ذكّر حكم المحكمة العليا الإسرائيلية الصادر يوم الاثنين والمتعلق بإبطال قانون كان محوراً لإصلاح قضائي مثير للجدل، بالانقسامات الأساسية في المجتمع الإسرائيلي التي تم وضعها جانباً خلال الحرب في غزة، وبأن التوترات يمكن أن تندلع بمجرد انتهائها، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

كان القانون الذي طرحته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والذي يحد من سلطة المحاكم الإسرائيلية على قرارات الحكومة، مسبباً للانقسام، إذ أشعل واحدة من أكبر وأطول حركات الاحتجاج التي شهدتها إسرائيل، حيث خرج ضده مئات الآلاف من المتظاهرين على مدار أشهر.

ومع تركيز البلاد الآن على الحرب في غزة، التي تقترب من شهرها الرابع، كان رد الفعل على حكم المحكمة صامتاً نسبياً، كما أن الاختلافات بين نتانياهو وأحزاب المعارضة مؤجلة في الوقت الراهن.

ويرأس نتانياهو حاليا حكومة طوارئ مشتركة من جميع الأحزاب تم تشكيلها لقيادة البلاد أثناء الحرب التي بدأت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي شنّه مسلحو حماس على جنوب إسرائيل.

وفي أعقاب الفشل الاستخباراتي قبل هجوم 7 أكتوبر، تراجعت شعبية نتانياهو في استطلاعات الرأي وتزايدت الدعوات المطالبة بإقالته، مما يزيد من إمكانية إجراء انتخابات مبكرة بمجرد انتهاء الحرب.

الصراع قائم

يقول الباحث القانوني في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، عميخاي كوهين "في الوقت الحالي، يبدو أن الحرب تلقي بظلالها على كل شيء، لكن التوتر الأساسي لا يزال قائماً".

وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في منتصف ديسمبر الماضي، أن 69% من الإسرائيليين يريدون إجراء انتخابات مباشرة بعد انتهاء الحرب، بما في ذلك أغلبية الناخبين اليمينيين.

وقال العضو في حكومة الطوارئ والشخصية التي يعتقد البعض أنها يمكن أن تتحدى نتانياهو في الانتخابات المقبلة، بيني غانتس، إن تحالفه الحالي مع نتانياهو يعتمد على حالة الطوارئ في زمن الحرب وليس على أي تحالف سياسي. وفي الوقت نفسه، يدفع شركاء الائتلاف اليميني المتطرف نحو رؤية ما بعد الحرب في غزة والتي تتعارض مع خطط رئيس الوزراء.

ولا تزال البلاد تعاني من آثار هجوم 7 أكتوبر، عندما قتل مسلحو حماس حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الإسرائيليين وخطف العشرات بينهم نساء وأطفال، ما دفع إسرائيل إلى شن هجوم مدمّر على قطاع غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 22 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، التي لا تميز أرقامها بين المدنيين والمسلحين.

اختلافات عميقة

لم يتطرق نتانياهو صراحة إلى حكم المحكمة الصادر يوم الاثنين. وقد شجب حزبه، الليكود وحلفاؤه، القرار، لكنهم أشاروا إلى أنه لا ينبغي إعادة إشعال الصراع أثناء الحرب.

وقال سمحا روثمان، أحد المؤيدين الرئيسيين للإصلاح القضائي، في مقابلة بثها التلفزيون الإسرائيلي "لقد اختارت المحكمة العليا حربها"، مؤكداً إنه وائتلافه يركزان على الحرب مع حماس، "ويجب التعامل مع التغييرات في النظام القضائي بعد انتهاء تلك الحرب".

وحوّلت العديد من المنظمات التي قادت الاحتجاجات الحاشدة ضد الإصلاح الشامل اهتمامها إلى المساعدة في جهود الحرب، مثل مساعدة عائلات الرهائن.

بعد نطق المحكمة العليا.. ما تبعات القرار "التاريخي" على نتانياهو وائتلافه؟ بعد أن أثار احتجاجات واسعة وانقساما بالشارع الإسرائيلي، ألغت المحكمة العليا في إسرائيل، الاثنين، بندا يقلص من صلاحياتها ضمن مشروع التعديلات القضائية الذي الذي أقره البرلمان في يوليو الماضي.

والقانون الذي أبطلته المحكمة العليا يوم الاثنين، كان سيحرم المحكمة من صلاحيات إلغاء القرارات الحكومية التي تعتبرها "غير معقولة إلى حد كبير".

ويقول نتانياهو وحلفاؤه إن القضاة الناشطين والليبراليين يسيطرون على المحكمة، وأن القانون يسعى إلى استعادة توازن مناسب للقوى. فيما رأى المعارضون أن القانون من شأنه أن يقوّض من دور المحكمة وسيؤدي إلى تآكل الديمقراطية الليبرالية في إسرائيل.

المعركة مستمرة

أشاد روي نيومان، زعيم قوة كابلان، إحدى المجموعات التي قادت الاحتجاج ضد الإصلاح، بقرار المحكمة لكنه يعتقد أن المعركة حول ما يراه مستقبل الديمقراطية في إسرائيل لم تنته بعد، وقال إن "الحكومة وحلفاءها يمكن أن يجربوا طرقا أخرى لإضعاف استقلال المحاكم وتقويض الضوابط والتوازنات الديمقراطية".

وقال جدعون رهط، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، إن "الاحتجاجات ضد نتانياهو كانت صامتة في الوقت الحالي بسبب الحرب وأن العديد من المتظاهرين كانوا يخدمون في الاحتياط. ولكن إذا تصرف نتانياهو بشكل غير حكيم، فسوف يشعل عود الثقاب مرة أخرى وبعد ذلك سنرى الآلاف في الشوارع".

كما أشار بعض المحللين إلى أن استراتيجية الائتلاف الحاكم لإضعاف المحاكم يمكن أن تتحول إلى مبادرات أكثر هدوءا، على عكس المحاولة البارزة لتمرير القانون السابق.

وتحول تكوين المحكمة العليا نحو اليمين، حيث منعت الحكومة الجهود الرامية إلى استبدال قاضيين ليبراليين تقاعدا مؤخراً، ومن المتوقع أن يكون حكم يوم الاثنين آخر قرار رئيسي لهما، كما أنه من المقرر أن يتقاعد قاض ليبرالي ثالث هذا العام، مما قد يترك ثلاثة مقاعد شاغرة في المحكمة.

وأكد مسؤول في الائتلاف مطّلع على الموضوع إنه "لا توجد خطط فورية لملء المناصب الشاغرة في المحكمة العليا. ولا توجد تغييرات هيكلية في السلطة القضائية أثناء الحرب".

وقال بعض المحللين، مثل كوهين من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إن الحكومة قد تحاول أيضاً تقويض سلطة المستشارين القانونيين بهدوء دون تمرير تشريعات جديدة. وقال مسؤول الائتلاف إن ذلك لم يكن جزءا من خططهم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحکمة العلیا یوم الاثنین فی إسرائیل فی الوقت یمکن أن

إقرأ أيضاً:

حرب فيتنام.. خمسينة النصر والوحدة

تتواصل في مدينة هو تشي منه كبرى مدن الجنوب الفيتنامي الاحتفالات بعيد الاستقلال والنصر والوحدة، وتعد هذه المناسبة استثنائية هذا العام لتزامنها مع خمسينية نهاية الحرب وتوحيد شطري البلاد.

وفي جولة لموفد الجزيرة صباح اليوم السبت في الشوارع المركزية للمدينة ذات العشرة ملايين نسمة، لوحظ التوافد المستمر لموجات من السياح والمواطنين القادمين من مختلف مناطق فيتنام.

وتستعد هو تشي منه التي وهبها القائد الأسطوري والأب الروحي للشعب الفيتنامي اسمه، لإحياء الخمسينية بمسير عسكري ضخم واستعراض قيل إنه سيكون بمقام اليوم التاريخي الذي يوافق الثلاثين من أبريل/نيسان.

وفيما يلي رحلة بعدسة موفد الجزيرة نت الخاص إلى مدينة الحرب والسلام، وقلعة النصر لمقاتلي "الفيت كونغ" أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.

لافتات عملاقة نصبت في الساحات الرئيسية لهو تشي منه احتفالا بالخمسينية (الجزيرة) إعلان استعدادت على قدم وساق للمسير العسكري الكبير المنتظر يوم الأربعاء المقبل (الجزيرة)فيتنامية تحمل علم بلادها أمام قصر الوحدة (الجزيرة)أحد محاربي الفيت كونغ السابقين يؤدي التحية العسكرية أمام قصر الوحدة (الجزيرة)بائع متجول للأعلام أمام قصر الوحدة (الجزيرة)صورة تذكارية مع محارب ومحارية سابقة من الفيت كونغ (الجزيرة) إعلان أفواج كبيرة من الفيتناميين وصلت هو تشي منه في رحلات منظمة للاحتفال بالخمسينية (الجزيرة)علم على المقلة اليسرى وفي القلب أيضا حب كبير للبلاد (الجزيرة)معرض صور يوثق جرائم الحرب التي حصدت ملايين القتلى والجرحى والمشردين على مدى 30 عاما (الجزيرة)الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون ضمن الحاضرين على المنصة في المسير الكبير الأربعاء المقبل (الجزيرة)الجمال الفيتنامي الوهاج والهادئ لم يغب عن الاحتفالات (الجزيرة)مواطن فيتنامي يحمل صورة للحظة اقتحام الفيت كونغ قصر الحكم في سايغون في 30 أبريل/نيسان 1975 (الجزيرة)اللافتات العملاقة ملأت التقاطعات في هو تشي منه (الجزيرة)لا صوت يعلو فوق صوت الوطن والعلم (الجزيرة)احتفالات عيد النصر الوحدة خمسينية فيتنام vietnam ho chi minh war (الجزيرة)كأنما تصدح لتقول: هنيئا لنا بالنصر والوحدة واليوم العظيم (الجزيرة)قبعة "نون لا" التقليدية المثلقة الشكل رمز وهوية وفخر في فيتنام (الجزيرة)"نون لا" بعلم فيتنام أمام قصر الوحدة (الجزيرة)مجسمات في شارع "نغويان هوي" الرئيسي في هو تشي منه تروي فصولا من الحرب (الجزيرة)واجهة مبنى البريد المركزي الذي شيده الفرنسيون (الجزيرة)مجسم آخر يحكي مسيرة التقدم والازدهار في فيتنام (الجزيرة)سقوط سايغون بيد المقاومين كان يوما تاريخيا في فيتنام (الجزيرة)مجسمات تحاكي المآسي التي مرت على فيتنام خلال الحرب الدامية (الجزيرة)من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • قيادي حوثي يوجه انتقادا لاذعاً للحوثيين ويوكد ان القرارات التي ورطت اليمن جاءت بدوافع طائفية ضيقة بعيدًا عن المصلحة الوطنية العليا
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • حرب فيتنام.. خمسينة النصر والوحدة
  • إسرائيل: أزمة التجنيد تتفاقم والمحكمة العليا تُمهل الدولة للرد بشأن الحريديين!
  • توقيع بروتوكول تعاون بين المحكمة الدستورية العليا المصرية ونظيرتها التركية
  • توقيع بروتوكول تعاون قضائي بين المحكمة الدستورية العليا ونظيرتها التركية
  • وزير التعليم العالي يؤكد استمرار تطوير أداء المعاهد العليا الخاصة للارتقاء بجودة التعليم
  • المحكمة الجنائية الدولية تحاصر قادة إسرائيل | رفض تعليق مذكرات الاعتقال ينذر بمحاسبة تاريخية
  • رد صادم من المحكمة الجنائية الدولية على طلب إسرائيل