رؤية لمنطقة أكثر ازدهاراً
بحضور ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، يعكس “المنتدى الاستراتيجي العربي”، في دبي، ويعقد هذا العام تحت عنوان “حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً 2024″، بوصفه من أهم المحافل المتخصصة في دراسة الواقع العربي وسبل الارتقاء به عبر استقطابه لأبرز الخبراء والمفكرين والمحليين العالميين.
حالة العالم العربي بشقيها السياسي والاقتصادي تنعكس على حياة مئات الملايين من أبنائه الذين يتأثرون بها بشكل مباشر ولها دور كبير في تحديد مستقبلهم وتطلعاتهم، كما أن التحديات والقضايا الكبرى توجب على المنطقة التحرك العقلاني لمواجهتها واحتوائها عبر تعزيز التعاون والتنسيق، وهي كثيرة وتبقى أبرزها القضية الفلسطينية لما تمثله من التزام أخلاقي وإنساني كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، مبيناً توجهات الإمارات الراسخة بالقول: “ستبقى القضية الفلسطينية في وجداننا ووجدان كل عربي ومسلم ووجدان كل إنسان يمتلك معايير أخلاقية حقيقية… وستبقى الإمارات داعمة للقضية .. وساعية لإحلال السلام .. ومستمرة في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق”، ومشدداً سموه على أهمية ما تقوم به الدولة في الظرف الحالي بالقول: “إن الإمارات من أوائل الدول التي دعت إلى إيقاف الحرب وحماية المدنيين، وسيَّرت جسور الإغاثة الإنسانية لمساعدة أهلنا في قطاع غزة”، وموضحاً خطورة الحروب بالقول: “تكلفة الحروب باهظة في الأرواح والموارد واستمرار الصراعات يعني أن الجميع خاسر في استحقاقات التنمية وصناعة المستقبل”.. ومشدداً على “أهمية وقف الحرب الدائرة وبذل أقصى الجهود لتحقيق السلام”.
“المنتدى منصة لاستشراف القادم عبر القراءة الموضوعية والمتوازنة والمعمقة لما تشهده الساحة العربية ومدى تأثرها بالأحداث العالمية، و يقوم بدور كبير لتشكيل وعي متكامل تجاه أهم القضايا خاصة أن حجم الأحداث والتحديات يستوجب مقاربات شديدة الواقعية واستراتيجيات أكثر حداثة للتعامل معها، وللعالم العربي في نموذج الإمارات الحضاري وأشقائها في دول الخليج العربي قدوة ملهمة لمكانتها وتأثيرها المتعاظم دولياً، ولما تنعم به من نموذج تنموي رائد.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: معاناة غزة جرح غائر في جسد العالم العربي.. ورفض التهجير عقيدة |خاص
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن موقف مصر من القضية الفلسطينية تجسيدا أصيلا لما اختطه الضمير المصري على مدار تاريخه، فمصر لم تكن يوما غائبة عن وجدان هذه القضية، بل ظلت حاضرة بقلبها وعقلها وقرارها، منحازة دوما للحق الفلسطيني، ومدافعة عن حقوق الشعب الشقيق، انطلاقا من ثوابت قومية راسخة، ومبادئ إنسانية لا تتغير، ويقين عميق بأن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من أمن الأمة كلها، وأن معاناة غزة ليست شأنا محليا، بل جرحا مفتوحا في جسد العالم العربي والإسلامي.
وأضاف الوزير في تصريحات خاصة لـ “ صدى البلد” الموقف المصري من الأحداث الأخيرة في غزة ما هو إلا امتدادا طبيعيا لتلك المسيرة المشرفة، حيث تصدرت مصر المشهد بكل مسئولية وشجاعة، ورفضت منذ اللحظة الأولى كل أشكال العدوان على المدنيين، وأعلنت صراحة رفضها التام لسياسة القتل الجماعي، والتهجير القسري، واستهداف الأبرياء، فكانت صوت العقل في زمن التهليل للدم، وكانت كلمة الحق في لحظة عجز فيها الكثيرون عن الصدوع بالحقيقة، فاختارت مصر أن تكون كما كانت دوما دولة المبادئ، دولة الشرف في زمن عز فيه الشرف؛ لا دولة المصالح الضيقة.
وفي الوقت ذاته، لم تنس مصر أن البعد الثقافي والديني في هذه القضية لا يقل أهمية عن بعدها الإنساني والسياسي، فأعلت من صوت العقلاء، وحذرت من استغلال المأساة لتأجيج التطرف أو تأليب النفوس، داعية إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، وإلى وعي يفرق بين المواقف النبيلة، والمزايدات الرخيصة، وبين التضامن الحقيقي، والمتاجرة بآلام الضحايا.
واختتم الوزير تصريحه على المستوى الشخصي، فإنني لا أترك مناسبة ولا لقاء في الداخل أو في الخارج إلا أعلن فيه -بلا مواربة- التأييد التام لموقف الدولة المصرية الذي هو موقف رسمي وشعبي موحد، وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.