عربي21:
2024-12-18@05:44:13 GMT

الغارديان: هل تريد أن تقضي حياتك على شاشة هاتفك؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

الغارديان: هل تريد أن تقضي حياتك على شاشة هاتفك؟

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحافية المختصة بالشؤون العلمية، كاثرين برايس، قالت فيه "إنها كانت تحمل رضيعها وتتصفح موقع "إباي" على هاتفها في الساعة الثالثة والنصف صباحا عندما أحست وكأنها خرجت من جسدها ونظرت إلى ذلك المشهد الغريب".

وأضافت: "رأيت رضيعي يحدق في وجهي ورأيت نفسي أحملق في هاتفي.

فأصبت بالرعب. لم يكن هذا هو الانطباع الذي أردت أن يكون لدى رضيعي عن العلاقة الإنسانية، ولم يكن أيضا هو الشكل التي أردت أن أعيش بها حياتي الخاصة. قررت في تلك اللحظة أنني بحاجة إلى "الانفصال" عن هاتفي وإقامة علاقة جديدة بحدود أفضل".

وتقول "إن تلك التجربة كانت في عام 2016، وإنها لم تتمكن من العثور على كتاب يتناول سبب كون هواتفنا جذابة للغاية وما هي تأثيراتها علينا، ناهيك عن كتاب يقدم حلا، لذلك قررت أن تكتب بنفسها، حيث إن  ما تعلمته غير حياتها".

وأوضحت أن "هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا مقيدين بهواتفنا، ولكن السبب الذي وجدته الأكثر إثارة للغضب هو أن معظم التطبيقات التي تستهلك معظم وقتنا مصممة عمدا من أجل ربطنا، لأن هذه هي الطريقة التي يجني بها منشؤها المال. تعد هذه التطبيقات جزءا مما يُعرف باسم "اقتصاد الاهتمام"، حيث يتم بيع اهتمامنا، وليس السلع أو الخدمات".

وتابعت: "في هذا الاقتصاد، نحن لسنا عملاء هذه التطبيقات، بل المعلنون. نحن، في الأساس، المنتج الذي تم التلاعب به لمنح أثمن أصولنا، اهتمامنا، مجانا" مردفة أن: "السبب وراء أهمية هذا هو أن حياتنا هي في النهاية ما نوليه الاهتمام. نحن نَخبَر فقط ما ننتبه إليه، ونتذكر فقط ما ننتبه إليه". 

واسترسلت: "بالتأكيد، هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلنا نرغب، أو نحتاج، إلى الاهتمام بما هو موجود على هواتفنا. ولكن من الضروري أيضا أن نتذكر أن انتباهنا، مثل الوقت، عبارة عن معادلة محصلتها صفر: كل دقيقة تقضيها في التصفح دون قصد هي دقيقة لم ننفقها على شيء آخر، شيء قد نهتم به بالفعل. وهذا أمر مهم، لأن هذه الدقائق، عندما تتكرر على مدار ساعات وأيام وأسابيع وشهور، فهي تشكل في مجموعها حياتنا".

واستفسرت: "هل تريد أن تشعر بآثار ذلك على نفسك؟" لتجيب: "ابحث عن الوقت اليومي الذي تقضيه أمام الشاشة، وقم بإجراء العمليات الحسابية لمعرفة عدد الأيام التي تستغرقها في السنة. على سبيل المثال، أربع ساعات من استخدام الهاتف يوميا، وهو أمر نموذجي جدا، ما يزيد عن 60 يوما كاملا كل عام".

وتقول إن "صانعي التطبيقات يجذبونك من خلال محاكاة التقنيات المستخدمة في ماكينات القمار، والتي تعتبر على نطاق واسع من أكثر الآلات التي تم اختراعها إدمانا على الإطلاق. وذلك لأن ماكينات القمار مصممة لتحفيز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يساعد (من بين أمور أخرى) أدمغتنا على التسجيل عندما يكون السلوك يستحق التكرار - ثم يحفزنا على تكراره".


وأوضحت: "الدوبامين ضروري لبقاء جنسنا البشري، لأنه يضمن استمرارنا في القيام بأشياء مثل الأكل والتكاثر. لكن الشيء الصعب في أنظمة الدوبامين لدينا هو أنها غير تمييزية: إذا أدى سلوك ما إلى إطلاق الدوبامين، فسنكون متحمسين من أجل تكرار هذا السلوك، بغض النظر عما إذا كان مفيدا لنا، مثل التمارين الرياضية، أو ضارا، مثل تعاطي المخدرات أو إضاعة ساعة على  تيك توك وكلما زاد سلوك معين يؤدي إلى إطلاق الدوبامين، كلما زاد احتمال أن يصبح هذا السلوك عادة (وفي الحالات القصوى، إدمانا)".

وأضافت: "هذا يعني أنك إذا كنت تريد إنشاء منتج (أو خوارزمية) تجذب الناس، فالأمر بسيط للغاية: عليك دمج أكبر عدد ممكن من محفزات الدوبامين في تصميم منتجك. وهذا بالضبط ما فعله مصممو التكنولوجيا".

وقالت إن ؛هواتفنا وتطبيقاتها، في الواقع، مليئة بالعديد من محفزات الدوبامين، حتى أن الخبراء مثل تريستان هاريس، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمركز التكنولوجيا الإنسانية، يشيرون إلى الهواتف على أنها ماكينات القمار التي نحتفظ بها في جيوبنا. على سبيل المثال، الألوان الزاهية هي محفزات للدوبامين".

وأردفت: "كذلك الأمر بالنسبة للحداثة، والأمور التي يصعب التنبؤ بها، والترقب وكل ذلك نَخبَره تقريبا في كل مرة نفحص فيها هواتفنا. المكافآت هي أيضا محفزات ضخمة. في حالة ماكينات القمار، من الواضح أن المكافأة المحتملة هي المال. على هواتفنا، تأتي بعض المكافآت الأكثر شيوعا في شكل تأكيد اجتماعي، مثل الإعجاب أو التعليق على منشور. ولهذا السبب فإن تطبيقات مثل وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار والبريد الإلكتروني والألعاب والتسوق من السهل جدا إضاعة الوقت فيها: فهي التطبيقات التي تحتوي على أكبر عدد من محفزات الدوبامين".

إلى ذلك، حذّرت من "أنه إذا لم ندرك ما يحدث، ولم نقاومه بوعي، فقد نصبح مهيئين للبحث عن دفقات الدوبامين من أجهزتنا، لدرجة أننا، مثل فئران المختبر المدربة على الضغط على رافعة للحصول على الطعام، ننقر أو نضغط على أي شيء يَعِد بتقديمه، بغض النظر عما إذا كان له أهمية أو قيمة بالنسبة لنا".


وقالت إن "العواقب، على المستوى العالمي، مروعة". وكما كتب هاريس: "لم يسبق أن كان لدى حفنة من مصممي التكنولوجيا مثل هذه السيطرة على الطريقة التي يفكر بها المليارات منا، ويتصرفون، ويعيشون حياتهم".

كذلك، شرحت سبب تكرارنا لفحص هواتفنا وذلك لأننا أصبحنا معتادين للغاية، بفضل الدوبامين، على الاعتقاد بأن فحص هواتفنا هو سلوك يستحق التكرار، لدرجة أنه عندما لا نتمكن من التحقق من هواتفنا، غالبا ما نشعر بالقلق، ونبدأ في المعاناة من ظاهرة  "الخوف من أن يفوتنا شيء". 

وتابعت: "القلق بالطبع أمر مزعج، فماذا نفعل للتخفيف منه؟ نقوم بفحص هواتفنا وعندما نفعل ذلك، نواجه محفز الدوبامين، مما يعزز فكرة أن فحص الهواتف هو سلوك يستحق التكرار. وتستمر الدورة حتى نقوم بكسرها".

وتوضح من تجربتها أن خطواتها الأولى في عملية التخلص من سيطرة هاتفها كانت تقليل التعرض لمحفزات الدوبامين عن طريق إيقاف تشغيل معظم الإشعارات، وإخفاء أو حذف معظم التطبيقات التي تستغرق وقتا طويلا والذي كان بالنسبة لها البريد الإلكتروني والأخبار.

ثم قامت بتحويل ألوان شاشة الهاتف إلى الأبيض والأسود. كما أنشأت أيضا حدودا مادية مع هاتفها عن طريق حظره من غرفة النوم وطاولة الطعام، وشحنه في خزانة ليلا. وقالت إنها تحتفظ بكتاب أو كراسها على طاولة بجوار سريرها حيث كان يوضع هاتفها.

وقالت إنها سألت نفسها أيضا عما تريد أن تفعله حقا في وقت فراغها، وجعلت هذه الأنشطة متوفرة قدر الإمكان، بحيث عندما تشعر بالإغراء لتناول الهاتف تقوم ببديل سهل وأكثر فائدة. على سبيل المثال، كانت ترغب في تحسين عزف القيثارة، لذلك استغلت بعض الوقت الذي استرجعته من هاتفها للتسجيل في فصل دراسي جماعي.


وبدأت في ترك قيثارتها خارج صندوقها في المنزل. كما بدأت تضيع وقتا أقل على هاتفها، ونتيجة لحضور الفصل الشخصي، التقيت بمجتمع من البالغين ذوي التفكير المماثل وتكوين صداقات جديدة غير متوقعة.

وتقول في نهاية مقالها: "علاقتي بهاتفي لا تزال غير مثالية.. لكنها تحسنت بطرق لم أكن أتوقعها أبدا عندما قررت الانفصال عنه لأول مرة. أصبحت أكثر ملاحظة وأكثر حضورا. أشعر بأنني أكثر هدوءا وأكثر ارتباطا بعائلتي وأصدقائي ونفسي. تبدو الحياة أكثر جمالا. وفي هذه الأيام، بدلا من السماح لهاتفي بأن يكون إغراء لإضاعة الوقت، أحاول استخدامه بمثابة تذكير لطرح سؤال أشجعك على طرحه على نفسك: هذه حياتك. ما الذي تريد الاهتمام به؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدوبامين التكنولوجيا التكنولوجيا الدوبامين الشؤون العلمية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقالت إن

إقرأ أيضاً:

هل تواجه صعوبات في تنظيم حياتك اليومية؟.. قد تكون مصابا بهذا الاضطراب

يواجه البالغون المصابون باضطراب ‫فرط الحركة ونقص الانتباه "إيه دي إتش دي" (ADHD) صعوبات كبيرة في تنظيم أنفسهم في ‫الحياة اليومية. فما سبب هذه الصعوبات؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

‫إجابة عن هذين السؤالين، يقول عالم النفس الأميركي بيج داوسون إن الأشخاص ‫المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبا ما يواجهون مشاكل في ‫إدارة وقتهم وتحديد أولويات المهام والتحكم في انتباههم.

الوظائف التنفيذية

‫وأوضح داوسون، في معرض حديثه خلال ندوة عبر الإنترنت لمجلة السلوك ‫المتخصصة، أن السبب في ذلك يرجع إلى أن ما تسمى بـ"الوظائف التنفيذية" التي ‫تعمل بشكل مختلف لديهم، مشيرا إلى أن هذه الوظائف تشمل القدرات المعرفية ‫مثل الذاكرة العاملة أو إدارة الوقت أو التحكم في الانفعالات.

‫وتضمن هذه الوظائف على سبيل المثال القدرة على تخزين المعلومات ‫واستخدامها على المدى القصير ومعالجة المهام والمثابرة عليها وإكمالها، ‫وكذلك التحكم في العواطف والأفعال.

ولأن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يواجهون ‫صعوبات في هذه المجالات، فإن المهام التي تبدو بسيطة يمكن أن تثقل ‫كاهلهم، مما يدفعهم إلى المماطلة، أي تأجيل الأمور والقيام بشيء آخر ‫بدلا منها.

إعلان

‫وأضاف داوسون أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ‫يركزون بشكل أكبر عندما تلبي المهام أربعة معايير رئيسية:

1- مثيرة للاهتمام: يكون إكمال المهام أسهل إذا كانت تحتوي على عناصر ‫ممتعة.

2- تمثل تحديا: إذا كانت المهمة تمثل تحديا أو كانت تنافسية بطبيعتها، ‫فإنها يمكن أن تزيد من الاهتمام.

3- جديدة: تساعد المهمة على اتباع نهج جديد أو تعلم شيء جديد.

4- عاجلة: المواعيد النهائية، على سبيل المثال، تساعد الكثير من الناس ‫على القيام بشيء محدد.

‫ويمكن للمرضى اللجوء إلى خدعة صغيرة لإنجاز المهام في الحياة اليومية؛ ‫فعلى سبيل المثال لا يعد غسل الصحون أمرا جديدا ولا مثيرا للاهتمام، ‫ولكن يمكن جعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام من خلال الاستماع إلى ‫البودكاست أثناء القيام بذلك.

‫مكافأة النفس

‫ومن المفيد والمحفز أيضا مكافأة النفس وفقا لمبدأ "العمل أولا، ثم ‫الاستمتاع". وأوضح داوسون "ابحث عن شيء تريد حقا القيام به ولن ‫تفعله إلا بعد الانتهاء من شيء آخر أقل إثارة للاهتمام".

‫الروتين

ويساعد الروتين وتطوير عادات جديدة على التأقلم بشكل أفضل في الحياة ‫اليومية، وذلك على التحو التالي:

ابدأ بتغييرات صغيرة؛ فمن المثالي البدء بشيء لا يستغرق أكثر من خمس ‫إلى عشر دقائق يوميا وتريده ويمكنك القيام به دوما. ضمان التكرار المنتظم: تشير الدراسات إلى أن الأمر يستغرق ما بين 18 و254 يوما حتى تصبح العادة راسخة. عول على الاتساق والتزم به لتعزيز هذه العادة. ولهذا الغرض يمكن ‫الاستعانة بالتقاويم والمنبهات والملاحظات من أجل عدم نسيان أي شيء ‫وترسيخ العادات. ‫التقدم بدلا من "كل شيء أو لا شيء"

‫من المهم جدا تحقيق تقدم حتى لو بسيط بدلا من اتباع نهج "كل شيء أو لا ‫شيء". وأوضح داوسون "إذا كنت تمر بيوم سيئ، فاختر أهدافا جزئية ‫أصغر، على سبيل المثال خمس دقائق من التمارين الرياضية بدلا من 30 دقيقة ‫وبدلا من التخلي عنها تماما".

إعلان

مقالات مشابهة

  • أكواد لا غنى عنها في هاتفك.. تكشف لك مواصفات جهازك ونسبة البطارية الحقيقية
  • الأزمة التي تحتاج إليها ألمانيا
  • "شكوكو".. على شاشة "الوثائقية" قريبًا
  • ارتكب خروقات جسيمة.. المحكمة الإدارية تقضي بعزل أقدم رئيس جماعة استقلالي
  • حماس: الحملة الأمنية في جنين تعزز المقاومة ولا تقضي عليها
  • الغارديان: واشنطن تسعى لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثي
  • هل تواجه صعوبات في تنظيم حياتك اليومية؟.. قد تكون مصابا بهذا الاضطراب
  • الألمانية بالقاهرة وشتوتجارت يطلقان ورشة عمل لتعاون الروبوتات غير المتجانسة في التطبيقات الصناعية
  • الجامعة الألمانية بالقاهرة وشتوتجارت يطلقان ورشة عمل لتعاون الروبوتات في التطبيقات الصناعية
  • نباتات تجذب الحب في حياتك