حديثُ اليمن وحديثُ اللادولة: قراءةٌ في «قعر» الأزمة وأُفق الحل
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن حديثُ اليمن وحديثُ اللادولة قراءةٌ في قعر الأزمة وأُفق الحل، التسريبات تتحدث عن مشاورات قائمة على وقع الأزمة الاقتصادية الراهنة، ورجحت خروج المشاورات بتشكيل مجلس رئاسي مصغر تمهيدًا لعملية سياسية تُفضي .،بحسب ما نشر الموقع بوست، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات حديثُ اليمن وحديثُ اللادولة: قراءةٌ في «قعر» الأزمة وأُفق الحل، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
التسريبات تتحدث عن مشاورات قائمة على وقع الأزمة الاقتصادية الراهنة، ورجحت خروج المشاورات بتشكيل مجلس رئاسي مصغر تمهيدًا لعملية سياسية تُفضي لمجلس رئاسي بمشاركة جماعة الحوثيين.
صنعاء ـ «القدس العربي»: بمرور أكثر من ثماني سنوات من الحربِ في اليمن، تتعقدٌ قراءةٌ الأزمة مع استمرار مراوحة مفاعليها في ذات المربع دون إبداء أي مرونة تجاه المضي نحو حل يوقف نزيف الدم، وقبله نزيف كرامة المواطن، وقبلهما إعادة الاعتبار لقيمة الوطن والذات اليمنية التي تشظت هُويتها، وتمزق جسدها، وتعددت السلطات الحاكمة باسمها، مع حرص هذه السلطات على إبقاء هوة سحيقة بينها والمواطن، بل يبدو أن هناك مَن يعمل على تعميق وتوسيع هذه الهوة إمعانا في انهاك البلد وإبقائه مفرغًا من عوامل قوته ممثلًا في الإنسان؛ وهو ما يتأكد للمراقب مع كل تحول سياسي (مفاوضات وتحولات في السلطة) إذ يشهد البلد إمعانا في الضعف؛ بعدما كان المتابعون يستشرفون أملاً في الخلاص من الصراع واستعادة اليمن الذي فرّ من بنيه أو فرّ منه بنوه تحت وطأة العوز المستمر الذي يحاصر غالبيتهم، وكأن استمرار إبقائهم في هذه الدائرة هدفه ابقائهم مسلوبي الإرادة، وإبقاء البلد بدون بوصلة!
اليوم تعود التسريبات تتحدث عن مشاورات قائمة على وقع الأزمة الاقتصادية الراهنة، ورجحت خروج المشاورات بتشكيل مجلس رئاسي مصغر تمهيدًا لعملية سياسية تُفضي لمجلس رئاسي بمشاركة جماعة «أنصار الله» (الحوثيين). والقارئ في فحوى هذه التسريبات لا يجد قصة مكتملة، بل يقرأ وكأن ثمة مَن يريد إيصال رسالة بإمكانية الحل. وأيا كان الهدف من التسريب إلا أنه يبقى ككل التسريبات التي كانت تسبق الجولات السابقة، محاولة لجس نبض الرأي العام. وهذا لا يلغي إمكانية حدوث التحول، لكن مما سبق وعايشه اليمنيون فإن التحولات التي شهدتها مراحل الأزمة الراهنة تؤكد أن لا حل جذريا يمكن استشرافه من مثل هكذا تحولات، والتي على ما يبدو أنها تخدم أطرافًا إقليمية أكثر من كونها تستهدف تخليص اليمن من ربقة الحرب، بل كأن هناك إصرار على إبقاء البلد ليس في وضع اللاحرب واللاسلم، بل في وضع اللادولة واللافشل واللاحسم واللاحل وفق وصف أحدهم، وهذا لا يعني أن لا أمل قائما يحدو متابعيه التفاؤل بإمكانية حدوث تحول حقيقي، لكن القارئ الممعن في تأمل مفردات ومعطيات الواقع لا يرى ما يُشير إلى ذلك في ظل عمل دؤوب لرسم واقع مختلف يصبح من المستحيل معه استعادة اليمن الذي كان، أو تحقيق اليمن الذي يتطلع أبناؤه أن يكون وطنًا لائقا.
تبقى أن نُشير إلى أن حل الأزمة لم يعد يمنيًا بالمطلق في ظل ما بات من حضور واضح للإقليم في الداخل اليمنيّ، لكن هل تعي الأطراف الإقليمية أن الحفاظ على يمن قوي مستقر سيعود عليهم بالنفع؟ لأن تفتيت اليمن والإمعان في إضعافه لن يُبقيهم بمنأى عن خسائره.
انسداد الأفق
تشهد الأزمة اليمنية انسدادًا في الأفق في المرحلة الراهنة في ظل جمود على جميع المستويات ما يدفع للسؤال بحثًا عن قراءة.
يقول وزير الثقافة الأسبق، أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، عبدالله عوبل لـ«القدس العربي»:» نعم لا يبدو في الأفق ما يدعو إلى الاطمئنان. بالعكس ثمة ما يُشير إلى نذر الحرب والتصعيد من خلال التحشيد لقوات أنصار الله (الحوثيين) باتجاه مأرب والضالع، كما تردد بعض الأخبار. والواقع أن المملكة العربية السعودية قائدة التحالف تقود عملية تكوين مجالس إدارة ذاتية في المحافظات الجنوبية بعد فشل الشرعية والانتقالي ومجلس القيادة الرئاسي في إدارة المناطق التي تحت سيطرتها، وتدهور الأحوال المعيشية والخدمات وارتفاع أسعار السلع الأساسية بعد وصول الدولار إلى 1500 ريال يمني وانهيار اقتصادي مريع».
وأضاف: «ويبدو أن تسليم المحافظات ليديرها أبناؤها حتى يقيض الله لهذه البلاد قادة بديلا عن هذه النخب السياسية الفاسدة، يعيدون بناء المؤسسات ويقيمون دولة القانون والمواطنة. فإن صدقت الجهود لتحييد قوى الشرعية بكل تناقضات قواها، سوف تدار المحافظات من قبل قوى اجتماعية جديدة غير أمراء الحرب ويسيرون أمور محافظاتهم والسيطرة على مواردها واستخدامها بما يحقق انتشال الناس من المجاعة وتأمين رواتب الموظفين ووقف تدهور سعر الريال. تلك أمنيات تنتظر الصدق والإخلاص».
تعقيد الأزمة
لكن الأزمة اليمنية باتت أكبر من أن يتم حلها بمجالس إدارة ذاتية، التي يرى البعض فيها مزيدا من التعقيد للأزمة والاضعاف للدولة، علاوة أن ثمة معوقات تحول دون المضي في هذا المسار؛ لاسيما وأن ثمة خلافا إقليميا بشأنها.
تبقى الأزمة اليمنية أكثر تعقيدًا وثمَّة من يبقيها قيد التعقيد. وهنا يقول عوبل: «الواقع أن الأزمة اليمنية معقدة فعلًا. فهناك حرب خارجية توقفت مع الهدنة وحروب داخلية محلية، وتعدد المشاريع السياسية بتعدد القوى الإقليمية والدولية التي تتدخل في حرب اليمن، وكل دولة لها أجندتها الخاصة. إن اللاعبين الإقليميين والدوليين قد اختطفوا القرار من القوى اليمنية. وتحولت الأطراف اليمنية إلى كومبارس يتبع الأطراف المتدخلة. لكن هذه القوى كانت قد اقتربت من الأزمة بعد الاتفاق السعودي الإيراني، وزاد مستوى التفاؤل بعد المشاورات السعودية العمانية مع الحوثيين، لكن للأسف تعثرت هذه الجهود، وبالتالي طار الأمل الذي كان يراه اليمنيون قريبًا. الأزمة معقده فعلًا، ولكن لا يعني ذلك أن الحلول مستحيلة، بالعكس الحل ممكنا جدا إذا أخذت الأطراف الداخلية العذاب والمجاعات التي يعانيها الناس جراء هذه الحرب البشعة بعد ثمان سنوات لم تبق ولم تذر».
لكن يرى البعض في أن القرار الأممي 2216 يمثل معوقًا أمام أي حل لاسيما مع تغير المعطيات. يقول عبدالله عوبل: «القرار 2216 فعلا لم يكن واقعيًا، وقد تم تجاوزه في مختلف مراحل التفاوض حتى آخر لقاء بين الوفدين السعودي والعُماني مع قيادة الحوثيين. الحل أن تتفق كل الأطراف التي تتدخل في الشأن اليمني وا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
السلام هو الحل لليمن
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه اليوم ليُجَرِّب المُجرَّب ويُعيد إنتاج الفشل في اليمن، معتقدًا بأنَّ الحرب والقتل والدمار هو ما سيدفع "أنصار الله" إلى رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام.
ترامب يمثل الشخصية الأمريكية التي تعتقد بأنَّ العالم بجغرافياته ملك لأمريكا ومرتع لها، بالقوة الخشنة أو بالقوة الناعمة؛ فترامب- كأي أمريكي- يؤمن بأنَّهم العالم الجديد والعالم النموذجي الأخير للبشرية، ونهاية أمريكا تعني نهاية العالم ونهاية التاريخ. الشخصية الأمريكية شخصية نشأت وتكوَّنت من المُهمَّشين في أوروبا، تشكل المجتمع الأمريكي من عقليات تُعاني جذورها ونشأتها الأولى من أعراض الاضطهاد والقمع والتهميش، وبالنتيجة قيام وتشكُّل مجتمعٍ ذي ثقافة عنف مُتجذِّر وعنصرية مُتجددة، لم يستطع تهذيبها علم ولا تطور ولا انفتاح على العالم. العقل الأمريكي ذو بُعد واحد، لهذا يؤمن بأنَّ كل من ليس معه فهو بالضرورة ضده، وكل من يعاديه أو يقاومه فهو بالضرورة إرهابي وفق "البورد" السياسي الأمريكي، وكل من لا يشبهه فهو بالضرورة "مُتخلِّف".
لهذا ولغيره من الأسباب، نجد الأمريكي يتصرف خارج قناعات البشر وتجاربهم ومفاهيمهم، لأنه يعتقد بأنه مُتفَرِّد ورسول العناية الإلهية بلا منازع!
ما يفعله ترامب اليوم من فتح جبهات حروب مجانية في وقت يمكنه كسبها بالقوة الناعمة، يوحي بأن الرجل مبعوث العناية الإلهية، ولكن لتفتيت بلده والعبث بمكتسباتها وتوسيع دائرة الأعداء وتقليص دائرة الحلفاء والأصدقاء.
فبعد أن استَنزَفت أمريكا طاقاتها وطاقات حلفائها الأوروبيين في تبني قضية خاسرة تمثلت في قضية الحرب في أوكرانيا، عقد ترامب صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية ملف أوكرانيا وكأنَّ شيئًا لم يكُن، مقابل ضغطه على الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي للتوقيع على التنازل عن ثروات بلاده لأمريكا كتعويضٍ عن الدعم الأمريكي طيلة سنوات الحرب. وبهذا الموقف طعن ترامب شركاءه وحلفاءه الأوربيين في الظهر، وأعلن الحرب عليهم؛ مما دفع الأوربيين إلى التشبث بأوكرانيا وزيلينسكي لتعويض شيء من خسائرهم، تلك الخسائر التي أوصلت بعض اقتصادات أوروبا إلى حافة الإفلاس.
حقيقة ما يجمع الأمريكي والأوروبي هو تحالف الضرورة وليس القواسم المشتركة كعادة قواعد التحالف من جغرافيا وتاريخ ومصير مشترك؛ فمشروع مارشال الأمريكي بعد الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية لإعمار أوروبا، كان يعني في حقيقته ومراميه السيطرة الأمريكية المُطلقة على أوروبا، وهذا ما تحقق بالفعل.
كان حريٌّ بترامب السعي إلى إغلاق الملفات المُلتهبة بدءًا من أوكرانيا وصولًا إلى إيران ومرورًا باليمن ولبنان وسوريا وغزة؛ فهذه الملفات كفيلة بتحقيق الريادة والصدارة له ولاقتصاد بلاده ودولاره؛ بل وكفيلة بتعطيل أو إبطاء التكتلات الاقتصادية الناشئة والتي تُهدد عرش بلاده وعملته بالأفول.
وكما حدث لأمريكا جراء تدخلها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي جنت منه التموضُع المُريح في الشرق الأوسط، وتجفيف النفوذ الأوروبي إلى حد كبير. أمريكا والعالم اليوم يعانون من غياب الزعامات والساسة الحقيقيين؛ فبغياب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر يمكن القول بغياب آخر الزعماء وآخر الساسة الحقيقيين لأمريكا، فقد تعاقب عليها ثُلة من المُقامرين وضحايا وأتباع اللُوبيات الثلاثة المعروفة: السلاح والنفط والمال.
ما يحتاجه اليمن اليوم هو الهجوم عليه بالسلام، هذا السلام الذي سيجعل من اليمن واليمنيين ينهمكون في ثقافة السلام والإعمار إلى النخاع ولسنوات طويلة، أما خيار الحرب على اليمن، فسيُعيد اليمنيين واليمن- وكعهدهم التاريخي- مقبرةً للغُزاة، وجمهوريين صباحًا وملكيين في الليل.
قبل اللقاء.. إذا نفذت قوة الأرض، تبقى قوة السماء هي الفصل، فأمريكا تُريد والله فعّال لما يُريد.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر