الغوريلا الجبلية برواندا.. قصة نجاح في الحفاظ على البيئة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تشهد أعداد الغوريلا الجبلية في رواندا انتعاشا ملحوظا بعد عقود من مواجهة التهديدات من البشر.
بعد أن كانت مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر والنزاعات المسلحة والأمراض، أصبحت الرئيسيات الآن تزدهر بفضل جهود الحفاظ عليها.
في قلب سلسلة جبال "فيرونجا"، يرشد الحراس مجموعة عبر الغابات المطيرة بحثًا عن أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في العالم: الغوريلا الجبلية.
يشارك Dusabimana رؤى قيمة حول التفاعل مع هذه المخلوقات المهيبة. ويحذر، "إذا سمعت أي حيوان فضي يقول "آه"... عليك أن تنتبه.
إذا سعل، فهو لا يريدك أن تقترب؛ بل يريدك أن تتراجع."
في عمق الغابة، تكتشف المجموعة الغوريلا، ويعرب دوسابيمانا، الذي يعمل مع هذه العائلة منذ عقدين من الزمن، عن دهشته من علاقتها الوثيقة بالبشر.
على الرغم من التشابه الوراثي، واجهت هذه الغوريلا تهديدات من الصيادين غير القانونيين والصراعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في عام 2008، قدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن هناك 680 شخصًا فقط من الغوريلا الجبلية متبقية في البرية.
ومع ذلك، شهدت الجهود الأخيرة منعطفا إيجابيا. ويشير دوسابيمانا إلى أنه "بالنسبة للتعداد السكاني الذي أجريناه في عام 2018، كان هناك 1063 غوريلا جبلية.
ويتزايد عدد الغوريلا الجبلية، وهو في ازدياد".
وقد ساهمت مبادرات الحفاظ على البيئة، بما في ذلك دوريات مكافحة الصيد الجائر وإزالة الأفخاخ، في ازدهار أعداد الغوريلا.
وقعت آخر حادثة صيد غير مشروع للغوريلا في رواندا في عام 2002، مما يمثل علامة بارزة في نجاح الحفاظ على البيئة.
بينما تستمتع عائلة الغوريلا بوجبة هادئة، يشرح دوسابيمانا حاجتهم إلى فترات راحة والتواصل الاجتماعي.
ويؤكد على أهمية جهود الحفظ هذه في ضمان بقاء هذه المخلوقات، التي تعيش في مناطق محاطة بالأراضي المزروعة بكثافة، مما يمثل مخاطر مستمرة.
وبينما تستمر التحديات، هناك أمل في أن تستمر هذه الغوريلا الجبلية المهيبة في الازدهار في الغابات لأجيال قادمة، مما يعرض قصة نجاح التزام رواندا بالحفاظ على البيئة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكونغو رواندا الحفاظ على البیئة
إقرأ أيضاً:
خبيران: هناك ما هو أخطر من الدم في أزمة جنين
رام الله المحتلة- على ضوء استمرار العملية الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، شمالي الضفة الغربية، حذر خبيران من انعكاسات تتجاوز الدم السائل في المخيم، إلى ما هو أخطر.
الخطر، وفق الخبيرين، يتعلق بانعكاسات وتأثيرات ما يجري من تحريض وتجييش وحقد على بنية المجتمع الفلسطيني ووعيه وثوابته والتي قد تطول، فضلا عن حرف الأنظار عن مأساة العصر في غزة، والتي تستوجب مجتمعا متماسكا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يأس ومعاناة.. المسيحيون في غزة تحت القصف الإسرائيليlist 2 of 2الفيلم الفلسطيني "خطوات".. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحايا الحروبend of listوفي أحدث معطيات عن ضحايا العملية الأمنية في جنين، قالت الهيئة الفلسطينية المستقلة إن 11 فلسطينيا قتلوا، بينهم 5 من عناصر الأمن، و6 من المدنيين.
الخطر الأكبر
ومنذ 3 أسابيع تدور اشتباكات مسلحة في مخيم جنين بين عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والمقاومين المتحصنين من كتيبة جنين بداخله، والذين تصفهم بـ"الخارجين عن القانون".
رافق العملية الأمنية تجاذب كبير وخطاب تحريضي مليء بالحقد والكراهية والتخوين مسّ بما يعتبره الفلسطينيون ثوابت كـ "المقاومة" وفكرة "المخيم"، عكسته شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن حشد السلطة لمؤسساتها والنقابات والعشائر وحتى القطاع الخاص لدعم موقفها.
يقول المحلل والباحث السياسي جهاد حرب للجزيرة نت إن خَطَر حالة التحريض والتجييش القائم اليوم "أكبر بكثير من حجم الدم الذي سال ويسال على مدى نحو 20 يوما في مخيم جنين".
إعلانوأوضح أن ما نشهده من تحريض "يؤثر على بنية المجتمع الفلسطيني والمفاهيم القائمة لديه في ظل خذلان عام في الشارع الفلسطيني من كل الجهات، وأزمة مستمرة للقضية الفلسطينية بشكل عام".
وقال إن "حالة التحريض القائمة تبث الفرقة بين الفلسطينيين، ويمكن أن تتطور حولها أو من خلالها الكثير من الإشكاليات المستقبلية بين الفلسطينيين، لذلك الخطر الداهم على المجتمع الفلسطيني هو حالة التحريض القائمة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بين جميع الأطراف".
حركة فتح في جنين تنظم مسيرة بمناسبة ذكرى انطلاقة فتح، ودعماً للأجهزة الأمنية والرئيس محمود عباس. pic.twitter.com/qCRAg0WTmp
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 29, 2024
كراهية وحقدولم يستبعد حرب أن "تنشأ إشكاليات في المجتمع الفلسطيني وبين العائلات وفي العائلة ذاتها، بسبب الانتماءات السياسية القائمة والجدل العالي فيما يتعلق بلغة الخطاب القائمة اليوم على خلفية ما يجري في جنين، وهي تتويج لسنوات عديدة من التراكم في المشهد ذاته".
وأشار إلى خطاب مشابه لما يجري اليوم -وإن كان بدرجة أقل- حدث عام 2021 بعد مقتل المعارض نزار بنات "لكن عاد هذه المرة بشكل أقوى فيما يتعلق بخطاب الحقد والكراهية والتحريض الذي يؤسس لنزاع في المجتمع الفلسطيني لا تحمد عقباه مستقبلا".
ويضيف أن أحد أبرز أسباب الخلاف "إستراتيجية النضال لكل طرف" داعيا إلى إعادة النظر "في كل أشكال النضال من أجل استعادة النهضة الفلسطينية ونهضة المقاومة لسنوات والتعافي من الآثار سواء في غزة أو الضفة".
ولتجاوز الأزمة وتحقيق التقارب المجتمعي دعا إلى "مزيد من الانخراط في دعم قطاع غزة في كل المجالات والتطوع من أجل ذلك سواء معنويا أو ماديا".
ورغم فشل الفصائل في الاتفاق على برنامج سياسي موحد، دعا إلى "تجديد الحوار السياسي لما له من أثر في إذابة جليد الحقد والكراهية وتخفيف خطاب التحريض".
"فش ولا مسلح من الكتيبـ.ـة في المنطقة".. والد الصحفية شذى الصباغ يحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن ارتقاء ابنته بمخيم جنين بالرصاص#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/8XZUAXD6pb
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 29, 2024
إعلان تحييد المجتمعمن جهته، يقول أستاذ علم النفس بجامعة الخليل، الدكتور كامل كتلو، إن لأحداث جنين "تأثيرات معطلة وسلبية على الحياة النفسية والاجتماعية والتماسك بالمجتمع الفلسطيني".
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى "تأثيرات بعيدة المدى، تزيد من تفاقم وتشظي الهوية الوطنية الفلسطينية، خاصة في ظل ظروف قاسية يعيشها قطاع غزة تحديدا، والتي تستوجب وحدة الجميع خلف هوية واحدة بعيدا عن الاتهامات المعطلة للحياة اجتماعيا واقتصاديا".
تحدث كتلو عن "آثار نفسية مؤلمة جدا جدا، وحرف للأنظار عن الواقع الصعب وإبادة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلا في قطاع غزة".
وقال إن ما يجري في جنين "أدى إلى تحييد جزء كبير من المجتمع عن بؤرة ودائرة الصراع الفعلي الحقيقي مع الاحتلال باتجاهات أخرى وهذا شيء له تأثيرات بعيدة المدى".
وأضاف "في هذا الوقت الصعب، نحن بحاجة لأن نكون متماسكين من ناحية نفسية وبوصلتنا تشير في اتجاه الوحدة والصمود والمقاومة".
"كتيبة جنيـ.ـن": "نضع بين أيديكم الأفعال السوداء التي تقوم بها السلطة بحق مخيم جنين"#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/19S8DLiJQs
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 28, 2024
العلاج في غزةوتابع أن ما يحدث في جنين -فضلا عن كونه نتيجة لتباين في الرؤى ووجهات النظر- يستوجب "إعادة النظر في قضية التعاقد على هوية واحدة جامعة، وهذا يحتاج من الجميع تنازلات للوصول إلى نقطة التقاء بين الجميع".
ويرى كتلو أن "الأغلب يدافع عن هويته الحزبية الذاتية أكثر من الهوية الجامعة، في وقت باتت فيه شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر تشكيلا لوعي الناس وباتجاه سلبي، فضلا عن وسائل الإعلام غير النزيهة".
يستبعد الأكاديمي الفلسطيني وجود "وصفة سحرية لرأب الصدع" مشيرا إلى أهمية ما قد تحققه غزة من إنجازات سواء بصفقة أو في الميدان والذي سينعكس إيجابا على المجتمع الفلسطيني.
إعلانوشدد على الحاجة للحكمة وتقديم التنازلات في هذه المرحلة كي يعيد الفلسطينيون تماسكهم ووحدتهم بالمعنى الحياتي اليومي.
وتحدث عن "أهمية الحفاظ على هوية ورمزية المخيم في الوعي الفلسطيني، وعدم المساس بها كونها رمزا للعودة وبقاؤها رمز لاستمرار مأساة التهجير".