حسن نصر الله : جريمة اغتيال العاروري لن تبقى دون ردّ أو عقاب
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
قال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله اليوم، مساء اليوم الأربعاء 3 يناير 2024، في كلمة، من الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اغتيل القياديّ في حماس ، صالح العاروري، أمس الثلاثاء، إن "القضية الفلسطينية كانت في طريقها إلى النسيان قبل ’طوفان الأقصى’"، الذي نفّذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن الهجوم المباغت، وجّه "ضربة قاصمة لمسار التطبيع".
وعَدّ نصر الله، أن انخراط حزب الله في الحرب وفتحه "جبهة المواجهة منذ الثامن من أكتوبر، أفقد إسرائيل عنصر المفاجأة"، مضيفا أن "ما صار بالأمس خطير جدا، لأنه اعتداء على الضاحية الجنوبية، وهو الأول منذ عام 2006".
وأضاف: "مستعدون للذهاب في مسار الحرب إلى آخرها دون ضوابط"، وأن "جريمة اغتيال العاروري لن تبقى دون ردّ أو عقاب".
وقال نصر الله إنه "لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني لديه صورة نصر حتى الآن"، مشدّدا على أن إسرائيل "تحاول تقديم صورة نصر باغتيالها العاروري"، الذي عزّى في استشهاده "ورفاقه بعدوان إسرائيلي على الضاحية الجنوبية"، مضيفا أنه سيلقي خطابا آخر يوم، الجمعة المقبل.
وأضاف أن "طوفان الأقصى أسقطت صورة إسرائيل في العالم، التي ساعد عليها الإعلام الغربي"، مضيفا أنها "أكدت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى أرضه أو قضيته"؛ كما أشار إلى أن "الهدف الحقيقي للعدوان الإسرائيلي هو تهجير سكان قطاع غزة "؛ كما قال إن "من نتائج طوفان الأقصى أنه دمر صورة أميركا التي تم الترويج لها وقدمها في أبشع حقائقها".
ورأى أنه "من نتائج طوفان الأقصى، ارتفاع التأييد للمقاومة وخيار المقاومة داخل فلسطين وعلى مستوى الأمة". وأضاف أن "إسرائيل اعتقدت أن عملية طوفان الأقصى تعطيها فرصة للقضاء على المقاومة في غزة وفي الضفة وفي لبنان".
وذكر أن "انعدام الثقة في الجيش الإسرائيلي يمسّ جوهر وجود الكيان الصهيوني"، مضيفا أن "المقاومة أصبحت أكثر جرأة واستعدادا للمواجهة وحتى التدخل الأميركي لن يردع المقاومة".
وأضاف أن "عملية طوفان الأقصى والأشهر القليلة الماضية تمثل التحدي الأخطر لمحور المقاومة"، مضيفا أنه "لا يوجد شخص يوجه محور المقاومة أو يحركه، وكل طرف من أطرافه يقرر بنفسه، وفقًا لمصالح شعبه وقضيته بشكل مستقل".
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، قد هدد باغتيال العاروري قبل هجوم "طوفان الأقصى" والحرب على غزة، ورد نصر الله على هذا التهديد وتوعد بأن استهداف أي شخصية فلسطينية في الأراضي اللبنانية سيؤدي إلى تصعيد. ويعتبر المسؤولون في إسرائيل أن سياق الأمور تغير وأن الجبهة اللبنانية في حالة تصعيد متواصل، بعد الحرب على غزة.
المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر الله مضیفا أن
إقرأ أيضاً:
رمضــان.. تجــارب أولى وذكريات تبقــــى وزمــن لا يعــود
لو سألت أحدًا من أصدقائك أو أقربائك أو كائنًا من يكون عن سر حبهم لشهر رمضان الفضيل، ستجد بأن هناك تقاربًا في الإجابات والردود السريعة، والبعض قد يتحدث عن رمضان وما يعنيه له باستفاضة كبيرة سواء من حيث البدايات أو الذكريات التي مرت عليه في هذا الشهر الفضيل، وقد يحكي لك البعض عن أسرار العلاقات الأولى بهذا الشهر وتجاربه الأولى مع صيام شهر رمضان المبارك في مراحله الأولى من حياته، وكيف كان يحاول أن يصوم أوقاتا متفاوتة من اليوم ويفطر في أوقات أخرى بدون أن يخبر أحدا من أهله ويصر على أن يكون أول الجالسين على المائدة الرمضانية وقت الإفطار، والبعض قد يستخرج لك العديد من المواقف التي لا ينساها مثل الصعوبات التي واجهها في بداية مشوار الصيام وتزامنها مع أوقات الدراسة وارتفاع في درجات الحرارة، وقد يقصُّ عليك البعض حال الناس في فترة زمنية بعيدة وكيف كانوا يحتفلون بقدوم شهر التوبة والغفران، وكيف كان الناس يتجمعون في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وكأن الأطفال مصدر قلق للمصلين لحداثة أعمارهم وعدم التزامهم بخفض الصوت أو الحركة أثناء الصلاة، وعدد آخر سيتناول جانبا مهما من حياته ويخبرك بأنه لا يزال حتى يومنا هذا يحن للعودة إلى الوراء ويلتقي بنفس الوجوه الراحلة والأماكن التي لم تعد كما كانت في حقبة زمنية ماضية مثل دكان القرية الذي كان متنفسا مهما لهم في شراء الحلويات وغيرها بعد أداء صلاة العشاء.
ترى، هل هناك سر ما يخفيه هذا الشهر الفضيل في قلوب الناس؟ الإجابة ليست سرًا واحدًا، وإنما هناك أسرار كثيرة، بعضها أصبح مجرد ذكريات دفنت في قعر الذاكرة، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة حتى وإن تغيرت تفاصيل الحياة، وتبدلت الوجوه والأحوال وذهبت الأيام الصعبة والظروف القاسية، لكن -كما قلت- لا تزال الذاكرة البشرية محملة بعبق الماضي وفصول من ذكريات وأحداث قديمة، ومهما توالت الأجيال ورحلت وجوه أخرى إلى بارئها، لا يزال رمضان يعيش في مخيلة الصائمين كعبق ينثر شذاه في هيئة رموز لا تنسى سواء «للمكان أو الزمان أو الأشخاص» الذين غيبهم الموت، لكن كل ذلك وغيره بقي صامدا رغم كل ما تعانيه ذاكرة الإنسان من النسيان والضياع لبعض التفاصيل المهمة في الحياة.
أن تعيش لحظات الإيمان والسلام والاستقرار النفسي في شهر رمضان المبارك هي نعمة عظيمة يمنحك الله إياها فلا تضيعها، ولذا على المسلم الصائم أن يحرص على التمسك بأسباب المغفرة والرضوان وذلك بالحفاظ على أداء صيامه وقيامه وقراءة للقرآن وأداء للواجبات المفروضة عليه، وأن يبتعد عن أسباب الطرد والحرمان بارتكاب المعاصي والآثام في رمضان وبعد رمضان ليكون من الفائزين.
في كل عام يأتينا شهر رمضان الفضيل فيعيد لنا بعضا من الذكريات، ويقربنا إلى الله بالطاعات، وذلك تأسيا بنبينا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عن ابن القيم -رحمه الله- أنه قال: «وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف.. وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة».
هذا القول يؤكد تأكيدا يقينا على أهمية الحرص على استغلال أيام شهر رمضان المبارك بما فيه من «قراءة للقرآن الكريم، والتهجد، والتعبد، وفعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والذنوب».
ومن الأشياء التي وجبت الإشارة إليها هي تلك التي وردت في السيرة النبوية الشريفة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر» رواه مسلم.
لقد ربط علماء الدين والفقهاء الكثير من نصوص الأحاديث الشريفة على أنها المغفرة الموعودة للصائمين من الله عز وجل، ولكن ربطها بثلاثة شروط - كما ورد ذكرها في الكثير من كتب التفسير والتبيين، ومن بينها ما استندت إليه في موقع «الإسلام سؤال وجواب» ووجدتها مدونة في بعض الأماكن والمصادر وهي-: الشرط الأول: أن يصوم رمضان إيمانا، أي إيمانا بالله ورسوله وتصديقا بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر. الشرط الثاني: أن يصومه احتسابا، أي طلبا للأجر والثواب، بأن يصومه إخلاصًا لوجه الله تعالى، لا رياءً ولا تقليدا ولا تجلدا لئلا يخالف الناس، أو غير ذلك من المقاصد، بل يصومه طيبة به نفسه غير كاره لصيامه ولا مستثقل لأيامه، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.
أما الشرط الثالث والأخير: أن يجتنب الكبائر، وهي جمع كبيرة، وهي كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو ترتب عليه غضب ونحوه، وذلك كالإشراك بالله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والزنا والسحر والقتل وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور واليمين الغموس، والغش في البيع وسائر المعاملات، وغير ذلك، قال تعالى: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريما»، فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها إذا اجتُنبت كبائر الذنوب وتاب مما وقع فيه منها.
إذن شهر رمضان شهر التوبة والغفران من الذنوب، تخلص المؤمن الصائم من عوالق الخطايا، فحري بنا أن نجدد في هذا الشهر ونتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وطلب العفو والغفران.