مأزق إسرائيل الذي يقودها للهاوية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
يبدو أن الضغط السياسي والشعبي الذي يواجهه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو بعد قرابة ثلاثة أشهر على بدء حرب الإبادة التي يشنها جيشه المحتل ضد قطاع غزة قد أفقده الحس الاستراتيجي -إن كان موجودا أصلا- في تعامله مع مشهد الحرب.. وهذا ما يمكن فهمه من إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وذلك في الضاحية الجنوبية وسط معقل حزب الله إضافة إلى اثنين من معاونيه هما سمير فندي وعزام الأقرع.
ووجود الرجل في ضيافة وحماية حزب الله منذ سنوات يجعل الإقدام على اغتياله في هذا التوقيت خطأ استراتيجيا وحماقة ارتكبها الكيان الصهيوني في وقت كان يسعى فيه الكيان والغرب وخاصة أمريكا لتحييد حزب الله حتى لا يدخل في الحرب بشكل مباشر.
وسبق لتقارير إسرائيلية القول إن نتانياهو أمر جهاز الموساد بتنفيذ عمليات اغتيال لقادة حركة حماس في كل من لبنان وتركيا وقطر، والمؤكد أن شخصية مثل شخصة صالح العاروري كانت من بين تلك الشخصيات نظرا للمكانة التي يتمتع بها الرجل في الحركة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن لماذا هذا الاغتيال إن كان خطأ استراتيجيا ويمكن أن يمدد الحرب بشكل مفتوح إلى الجبهة الشمالية في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغطا غربيا لوقف الحرب أو لتغيير مسارها؟!
يواجه الكيان الإسرائيلي بشكل عام ورئيس الوزراء نتانياهو بشكل خاص مأزقا كبيرا بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب لم يحقق فيها الكيان أيا من الأهداف السياسية المعلنة وفي مقدمتها تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، واحتاج جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من شهرين ونصف ليعلن عن اكتشافه أول نفق في غزة قبل أن تقول حماس إن النفق كان خارج الخدمة في اللحظة التي اكتشفه فيها العدو! أما المحتجزون فلم تستطع إسرائيل المدعومة عسكريا ومخابراتيا من أمريكا وبريطانيا ودول غربية عدة تحرير محتجز واحد على قيد الحياة.
وكشفت هذه الحرب عن ضعف أداء الجيش الإسرائيلي بوصفه جيشا نظاميا يفترض أن تكون له عقيدة وأخلاق الأمر الذي حاول تغطيته بارتكاب مجازر مروعة لا ترتكبها في الغالب الجيوش النظامية التي لها عقائد قتالية، وتحولت استراتيجية قتاله إلى شيء أقرب إلى استراتيجيات المليشيات العقائدية أو المسيرة بالمال، لذلك قام هذا الجيش الذي كان يدعي نتانياهو أنه يخوض حربا حضارية ضد «البرابرة» بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتنظيم عمليات إعدام جماعي ضد الأطفال والنساء وهي جرائم لن ينساها التاريخ أبدا.
وأمام هذا المشهد يبدو أن إسرائيل كانت تبحث عن أي نصر مهما كان وهميا لتهدئة الرأي العام الداخلي في إسرائيل وإقناع أمريكا التي تمارس ضغطا على القيادة الإسرائيلية أنها تحولت إلى مسار جديد في الحرب.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بهذا «النصر» وتبدأ عمليا بالانسحاب من حرب غزة على وقع هذا النصر ضد حماس باغتيال أحد عقول طوفان الأقصى أم أن الجماهير الإسرائيلية ليست معنية الآن إلا بعودة المحتجزين وعودة الحياة الاقتصادية في إسرائيل التي أرهقتها الحرب.
لكن في مقابل ذلك هل سيمر هذا الاغتيال دون عواقب جديدة تأتي من حزب الله وربما من إيران التي تعرضت أمس لعملية تفجير في مدينة كرمان بالقرب من قبر قاسم سليماني حيث كانت المدينة تحيي ذكرى اغتياله قبل أربع سنوات؟!
إن المأزق الإسرائيلي كبير جدا وهذه الحماقات التي ترتكب من شأنها أن توسع مساحة الحرب وتطيل أمدها وهذا يبشر بنصر أكبر للمقاومة على الكيان الصهيوني ويسهم في انهياره داخليا والأهم تداعي منطقه أمام العالم الحر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب