نأت قوات الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا، بنفسها بسرعة عن التصريحات المثيرة للقلق التي أدلى بها القائد السابق، سيلفستر مانجوليلي، الذي ظهر مؤخرًا في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

في الفيديو، دعا مانجوليلي صراحةً إلى إقالة الرئيس سيريل رامافوزا من منصبه، وحدد مهلة نهائية مدتها 48 ساعة للرئيس للتنحي أو مواجهة الإخلاء القسري.

 وبرر الضابط السابق طلبه بالإشارة إلى الانتهاكات الدستورية المزعومة التي ارتكبها الرئيس رامافوسا.

وأثار الفيديو، الذي اكتسب زخمًا يوم الثلاثاء، قلقًا وتكهنات كبيرة في جميع أنحاء البلاد. وردا على هذا التطور، اتخذت قوات الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا موقفا واضحا، حيث أكدت عدم تورطها في الشؤون السياسية وتتنصل من أي صلة بدعوة القائد السابق إلى عزل الرئيس.

ومع ذلك، في بيان صدر يوم الثلاثاء، نأى الجيش بنفسه عن تصريحات مانجوليلي، قائلا إنه لا يتحدث نيابة عن قوات الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا.

وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا سيفيوي دلاميني: "تدين قوات الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا تصريحات سيلفستر مانجوليلي بالازدراء الذي تستحقه".

وقال الجيش إن مانجوليلي طُرد من قوة الدفاع في عام 2018، دون توضيح سبب إقالته.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

عصابة الذهب.. ماذا تعرف عن زاما زاما في بلدة ستيلفونتين بجنوب أفريقيا؟

في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، انتشرت الأخبار عن وجود مئات وربما آلاف من عمال المناجم غير الشرعيين عالقين تحت الأرض دون طعام في بلدة ستيلفونتين في جنوب أفريقيا.

وانطلق موكب من المسؤولين الحكوميين والنشطاء وأفراد المجتمع والصحفيين من مركز شرطة المدينة باتجاه المنجم المهجور، حيث كان عمال المناجم المعروفون بـ"زاما زاما" يحفرون بحثًا عن الذهب قبل أن تُقطع عنهم الإمدادات، في إطار حملة أمنية واسعة النطاق.

وفتحت هذه الحادثة الباب على صناعة التنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي٬ حيث كان العمال العالقين على عمق يتجاوز 1.5 كيلومتر تحت الأرض، قرب قاع منجم قديم توقف عن العمل منذ أكثر من عقدين. وقد مرت ستة أسابيع منذ السماح بوصول أي إمدادات غذائية إليهم.

وتعد بلدة ستيلفونتين الصغيرة الواقعة على بُعد نحو 145 كيلومترًا جنوب غرب جوهانسبرغ، والتي أصبحت محط أنظار العالم بعد تعهد الوزير في حكومة جنوب أفريقيا، خومبودزو نتشافيني، بإخراج مئات عمال المناجم المحاصرين تحت الأرض. 


وأكد الوزير تكليف قوات الأمن بمنع إيصال إمدادات الطعام والماء إلى موقع المنجم، كجزء من الجهود المبذولة للضغط على الأطراف المعنية وتسهيل عملية الإنقاذ. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن محاولات الحكومة لحل الأزمة التي أثارت اهتمامًا محليًا ودوليًا، مع تزايد القلق بشأن مصير العمال المحاصرين.

رفعت مجموعة "جمعية حماية دستورنا" دعوى قضائية تطالب بتوصيل الإمدادات الأساسية إلى المنجم المهجور، والذي يبلغ عمقه نحو كيلومترين وفقًا للشرطة. 

وأصدرت المحكمة حكمًا مؤقتًا يقضي بتوفير الغذاء والاحتياجات الضرورية لعمال المنجم المحاصرين، في خطوة تهدف إلى التخفيف من معاناتهم، وسط تصاعد الضغوط المحلية والدولية لحل الأزمة.


التعدين غير الشرعي
تأتي المواجهة في بلدة ستيلفونتين ضمن حملة حكومية صارمة ضد التعدين غير الشرعي، وهي صناعة خارجة عن السيطرة تديرها عصابات منظمة أشبه بالمافيا. 

وقال رئيس اللجنة البرلمانية للموارد المعدنية، ميكاتيكو ماهلاولي، إن البلاد تعاني منذ سنوات من "آفة التعدين غير الشرعي"، مشيرًا إلى أن مجتمعات التعدين تحملت العواقب الوخيمة لهذا النشاط، بما في ذلك جرائم الاغتصاب والسرقة وتدمير البنية التحتية العامة. 

ووصف رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، المنجم بأنه "مسرح جريمة"، وأكد أن الشرطة تتفاوض مع عمال المناجم لإنهاء المواجهة بدلاً من التدخل المباشر لاعتقالهم، في ظل تقارير تفيد بأن بعض العمال قد يكونون مسلحين. 

وأضاف رامافوزا أن عمال المناجم غير الشرعيين غالبًا ما توظفهم عصابات إجرامية منظمة، مما يزيد من تعقيد جهود الحكومة للتعامل مع هذه الأزمة التي تهدد الأمن والاستقرار في مناطق التعدين.


6 آلاف منجم مهجور
وكشف الباحث ديفيد فان ويك، في مؤسسة "بينشمارك" بجنوب أفريقيا، أن البلاد تضم نحو 6 آلاف منجم مهجور، ما يجعلها عرضة لتفاقم مشكلة التعدين غير الشرعي. 

وأوضح فان ويك أن هذا العدد الكبير من المناجم غير المستغلة يمثل تحديًا كبيرًا، إذ يستغلها عمال المناجم غير الشرعيين وعصابات الجريمة المنظمة، مما يزيد من تعقيد جهود السلطات للسيطرة على هذا القطاع الخارج عن القانون.

ويقدر عدد عمال المناجم غير المرخصين في جنوب أفريقيا بعشرات الآلاف، وفقًا للباحث ديفيد فان ويك. وأوضح أن مقاطعة غوتنغ، القلب الاقتصادي للبلاد، تضم وحدها حوالي 36 ألف عامل منجم غير شرعي. 

حيث اكتُشف الذهب لأول مرة في القرن التاسع عشر، مما جعلها مركزًا تاريخيًا لصناعة التعدين، إلا أن ارتفاع أعداد العمال غير المرخصين يفاقم التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.


خسائر بالمليارات
أكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن التعدين غير المرخص يتسبب بخسائر كبيرة لاقتصاد البلاد، تقدر بمليارات الراند، نتيجة فقدان عائدات الصادرات والرسوم والضرائب. 

وشدد رامافوزا أن الحكومة ستواصل العمل مع شركات التعدين لضمان تحملها المسؤولية عن إعادة تأهيل المناجم المهجورة أو إغلاقها بشكل آمن، في محاولة للحد من تأثيرات التعدين غير الشرعي ومعالجة الأضرار البيئية والاقتصادية الناجمة عنه.

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي يصدر قرارا بإقالة مسؤول كبير وإحالته للتحقيق ”لما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد”
  • عصابة الذهب.. ماذا تعرف عن زاما زاما في بلدة ستيلفونتين بجنوب أفريقيا؟
  • بينهم أسرى سابقون.. الاحتلال يعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية
  • المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة يتأهل لنهائيات كأس أفريقيا بعد تعادله مع الجزائر
  • وزير الدفاع الألماني: أوروبا تواجه تهديدًا طويل الأمد
  • حسام غالي يترأس بعثة الأهلي في جنوب أفريقيا
  • جيش الاحتلال يعلن إصابة ضابط بجروح خطيرة برصاص قناص جنوب غزة
  • إصابة ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة
  • لاعب جنوب أفريقيا المشارك في بطولة إفريقيا للشطرنج: مصر بلد الأمان
  • مشاورات ثنائية بين إيطاليا وجنوب أفريقيا في روما