3 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تتجه القوى السياسية العراقية، عدا التيار الصدري، نحو التخلي عن فكرة الانتخابات المبكرة، والإبقاء على الحكومة الحالية بدورة كاملة، حتى نهاية عام 2025.

وتأتي هذه التطورات في ظل الخلافات السياسية التي تعصف بالعراق منذ إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وترى تحليلات ان هناك عدة عوامل تدفع القوى السياسية العراقية الى الخلافات حول الانتخابات المبكرة، منها الخلافات السياسية التي تعصف بالعراق، وانحسار المطالب الشعبية بإجراء انتخابات مبكرة.

كما أن هناك عدة عوامل تدفع القوى السياسية العراقية نحو الإبقاء على الحكومة، منها رغبة القوى السياسية في الحفاظ على مكاسبها السياسية، حيث يخشى البعض من أن يؤدي إجراء انتخابات مبكرة إلى فقدان بعض القوى السياسية لمقاعدها في البرلمان فضلا عن صعوبة توافق القوى السياسية على قانون الانتخابات، حيث لا تزال القوى السياسية تختلف حول عدة قضايا أساسية في قانون الانتخابات، مما قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات المبكرة.

ويعارض التيار الصدري الإبقاء على الحكومة، الأمر الذي يوفر فرص واصلة الضغط على القوى السياسية الأخرى من أجل إجراء انتخابات مبكرة، وهو الخيار الذي قد يؤدي إلى مزيد من الخلافات السياسية لكن قبول الإبقاء على الحكومة، قد يؤدي إلى خسارة التيار الصدري بعض شعبيته.

ويُعدّ مطلب إجراء انتخابات مبكرة من أبرز مطالب التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، الذي طالب بها قبل تشكيل حكومة السوداني من قبل “الإطار التنسيقي”، وقبل اعتزاله العمل السياسي.

وقال القيادي في ائتلاف “دولة القانون أن “القوى السياسية الداعمة لحكومة السوداني، مع استمرار هذه الحكومة بدورة كاملة وعدم إجراء أي انتخابات مبكرة، والباب مفتوح بأي وقت لعودة التيار الصدري للمشهد السياسي، ولا يوجد أي تهميش أو إقصاء لهم كما يريد البعض الترويج لذلك”.

وأضاف المطلبي أن “الذهاب نحو الانتخابات المبكرة، يتطلب اتفاقاً سياسياً واسعاً، ولا يمكن فرض هذا الأمر على كل الأطراف السياسية، لأن خطوة كهذه لا يمكن أن تحصل إلا بعد حل البرلمان نفسه، وهذا الأمر متفق عليه بين الكتل والأحزاب، بالتالي إن تحقيق خطوة مثل هذه يتطلب اتفاقاً سياسياً، والأمر ليس بيد الحكومة فقط”.

وفي المقابل، رأى المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي، في حديثٍ، أن “عدم الذهاب نحو الانتخابات المبكرة أمر متوقع جداً، فهناك قوى بالإطار التنسيقي تريد إكمال السيطرة على كامل الدولة من خلال الحكومة الحالية وفي ظل غياب التيار الصدري، ولا تريد إفساح المجال لعودة الصدريين عبر بوابة الانتخابات المبكرة”.

مصادر في الاطار التنسيقي في تواصل المسلة معها ترى ان هذا الموقف يعكس تحولاً ملحوظًا في آفاق السياسة العراقية، حيث يظهر استعداد بعض القوى السياسية للتخلي عن الفكرة المبكرة للانتخابات والإبقاء على الحكومة حتى نهاية دورتها. وهذا التحول يمكن أن يكون ناتجًا عن استعداد الأطراف للتعامل مع الظروف التي تواجه البلاد، والتي تتضمن تحديات أمنية واقتصادية متعددة.

كما أن هذه الخطوة محاولة لتجنب الفراغ السياسي الذي قد ينشأ  خصوصًا مع التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها العراق. كما قد تكون هذه الخطوة تعبيرًا عن الحاجة إلى استقرار سياسي لتمكين الحكومة من التركيز على التحديات الرئيسية الموجودة، مثل مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

مع هذا التحول في الاتجاه السياسي، قد تظهر بعض الانقسامات والتباينات داخل الساحة السياسية، خاصة بين القوى التي تدعم فكرة الانتخابات المبكرة وتلك التي ترغب في الاستمرار بالحكومة لفترة أطول. هذا الانقسام قد يؤدي إلى تشتت المشهد السياسي وعدم تحقيق الاستقرار المطلوب في العمل الحكومي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إجراء انتخابات مبکرة الانتخابات المبکرة القوى السیاسیة التیار الصدری على الحکومة قد یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

تلافيف محنتنا المزمنة

بقلم عمر العمر

على الرغم من انبثاق الحركة الوطنية السودانية قبل غيرها في افريقيا وأسبقهن في الفوز بالاستقلال، إلا أنها لم تبرأ بعد من متلازمتين مزمنتين منذ مرحلة الطفولة المبكرة؛ التشظي والتعلق بالخارج. كما أنها ظلت تقاسي معضلتين بيئيتين؛ تباين قومياتها تباين تضاريس بلدها الجغرافية وتعرض بنيانها السياسي لعدوان عنف البادية في فترات متباينة منذ تدمير ممالكها في القرن الرابع عشروالسادس عشر. تلك الرزايا جعلت عملية التعافي الذاتي ثم الإصلاح العام مهمتين عصيتين عالقتين فوق رؤوس الطبقة السياسية من الأجيال المتعاقبة. كذلك معضلة أخرى ،فمع أن العاطفة الإسلامية لعبت دورا في إذكاء الروح الوطنية إبان النضال المهدوي إلا أنها تحولت لاحقا إلى إسفين تشقيق في قاعدة النضال الوطني.
*****

من صدف التاريخ أن الاستعمار التركي لم يكن منتج ويلات فقط . فمن غير الممكن إنكار انجازه دولة موحدة وضعت لبنات جهاز إداري أفادت منه الدولة المهدية. لكن من مفارقات التاريخ أن الدولة الوطنية الاولى ألحقت أضرارا ماحقة بقطاعات واسعة من السودانيين . حتى إذا ما نجح الاستعمار البريطاني في تصفية دولة الخليفة التعايشي تفشى قدر من الارتياح بين تلك القطاعات. لعل أبرزها زعماء الطوائف، رؤوس قبائل ، كما الشيوخ ،العلماء بالاضافة إلى الطبقة الوسطى من سكان المدن المتحررة من ممارسات عنف البادية القادم في ظل القبائل الزاحفة من الغرب فعودة الصفوة إلى مواصلة انفتاحها على الثقافة الغربية.
*****

لعل هم البريطانيين ارتكز في مهمة الفتح على صد فرنسا عن التوغل في السودان(فاشودة) أكثر من ردهم المستعمرة إلى مصر وقد تحمّلت عبء التمويل والتجييش.كما استأنفت سلطة الاستعمار البريطاني من حيث انتهى الأتراك . لكن الصفوة السودانية لم تتخل وهي تواصل انفتاحها على الثقافة الأجنبية عن مشاعرها الوطنية .غير أنها علقت في التشظي إذ طغى ولاؤها المقسم بين بريطانيا ومصر على مهمة غرس ،بث وتكريس الروح القومية.منذ تحليق(جمعية الاتحاد السوداني) في الفضاء السياسي الوطني ظلت كل الاحزاب السودانية في حالة تناسل اميبي ،ولا تزال.جمعية الاتحاد بقيادة عبيد حاج الامين نشأت في العام ١٩٢٠ انشطرت في مهدها جناحين ؛احدهما سياسي يتبنى العمل االعلني والآخر ثقافي ينحو إلى السرية. لعل أول مظاهرة شهدتها العاصمة المثلثة في ١٩ يونيو ١٩٢٤تعكس وله أبكار الحركة الوطنية بالخارج أذ كان شعارها (تحيا مصر).!فثمة قطاع سوداني آخر مناهض ميال للتعاون مع بريطانيا.
*****

من جينات وأعراض التشظي نشوء الحركة الوطنية على ثلاثة محاور ؛ جماعة الفجر ونادي الخريجين في ام درمان، والجمعية الأدبية بودمدني. هذا المثلث زادت أضلاعه وتباعدت مع الأحداث دون التوجه لجهة التقارب بغية تشكيل كتلة وطنيةموحدة البتة.ربما يتساءل المرء عن حال ذلك الجيل فيما لو لم يكن محظوظا بوجود جورج سايمنز الحاكم العام وقتئذٍ وماتمتع به من حنكةسياسية وادارية!والسيد عبد الرحمن المهدي بكل ثقل هيبته،نفوذه وطموحه؟ كلاهما ساهما دون تلاق- كل من منطلقه و لغاياته - في توفير بيئة ملائمة مشجعة على بلورة مؤتمر الخريجين وعاء لحركة وطنية. غير أن هذه الحركة الوليدة لم تنج من متلازمة الوله بالخارج إذ تنازعت مصر وبريطانيا ولاء أعضائها فسقطت الحركة برمتها في فخاخ التشظي.
*****

الردة من الدولة الوطنية في العام ١٨٩٨ أدخل السودان بأسره في حالة تنازع بين مصر وبريطانيا على نحو متشعب . تلك حالة زادت من ارتباك صفوة الافندية على درب العمل الوطني.لذلك جاءت مقالات حسين شريف (السودان للسودانيين) معلما فكريا بارزا في تاريخ الحركة السياسية حسب توصيف الدكتور العالم جعفر محمد علي بخيت،ملأ الله قبره بالنور والمغفرة.فتلك المقالات توجهت إلى استنهاض الروح القومية . في كتيب دكتور بخيت المعنون( الادارة البريطانية والحركة الوطنية في السودان)جهد باحث منقب راصد صبور ثاقب الرؤية في تتبع ودراسة تشكل الحركة السياسية وعناصر تنازعها الذاتية في ظل السلطة الاستعمارية وانعكاساتها عليها سلبا وإيجابا .كما ترصد الدراسة تأثيرات الارستقراطية الطائفية في الاتجاهين على قوى الحراك الوطني.
*****

لو توسم أحد الباحثين منهج دكتور بخيت في متابعة رصد مسار الحركةالسياسية المعاصرة منذ فجر الاستقلال لوجدها لاتزال مثقلة بأمراض مرحلة الطفولة و النشوء عاجزة عن تشكيل جبهة وطنية موحدة،مهجوسة بوله الخارج حد ترقبه يأتي إليها د وماً بحلول لأزمات الوطن ولو كانت بصنع أيديها. محنة الحركة السياسية انها خلت إلا شحيحا من المساهمات الفكرية.أسوأ من ذلك لم ينصب جهد الجائلين فيها على الركض في المضمار السياسي دون بوصلة عقلانية فقط بل ظل جل تركيزهم على المناصب والمكاسب الضيقة.هذا القصور الفكري أفضى بدوره إلى تغييب ثقافة الحوار. مما زاد الأزمة استحكاما اعتصار قبضة الأنظمة العسكرية المتعاقبة ماتبقى من فرص بناء تنظيمات سياسية تتحصن بالحد الأدنى بشروط العمل الوطني البناء.
*****

كأنما توارثت القوى السياسية جينات هذه المحنة إذ لاتزال قياداتها غير قادرة على تكريس ثقافة الحوار، لا تزال عاجزة عن انتاج أدب سياسي منير ،لا تزال تمارس التشظي الأميبي ،من ثم ضاعت أدوات ومنابر العمل الجماعي الناجح وبالتالي غاب وجود كتلة وطنية موحدة تستهدي بمشروع وطني شامل.بل لا تزال قيادات العمل السياسي تنتظر انفراجات وحلولا ترد من الخارج. حتى في سياق هذا الوله المزمن لا يزال لكل وجهة موليها في المحيط الإقليمي أو على الصعيد الدولي.

aloomar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • المرزوقي في حوار مع عربي21: هذه سيناريوهات ومآلات الأزمة التونسية
  • المرزوقي في حوار ساخن مع عربي21: هذه سيناريوهات ومآلات الأزمة التونسية
  • تلافيف محنتنا المزمنة
  • حشد الوحدوي: نرحب بإعلان لجان مقاومة السودان وقرارهم بفتح الميثاق الثوري للتوقيع بواسطة القوى السياسية
  • الانتخابات المبكرة كابوس المتغلغلين.. ولايقود إليها سوى طريق لي الأذرع
  • الانتخابات المبكرة كابوس المتغلغلين.. ولايقود إليها سوى طريق لي الأذرع-عاجل
  • الفريق البرهان بطل قومي! سباحة عكس التيار!
  • الصحف الفرنسية تبرز ردود الأفعال على رسالة ماكرون حول نتائج الانتخابات التشريعية
  • القوى السياسية بالجوف تستنكر محاولات الإصلاح تقويض وحدة الصف الجمهوري
  • الفشل يهدّد اجتماع الاتحاد الأفريقي لوقف الحرب في السودان بعد مقاطعته من القوى السياسية والعسكرية الأساسية