اغتيال العاروري.. هروب من وقف إطلاق النار أم تأجيله؟

الهروب من الهزيمة حذر منه وزير الحرب غالانت في قطاع غزة بالقول: إن لم ننتصر في قطاع غزة؛ فلن نتمكن من العيش في (الشرق الأوسط).

ردود الفعل على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ستحدد مسار المواجهة مع الاحتلال للايام والاسابيع القليلة المقبلة.

اغتيال العاروري بضاحية بيروت الجنوبية فتح باب سيناريوهات عديدة لاحتمالات التصعيد والتهدئة؛ تغذيها أطراف متعددة وجبهات مترابطة وساحات ومصالح متشابكة.

إما أن تغذي ردود الفعل التصعيد نحو مزيد من استنزاف الاحتلال بالضفة الغربية والاقليم، وإما أن تقود إلى وقف إطلاق النار، وهو سيناريو لا زال مستبعدا بالمدى المنظور.

* * *

حركة حماس تنسحب من مفاوضات وقف إطلاق النار، ومصر تعلن وقف وساطتها، وحزب الله يؤكد أن اغتيال الشيخ صالح العاروري لن يمر دون انتقام، وأنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا يعلن تأجيل زيارته للكيان المحتل بعد أن كشف مسؤولون أمريكان أن إسرائيل هي من اغتالت العاروري.

جاء اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ليفتح الباب لسيناريوهات لا متناهية لاحتمالات التصعيد والتهدئة؛ تغذيها أطراف متعددة وجبهات مترابطة وساحات ومصالح متشابكة.

فحدود الرد تقع بين الانتقام والتصعيد الشامل في جنوب لبنان، ما شكل سيناريوهات متعارضة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، لا تختلف عن أزمة الكيان الاسرائيلي، فالوحدة الظاهرة حول المضي في الحرب؛ يقابلها انقسام داخلي في الساحة الاسرائيلية حول أهدافها وغاياتها النهائية، عُبرعنه مؤخرا بطرق متعددة.

تارة بالدعوة لاستقالة نتنياهو، وتارة برفض المحكمة العليا الاسرائيلية قانون المعقولية الذي يحد من صلاحياتها، ويعزز صلاحيات نتنياهو والجناح الديني القومي في الائتلاف الحاكم.

المأزق الذي يعاني منه نتنياهو والمؤسسة الأمنية مزدوج؛ لا يقتصر على العجز عن تحقيق إنجازات سياسية وعسكرية في الحرب على غزة، بل وعن إيجاد مخرج معقول من الحرب والازمة السياسية والاقتصادية الخانقة؛ بشكل يرضي حلفاءه وأعداءه، ويرضي الادارة الامريكية في الآن ذاته.

البحث عن صورة نصر باغتيال العاروري في لبنان برز كمغامرة محسوبة إسرائيليا للوهلة الاولى، لكنها في الحقيقة قدمت صورة لازمة إسرائيلية خانقة، وانعكاساً لها، ففي حال لم تفضِ عملية الاغتيال إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ فإن جل ما ستحققه إضافة أعباء جديدة على جيش الاحتلال، وإطالة عمر الحرب وكلفها التي طالت الولايات المتحدة من أروقة الحكم بواشنطن إلى شرق المتوسط والبحر الاحمر.

ختاماً.. ردود الفعل على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ستحدد مسار المواجهة مع الاحتلال للايام والاسابيع القليلة المقبلة، فإما أن تغذي التصعيد نحو مزيد من استنزاف الاحتلال في الضفة الغربية والإقليم.

وإما أن تقود إلى وقف إطلاق النار، وهو سيناريو لا زال مستبعدا في المدى المنظور، كما هو حال الهروب من الهزيمة التي حذر منها وزير الحرب غالانت في قطاع غزة بالقول: إن لم ننتصر في قطاع غزة؛ فلن نتمكن من العيش في (الشرق الأوسط).

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حماس العاروري سيناريوهات اغتيال استنزاف الاحتلال قطاع غزة وقف إطلاق النار الضفة الغربية اغتیال العاروری وقف إطلاق النار صالح العاروری فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: ندين خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزامه بالانسحاب من محور فيلادلفيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت حركة حماس، خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزامه بالانسحاب من محور فيلادلفيا، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.


وأكدت الحركة، أنّ الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار واستكمال المفاوضات هو السبيل الوحيد لاستعادة المحتجزين، مطالبة الوسطاء والمجتمع الدولي بالتدخل فورا لضمان انسحاب الاحتلال واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية.

مقالات مشابهة

  • الناطق باسم حماس: إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار
  • معروف: الاحتلال يرفع وتيرة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني
  • ويتكوف يصل الدوحة.. هل يسعى نتنياهو لاستئناف الحرب؟
  • “حماس” تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • شهيدة جنوب قطاع غزة ضمن الخروقات الإسرائيلية.. وحصيلة جديدة
  • هل تبعد مفاوضات الدوحة شبح عودة حرب الإبادة إلى قطاع غزة؟
  • هل تنقذ مفاوضات الدوحة شبح عودة حرب الإبادة إلى قطاع غزة؟
  • حماس: ندين خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزامه بالانسحاب من محور فيلادلفيا
  • الرئيس الأوكراني يصل جدة لإجراء مباحثات مع ولي العهد السعودي
  • تحركات متسارعة للوسطاء لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة