حصاد 2023: روايات متميزة لفتت أنظار العالم
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
حظيت روايات متميزة في 2023 بإقبال القراء ونالت الاهتمام، ولفت أنظار النقاد لها، وفازت بجوائز مرموقة في المشهد الأدبي.
ومن ضمن هذه الروايات "تغريبة القافر" الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، و"نهاية الصحراء" الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، و"الصقر" الفائزة بجائزة سرد الذهب، وروايتي "قارئة القطار" و "ناغوغي الصغير" اللتان حصلتا على جائزة نجيب محفوظ للرواية 2023، و"أغنية النبي" الفائزة بجائزة البوكر للرواية العالمية.
"تغريبة القافر"
رواية "تغريبة القافر" للكاتب العماني زهران القاسمي، صدرت عن دار رشم، وتميزت بلغة جميلة وشفافة وشعرية، كما أن تطور الأحداث فيها كان ذكياً وقوياً وسلساً، وبالنسبة لصور الشخصيات والعلاقات الإنسانية تظل محفورة في نفس القارئ ووجدانه لوقت طويل.
فالرواية تخرج عن السياق المألوف للكتابة الروائية العربية، وقد جاء موضوع الماء في الرواية مواكباً لأحداث العصر اليوم وهو مرتبط بشدة بما يشغل العالم بسبب التغير المناخي مما أعطى للرواية بعداً عالمياً بالإضافة إلى البعد المحلي التي تنطلق منها.
وقد نجحت الرواية في التطرق لنظام مائي حاضر بقوة ونظام اجتماعي قائم منذ آلاف السنين، وسلطت الضوء على كيفية تأثر الحياة في قرية مع توفر الماء أو نقصانه.
وتمكنت الرواية من الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2023 فى دورتها السادسة عشر.
"نهاية الصحراء"
رواية "نهاية الصحراء" للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان / نوفل، لبنان عام 2022، وتميزت بامتلاكها أصالة في الأسلوب، وفي التكنيك الروائي القائم على التشويق، من حيث تنسيق الأحداث وترتيبها وتصاعدها، وهي تنتمي إلى الرواية البوليسية التاريخية النادرة في الأدب العربي المعاصر والتي تخاطب جيل الشباب، كما تميزت باللغة السردية المتقنة، المتدفقة دون انقطاع أو إرهاق للقارئ.
وفازت "نهاية الصحراء" بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 عن فرع "المؤلف الشاب".
"الصقر"
تدور أحداث رواية "Le Faucon - الصقر"، الصادرة باللغة الفرنسية، للمؤلف جيلبيرت سينويه من فرنسا، عن دار النشر الفرنسية غاليمار، حول شخصية القائد المؤسِّس لاتحاد الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقد وظَّف سينويه فيها خطابًا سرديًا قائمًا على رواية السرد السير الذاتي على لسان شخصية الشيخ زايد في مساراته المفصلية في مراحل بناء الدولة، ويتقاطع في هذه الرواية منظور الدولة الحديثة بتفاصيلها من السياسي والثقافي إلى سرد تفاصيل العائلة الواحدة.
وقد أمسك سينويه ببراعة بهذه المفاصل والمفاتيح السردية في شخصية القائد المؤسِّس وانطلق من الذاتي إلى بناء الدولة الطموحة بإنجازاتها الكبرى الفارقة، وإيمانها بقيم الانفتاح على الآخر والتسامح الثقافي، وتتشكل هذه الرواية من خلال سرد توثيقي لحياة الشخصية المركزية وهي شخصية الأب المؤسِّس في تلك المجازية الرمزية التي يتماهى فيها مع الصقر بصفاته جميعها من الأصالة والقوة والحكمة وبعد النظر والطموح في التحليق إلى الأعالي.
وتسرد هذه الرواية المحطات التاريخية الفارقة في حياة الشيخ زايد التي تتوازى وتتماهى مع سردية الإمارات الحديثة، وقد فازت رواية "الصقر" بجائزة سرد الذهب فرع السردية الإماراتية.
"قارئة القطار"
يقدم إبراهيم فرغلي أحد أبرز الروائيين المصريين في جيل التسعينيات، رواية شديدة الإثارة والتشويق والشاعرية في ذات الوقت، ويسرد في "قارئة القطار" قصة بطل يهرع للّحاق بقطاره، قبل أن يفقد الذاكرة، ليكتشف أنه قد أضاع وِجهته ولم يعد يعرف إلى أين يجب أن يصل ولا في أي محطة ينبغي أن يغادر، في الوقت نفسه، يفاجأ أن القطار الذي استقله خالٍ تماماً من المسافرين، كأنه أصبح المرتحل الوحيد في عالمٍ فقد مغادريه، ثم يعثر على شريكةٍ وحيدة في الرحلة، وهي امرأة غامضة آخذة في قراءة كتاب غريب، تُخبره أنها تقرأه كي لا يتوقف القطار.
وفي ذروة يأس البطل واستغرابه تبدأ "قارئة القطار" بسرد ما تخبره أنها قصته الشخصية التي نسيها، ليجد نفسه شاهداً على تغريبة من الجنوب للشمال، بطلها فتى خرج من مقبرة حياً، ليبدأ رحلة هرباً من ماضيه، فالرواية مشوقة ومثيرة للأسئلة وتجيب عنها أيضاً ببراعة.
لقد استطاع إبراهيم فرغلي في هذه الرواية أن يجمع بين أدبيات "رواية الطريق" حيث تتحقق الأحداث بأكملها من خلال رحلة أفقية، وبين التأمل العميق للأفكار والهواجس، ويمزج ببراعة بين مستويين، أحدهما واقعي والآخر حُلمي يجعلنا عالقين في مسافةٍ ضائعة، شديدة الالتباس، بين ما نظنه الواقع وما نعتقد أنه الخيال.
وقد فازت "قارئة القطار" بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية مصرية، وقدرها 75 ألف جنيه.
"ناغوغي الصغير"
تسعى رواية "ناغوغي الصغير" للكاتب الروائي الفلسطيني حسن حميد بن أحمد لتثمير اقتلاع المشروع الصهيوني الباطل في فلسطين، وهو ما يحاول عمله الفلسطينيون بآدابهم التي تفضح الفنون والآداب الصهيونية ومرتكزاتها الباطلة، وتبين الرواية زيف كل الادعاءات والدعاية الاستيطانية وخاصة بعد نكبة 48، وتعمل لدعم ثقافة المقاومة ومواجهة البطش الصهيوني ومشاريعه.
وتفند الرواية مقولة الصهيونية، فلسطين أرض بلا شعب، وتدك كل مشاريعهم المتتالية ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق فيها.
وقد فازت "ناغوغي الصغير" بجائزة نجيب محفوظ 2023 لأفضل رواية عربية، وقدرها 75 ألف جنيه.
"أغنية النبي"
تتطرق رواية "أغنية النبي" للكاتب الآيرلندي بول لنتش إلى التحولات السياسية والاجتماعية فى ايرلندا من خلال محاولات امرأة إنقاذ عائلتها في أيرلندا المتدهورة، وصراع العائلة مع عالم جديد مرعب تبدأ فيه المعايير الديمقراطية التي ألفوها في الانهيار.
كما تطرح الرواية أسئلة كبيرة على القارئ في إطار من الأحداث الانسانية والاجتماعية، كما تسعى لإظهار الاضطرابات في الديمقراطيات الغربية وعدم اكتراثها بالكوارث مثل انهيار سوريا.
وتقدم الرواية قراءات متنوعة، قد يرى البعض أنها رواية سياسية ويقرأونها على أنها تحذير، والبعض الآخر قد يراها بمثابة محاكاة لما يمر به الآخرون حول العالم، أو لقطة من التعاطف، تستكشف المشكلات الأبدية المتعلقة بالطبيعة البشرية كالمشاكل الفلسفية: الحياة والموت، ومشاكل الإرادة الحرة، بينما تطرح أسئلة أيضا حول الكرامة الإنسانية.
وقد فازت "أغنية النبي" بجائزة البوكر للرواية العالمية 2023
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جائزة سرد الذهب حصاد 2023 هذه الروایة أغنیة النبی الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
أدباء وأكاديميون: الرواية وسيلة فعّالة لتقارب الشعوب
الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من الأدباء والأكاديميين العرب، خلال جلسة بعنوان «بناء الجسور بين الثقافات من خلال الكتب» أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 43 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، أن الكتب تشكل منصة لتقريب وجهات النظر، وتعزز الحوار البناء والتفاهم الإنساني، وأشاروا إلى أنها تساعد القراء على تجاوز الأفكار النمطية وفهم الثقافات الأخرى، وتساهم في بناء مجتمعات أكثر تسامحاً وانفتاحاً.
وشارك في الجلسة، التي أدارتها الدكتورة هدى الشامسي، الدكتور رشيد الضعيف، الروائي والشاعر اللبناني، والأديب المغربي أحمد المديني، والأكاديمي السعودي الدكتور محمد المسعودي، والشاعر والروائي محمد الأشعري.
أثر الأدب في بناء التفاهم الإنساني
بدأ الدكتور رشيد الضعيف حديثه بالتأكيد على دور الكتب في بناء الجسور بين الثقافات، مشيراً إلى أن الأدب، رغم تنوعه، يوفر أرضية مشتركة تسهم في تقريب القلوب والفهم المتبادل.
وأوضح أن الرواية شكلت تاريخياً وسيلة فعّالة لتعريف الشعوب ببعضها، مبيناً أن «الكتب تمثل ذاكرة الشعوب، وكلما تعمق القارئ في قراءتها زاد تعاطفه مع الآخرين، مما يسهم في إسقاط الأحكام المسبقة وتوسيع المدارك».
وأضاف أن المعرفة التاريخية والثقافية التي توفرها الكتب تبني جسور التفاهم، موضحاً أن الروايات تلعب دوراً أكبر بكثير في تعريف الشعوب على المستوى الثقافي والشخصي.
من جانبه، أشار الدكتور محمد الأشعري إلى أن الكتب تؤدي دوراً مزدوجاً في بناء جسور بين الشعوب، لافتاً إلى أن الأدب يستطيع تحقيق ما تعجز عنه السياسة أحياناً. وأكد أن الكتب قد تُستخدم أيضاً لتحطيم جسور التواصل إذا ما أُسيء استخدامها، مضيفاً: «الكتب قادرة على نقل الأفكار الإنسانية المشتركة، مثل قيم الحب والسلام والعدالة، وهذه القيم تشكّل أساس التفاهم الإنساني».
محمد المسعوديأما الدكتور محمد المسعودي، فتحدث عن دور الأدب في تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، مشيراً إلى أن القصص توسع من آفاق القراء وتفتح أمامهم عوالم جديدة، وتعزز التسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى.
أحمد المدينيأخيراً، تناول الأديب المغربي أحمد المديني تأثير الروايات في تشكيل تصورنا للآخر، قائلاً: «الرواية هي أكثر الوسائل الأدبية قدرة على بناء الروابط الثقافية، فهي تقدم لنا قصصاً عن أشخاص وعادات وثقافات جديدة».
واختتمت الجلسة بالإشادة بالدور الفاعل للكتب في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، وفي التأكيد على أن الأدب يمتلك القوة على توحيد الشعوب وتجاوز الحدود، بما يسهم في نشر ثقافة السلام والتعايش.