غزة." وكالات": سعت اسرائيل الى صرف أنظار العالم عما تقترفه من جرائم وحشية متواصلة بحق المدنيين في غزة من خلال عملية اغتيال قيادي حماس صالح العاروري في بيروت أمس في الوقت الذي تتجه فيه اصابع الاتهام الى ضلوع الكيان المحتل في الانفجار الهائل الذي وقع اليوم في جنوب ايران وخلف أكثر من مئة قتيل، الأمر الذي من شأنه تشتيت الأهتمام العالمي وتحويل بوصلة الأحداث والمتابعة الى مناطق صراع أخرى خارج دائرة غزة والأراضي الفلسطينية فيما تواصل اسرائيل ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل وحصارهم وعزل القطاع الذي يئن تحت وطأة القصف والجوع والبرد اعلاميا عن العالم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ،اليوم عن استشهاد 128 فلسطينيا في هجمات إسرائيل خلال الـ 24 ساعة الماضية على قطاع غزة.

وقالت الوزارة ، في بيان ، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 128 شهيدا و261 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية".

وأضافت أنه بذلك ترتفع حصيلة حرب إسرائيل على قطاع غزة إلى 22 ألفا و313 قتيلا و 57 ألفا و296 إصابة بجروح مختلفة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وحسب مصادر فلسطينية ، استمر القصف الإسرائيلي العنيف من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، وخاصة في مخيمات اللاجئين في وسط غزة.

وشنت القوات الإسرائيلية مداهمة، في مخيم "نور الشمس" للاجئين، في طولكرم، الليلة الماضية.

وخلال العملية، أصابت طائرة إسرائيلية بدون طيار مسلحا، ألقى متفجرات على القوات الإسرائيلية، حسب الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"/واي نت/ اليوم.بالإضافة إلى ذلك، وقع تبادل لإطلاق النار في الموقع.

كما عثرت القوات الإسرائيلية على متفجرات ودمرتها، واحتجزت عشرات من الفلسطينيين للاستجواب، من بينهم العديد، الذين اعتقلتهم.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق مقتل أحد جنوده في اشتباكات بشمال قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على موقعها الإلكتروني صباح اليوم أن الجندي، ويدعى ميرون موشيه جيرش 21/ عاما/ كان عضوا في وحدة النخبة في فيلق الهندسة القتالية "ياهالوم".

الصحة العالمية تتهم إسرائيل بشن هجمات "غير معقولة" على مستشفى في خان يونس.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ،اليوم ، "إن قطاع غزة يشهد حالة جوع وتجويع في مشاهد صادمة لنا وللعالم، أطفال رضع من دون حليب، وبعضهم استشهدت أمهاتهم، وأطفال يبحثون عن لقمة عيش في طوابير طويلة ولا يصلهم الدور، 90 يوما من التجويع لغرض القتل، حتى حسابات السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان لقوت يومه ضربتها إسرائيل بمدفع الإجرام".

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن اشتيه قوله ، في مستهل جلسة الحكومة اليوم ، "إن الناس خارت قواهم، ولم يعودوا قادرين على حمل أجسادهم التي هزلت، وأصبحت معرضة للأوبئة والأمراض، فالمجاعات في العالم ليست بسبب عدم توفر الطعام، بل لعدم تمكن الإنسان من الوصول إلى الطعام".

وأكد أن "المجاعة في غزة سببها منع إيصال الطعام، ومنع الوصول له، فالاحتلال الإسرائيلي مجرم، بتهمة التجويع، ومجرم بتهمة القتل جوعا، ومجرم بمنع وصول الطعام، وعلى العالم إسقاط الطعام بالمظلات، والضغط على إسرائيل لفتح المعابر لإدخال الطعام، فما يدخل إلى غزة لا يتعدى 8% من احتياجات المواطنين، وعليه أن يتوقف عند الأرقام والأوضاع الإنسانية، ويجبر إسرائيل على عدم التمادي بذلك".

وأدان مجلس الوزراء "جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية، من اجتياح المخيمات، والبلدات الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية فيها، وقتل، واعتقال الشبان، كما أثنى على جهود البلديات والمجالس المحلية واللجان الشعبية على دورهم في تعزيز صمود أهلنا هناك".

وقالت منظمة الصحة العالمية ان إسرائيل بشن هجمات "غير معقولة" على مستشفى في خان يونس المحاصرة في جنوب قطاع غزة.

ووفقا لخدمة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، قتل خمسة مدنيين على الأقل في الهجمات، من بينهم رضيع عمره خمسة أيام، حسبما كتب مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم على منصة إكس الإلكترونية، في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء.

وتم نقل ما مجموعه 14 ألف شخص إلى مستشفى الأمل. وقد غادر العديد منهم منذ ذلك الحين.

وأضاف: "قصف (الثلاثاء) غير معقول. إن النظام الصحي في غزة في حالة بائسة بالفعل، حيث يتعرض العاملون في مجال الصحة والإغاثة باستمرار لإحباط جهودهم لإنقاذ الأرواح بسبب الأعمال القتالية".

وكتب أدهانوم: "أضم صوتي إلى الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار، بما في ذلك اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان التدفق السريع ودون عوائق للأغذية والإمدادات الطبية والمياه وغيرها من المواد الأساسية إلى ملايين المدنيين الذين أجبروا على العيش في ظروف لا توصف من الجوع وانتشار الأمراض ونقص النظافة والصرف الصحي".

ولا يزال الأشخاص في قطاع غزة يتلقون جزءا ضئيلا فقط من إمدادات المساعدات التي كان بإمكانهم الحصول عليها قبل الحرب. وكتب أنه يجب بذل كل جهد ممكن لحماية المرافق الصحية والطواقم الطبية والمرضى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟

خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.

 

مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.

 

على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.

 

أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.

 

ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.

 

ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.

 

رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.

 

حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.

 

كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.

 

إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

 

لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.

 

التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.

 

تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.

 

تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.

 

علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.

 

على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.

 

والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.


مقالات مشابهة

  • وصول سفينة المساعدات الإماراتية الـ 7 للفلسطنيين إلى ميناء العريش
  • غزة: وصول مستشفيات القطاع 29 شهيدا آخر 24 ساعة
  • بريطانيا تدعو إسرائيل إلى إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة
  • هكذا تحارب إسرائيل التعليم في جنين وتمنع وصول آلاف الطلبة لمدارسهم
  • اليوم 14: إغلاق للمعابر في غزة ومنع المساعدات وتصعيد ميداني خطير
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • غلق البحار مقابل غلق المعابر
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الجمعة الثانية.. إسرائيل تشدد قيودها على وصول الفلسطينيين للأقصى
  • إسرائيل تشدد قيودها على وصول الفلسطينيين للأقصى في ثاني جمعة برمضان