كل ما تريد معرفته عن قدرات المدمرة الإيرانية “ألبرز” التي وصلت للبحر الأحمر
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
على الرغم أنها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها مدمرة “ألبرز” الإيرانية العملاقة مضيق باب المندب للوصول إلى البحر الأحمر، فالإبحار في المياه الدولية من المهام الاعتيادية للمدمرة الإيرانية، إلا أن وصولها في هذا التوقيت لا يبدو اعتيادياً مع التوتر المتصاعد قبالة السواحل اليمنية على البحر الأحمر.
ظروف وصول المدمرة الايرانية
ويأتي وصول المدمرة الإيرانية بعد يوم فقط من تعرض القوات البحرية التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، الحليفة لإيران، لهجوم أميركي أودى بحياة عشرة من عناصرها، وكانت تقارير غربية تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن استعدادات أميركية وبريطانية لتنفيذ هجمات ضد الحوثيين، وسبق ذلك تشكيل الولايات المتحدة تحالفا عسكريا للتصدي للهجمات الحوثية ضد سفن إسرائيلية وأخرى متجهة إلى إسرائيل للضغط عليها لوقف الحرب على غزة.
واتهمت واشنطن إيران مراراً خلال الفترة الأخيرة بالوقوف وراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مع توجيه رسائل إلى طهران للعمل على إيقاف هذه الهجمات ومنع اتساع الحرب في المنطقة، بحسب ما قاله وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مؤكداً أن بلاده ردت بالقول إن الحل في البحر الأحمر ليس عبر تشكيل تحالف عسكري الذي اعتبره “خطأ استراتيجيا” بل من خلال وقف الحرب على غزة. من جهتها، أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، الاثنين، أن “ألبزر” تقوم بمهامها الاعتيادية في المياه الحرة التي كانت تقوم بها منذ عام 2009، بغرض تأمين أمن الخطوط الملاحية والتصدي للقراصنة وتنفيذ مهام أخرى.
ويرى القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، حسين كنعاني مقدم، في حديث لـ”العربي الجديد” أن الهجمات الأميركية على القوات البحرية اليمنية، أمس الأحد، “تحمل رسالة مهمة، مفادها أن الأميركيين بصدد القيام بمغامرات في البحر الأحمر”، مؤكداً أن إرسال إيران مدمرة وقطعاً بحرية إلى تلك المنطقة أيضاً يكشف عن “رسالة دعم إيرانية لليمنيين وأنهم كحليف استراتيجي مدعوم من إيران” في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية.
ويضيف كنعاني مقدم، أن “على الأميركيين أن يعلموا أنهم إذا ما أرادوا إشعال حرب في المنطقة على قوى المقاومة فإن نيرانها ستلتهمهم”، وحول إمكانية وقوع احتكاك بين البحريتين الإيرانية والأميركية في البحر الأحمر، يقول كنعاني مقدم إن “المنطقة عندما تتأزم وتصل إلى الوضعية الحمراء، فحينئذ لا يستبعد أي احتمال خاصة إذا حاولت البحرية الأميركية عرقلة عبور المدمرة الإيرانية في البحر الأحمر”، مؤكداً في الوقت ذاته أن إيران “لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع البحرية الأميركية إلا اذا بادرت الأخيرة بإشعال مواجهة بحرية”.
قدرات المدمرة “ألبرز”
بحسب الخبير العسكري الإيراني، مرتضى موسوي، فإن مدمرة “ألبرز” صنعتها شركة “واسبر تورنيكرافت فيكرز” البريطانية عام 1969 بناءً على طلب شراء إيراني، قُدم عام 1966 لشرائها مع أربع مدمرات أخرى، والتحقت المدمرة بالبحرية الإيرانية عام 1972، أي قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وكانت المدمرة تحمل اسم “رستم” لكن اسمها تغير بعد الثورة إلى “ألبرز”.
ويضيف موسوي أن المدمرة وزنها ألف و550 طناً، وطولها يبلغ 94.5 متراً، وسرعتها أيضاً أكثر من 36 عقدة بحرية، لافتاً إلى أن البحرية الإيرانية استخدمت “ألبرز” في الحرب الإيرانية العراقية وأوكلت إليها مهام “الدفاع عن مصالح إيران الوطنية وأمن مياه المنطقة”.والمدمرة الآن تختلف عنها حين استلمتها إيران من بريطانيا قبل الثورة، إذ يقول الخبير موسوي إن الجيش الإيراني قام بتطويرها وتحديثها عام 2019 “استغرق ذلك 45 ألف ساعة عمل، وعمل فيها 250 مهندساً وتقنياً”.
وشملت التحديثات منظومات التوجيه والإبحار والمحرك والدفاع الجوي والدفاع الصاروخي والرادار المتطور وتقنية الاتصالات والحرب الإلكترونية المتطورة، وأكد موسوي أن المدمرة “تمت إعادة بنائها وتحديثها بقدرات وإمكانية محلية إيرانية بالكامل”. وتتمتع مدمرة “ألبرز” بقدرات هجومية ودفاعية في وقت واحد، وفق الخبير موسوي، الذي لفت إلى أنها تحمل صواريخ كروز “نور” بعيدة المدى ضد السفن، يبلغ مدى الصواريخ نحو 130 كم ووزنها 715 كغ ووزن رأسها الحربي 165 كغ وهي صواريخ شديدة الانفجار.
كما أن المدمرة مزودة بمنظومة “كمند” للدفاع الجوي بمدى قصير يتراوح بين 4 و5 كم، وبمسلسلات “غاتلينغ” تتمتع بسرعة إطلاق 4 إلى 5 آلاف رصاصة في دقيقة واحدة، فضلاً عن نظام “جوشن 140” المحلي الدفاعي المزود بقاذفات “شاف” التي توفر مظلة دفاعية للمدمرة أمام الصواريخ الذكية، وفق موسوي.
ويوضح موسوي أن “ألبرز” مجهزة أيضاً في مقدمتها ومؤخرتها بمدفعين (20 ملم)، متصلين أتوماتيكياً بالرادار، فضلاً عن 4 قاذفات لإطلاق أنواع طوربيدات مضادة للغواصات.
وعن مكامن الضعف في المدمرة، يقول موسوي إنها عولجت في نسختها المحدثة عام 2019 من خلال تركيب منظومات الرادار والصواريخ الهجومية والدفاعية وأجهزة الاتصالات المحدثة.
من جهته، يقول الخبير، محمد شلتوكي، لـ”العربي الجديد”، إن المدمرة مزودة بأنظمة صواريخ كروز “سطح ـ سطح” و”سطح ـ جو”، فضلاً عن “صواريخ هجومية دقيقة” للتصدي لهجمات يمكن أن تتعرض لها. ويضيف أن المدمرة تملك تقنيات تحتاجها المدمرات، مشيراً إلى أنها “مشاركة فاعلة في مهمات البحرية” الإيرانية. ويشير شلتوكي إلى أن “ألبرز” مزودة بصواريخ كروز يصل مداها إلى 300 كم لضرب الأهداف البحرية في هذا الشعاع، لافتاً إلى أنها أيضاً قادرة على التصدي للهجمات الجوية من خلال صواريخ “سطح ـ جو” دقيقة، حسب توصيفه.
مرتبطالمصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: البحر الاحمر البرز المدمرة الايرانية باب المندب فی البحر الأحمر أن المدمرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي يمكننا تعلمه من ظاهرة “قمر الدم” النادرة؟
في ليلة 13 مارس وحتى ساعات الصباح الأولى من 14 مارس، سيستمتع عشاق الفلك بحدث فلكي نادر وهو الخسوف الكلي للقمر.
وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم “القمر الدموي” أو “قمر الدم”.
ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.
وستحظى أمريكا الشمالية والجنوبية بمشاهدة واضحة لجميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية المذهلة، أما في أوروبا الغربية، فسيغرب القمر وهو ما يزال في مرحلة الكسوف.
وسيتمكن سكان غرب إفريقيا من رؤية الخسوف الكلي مع غروب القمر، وسيتمكن سكان أستراليا ونيوزيلندا من رؤية المراحل الأخيرة من الخسوف مع شروق القمر في 14 مارس.
لكن الخسوف ليس مجرد عرض فلكي ممتع، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة. على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة اليونانيون أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.
ما نتعلمه من الخسوف اليوم
– الغلاف الجوي للأرض: أثناء الخسوف الكلي، يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يتسبب في تشتت الألوان ذات الطول الموجي القصير، مثل الأزرق والأخضر، بينما تصل الألوان الحمراء والبرتقالية إلى القمر. وهذا يفسر سبب ظهور القمر باللون الأحمر أثناء الخسوف، وهو نفس السبب وراء الألوان الدافئة التي نراها أثناء شروق الشمس وغروبها.
ويمكن للون القمر أثناء الخسوف أن يخبرنا عن تغيرات في تركيب الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المثال، بعد الانفجارات البركانية الكبيرة، قد يظهر القمر بلون بني رمادي داكن بدلا من الأحمر.
– دراسة سطح القمر: تستخدم المركبات الفضائية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO) التابعة لناسا لدراسة القمر أثناء الخسوف. ولاحظ العلماء أن سطح القمر لا يبرد بشكل موحد أثناء الخسوف، ما يكشف عن اختلافات في خصائص سطحه، خاصة حول الفوهات الصغيرة.
– تأثير الخسوف على المركبات الفضائية: المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO)، تتأثر بالخسوف لأنها تفقد ضوء الشمس المباشر لساعات. لذلك، يتم إعدادها مسبقا لشحن البطاريات بالكامل قبل الخسوف، وإيقاف الأجهزة مؤقتا لتوفير الطاقة، ثم إعادة تشغيلها بعد انتهاء الخسوف.
– مستقبل دراسة الخسوف: مع استمرار هبوط المزيد من المركبات الفضائية على القمر وبدء عملياتها العلمية، بالإضافة إلى خطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر عبر برنامج “أرتميس” (Artemis)، سنتعلم المزيد عن تأثير الخسوف على القمر نفسه.
وتقول كريستين شوبلا، مديرة التعليم في معهد الكواكب القمرية: “على عكس كسوف الشمس، الذي يمكن أن يراه فقط الأشخاص الموجودون على مسار ظل القمر، يمكن رؤية خسوف القمر من قبل أي شخص يمكنه رؤية القمر في ذلك الوقت”. وفي هذا الحدث للخسوف، سيتمكن أكثر من مليار شخص من رؤية القمر يتحول إلى اللون الأحمر.