أوهام قاتلة و5 حقائق عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
على مدى العقدين السابقين لهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "طوفان الأقصى"، لم يكن الإسرائيليون يبالون كثيرا بالعمليات التي يشنها الفلسطينيون، وفق ما ورد في مقال بموقع مجلة "وورلد بوليتيكس ريفيو" الإلكتروني.
وجاء في المقال -الذي كتبه أمير أسمر، الذي كان أحد كبار المسؤولين التنفيذيين ومحلل شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية- أنه في غياب أي تهديد حقيقي، أنحى الإسرائيليون المفاوضات الرامية إلى حل الصراع مع الفلسطينيين جانبا، وروج كثيرون منهم، لا سيما أنصار اليمين المتطرف، لمقولة مفادها أنه لا يوجد شريك فلسطيني في مفاوضات السلام.
وأضاف الكاتب أنه ثبت بمرور الزمن أن ما ذُكر كان أكذوبة واضحة، بل إن البعض أقنعوا أنفسهم بأن أي اتفاق مع الفلسطينيين "لم يعد ضروريا".
ووفقا للمقال، فقد وضع هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول حدا لتلك الأوهام. وكانت أحداث الأشهر الثلاثة الماضية بمثابة "تذكير مؤلم" بأن حقائق هذا الصراع لا تزول بمجرد تجاهلها.
ويضيف أن الاعتراف بحقائق الصراع أمر لازم لتفادي تكرار العنف، ويستوجب اتخاذ خطوات ملموسة نحو التوصل إلى حل يقلل من أعمال القتل في المستقبل.
ويعتقد أسمر في مقاله أن هناك 5 حقائق جديرة بالتركيز عليها بوجه خاص:
قرن من الصراعإن ذروة العنف بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود "الذين أصبحوا فيما بعد إسرائيليين"، تعود -بحسب كاتب المقال- إلى قرن من الزمان. وبعد أن وضعت عصبة الأمم فلسطين تحت الانتداب البريطاني في عام 1920، بدأت السلطات هناك بالترويج للأراضي الفلسطينية على أنها وطن قومي لليهود لتمهد بذلك إلى هجرة يهودية دون قيود إلى حد كبير، بغض النظر عن مدى تأثير تلك السياسة على السكان العرب الذين يعيشون هناك بالفعل.
منذ عام 1920 بدأت سلطات الانتداب البريطاني الترويج للأراضي الفلسطينية على أنها وطن قومي لليهود (مواقع التواصل)ونتج عن تلك السياسة اختلال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، مما أثار بوادر نزعة قومية فلسطينية، وشارك العلمانيون والإسلاميون معا في معارضة الصهيونية، والجهود الرامية إلى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة.
ومنذ ذلك الحين، استمر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي حتى يومنا هذا، و"سيتواصل" في المستقبل في غياب عملية سلام تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالتعايش، سواء كانوا جنبا إلى جنب أو معزولين.
الإسرائيليون ليسوا محصنينظل الإسرائيليون لفترات طويلة على قناعة بأن الفلسطينيين قد قبلوا ببقعة الأرض التي خصصوها لهم. لكن الحقيقة هي أنه طالما لا توجد دولة فلسطينية مستقلة تلبي تطلع الفلسطينيين إلى تقرير المصير، فسوف تندلع أعمال "عنف" يُقتل فيها إسرائيليون.
إن القول إن إسرائيل يمكنها تجاهل الصراع، واستخدام جيشها في كبح الفلسطينيين وتنفيذ ما تراه من سياسات في الأراضي الفلسطينية دون أن تعير اهتماما بتفاقم العنف، هي ببساطة "فكرة غير واقعية".
الفلسطينيون لا يمكن تجاوزهميقول الكثيرون في إسرائيل بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– إن التطبيع مع الدول العربية في المنطقة ممكن دون التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وتعززت هذه الفكرة بإبرام اتفاقات أبراهام عامي 2020 و2021 بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة أخرى.
أمير أسمر: التطبيع مع الدول العربية لن يجعل الفلسطينيين يختفون أو يتخلون عن هدفهم في الاستقلال (الجزيرة)ولطالما كانت هذه الفرضية مشكوكا فيها دائما. وما إن بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حتى دعت دول الخليج في بيان إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري عن الأسرى والمحتجزين المدنيين، وحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما عمت الاحتجاجات دولا عربية أخرى.
وبالنسبة للإسرائيليين، فلا بد لهم أن يضعوا في اعتبارهم أن التطبيع مع الدول العربية لن يجعل الفلسطينيين يختفون أو يتخلون عن هدفهم في إنشاء دولتهم، مما يعني أن احتمال وقوع أعمال عنف شبيهة بما يحدث اليوم سوف تستمر.
وتشير كل الأدلة إلى أن "شركاء إسرائيل العرب" في السلام سيدعمون الفلسطينيين، على الأقل خطابيا، في أي مواجهة قد تنجم عن ذلك.
وضع الفلسطينيين الحالي غير قابل للاستمراربغض النظر عن العنف المتأصل في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي يظل بلا حل، فإن الظروف الحالية التي يعيشها الفلسطينيون "غير مقبولة".
المفاوضات صعبة لكنها ضروريةلعل من نافلة القول إن السلام يصنعه المرء مع عدوه، وينطبق ذلك على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وما لم يقرر الإسرائيليون رفع الحصار عن قطاع غزة، والانسحاب الكامل من الضفة الغربية دون شروط مسبقة، فلا بد من عملية تفاوض لوضع شروط وأحكام اتفاقية من شأنها أن تتيح للإسرائيليين والفلسطينيين التعايش بسلام، أو على الأقل مع وتيرة عنف منخفضة المستوى إلى حد كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصراع الفلسطینی الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
وزارة التربية تنظم ندوة حول عملية طوفان الأقصى ومستقبل الصراع مع العدو الإسرائيلي
الثورة نت|
نظمت وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي اليوم، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد ندوة بعنوان “عملية طوفان الأقصى ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ومستقبل الصراع مع العدو الإسرائيلي”.
وفي افتتاح الندوة، أكد نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس أهمية دراسة وتحليل أبعاد وأثار معركة طوفان الأقصى في ظل المشروع القرآني للشهيد القائد رضوان الله عليه الذي حذر منذ ما يربو عن 20 عاما من المخاطر الاستعمارية للتحالف الأمريكي الإسرائيلي تجاه فلسطين ومقدساتها والمنطقة العربية والإسلامية عموما.
وأشار في الندوة، التي حضرها عدد من قيادات الوزارة، إلى الوعي الاستراتيجي الذي امتلكه الشهيد القائد تجاه الصراع مع الكيان الصهيوني، مرسخا في وجدان الشعب اليمني قضية فلسطين كقضية محورية ثابتة ومستمرة.
وتطرق الدكتور الدعيس إلى التطور النوعي الذي سجله طوفان الأقصى بتوقيته وتكتيكاته وأهدافه واستراتيجياته للمقاومة الفلسطينية، داعيا دارسي وباحثي الأمة إلى تحليل وتقييم تداعيات ونتائج المنعطفات والتحولات الاستراتيجية لطوفان الأقصى كجزء من متطلبات الانتصار في المعركة مع العدو الصهيوني.
وعرج إلى ما مثله طوفان الأقصى من فضح لمزاعم الغرب بالدفاع عن حقوق الإنسان، دافعا العالم إلى مراجعة مبادئ الحرية والعدالة وحق تقرير المصير التي يتشدق بها النظام الغربي في ظل دعمه الكامل لحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وتابع نائب الوزير مخاطبا منتقدي الطوفان”متى توقف نزيف الدم الفلسطيني، ومتى استعادت الشعوب أراضيها و حقوقها بالخنوع والضعف والوهن، أو حصلت على مطالبها بالمطالبات السلمية؟ مشيدا بموقف اليمانيين قيادة وشعبا في نصرة الشعب الفلسطيني.
عقب ذلك استعرضت الندوة التي أدارها عبد العزيز أبو طالب الأبعاد الاستراتيجية لطوفان الأقصى في ظل مشروع الشهيد القائد للباحث عباس الهادي، والتطبيع التربوي العربي في ظل نظام الأبارتايد ” الفصل العنصري” العبري في ظل مشروع الشهيد القائد للدكتور احمد الهبوب، ودلالات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في ظل مشروع الشهيد القائد للدكتور حمود الأهنومي.