عربي21:
2025-03-25@06:46:56 GMT

الغارديان: هل تريد أن تقضي حياتك على شاشة هاتفك؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

الغارديان: هل تريد أن تقضي حياتك على شاشة هاتفك؟

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحافية المختصة بالشؤون العلمية، كاثرين برايس، قالت فيه "إنها كانت تحمل رضيعها وتتصفح موقع "إباي" على هاتفها في الساعة الثالثة والنصف صباحا عندما أحست وكأنها خرجت من جسدها ونظرت إلى ذلك المشهد الغريب".

وأضافت: "رأيت رضيعي يحدق في وجهي ورأيت نفسي أحملق في هاتفي.

فأصبت بالرعب. لم يكن هذا هو الانطباع الذي أردت أن يكون لدى رضيعي عن العلاقة الإنسانية، ولم يكن أيضا هو الشكل التي أردت أن أعيش بها حياتي الخاصة. قررت في تلك اللحظة أنني بحاجة إلى "الانفصال" عن هاتفي وإقامة علاقة جديدة بحدود أفضل".

وتقول "إن تلك التجربة كانت في عام 2016، وإنها لم تتمكن من العثور على كتاب يتناول سبب كون هواتفنا جذابة للغاية وما هي تأثيراتها علينا، ناهيك عن كتاب يقدم حلا، لذلك قررت أن تكتب بنفسها، حيث إن  ما تعلمته غير حياتها".

وأوضحت أن "هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا مقيدين بهواتفنا، ولكن السبب الذي وجدته الأكثر إثارة للغضب هو أن معظم التطبيقات التي تستهلك معظم وقتنا مصممة عمدا من أجل ربطنا، لأن هذه هي الطريقة التي يجني بها منشؤها المال. تعد هذه التطبيقات جزءا مما يُعرف باسم "اقتصاد الاهتمام"، حيث يتم بيع اهتمامنا، وليس السلع أو الخدمات".

وتابعت: "في هذا الاقتصاد، نحن لسنا عملاء هذه التطبيقات، بل المعلنون. نحن، في الأساس، المنتج الذي تم التلاعب به لمنح أثمن أصولنا، اهتمامنا، مجانا" مردفة أن: "السبب وراء أهمية هذا هو أن حياتنا هي في النهاية ما نوليه الاهتمام. نحن نَخبَر فقط ما ننتبه إليه، ونتذكر فقط ما ننتبه إليه". 

واسترسلت: "بالتأكيد، هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلنا نرغب، أو نحتاج، إلى الاهتمام بما هو موجود على هواتفنا. ولكن من الضروري أيضا أن نتذكر أن انتباهنا، مثل الوقت، عبارة عن معادلة محصلتها صفر: كل دقيقة تقضيها في التصفح دون قصد هي دقيقة لم ننفقها على شيء آخر، شيء قد نهتم به بالفعل. وهذا أمر مهم، لأن هذه الدقائق، عندما تتكرر على مدار ساعات وأيام وأسابيع وشهور، فهي تشكل في مجموعها حياتنا".

واستفسرت: "هل تريد أن تشعر بآثار ذلك على نفسك؟" لتجيب: "ابحث عن الوقت اليومي الذي تقضيه أمام الشاشة، وقم بإجراء العمليات الحسابية لمعرفة عدد الأيام التي تستغرقها في السنة. على سبيل المثال، أربع ساعات من استخدام الهاتف يوميا، وهو أمر نموذجي جدا، ما يزيد عن 60 يوما كاملا كل عام".

وتقول إن "صانعي التطبيقات يجذبونك من خلال محاكاة التقنيات المستخدمة في ماكينات القمار، والتي تعتبر على نطاق واسع من أكثر الآلات التي تم اختراعها إدمانا على الإطلاق. وذلك لأن ماكينات القمار مصممة لتحفيز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يساعد (من بين أمور أخرى) أدمغتنا على التسجيل عندما يكون السلوك يستحق التكرار - ثم يحفزنا على تكراره".


وأوضحت: "الدوبامين ضروري لبقاء جنسنا البشري، لأنه يضمن استمرارنا في القيام بأشياء مثل الأكل والتكاثر. لكن الشيء الصعب في أنظمة الدوبامين لدينا هو أنها غير تمييزية: إذا أدى سلوك ما إلى إطلاق الدوبامين، فسنكون متحمسين من أجل تكرار هذا السلوك، بغض النظر عما إذا كان مفيدا لنا، مثل التمارين الرياضية، أو ضارا، مثل تعاطي المخدرات أو إضاعة ساعة على  تيك توك وكلما زاد سلوك معين يؤدي إلى إطلاق الدوبامين، كلما زاد احتمال أن يصبح هذا السلوك عادة (وفي الحالات القصوى، إدمانا)".

وأضافت: "هذا يعني أنك إذا كنت تريد إنشاء منتج (أو خوارزمية) تجذب الناس، فالأمر بسيط للغاية: عليك دمج أكبر عدد ممكن من محفزات الدوبامين في تصميم منتجك. وهذا بالضبط ما فعله مصممو التكنولوجيا".

وقالت إن ؛هواتفنا وتطبيقاتها، في الواقع، مليئة بالعديد من محفزات الدوبامين، حتى أن الخبراء مثل تريستان هاريس، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمركز التكنولوجيا الإنسانية، يشيرون إلى الهواتف على أنها ماكينات القمار التي نحتفظ بها في جيوبنا. على سبيل المثال، الألوان الزاهية هي محفزات للدوبامين".

وأردفت: "كذلك الأمر بالنسبة للحداثة، والأمور التي يصعب التنبؤ بها، والترقب وكل ذلك نَخبَره تقريبا في كل مرة نفحص فيها هواتفنا. المكافآت هي أيضا محفزات ضخمة. في حالة ماكينات القمار، من الواضح أن المكافأة المحتملة هي المال. على هواتفنا، تأتي بعض المكافآت الأكثر شيوعا في شكل تأكيد اجتماعي، مثل الإعجاب أو التعليق على منشور. ولهذا السبب فإن تطبيقات مثل وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار والبريد الإلكتروني والألعاب والتسوق من السهل جدا إضاعة الوقت فيها: فهي التطبيقات التي تحتوي على أكبر عدد من محفزات الدوبامين".

إلى ذلك، حذّرت من "أنه إذا لم ندرك ما يحدث، ولم نقاومه بوعي، فقد نصبح مهيئين للبحث عن دفقات الدوبامين من أجهزتنا، لدرجة أننا، مثل فئران المختبر المدربة على الضغط على رافعة للحصول على الطعام، ننقر أو نضغط على أي شيء يَعِد بتقديمه، بغض النظر عما إذا كان له أهمية أو قيمة بالنسبة لنا".


وقالت إن "العواقب، على المستوى العالمي، مروعة". وكما كتب هاريس: "لم يسبق أن كان لدى حفنة من مصممي التكنولوجيا مثل هذه السيطرة على الطريقة التي يفكر بها المليارات منا، ويتصرفون، ويعيشون حياتهم".

كذلك، شرحت سبب تكرارنا لفحص هواتفنا وذلك لأننا أصبحنا معتادين للغاية، بفضل الدوبامين، على الاعتقاد بأن فحص هواتفنا هو سلوك يستحق التكرار، لدرجة أنه عندما لا نتمكن من التحقق من هواتفنا، غالبا ما نشعر بالقلق، ونبدأ في المعاناة من ظاهرة  "الخوف من أن يفوتنا شيء". 

وتابعت: "القلق بالطبع أمر مزعج، فماذا نفعل للتخفيف منه؟ نقوم بفحص هواتفنا وعندما نفعل ذلك، نواجه محفز الدوبامين، مما يعزز فكرة أن فحص الهواتف هو سلوك يستحق التكرار. وتستمر الدورة حتى نقوم بكسرها".

وتوضح من تجربتها أن خطواتها الأولى في عملية التخلص من سيطرة هاتفها كانت تقليل التعرض لمحفزات الدوبامين عن طريق إيقاف تشغيل معظم الإشعارات، وإخفاء أو حذف معظم التطبيقات التي تستغرق وقتا طويلا والذي كان بالنسبة لها البريد الإلكتروني والأخبار.

ثم قامت بتحويل ألوان شاشة الهاتف إلى الأبيض والأسود. كما أنشأت أيضا حدودا مادية مع هاتفها عن طريق حظره من غرفة النوم وطاولة الطعام، وشحنه في خزانة ليلا. وقالت إنها تحتفظ بكتاب أو كراسها على طاولة بجوار سريرها حيث كان يوضع هاتفها.

وقالت إنها سألت نفسها أيضا عما تريد أن تفعله حقا في وقت فراغها، وجعلت هذه الأنشطة متوفرة قدر الإمكان، بحيث عندما تشعر بالإغراء لتناول الهاتف تقوم ببديل سهل وأكثر فائدة. على سبيل المثال، كانت ترغب في تحسين عزف القيثارة، لذلك استغلت بعض الوقت الذي استرجعته من هاتفها للتسجيل في فصل دراسي جماعي.


وبدأت في ترك قيثارتها خارج صندوقها في المنزل. كما بدأت تضيع وقتا أقل على هاتفها، ونتيجة لحضور الفصل الشخصي، التقيت بمجتمع من البالغين ذوي التفكير المماثل وتكوين صداقات جديدة غير متوقعة.

وتقول في نهاية مقالها: "علاقتي بهاتفي لا تزال غير مثالية.. لكنها تحسنت بطرق لم أكن أتوقعها أبدا عندما قررت الانفصال عنه لأول مرة. أصبحت أكثر ملاحظة وأكثر حضورا. أشعر بأنني أكثر هدوءا وأكثر ارتباطا بعائلتي وأصدقائي ونفسي. تبدو الحياة أكثر جمالا. وفي هذه الأيام، بدلا من السماح لهاتفي بأن يكون إغراء لإضاعة الوقت، أحاول استخدامه بمثابة تذكير لطرح سؤال أشجعك على طرحه على نفسك: هذه حياتك. ما الذي تريد الاهتمام به؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدوبامين التكنولوجيا التكنولوجيا الدوبامين الشؤون العلمية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقالت إن

إقرأ أيضاً:

مواصفات وأسعار لينك اند كو 06 ..صور

أميرة خالد

طرحت لينك اند كو الرياضية المتعددة الاستخدام من عائلة الـ SUV صاحبة اللقب 06، والتي تقدم عبر فئتين من التجهيزات .

تأتي السيارة لينك اند كو 06 موديل 2025بمحرك بنزين سعة 4 سلندر، رباعي الاسطوانات، 1500 سي سي، قادر على انتاج قوة 181 حصانا و290 نيوتن متر من العزم الاقصى للدوران، وناقل سرعات 7 غيار DCT دبل كليتش.

‎تصل السرعة القصوى للسيارة لينك اند كو 06 موديل 2025 إلى 195 كيلومتر في الساعة، بينما تستهلك السيارة 1 لتر لكل 17 كيلومتر، وتعتمد السيارة فنيًا على تقنيات الدفع الأمامي للعجلات.

‎وتعتمد السيارة لينك اند كو 06 موديل 2025 على، مكيف هواء أوتوماتيكي، خاصية دخول السيارة بدون مفتاح، نوافذ كهربائية، مقاعد أمامية بتحكم كهربائي، 6 مكبرات صوتية، شاحن لاسلكي للفئات الأعلى تجهيزًا، بلوتوث، شاشة عدادات رقمية 10.25 بوصة، شاشة تعمل باللمس قياسها 12.3 بوصة.

‎وزودت السيارة لينك اند كو 06 موديل 2025 بفتحة سقف بانوراما، كاميرا الرؤية الخلفية، واخرى 360 درجة، 6 وسائد هوائية، فرامل مانعة للانغلاق بنظام ABS، وبرنامج التوزيع الالكتروني للفرامل EBD، مثبت سرعة، مساعد تغيير المسار، فرامل الطوارئ الذاتية، الكشف عن الزوايا العمياء.

‎وتبدأ أسعار السيارة لينك اند كو 06 موديل 2025 في السوق السعودي من 84,985 ريال، بينما يبلغ سعر الفئة الثانية 99,935 ريال.

 

مقالات مشابهة

  • قطع الخدمة عن هواتف محمولة خلال أيام.. هل هاتفك منهم؟
  • الغارديان: خطة ترامب الإمبريالية تُقوّض حقوق من ظنّوا أنهم آمنون
  • مواصفات وأسعار لينك اند كو 06 ..صور
  • كيف يفكر الأثرياء؟ 5 عادات مالية تغير حياتك
  • فايز المالكي عن البهاق: جربت كل العلاجات بلا فائدة عيش حياتك ولا تهدر وقتك .. فيديو
  • احذفها فورًا من هاتفك.. 12 تطبيقًا تصورك دون علمك وتسرق رسائل واتساب
  • «بعد خيانة ولاء لـ فهد البطل».. تعرف على صفات الشخص الخائن في حياتك
  • التزييف العميق.. مفتي الجمهورية يحذر من أخطر التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي
  • صيام الدوبامين.. كيف تتخلص من إدمان الهاتف في رمضان؟
  • متى يتم شمول عاملي التطبيقات والمنصّات الرقمية بالضمان.؟