صفقة ضخمة بوساطة إماراتية.. روسيا وأوكرانيا تتبادلان أسرى الحرب
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
قالت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، إن 230 أسير حرب أوكرانيا عادوا إلى ديارهم، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدورها إطلاق سراح 248 جنديا روسيا من الأسر الأوكراني.
وأوضحت الوزارة أن الصفقة تحققت بفضل جهود الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات.
ولم يصدر إقرار فوري من الإمارات، التي حافظت على علاقات تجارية وثيقة مع موسكو طوال الحرب الروسية على أوكرانيا.
وجاءت عملية تبادل الأسرى الضخمة في أعقاب صفقات أخرى مماثلة خلال وقت سابق من الحرب، التي تقترب من إكمال عامها الثاني.
وقالت روسيا الأربعاء أيضا إنها أسقطت 12 صاروخا أطلقت على إحدى مناطقها الجنوبية المتاخمة لأوكرانيا، في الوقت الذي تسعى فيه قوات كييف إلى إحراج الكرملين ودحض زعم الرئيس فلاديمير بوتين بأن الحياة تسير بشكل طبيعي رغم الحرب المستمرة منذ 22 شهرا.
وقال حاكم منطقة بيلغورود أوبلاست، فياتشيسلاف غلادكوف، عبر تيليغرام، إن الوضع في مدينة بيلغورود الحدودية، التي تعرضت لجولتين من القصف صباح الأربعاء، "لا يزال متوترا".
وأضاف أن "أنظمة الدفاع الجوي نجحت"، واعدا بمزيد من التفاصيل حول الأضرار المحتملة بعد تفقد المنطقة في وقت لاحق من اليوم، وهو جزء من عطلة رأس السنة الجديدة في روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا أطلقت صاروخين من طراز "توشكا-يو" وسبعة صواريخ على المنطقة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أعقبتها ستة صواريخ من طراز "توشكا-يو" وستة صواريخ "فيلكا" يوم الأربعاء.
ويصل مدى نظام الصواريخ "توشكا-يو" السوفيتي الصنع إلى 120 كيلومترا، مع رأس حربي يمكنه حمل ذخائر عنقودية. وتلقت أوكرانيا بعض الذخائر العنقودية من الولايات المتحدة، لكن يمكن لصاروخي "توشكا-يو" و"فيلكا" استخدام ذخائرهما العنقودية.
وتعرض الجانب الروسي من الحدود لهجمات متكررة بشكل متزايد في الأيام الأخيرة. طوال فترة الحرب، تم استهداف القرى الحدودية بشكل متقطع بنيران المدفعية والصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة الأوكرانية التي يتم إطلاقها من الغابات الكثيفة حيث يصعب اكتشافها.
وفي الآونة الأخيرة، عندما أطلقت روسيا الصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية، استهدفت قوات كييف العاصمة الإقليمية لبيلغورود، التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمال خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.
وتعد بيلغورود، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 340 ألف نسمة، أكبر مدينة روسية بالقرب من الحدود. ويمكن الوصول إليها بأسلحة بسيطة نسبيا ومنقولة مثل قاذفات الصواريخ المتعددة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
وقف الحرب الأوكرانية.. أول اختبار لسياسة ترامب
لا أحد يعرف تماماً ما هي الخطط التي من شأنها أن تجعل الرئيس الامريكي المنتخب يفي بتعهده وضع حد للحرب في أوكرانيا، في غضون يوم من تسلمه السلطة.
عقبات كثيرة تعترض السلام
مع ذلك، إذا لم يحصل تغير جذري من جانب ترامب بعد لقائه الرئيس جو بايدن في المكتب البيضوي اليوم، فإن سياسة واشنطن في شأن الصراع تقترب من تغيير جوهري، لا تزال عواقبه غير واضحة.
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن ترامب يراهن على سمعته في السياسة الخارجية بهدف وضع نهاية سريعة للحرب، لكن ليس من المؤكد إطلاقاً، بأنه سيتمكن من إرغام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على "إبرام اتفاق".
هناك عقبات كثيرة تعترض السلام. إذ إن زيلينسكي وقع مرسوماً عام 2022 يحظر على كييف إجراء محادثات مع روسيا ما دام بوتين في السلطة.
وينص أيضاً على أنه لا يمكن كييف التنازل رسمياً عن الأراضي لروسيا، إلا إذا تمت الموافقة على هذه الخطوة في استفتاء وطني، وهو أمر تظهر استطلاعات الرأي أنه غير مرجح.
ومع ذلك، قدمت واشنطن الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، واقترح ترامب أنه سيوقف هذه المساعدات، إذا رفض زيلينسكي التفاوض على وقف النار مع الكرملين.
ويكاد يكون من المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى نهاية المقاومة الأوكرانية واسعة النطاق في ساحة المعركة.
ووصف ترامب زيلينسكي، بأنه "أعظم بائع على وجه الأرض" لقدرته على تأمين عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية لكييف، بينما اتهمه أيضاً بأنه المسؤول عن الغزو الروسي.
في المقابل، أشاد ترامب ببوتين باعتباره زعيماً قوياً وتفاخر بأن لديه "علاقة جيدة جداً" معه. كما وعد بـ"إخراج" واشنطن من الحرب.
???? Analysis: Trump’s pledge to end Ukraine war faces opposition on both sides ⬇️ https://t.co/UfWR65E0u6
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) November 12, 2024وعلى رغم كل هذا، يقال إن بعض المسؤولين في كييف دعموا سراً فوز ترامب في انتخابات الأسبوع الماضي.
وقد شعر الكثيرون بالإحباط علناً بسبب فشل إدارة بايدن في تسليم الأسلحة بكميات كافية وفي الوقت المحدد، مما أدى إلى مقتل المزيد من الأوكرانيين في ساحة المعركة. ورغم عدم الحديث عن الاستسلام للروسيا، لكن هناك وعي بأن شيئاً ما يجب أن يتغير.
دعم أوكراني سري لترامبوكتب رئيس كلية كييف للاقتصاد وزير الاقتصاد الأوكراني السابق تيموفي ميلوفانوف على منصة إكس :" كان الكثير من المسؤولين الأوكرانيين يفضلون سراً فوز ترامب ...لا أعرف ما إذا كانوا على حق، ولكن هناك شيء واحد واضح – ترامب سيدفع نحو التوصل إلى حل، شئنا أم أبينا".
وفي حين سيكون لترامب نفوذ أكبر على زيلينسكي، فمن غير الواضح ما هي الحوافز التي يمكن أن يقدمها لبوتين لحمله على وقف الحرب. فرغم تكبد روسيا خسائر فادحة، فإن القوات الروسية تحقق تقدماً سريعاً في ساحة المعركة في شرق أوكرانيا.
القرموسبق لبوتين أن قال إن السلام ممكن فقط، إذا سلمت أوكرانيا أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد، إلى شبه جزيرة القرم. كما طالب كييف بالتخلي رسمياً عن أي خطط للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ولم يعطِ أي مؤشر منذ فوز ترامب في الانتخابات على استعداده لتخفيف مطالبه أو قبول حكومة موالية للغرب في كييف.
???? Analysis: Trump’s pledge to end Ukraine war faces opposition on both sides ⬇️ https://t.co/UfWR65E0u6
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) November 12, 2024وكتبت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا، في مقال لمركز كارنيغي للأبحاث: "لا يوجد لدى أي زعيم غربي - بما في ذلك ترامب - خطة لإنهاء الحرب تكون مقبولة لبوتين".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب، حذر في وقت سابق، من أنه سيزيد بشكل كبير شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا إذا رفض بوتين خططه للسلام. ويمكنه أيضاً منح أوكرانيا الإذن باستخدام الصواريخ الغربية طويلة المدى لضرب أهداف في عمق روسيا، وهو الأمر الذي رفضته إدارة بايدن حتى الآن. وبدورها، حذرت روسيا من أن التدخل الغربي المتزايد في الحرب، قد يؤدي إلى حرب نووية.
ووفقاً لمحلل الأمن الأوروبي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إد أرنولد فإنه "يمكن ترامب أن يغير موقفه حول دعم أوكرانيا وموقفه من روسيا". وأضاف: "قال زيلينسكي إنه لن يتفاوض شخصياً مع بوتين، ولكن إذا كان هناك ما يكفي من الضغط، فقد يغير هذه السياسة. لكن نظراً إلى موقع روسيا وأوكرانيا، فليس هناك الكثير مما يمكنهما التفاوض في شأنه".