"في يوم ، ستكون الصين قادرة على إيقاف البنى التحتية المركزية في إسرائيل، وتمثل خطرا داخليا على سكانها" .. هكذا تشعر تل أبيب تجاه بكين، وبدأت تروج للحرب على تواجدها الاقتصادي داخل إسرائيل،  بعد موقف الحكومة الصينية الداعم للحقوق الفلسطينية، والرافض للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

أدى الموقف المعلن للحكومة الصينية تجاه إسرائيل منذ اندلاع الحرب بغزة، إلى مطالبة لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي بمناقشة الممتلكات الصينية الواسعة في البنية التحتية في البلاد، فيما يوضح الخبراء أن هذه الحرب ستكون تحت شعار توازن بين المصالح الاقتصادية تجاه بكين.

هل يمثل الوجود الصيني داخل اقتصاد إسرائيل خطرا؟

هل بدأ الوجود الصيني العميق داخل الاقتصاد الإسرائيلي يشكل خطراً؟ فوفقا لما نشرته صحيفة كالكاليست العبرية، فقد اطلعت على رسالة موجهة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتين، تتضمن مطالبة بإجراء نقاش عاجل حول مسألة حيازات الصين في البنية التحتية في إسرائيل، والمرجع الرئيسي هو إلى ترسو في ميناء حيفا الذي تديره وتشغله شركة صينية، ولكن ليس إليه فقط، فقد استثمرت الحكومة الصينية على نطاق واسع في الأصول الاستراتيجية في إسرائيل.

ويقول الدكتور هاريل منشاري، وهو أحد مؤسسي وحدة الإنترنت في الشاباك، وحاليا المسؤول عن الأمن السيبراني، ورئيس قسم الإنترنت ومحاضر كبير في HIIT، معهد حولون للتكنولوجيا،  إن مخاوفه بدأت حتى قبل 7 أكتوبر، لكنها تزايدت منذ ذلك الحين ولا تحظى برأيه بالاهتمام الكافي، على الرغم من أن الصين تشدد مواقفها تجاه إسرائيل، فالكارثة التي مرت بها إسرائيل في 7 أكتوبر علمتنا أن ننتبه لتحذيرات المؤسسة الأمنية وأود أن أحذر من موقف مماثل، ففي يوم صدور الأمر، قد تتمكن الصين من إيقاف عمل البنى التحتية الحيوية في إسرائيل.

مخاطر أمنية خطيرة 

وبحسب الصحيفة العبرية، تدخل الصين بالمكونات المصنوعة لديها والمدمجة في نظام "عين الصقر" التابع للشرطة، وقد تم إدراجها في القائمة السوداء في الولايات المتحدة، وفي الواقع الذي نشأ، تتجه إسرائيل للتحوط من المخاطر واتخاذ قرارات منظمة ومنهجية، حيث هناك أشياء لا ينبغي أن تصل إلى هنا منها، وكذلك إلى جانب وجود البنى التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك السكك الحديدية الخفيفة التي بنتها في الغالب شركة صينية، فإن العلاقات التجارية بين البلدين متطورة للغاية، ففي عام 2022، بلغ حجم التجارة بين البلدين 17.6 مليار دولار، ولم يعد بعيدا عن الولايات المتحدة التي بلغ حجم التجارة معها 22 مليار دولار.

وتتوسع العلاقات مع الصين، مع زيادة بنسبة 17% في عام 2022، بعد قفزة بنسبة 27% في عام 2021، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي، والتي لا تشمل تجارة الماس، والزيادة الرئيسية تقع على جانب استيراد البضائع الصينية إلى إسرائيل، والتي قفزت إلى -13 مليار دولار، في حين زادت الصادرات بوتيرة أبطأ بكثير إلى 4.5 مليار دولار، كما أثرت شعبية المركبات الصينية على البيانات، وتخشى تل أبيب من أن حقيقة سفر أعضاء المؤسسة الأمنية في مثل هذه المركبات لا تحظى أيضًا باهتمام كافٍ.

الاعتماد على النفط من الخليج

ووفقا للصحيفة العبرية، فإن المخاوف من تعميق الوجود الصيني في إسرائيل ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر حدة منذ اندلاع الحرب، عندما أصبحت اليد المباشرة للهجمات على إسرائيل من الشمال إلى الجنوب وأيضا من قبل الحوثيين، إيراني، وإذا كان التوتر الرئيسي المرتبط بالصين حتى وقت قريب ينبع من الحرب التجارية التي كانت مستمرة بينها وبين الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، فحينئذٍ الآن، عندما تتفاقم تركيبة "محور الشر" وتصبح أكثر وضوحًا، تطرح الأسئلة أيضًا فيما يتعلق بالمعسكر الذي تقع فيه الصين.

وفي السنوات الأخيرة، وفي نفس الوقت الذي تزايدت فيه التجارة مع إسرائيل، اكتشفت الصين اهتماما جديدا بالشرق الأوسط، والذي يعتبر بالنسبة لها أكثر أهمية من إسرائيل، فالنفط إذا كانت الصين في التسعينيات من القرن الماضي قد لبّت احتياجاتها النفطية، فقد أصبحت في السنوات الأخيرة أكبر مستورد من المملكة العربية السعودية وإيران، ويأتي ثلث النفط الذي تستهلكه الصين من الخليج الفارسي، ونتيجة لذلك انتقلت مصالحها الاستراتيجية إلى هناك أيضًا، حسبما كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" بعد أيام قليلة من الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وأصبحت الصين أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لإيران، متجاوزة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل الغرب، وفي سبتمبر الماضي، اشترت الصين 87% من النفط الذي تصدره إيران.

هكذا تورط نتنياهو م الصين 

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصور أنه قادر أيضاً على الحد من اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة من خلال تنمية حلفاء جدد ــ روسيا والصين، تماماً كما تصور أنه قادر على تعزيز قوة حماس من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية، ولقد انكشفت الوجه الحقيقي لروسيا مباشرة بعد الهجوم الذي شنته حماس، عندما تولى الرئيس بوش السلطة، وكان فلاديمير بوتين من بين القادة الذين لم يدينوا حماس، بل واستضافوا وفدا من المنظمة ي موسكو، والصين كعادتها أكثر صمتا، لكن موقفها اليوم أكثر تأييدا للفلسطينيين، وهو ما انعكس في تصريحاتهما، و أعضاء الحزب الشيوعي في الصين فيما يتعلق بحق العودة وفي أنشطة مشتركة مع روسيا في الأمم المتحدة في محاولة لمنع إدانة هجوم حماس في مجلس الأمن.

وتكمل الصحيفة العبرية تحليلها للحرب على الصين وتذكر أن هذه أمور واضحة، وإلى جانبها هناك "مناطق رمادية" يمكن الشعور فيها بالنشاط الصيني، نحن هنا نتحدث عن محاولات لتحليل مدى قيام خوارزميات تيك توك، الشبكة الاجتماعية التي ينسى الكثيرون أن الصين تقف وراءها، بالترويج لمزيد من المحتوى المعادي للسامية ومعادي لإسرائيل، بل إن تحقيقاً أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وجد أن الصين وروسيا وإيران تقوم بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حماس.

والتطور الآخر الذي حدث في الأشهر القليلة الماضية هو الشكاوى التي أثارها بعض الصناعيين في إسرائيل بشأن التأخير في استلام المكونات الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك تلك المستخدمة في الصناعات الدفاعية، ومع ذلك، يقول المسؤولون الإسرائيليون الذين يعيشون في الصين إن هذا ليس شيئًا مقصودًا، ولكن الصين نفسها تتعامل مع الاضطرابات في التدفقات النقدية وسلاسل التوريد.

التحكم في محتوى التيك توك

"من المستحيل تجاهل السلوك الصيني في الأشهر الأخيرة، وقد تغيرت العلاقات مع الصين بالفعل، لأنها تسمح بما أسمته الصحيفة العبرية بـ"معاداة السامية" على تيك توك ولا تدين حماس، ومع ذلك، لا ينبغي النظر إلى الصين كخيار ثنائي - مع يقول كاريس فيتي، الخبير عن الصين ورئيس معهد سيغنال لدراسة العلاقات الإسرائيلية الصينية: "صينيون أو ضدهم، ما نحتاجه هو أن تحصل كل وزارة حكومية على تدريب في كل ما يتعلق بالصين أو خبراء يعرفون كيفية التعامل مع الدولة، وهي دولة انتهازية في الأساس، فهي تحدد الفرص وتستغلها.

وتابع: "الصين ليست دولة لديها "أصدقاء"، وسيكون من السذاجة الاعتقاد أنه في السابق كانت لدينا علاقات جيدة والآن لم تعد لدينا علاقات جيدة، وكل شيء في الصين يدور حول المصالح، عندما يعتقدون أن إسرائيل الابتكار ويمكنهم الحصول عليها سيأتون إلى هنا، لكن في السنوات الأخيرة تآكلت المجالات التي تحتاج فيها الصين إلى إسرائيل. وقد تضاءل اهتمامها التكنولوجي بإسرائيل".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی السنوات الأخیرة الولایات المتحدة ملیار دولار فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل.. لماذا وافق الكنيست الإسرائيلي عليه؟

صدق الكنيست الإسرائيلي اليوم، على توصية بتمديد حالة الطوارئ في إسرائيل لمدة عام إضافي، وفق ما أفادت به «القاهرة الإخبارية» نقلا عن صحيفة معاريف الإسرائيلية، والتي ذكرت أنّ التمديد يسري حتى 15 ديسمبر 2025، على خلفية الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر 2023.

تفاصيل قرار الكنيست الإسرائيلي

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ 29 عضوًا في الكنيست الإسرئيلي أيدوا الاقتراح، مقابل 7 عارضوه وامتنع 2 عن التصويت، وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنّه يحق للحكومة الإسرائيلية في حالة الطوارئ وضع أنظمة طوارئ وتجاوز تشريعات الكنيست، وتكون صالحة فقط في وقت إعلان حالة الطوارئ.

وأعلنت إسرائيل حالة الطوارئ المدنية يوم 7 أكتوبر 2023، في ضوء العملية العسكرية التي شنتها الفصائل الفلسطينية في إسرائيل، كما صدّقت الهيئة العامة للكنيست على قانون زيادة العجز في القراءة الثانية والثالثة، بسبب إنفاق الدولة على الأمن خلال الحرب. وأيد 62 عضوا في الكنيست الاقتراح مقابل 52 عارضوه، بحسب الصحيفة.

وبموجب القانون، لن يتجاوز معدل العجز الإجمالي لعام 2024 نسبة 7.7% من الناتج القومي الإجمالي، وسيزيد الإنفاق الحكومي المسموح به بنسبة 17.8% مقارنة بالعام الماضي. 

مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • تخصيص أكثر من 900 مليار دج خلال السنوات الخمس الأخيرة لتطوير البنية التحتية للري
  • تصاعد الهجمات الحوثية على إسرائيل.. الاحتلال يتعهد بعدم السماح بمواصلة إطلاق الصواريخ من اليمن.. وإعداد استراتيجيات للرد تتضمن اغتيالات وتدمير البنية التحتية
  • وزير التعليم يبحث مع سفير الصين التوسع في تدريس اللغة الصينية بمصر
  • الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
  • تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل.. لماذا وافق الكنيست الإسرائيلي عليه؟
  • الكنيست يوافق على زيادة ميزانية 2024 لتغطية تكاليف الحرب
  • أمير هشام: هل ارتكب إمام عاشور "مصيبة" بسبب احتفاله؟!.. الأمور أصبحت "تصفية حسابات"
  • «حماس»: سلطة الضفة تساعد في «تصفية قضيتنا بثمنٍ بخس»