رام الله- عرف العالم صالح العاروري من خلال وسائل الإعلام كقيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ثم نائبا لرئيس الحركة بعد إبعاده من فلسطين سنة 2010، لكن جوانب كثيرة في شخصيته لا يعرفها إلا مقربون منه، وتحديدا مَن رافقوه في الاعتقال.

يتفق أسرى سابقون عاشوا مع العاروري وتحدثوا للجزيرة نت عن صفاته الشخصية كإنسان، بعيدا عن أدواره السياسية، أنه كان قائدا مهابا ومفكرا صاحب رأي سديد وحكمة، لديه قدرة كبيرة على الإقناع، حتى لإدارات السجون التي كان يعتقل فيها.

يذكر أن العاروري (57 عاما) ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وقضى 18 عاما في سجون الاحتلال، واتهمته إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية، واغتاله الاحتلال و6 من رفاقه أمس الثلاثاء، في شقة بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعد سنوات من وضعه على قائمة الاغتيالات.

كاميرا #الجزيرة في منزل عائلة #صالح_العاروري.. شقيقة الشهيد: كان يقول لي كل يوم إنه يتمنى الشهادة، وآخر اتصال معه كان في السابع من أكتوبر#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/72MJjQRWYD

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 2, 2024

"صاحب حكمة ودهاء"

يقول الأسير السابق فؤاد الخفش، إن العاروري أمضى سنوات طويلة في العزل، وعندما أُخرج إلى الأقسام مع باقي الأسرى، كان شرط إدارة السجون أن لا يتقلد أي موقع أو منصب قيادي بين الأسرى.

ويضيف "كان العاروري كثير القراءة للكتب وفي مختلف المجالات، وله ورد يومي من القرآن الكريم والأذكار بعد صلاة الفجر، لكنه لم يكن مولعا بالرياضة ولم أره يوما يمارسها".

وعن علاقته بالأسرى، يقول الخفش إن "إدارة حياة الأسرى لها نظام وتشكيلات حزبية وقيادة، لكن العاروري كان بمثابة القائد الأعلى، وبرضى الجميع لأي قسم أو سجن يدخله، لما يتمتع به من علم وحكمة وقوة وشجاعة"، ويتابع المتحدث ذاته أن العاروري "كان محبوبا من جميع الأسرى حتى من باقي الفصائل، وهو صاحب حكمة ورأي سديد، ذكي جدا يتسم بالدهاء".

أما عن ذكائه فيقول الخفش إنه "استطاع ولأول مرة عام 2009 أن يقنع إدارة السجون الإسرائيلية، رغم رفضها الشديد، بتجميع قيادات حركته داخل السجون في سجن النقب، وذلك تحت عنوان التشاور خلال مفاوضات التبادل لتنفيذ صفقة وفاء الأحرار".

كما أشار الخفش إلى أن العاروري تحرك من اليوم الأول للانقسام عام 2007 سعيا للمّ الشمل الفلسطيني، وبادر إلى لقاء قيادات كبيرة في السلطة الفلسطينية.

بعد استـ.ـشـ.ـهاد أخيه.. شقيق #صالح_العاروري يوجّه رسالة للمـ.ـقـ.ـاومة#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/qBVPZHnx3b

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 2, 2024

"خُلق للقيادة"

من جهته يقول الأسير السابق "ي.ر" إنه عاش إلى جانب العاروري في سجن النقب سنة كاملة في الغرفة نفسها، "كان يبادر إلى عمل القهوة كل صباح ويعطيني فنجانا، كان دائم الحركة والانشغال وإعطاء الدروس والمواعظ، ويلتف حول الأسرى بدون غياب".

وأضاف الأسير السابق ذاته: "العاروري لم يكن إنسانا عاديا، بل خُلق للقيادة، وكان قائدا وخطيبا مفوّها، يفرض احترامه على الجميع لما يتمتع به من تواضع وحسن الخلق، فهو صاحب فكر ورؤية".

وعن علاقاته داخل السجن قال ي.ر: "كان سهل العشرة والمجلس، يمتلك الحلول المرضية لكل المشاكل مهما استعصت، سواء بين عناصر حماس أو مع الفصائل الأخرى"، أما عن علاقته مع إدارة السجون فقال إنه "كان مقنعا وقادرا على احتواء وتطويق أي مشكلة".

ويتابع المتحدث ذاته أنه كان "كريما لدرجة أنه كان يوزع الهدايا والأغراض التي تأتيه في الزيارات العائلية على باقي الأسرى، بل إنه باع قطعة أرض يملكها حتى يساعد أسيرا آخر كان يعاني صعوبات مالية".

ويستذكر الأسير السابق حادثة عام 1992؛ حين شعر العاروري أن اعتقاله سيطول، طلب منه أن يخبر خطيبته (خطيبة العاروري) خلال الزيارة بالأمر، حتى لا يظلمها ويطول انتظارها، فكان ردها أنها ستنتظره مهما طال الاعتقال، ثم أفرج بعد ذلك عن العاروري وتزوجا وأنجبت منه ابنتين.

الشهيد صالح العاروري في لقاء سابق: أصغر شهيد من أبناء شعبنا هو تاج على رؤوسنا وهو أكرم منا لأنه سبقنا، ونحن في قيادة حماس نستشهد مثلنا مثل شعبنا، والشهادة بالنسبة النا مطلب#حرب_غزة pic.twitter.com/ogRhNke92Q

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 3, 2024

شخصية قوية ومهابة

أما "ز.ع" الذي عاش مع العاروري في سجن رام الله عام 1994، قبل قيام السلطة الفلسطينية، فقال "من كان يلتقي العاروري كان يهابه من أول نظرة، لما يتمتع به من قوة شخصية، لكن سرعان ما يكتشف فيه التواضع".

وأضاف في الشهادة ذاتها: "كان رجلا وحدويا، تحبه عناصر كافة الفصائل، كان أعز أصدقائه الشهيد عماد عوض الله (استشهد عام 1998)، وكانا يجلسان معا معظم الوقت. أذكر أن برشه (سريره) كان دائما بجوار برش الشهيد عماد".

وتابع ز.ع: "كان يهتم بالصغار ويقربهم إليه، ويداوم على عقد حلقات العلم، ويُكِنّ حبا لمدينة الخليل وأهلها، حيث درس الشريعة الإسلامية في جامعتها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: صالح العاروری

إقرأ أيضاً:

قرار حكومي بشأن توقيع اتفاقيتي شراء كهرباء من محطتي طاقة شمسية

وافق مجلس الوزراء على توقيع اتفاقيتي شراء الطاقة بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وتحالف (مصدر- انفينتى- حسن علام)، للمشروعين المقرر تنفيذهما لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة اجمالية 1200 ميجاوات، مضافاً إليها بطاريات تخزين بسعة اجمالية 720 ميجاوات ساعة.

ومن المقرر أن يكون التشغيل التجريبي للمشروعين خلال عام 2025، حيث يقام المشروع الاول بمحطة بنبان بقدرة 300 ميجاوات بالإضافة إلى 60 ميجاوات بطاريات تخزين، والثاني بموقع الواحات بقدرة 900 ميجاوات بالإضافة إلى 660 ميجاوات بطاريات تخزين.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأسرى الفلسطينية: المعتقلون يواجهون البرد القارس في سجون العدو الصهيوني
  • الحكومة: تشغيل تجريبي لمشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في 2025
  • قرار حكومي بشأن توقيع اتفاقيتي شراء كهرباء من محطتي طاقة شمسية
  • جلطة أم بلع لسان؟.. حزن في الأردن بعد وفاة طالب بشكل مفاجئ
  • أساليب الحوار وفن الإقناع" برنامج تدريبي لتأهيل الطلاب بجامعة القناة
  • جامعة القناة تقدم برنامج "أساليب الحوار وفن الإقناع" لتأهيل طلاب المدارس
  • محمد أبو هاشم: الكذب من صفات الفجور.. و3 حالات فقط يجوز فيها
  • التأمين الصحي فرع الجزيرة يوفر أجهزة طبية حديثة وإحتياجات دوائية كبيرة
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجا تدريبيا حول أسلوب الحوار وفن الإقناع
  • ميزة كهربائية جديدة لمحبي مرسيدس في سيارة CLA.. تعرف عليها