مسقط- الرؤية

نظمت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية فعاليات "ملتقى الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023"، دورة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح؛ وذلك بمشاركة شخصيات عربية رفيعة المستوى ومؤثرة في مجال المسؤولية المجتمعية، احتفالًا باطلاق النسخة الخامسة من "التصنيف العربي المهني للشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023".

وناقش الملتقى، والذي أقيم عبر الاتصال المرئي، موضوع "مستلزمات تحقيق التأثير المسؤول لتعزيز الأثر المستدام". وشهد الملتقى الإعلان الرسمي عن "الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023".

وضمّت القائمة شخصيات عمانية رفيعة المستوى، إضافة إلى عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة من الدول العربية. ويشمل التصنيف المهني فئتين رئيسيتين؛ هما: الفئة الفخرية، والتي ضمت عددًا من الشخصيات العمانية أبرزهم السفراء الدوليون للمسؤولية المجتمعية وهم: صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، وجناب السيدة الدكتورة بسمة بنت فخري آل سعيد، وحاتم بن حمد الطائي، والشيخ علي بن ناصر المحروقي.


 

فيما ضمّت الفئة المهنية من التصنيف عددًا من الخبراء من سلطنة عُمان وقادة المنظمات الفاعلة وهم: الشيخ خالد بن عبدالله المسن العضو الفخري للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، والدكتور حامد بن عبدالله البلوشي المدير العام لشبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية، ويوسف بن محسن اللمكي مؤسس ومدير عام مركز "رباط" للمبادرات والمسؤولية المجتمعية، وسلوى اليافعية الرئيس التنفيذي لمركز العرفان للخدمات المجتمعية.


 

وجرى تصنيف المشاركين من الدول العبرية في هذه الدورة الخامسة وفق 4 فئات؛ وذلك على النحو الآتي: الفئة الأولى: فئة "قادة سيخلدهم التاريخ"؛ حيث اختير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الأمير الراحل لدولة الكويت. وفي الفئة الثانية فئة "في سجل الخالدين"، اختيرت 3 شخصيات عربية تركت بصمات خالدة في مجال الممارسات المسؤولة، ورحلوا عن عالمنا خلال 2023، وهم: الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة العضو الفخري للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بمملكة البحرين، والدكتور عبدالعزيز البابطين السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية بدولة الكويت، وجمال بن عبيد البح السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

أما الفئة الثالثة وهي الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023، "الفئة الفخرية"، وتضم شخصيات عربية تمثل عددًا من كبار المسؤولين والقادة المؤثرين في مجالات المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة من جهات حكومية عربية، وكذلك قادة لمنظمات دولية على رأسها منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وهيئات عربية ودولية أخرى. وفي الفئة الرابعة الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023 "الفئة المهنية؛ حيث ضمت هذه الفئة شخصيات عربية تمثل عددًا من قادة المنظمات المهنية من كبار المحترفين والممارسين لمجالات المسؤولية المجتمعية، من جهات حكومية أو خاصة أو منظمات مجتمع مدني، ممن حققوا بصمات وأثر واضح سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.

وشهدت فعاليات الملتقى تدشين النسخة الخامسة من كتاب "الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية 2023"، والذي يضم الشخصيات المختارة ضمن هذا التصنيف المهني العربي والذي تشرف عليه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد جرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟

نكتب ساخرين رغم آلام غزة، وحُق لنا أن نسخر من النظام الرسمي العربي وخاصة ما كان يسمى بالدول المؤثرة أو ذات الثقل، ولا نظنه بعد الطوفان إلا ثقل شحوم ودهون (ونحفظ للمقال رائحة طيبة). سقطت إلى الأبد مؤسسة كانت تسمى الجامعة العربية، وتلك الجملة التي تليها في نشرات الأخبار مؤسسات العمل العربي المشترك.

يحق لنا طرح السؤال، فقد عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا الأنظمة العربية تشترك كل بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة.

بماذا سيحكمون شعوبهم الآن وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟ ستكسب المقاومة الكثير من حربها وهي الآن فاعل مركزي في المنطقة، فكيف ستفعل الأنظمة التي تكلمت ذات يوم باسم فلسطين وتحرير المقدسات؟

عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا الأنظمة العربية تشترك كل بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة. بماذا سيحكمون شعوبهم الآن وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟
لم نعد نر إلا أجهزة القمع

منذ أول انقلاب عسكري عربي كان خطاب الشرعية السياسية يقوم على معركة تحرير الأمة، بدءا بتحرير فلسطين، ولا نحصي كم حج خطباء الانقلابات إلى القدس الشريف. لكن بعد حرب الطوفان والتآمر على المقاومة هل مازال يمكن تسويق هذا الخطاب للجمهور الذي عاش المعركة ومُنع بكل السبل من المشاركة فيها أو حتى التبرع لها بالدم؟

هذه الذريعة لبناء الشرعية سقطت بل تعرت ككذبة وفضيحة وصارت مطعنا في الشرعية السابقة، لقد صحح الطوفان إذن الأكاذيب السابقة وسحب الأكاذيب الراهنة ومنع أكاذيب في المستقبل. الأنظمة العربية إلا الاستثناء القطري لم تعد تملك الكذب باسم فلسطين، ولن يمكنها إسناد كراسيها على المعركة القومية التي خذلوها. وما يسرى على الأنظمة يسري على الحركات السياسية القومية واليسارية التي تدافع عن هذه الأطروحة وتبني عليها وجودها، ومن أجلها وقفت مع كل انقلاب حتى صارت مجرد حركات انقلابية.

وإذا أضفنا هذا الخذلان السياسي والعسكري للمقاومة إلى فشل الأنظمة العربية في كل معارك التنمية المعلنة ودفعها بلدانها إلى درجات من التداين التي تكبلها الآن وفي المستقبل، فبماذا ستسند شرعيتها؟ علما أن لا أحد منها وصل الحكم بانتخاب نزيهة أو تقف وراءه كتلة شعبية محترمة أو خاض معركة حقيقة حتى ضد وباء كورونا. لم تبق إلا أجهزة القمع بكل عتادها، ونظنه العتاد الوحيد الصالح للاستعمال في ثكنات الأنظمة.

وتيرة القمع سترتفع

تآكل عناصر الشرعية لم يُبق للأنظمة العربية أسسا تحكم بها غير أن تغتصب إرادة شعوبها لمدة أخرى بوتيرة قمع أشد وأنكي. تقف معها الآن فئات من الطامعين في الفيء، ولكن هذا الفيء نفسه يتقلص باستمرار ولن يكون بالإمكان رشوة أجهزة إعلامية عالمية ذات مصداقية للدفاع عنها. وحتى الصحف الغربية ذات الصيت التي كانت تنشر لها مقالات دعاية مدفوعة الأجر فقدت مصداقيتها في حرب الطوفان، ولن يمكن ترويج المزيد من الأكاذيب عن نجاحات سياسية عربية أمام شعوبها أو أمام العالم. لقد مسح بها نظام جنوب أفريقيا البلاط.

ولقد استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية وهي عادة تتقنها، ولهذا ثمن مالي وسياسي في مدى منظور.

استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية
سنسمع في منتديات الغرب السياسية حديث دعم الحريات والديمقراطية في مصر وتونس والجزائر وحتى في حقول النفط السعودية، وتترجم هذه الخطابات بابتزاز وضغط قد تفلح نخب مقموعة في الاستفادة منه والخروج إلى الشوارع (وإن كان هذا أمل ضعيف). كل هذا سيدفع الأنظمة إلى المزيد من القمع والفشل الاقتصادي، بما يجعلها في مواجهة شوارع مفقرة ومقهورة ترى في يحيى سريع بطلا قوميا وتسخر من السيسي وتبون وسعيد.

شرعية المقاومة تعود وتوجه الشارع العربي

هذه نتيجة مباشرة وسريعة لمعركة الطوفان، لقد اتضحت الصفوف وتعمق الفرز حتى لم يعد هناك مجال للتراجع. توقعاتنا وهي متفائلة أن لن تطير الطائرات فوق غزة وترجمها، لقد استقلت غزة وستعاني إعادة الإعمار بنفس الروح التي قاومت بها لتسعة شهور (نرجح تواصل المناوشات حتى نهاية السنة). وستتكلم المقاومة وأنصارها في الشعوب عن مكاسب المقاومة وتبني عليها، وسيكون خطابها القادم القدس محررة دون تدخل الأنظمة المتواطئة.

شرعية أخرى قامت على الأرض وخارج الخطاب القومجي المخادع للأنظمة وللحركات القومية التي تخلفت عن المعركة. لقد خاب ظننا وقت المعركة من درجة التعاطف الشعبي الضعيفة وعدم تثوير الشوارع العربية مع المقاومة، ولكن هبة الأردنيين للتبرع بالدم عندما نادى المنادي بذلك كشفت مقدار الإخلاص للمقاومة، وهذه أرصدة كامنة سيكون لها أثر وفعل في قادم الأيام.

لقد ترك الربيع العربي أثرا في النفوس وطعم الحرية لم يغب عن ألسنة تذوقته، وقد أعقبته مرارة الانقلابات والخيبة ولكن رُب خيبة تعلم. سيخوض التونسيون انتخابات مغشوشة ويزداد وعيهم بالحرية، وستكون لأزمات الكهرباء وانقطاع مياه الشرب وتجميد الرواتب وإغلاق باب التشغيل وحتى انعدام أعلاف الدواب؛ أثر في النفوس. وهذه التراكمات مضافة إلى انتصار غزة واستقلالها لن تكون بلا تأثير، إنما الأمر متعلق بقادح لا يمكن توقعه.

في انتظار هذا القادح المجهول الذي قد يكون صفعة أمنية أخرى على وجه فقير مثل البوعزيزي فإننا يقنّا أن لا نظام من أنظمة الحكم العربية يملك شرعية البقاء وشرعية الحكم، لقد كشفتهم حرب الطوفان فتعرت بقية العورات التنموية والسيادية. نحن الآن محكومون بأجهزة قمعية تحمي أنظمة فاشلة ومعادية لشعوبها، وهذا وضع مؤقت كلما رفع من درجة القمع ليبقى انكشف أكثر مثل ضرس أصابه سوس.

السياسي العربي المعارض الذي سيرتب جمله وأفعاله على نتائج حرب الطوفان سيكون له الحق في قيادة شعبه نحو نصر ديمقراطي عظيم. متى ذلك؟ لقد علمتنا غزة الصبر.

مقالات مشابهة

  • غدًا.. انطلاق الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن بمشاركة عربية ودولية
  • "حماية المنافسة" يفوز بجائزة البنك الدولي عن مبادرة تشمل نموذج محاكاة لأجهزة عربية أخرى
  • ماذا تبقى من الشارع العربي؟
  • هل تتأثر مصر بإعصار بيريل المدمر؟.. من الفئة الخامسة ويهدد 6 ولايات أمريكية
  • شركة ” Kelinruier “تستعرض خدماتها المتطورة في مجال الحفر وصيانة الآبار لشركة الخليج العربي للنفط
  • بعد جرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • الرقابة النووية: خارطة طريق عربية لتعزيز القدرات الوطنية لمواجهة الطوارئ
  • منتدى «الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا» يهنئ الوزيرات في التشكيل الجديد للحكومة
  • 431 من طلبة 16 دولة عربية يشاركون في برامج موهبة الإثرائية الصيفية 2024
  • 12 دولة عربية تشارك في البطولة العربية الثانية لألعاب القوى تحت 23 سنة المقامة بالاسماعيلية