهدف نشر الوعي الثقافي حول الوثائق التاريخية لصاحب السمو حاكم دبي، والكتب والسير الذاتية والدواوين المُتعلِّقة بسموّه.
وتتولى المؤسسة كذلك إصدار الكتب والنشرات والمراجع التي تُوثّق الوثائق التاريخيّة، وتطوير مُحتواها الثقافي والإعلامي، لتعميم الخبرات القياديّة والمُساهمات الإنسانيّة لصاحب السمو حاكم دبي، من خلال توفير المعلومات للباحثين والمُهتمّين، والعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة لوضع آليّات التعاون لتحقيق أهداف الدارة محلياً وعربياً وعالمياً.
الوثائق التاريخيّة
وتشمل الوثائق التاريخية المُستندات والمُراسلات الرسميّة التي صدرت عن حُكّام الإمارة والممهورة بتوقيعهم أو أختامهم أو المُتعلِّقة بهم، والتي تُوثِّق الوقائع التاريخيّة لإمارة دبي وأسرة آل مكتوم، والإنجازات والمُساهمات والرُّؤى والأفكار الخاصة بهم في جميع المجالات.
وألزم القانون جميع الأفراد والجهات الحُكوميّة وغير الحُكوميّة والخاصّة وجهات النّفع العام في إمارة دبي، التي تمتلك أو تحتفظ لديها بأي من الوثائق التاريخيّة التي تعنى بإرث حكّام الإمارة، أن تقوم بقيْدها في السجل الرقمي لدى الدارة، مع تقديم ما يثبت ملكيّتها الخاصة لهذه الوثائق، خلال سنة من تاريخ العمل بهذا القانون، وبخلاف ذلك تُعتبر هذه الوثائق التاريخيّة مملوكة للدارة، ويجب على حائزيها تسليمها للدارة.
وحَظَر القانون التصرُّف في الوثائق التاريخيّة بأي نوع من أنواع التصرُّفات القانونيّة، إلا بعد الحُصول على المُوافقة الخطّية المُسبقة من مؤسسة دارة آل مكتوم، ويتم إصدار هذه المُوافقة وفقاً للمعايير والأسس والشُّروط والضوابط المُعتمدة لدى المؤسسة في هذا الشأن.