اعتبر جميع المحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء 3 يناير 2024، أن اغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس ، صالح العاروري، في بيروت أمس، هو الحدث الأبرز في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر. كذلك تساءل جميعهم حول طبيعة ومدى قوة رد حزب الله على اغتيال العاروري في "عقر داره"، الضاحية الجنوبية.

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

واعتبر المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أنه حتى لو لم يكن العاروري ضالعا في التخطيط والتنفيذ لهجوم "طوفان الأقصى"، فإن موجة العمليات المسلحة التي نفذتها حماس في الضفة الغربية "مسجلة باسمه".

وبحسبه، فإن الاغتيال يدل على أن تهديدات مسؤولين إسرائيليين حول استئناف الاغتيالات هي "جدية وقابلة للتنفيذ"، وأن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، "بات يدرك أنه حتى بعد ضربة 7 أكتوبر، إسرائيل تعرف كيف تدخل إلى بيته، في قلب الضاحية في بيروت"، وأن "هذه اللغة الوحيدة التي يفهمونها في الشرق الأوسط".

وأشار برنياع إلى "التكلفة مقابل الفائدة" بعد الاغتيال، "فالذي قرر اغتيال العاروري في بيروت افترض أنه سيكون له رد فعل عنيف من جانب حماس وكذلك من جانب حزب الله. ومن بين جميع ردود الفعل المحتملة، تلك المتعلقة بالمخطوفين هي الأكثر إثارة للقلق"


 

ونفى برنياع تقارير بثتها قنوات تلفزيونية إسرائيلية، أمس، وادعت أن اغتيال العاروري سيزيد احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وشدد على أنه "لا أعتقد أن أحدا من صناع القرار في إسرائيل مقتنع بأن الاغتيال سيليّن مواقف السنوار ويدفع صفقة أخرى. فهذه قصص نرويها لأنفسنا. والأرجح أكثر هو أن الاغتيال سيؤخر، وربما يحبط، استمرار المفاوضات".

وأضاف أنه "بما يتعلق بحياة المخطوفين، فإن أي تأخير من شأنه أن ينطوي على أهمية بالغة، وأي تصفية من شأنها أن تقود إلى تصفية مضادة. وليس مريحا الاعتراف بأن القرار بشأن الاغتيال هو رهان على حياة المخطوفين. والأيام ستظهر إذا كان الرهان مبررا".

وتابع أن "بإمكان حماس أن تحاول الانتقام بواسطة عمليات مسلحة في الضفة و القدس . وحزب الله سيرد أيضا، عاجلا أم آجلا. وحيّز رد فعله أكبر من حيز حماس. وثمة أمر واحد مؤكد، وهو أن موت العاروري ومساعداه ألحق ضررا بفرع حماس في بيروت في المدى القصير، لكنه لن يغير الواقع".

وأشار محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة نفسها، رونين برغمان، إلى أن إسرائيل كانت ضالعة في اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني ، في العراق، وأنه كان بالإمكان تنفيذ هذا الاغتيال بسهولة في بيروت أو دمشق، "لكنها لم تعمل هناك تحسبا من أن يتواجد إلى جانبه مقاتلون من حزب الله، ومن شأن مقتلهم أن يستدرج حزب الله إلى سلسلة ردود فعل وربما إلى حرب شاملة مع إسرائيل".


 

وأضاف أن قائد "فيلق القدس" الذي خلف سليماني، إسماعيل قآني، تعهد لقادة حماس خلال جنازة سليماني بتعزيز التعاون، بما يشمل تزويد أسلحة متطورة لغزة، إلى جانب وسائل تشفير اتصالات وعتاد استخباراتي آخر. "وعلى ما يبدو أن قآني وفى بتعهده، وتلقت إسرائيل النتيجة في 7 أكتوبر".

واعتبر برغمان باغتيال العاروري أن "إسرائيل أخذت زمام المبادرة، ولديها استعداد لتحمل مخاطر ورغبة بأن تأخذ مجددا القيادة في حرب فعلت إسرائيل خلالها كل شيء باستثناء قيادة الأمور. والاغتيال يثبت أيضا أن لدى إسرائيل معلومات أفضل بكثير حول ما يحدث في طهران وبيروت مما يحدث في غزة".

وتوقع برغمان أن "الاغتيال قد يؤدي إلى رد فعل سيؤدي بدوره إلى رد فعل مضاد إسرائيلي، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تصعيد بالغ وإلى فتح جبهة أخرى. لكن بإمكان الاغتيال أيضا أن يشكل تحذيرا وردعا تجاه أعضاء المحور من فتح جبهة كهذه".

وأفاد برغمان بأن "تقديرات معظم المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة هي أن نصر الله لن يكون مستعدا لجرّ لبنان كلها إلى دمار كي يتماثل أو يدافع عن حماس التي شنت هجوما ضد إسرائيل من دون إبلاغه. وهناك من يأمل أن العملية في بيروت ستحقق فائدة أخرى وتدفع دولا مثل الولايات المتحدة أو فرنسا، إلى جانب حكومة لبنان، إلى القيام بأي شيء من أجل التوصل لاتفاق سياسي بين إسرائيل وحزب الله، يؤدي إلى انسحاب حزب الله من الحدود ويسمح بعودة السكان (الإسرائيليين) إلى الشمال".

وبحسبه، فإنه "الآن، عندما يرون ألسنة النيران في قلب بيروت، بالإمكان الحصول على تجسيد بأن إسرائيل ستفعل للبنان ما فعلته لغزة في حالة الحرب".

وأشار المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن اغتيال العاروري يشكل "المرة الأولى في الحرب التي نجحت إسرائيل فيها باستهداف عضو قيادي في حماس. وعلى الأرجح أن الاغتيال سيؤدي إلى رد شديد من جانب حماس، ولكن يتوقع أن يكون هذا الرد من لبنان بالأساس".

وأضاف أن السؤال المركزي هو كيف سيرد حزب الله. "وكانت لبنان ساحة الاغتيالات، لكن هذا مقرون بخطر تصعيد آخر مع حزب الله... ورغم ذلك، إسرائيل لم تعد تفرق بين حماس الداخل وحماس الخارج، ولا بين المستوى العسكري في الحركة وبين المستوى السياسي".

وحسب هرئيل، فإن "لدى حماس قدرة معينة، لكن محدودة، لإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه وسط إسرائيل. وخطر من نوع آخر، ويوجد فيه تجديد وتأثير محتمل، هو نشاط الحركة من لبنان. وسيضطر نصر الله إلى اتخاذ قرار إذا كان سيوافق على أن تطلق حماس قذائف صاروخية إلى المناطق الواقعة جنوب خط عكا – صفد".

وتابع أن "العاروري كان حلقة الوصل المركزية من جانب حماس مع الحرس الثوري الإيراني والتقى مع نصر الله أحيانا. ولا يزال لدى المحور الشيعي حساب مفتوح مع إسرائيل بسبب اغتيال الجنرال الإيراني، رضى موسوي، في دمشق الأسبوع الماضي".

واعتبر المحلل العسكري في "معاريف"، طال ليف رام، أن "السؤال المركزي بعد اغتيال العاروري ليس متعلقا بتأثير الاغتيال على القتال في غزة، وإنما إذا كان الاغتيال سيؤدي إلى رد فعل من جانب حزب الله، وفي هذه الحالة ستنتقل المعركة ضد حزب الله لتصبح الجبهة المركزي في الحرب".

ووصف العاروري بأنه كان "قائد ذراع حماس العسكري" في الضفة الغربية، وأن له "أهمية خاصة" لأنه "عرف كيف يربط جيدا بين معرفته منذ سنوات طويلة بالضفة الغربية وإسرائيل"، التي قضى في سجونها أكثر من 15 عاما كمعتقل إداري ودون توجيه أي تهمة له، "وبين إنشاء علاقات مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من أجل تعزيز التعاون".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: نصر الله حزب الله فی بیروت من جانب إلى رد رد فعل

إقرأ أيضاً:

مقتل قياديين في حماس جراء هجمات إسرائيلية على غزة

قالت مصادر فلسطينية، اليوم الأحد، إن قياديين في حركة حماس قتلا جراء غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة، في حين قتل عشرات آخرون في غارات متفرقة، استهدفت وسط وشمال قطاع غزة.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادي في حماس محمد أبو عسكر، وثروت البيك، مسؤول اللجنة الحكومية في المجلس التشريعي الفلسطيني، قتلا في قصف إسرائيلي على مدينة غزة.
وفي السياق، قتل 24 فلسطينياً على الأقل  في هجمات إسرائيلية على وسط وشمال قطاع غزة، بحسب مصار رسمية فلسطينية. 45259 قتيلاً..ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي لقطاع غزة - موقع 24قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم  الأحد، إن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع ارتفعت إلى 45259 قتيلاً و107627 جريحاً، منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لوكالة الأنباء الألمانية  إن 5 أشخاص، بينهم 4 أطفال، قتلوا وجرح 6 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منطقة جباليا النزلة شمال القطاع.
وأضاف بصل أن 8 أشخاص آخرين قتلوا أيضا في قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين، في حي الدرج شرقي مدينة غزة.
وقتل 4 فلسطينيين وجرح 3 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في شارع الجلاء بمدينة غزة، بحسب بصل.

وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، قتل 6 فلسطينيين من عائلة أبو سمرة عقب استهداف منزلهم في غرب المدينة ، بحسب ما أعلنت عنه مصادر طبية فلسطينية في مستشفى شهداء الأقصى.
وفي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي صحافياً محلياً وزوجته في غارة إسرائيلية على شقة سكنية في المدينة، وفق ما أفاد مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين في بيان.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتحدث عن اعتراض مسيّرة من اليمن قبل اختراقها الأجواء
  • أكرم القصاص: ما جرى في السابع من أكتوبر له تداعيات واسعة على الأوضاع في سوريا وإيران وحزب الله
  • مقتل قياديين في حماس جراء هجمات إسرائيلية على غزة
  • شاهد | كتائب القسام تنشر فيديو يوثق لقاءً نادرًا لقادة حماس الشهداء
  • بعد 3 أشهر .. العثور على 3 جثث في موقع اغتيال نصر الله بالضاحية الجنوبية
  • عاجل.. هجوم على تل أبيب وحرب وشيكة بين 32 دولة ولغز جديد عن اغتيال نصر الله
  • نتنياهو يكشف سبب قرار اغتيال نصرالله.. إقرأوا الخبر!
  • جثث غامضة.. لغز جديد في موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله
  • العثور على 3 جثث في موقع اغتيال نصر الله بالضاحية الجنوبية
  • العثور على جثث في موقع اغتيال نصرالله.. من أصحابها؟