الأعنف.. انفجار شمسي ضخم يعطل الأقمار الصناعية والاتصالات عالميًا في هذا اليوم
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
رصدت وكالة ناسا أقوى انفجار للطاقة جاء من الشمس منذ عام 2017، والذي لديه فرصة بنسبة 25 بالمائة لتعطيل الأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع والاتصالات الثلاثاء المقبل.
كما اكتشفت مركبة وكالة الفضاء الأمريكية إطلاق طاقة عشية رأس السنة الجديدة، مما أدى إلى إرسال الشعلات نحو الأرض، حيث تم الإبلاغ عن خطر انقطاع الراديو يوم الثلاثاء، وتظهر اللقطات منطقة متوهجة في الشمس، تصبح أكثر سطوعا قبل أن تنفجر وتطلق توهجا X5 – وهو أعلى مستوى، من حافة النجم الضخم، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وفقًا لـ EarthSky، فإن التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 99 بالمائة لتوهجات صغيرة من الفئة C، وفرصة بنسبة 60 بالمائة لتوهجات M، والتي يمكن أن تأتي مع عواصف إشعاعية بسيطة، وفرصة بنسبة 25 بالمائة لتوهجات X التي تعطل الترددات الراديوية التي يستخدمها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية .
وقالت وكالة ناسا إن آخر مرة لاحظت فيها توهجًا كهذا كان في 10 سبتمبر 2017، عندما سجلت توهجًا X8.2 تسبب في انقطاع الراديو لساعات.
رحلة جوية تسقط في بحيرة.. ماذا جرى للركاب؟ أول نبوءات نوستراداموس لـ عام 2024 تتحقق.. ما هي؟
وتعتبر التوهجات الشمسية رشقات نارية قوية من الطاقة، يمكن أن تؤثر التوهجات والانفجارات الشمسية على الاتصالات اللاسلكية وشبكات الطاقة الكهربائية وإشارات الملاحة وتشكل مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء.
"تم تصنيف هذا التوهج على أنه توهج X5.0."، وتشير الفئة X إلى التوهجات الأكثر كثافة، بينما يوفر الرقم مزيدًا من المعلومات حول قوتها، وبلغ التوهج الشمسي ذروته في الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الشرقي في 31 ديسمبر، مما أدى إلى ظهور عرض مذهل لمرصد الطاقة الشمسية الديناميكي التابع لناسا، وهو مسبار يقوم بدراسة الشمس منذ إطلاقه في عام 2010.
وفاة شخص خلال احتفاله بـ رأس السنة في البرازيل.. ماذا حدث؟ احتفالات رأس السنة تكلف سيدة عينها.. ماذا حدث؟وبينما أوضحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أنه ليس لدى عامة الناس ما يخشونه، فقد وجدت الوكالة أن الانفجار الإشعاعي الأولي في 31 ديسمبر تسبب في انقطاع التيار الكهربائي فوق المحيط الهادئ.
توقع مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع لـ NOAA (SWPC) أن تتعرض الأرض لعاصفة مغنطيسية أرضية بسيطة، وهو اضطراب مؤقت في الغلاف المغناطيسي للأرض ناجم عن موجة صدمة الرياح الشمسية.
يمكن أن يتسبب هذا الحدث في سحب الأقمار الصناعية عبر الفضاء، مما يعيق قدراتها،ولكن من المتوقع أيضًا أن يملأ الشفق القطبي المذهل السماء الشمالية.
وأصدرت ناسا أيضًا صورة للحدث تظهر مزيجًا من الألوان الأصفر والبرتقالي والبني والأسود، وتتوقع الوكالة أن الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME) سوف تمر عبر الأرض.
يمكن للانبعاث الإكليلي أن يقذف مليارات الأطنان من مادة الإكليل من سطح الشمس. تتكون المادة من البلازما والمجالات المغناطيسية، ومثل هذه الانفجارات لديها القدرة على إثارة طقس فضائي يمكن أن يتداخل مع الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة على الأرض ويمكن أن يكون ضارًا لرواد الفضاء غير المحميين.
في حين أن هذا هو أقوى توهج شمسي تم اكتشافه منذ ست سنوات، إلا أن سجلات ناسا تظهر أن أكبر توهج حدث على الإطلاق كان في عام 2003، وكان ذلك في 4 نوفمبر 2003، حيث أطلقت الشمس توهجًا X45، ولكن تم اكتشافه في البداية على أنه X28.
توصلت دراسة نشرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في مارس 2004 إلى أنه كان X45 ضخمًا، وقال نيل طومسون، أحد مؤلفي الدراسة: "هذا يجعله أكبر من ضعف أي توهج مسجل سابقًا، وإذا كان الجسيمات المصاحبة والعاصفة المغناطيسية موجهة نحو الأرض، فإن الأضرار التي لحقت ببعض الأقمار الصناعية والشبكات الكهربائية يمكن أن تكون كذلك".
وقال الباحثون إن حساباتهم تظهر أن إشعاعات الأشعة السينية الصادرة عن الشعلة والتي تقصف الغلاف الجوي تعادل 5000 شمس، على الرغم من عدم وصول أي منها إلى سطح الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة یمکن أن توهج ا
إقرأ أيضاً:
موكب الشمس والصمود
في صباح يوم الاثنين 27 يناير 2025، شهد العالم حدثًا إستثنائيًا سيظل محفورًا في الذاكرة بأحرف من نور ، لتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل. إنه اليوم الذي ابتهجت فيه الأرض تحت أقدام العائدين، وتمايلت أشجار الزيتون والبرتقال تصفق بأغصانها ، معلنة ميلاد فجر جديد ينبثق من بين الركام. في ذلك اليوم، انطلق موكب الشمس والصمود في رحلته نحو الوطن المسلوب.
على دروب الأمل والحياة، يدرك الفلسطينيون أن الأرض ليست مجرد تراب يُنفض غباره، بل هي الهوية والتاريخ، وهي الجذور التي تربط الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله. وعندما يخطون في موكب العودة لا يحملون أمتعة مادية، بل يحملون معهم ذكرياتهم وأحلامهم وآمالهم. إنهم يدركون أنهم يحملون إرثًا عظيمًا من الصمود والتحدي ، ويرون في عودتهم بداية جديدة لمسيرة لم ولن تتوقف.
في هذا الموكب، ترتفع الأيدي وهي ترفع الأعلام الفلسطينية، تعلن للعالم بصوت واحد: “نحن عائدون”. عائدون إلى أرضنا التي ولدنا عليها، إلى منازلنا المدمرة وأراضينا التي تحولت إلى رماد، ولكن الخراب ليس النهاية، بل هو بداية لفجر مشرق، حيث تتحول الأحلام إلى واقع ، وتمتد المسيرة نحو الحياة من جديد.
إن عودة النازحين إلى شمال غزة لم تكن مجرد خطوة رمزية، بل كانت صدمة هزّت كيان الاحتلال ومن دعمه في مخططاته الرامية إلى تهجير السكان واقتلاعهم من أرضهم. هذه العودة أحبطت أحلامهم ومشاريعهم التي سعت إلى تفريغ الأرض من أهلها قسرًا، وأكدت أن الفلسطينيين متمسكون بوطنهم، ومستعدون للتضحية من أجله مهما طال الزمن أو اشتد الظلم.
موكب العودة لم يكن مجرد خطوات على الأرض، بل كان مسيرة تدفعها قلوب أبت الانحناء، وعزائم صقلتها معارك الصبر والصمود. رجال ونساء، شيوخ وأطفال جميعهم زحفوا نحو بيوتهم المهدمة التي لم تسقط من ذاكرتهم. يحملون مفاتيحها كرموز لحكاية لم تُكتب نهايتها بعد، وكأن الأبواب التي كسرها الاحتلال لم تُغلق أبدًا، بل تنتظر أياديهم الطاهرة لتُفتح من جديد.
وفي هذا الموكب، تمضي الأمهات بعيون دامعة لا يأسًا بل شوقًا ، يحملن أسماء الشهداء في قلوبهن ، ويهمسن لهم: “عدنا لنكمل الحلم ، لنمضي في الطريق الذي سقيتموه بدمائكم الطاهرة.”.
أما الرجال ، فهم كالشمس في هذا الموكب، لا تتعثر خطاهم ولا تهتز إرادتهم. إنهم أبناء الجبال والصخور الصامدة ، يشبكون أيديهم ليشكلوا جسرًا تعبر عليه آمالهم وأحلامهم. لا يرون في الركام خرابًا ، بل يرون فيه بداية ، وأحجارًا تنتظر أن تُعاد بناؤها من جديد . بالنسبة لهم، لا توجد نهاية بل بداية أخرى لمسيرة النضال التي لا تعرف التوقف، ولإصرار يصرخ: “نحن هنا سنعيش بكرامة وسنظل نحمل راية الحق حتى ينجلي ليل الاحتلال.”.
وأخيرًا ، يحمل هذا الموكب رسالة إلى ضمير العالم والإنسانية، بأن العدالة ليست مجرد شعارات، بل حقوق يجب أن تُستعاد ، ونداءً إلى الضمائر الحية بأن هناك شعبًا ما زال يعاني الظلم والاضطهاد والتهجير، وأجيالًا لا تزال تحلم بالعودة إلى ديار لم ترها إلا في قصص الأمهات والجدات.
الظلام لن يدوم إلى الأبد، والشمس ستشرق من جديد وسيعود الحق إلى أصحابه. فلا قوة في العالم تستطيع أن توقف مسيرة الشمس، ولا أن تكسر صمودًا تجذر في الأرض، وامتد في القلب، واستمد من التاريخ عزيمته التي لا تنكسر.