مسؤول بريطاني سابق: لا حل للقضية الفلسطينية إلا بمفاوضات تشمل حماس
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
يقول مسؤول بريطاني سابق إن على إسرائيل وحلفائها مواجهة الحقائق وإدراك أن محادثات "السلام" التي تشمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي السبيل الوحيد للمضي قدما لحل "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وأوضح اللورد بيتر هين الوزير السابق للشرق الأوسط في المملكة المتحدة ووزير خارجية أيرلندا الشمالية في مقال له بصحيفة "غارديان" أنه صديق لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وكل تجربته تفيد بأن المفاوضات الصعبة ستحقق ما لا تستطيع القنابل تحقيقه.
وأكد أنه بعد معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وانتقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من غزة، هناك بعض الحقائق التي طال انتظارها؛ ومنها أن إسرائيل لن تدمر "حماس" حتى إذا دمرتها عسكريا ودمرت غزة بأكملها، لأن "حماس" هي حركة أيديولوجية ساعد تطرف نتنياهو، في كثير من النواحي، على الترويج لها.
تحولوا من اليأس إلى تأييد حماسوقال المسؤول السابق إن الحكومات الإسرائيلية اليمينية أحبطت مفاوضات جادة مع الفلسطينيين ممن وصفهم "بالأكثر اعتدالا"، منذ قمة كامب ديفيد عام 2000، كما اضطهدت باستمرار سكان غزة، وفرضت حالة حصار شبه مستمرة على القطاع، متسائلا: هل من المستغرب حقا أن العديد من الفلسطينيين تحولوا من اليأس إلى تأييد حماس؟
واستمر يقول إن "الدرس المستفاد من جميع الصراعات الحديثة يجب أن يكون هو أن فشل الأقوياء في إنهاء الظلم والتفاوض على حل، يولد التطرف، وأن تاريخ بريطانيا المضطرب في أيرلندا الشمالية يؤكد بوضوح أنه عندما لا تنجح السياسة، فإن العنف يملأ الفراغ"، وفق تعبيره.
وأوضح أن الفكرة، التي يروّج لها من وصفهم بقادة الشمال العالمي، هي أن المفاوضات مع قيادة السلطة الفلسطينية "التي فقدت مصداقيتها في الضفة الغربية" هي وحدها التي يمكن تأييدها، وتلك الفكرة لن تنجح أيضا، وفق رأيه.
لا يوجد حل غير الحل السياسيوأكد أيضا أنه وفي النهاية، لا يوجد غير الحل السياسي، إذ لا يستطيع الفلسطينيون هزيمة إسرائيل عسكريا وفق ما يرى، وكذلك لا يمكن لإسرائيل هزيمة الفلسطينيين عسكريا.
وأشار إلى أن حكام إسرائيل اليمينيين فشلوا فشلا ذريعا في حماية مواطنيهم، مضيفا أنهم باستمرارهم في إلحاق الرعب الذي لا يرحم، بسكان غزة؛ يعرضون مواطنيهم لرعب أكبر.
وأيد اللورد هين ما قاله مستشار حكومة حزب العمل الإسرائيلي السابق دانيال ليفي مؤخرا في مقابلة تلفزيونية من أنه لا يمكن للإسرائيليين أبدا الحصول على الأمن حتى يتمتع الفلسطينيون بالأمن.
وأضاف أن الأجندة الحقيقية للحكومة الإسرائيلية الحالية ربما تكون هي رفض حل الدولتين وإخراج الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأردن ومصر، مؤكدا أن ذلك لن يحل المشكلة، بل سيعقدها، ويزيد من تصاعد العنف وعدم الاستقرار الإقليمي.
يجب دعم قمة إقليمية تضم الجميعوأوضح المسؤول البريطاني السابق أنه بدلا من "تواطؤ" الرؤساء ورؤساء الوزراء في واشنطن ولندن وأوروبا، يجب عليهم دعم قمة إقليمية تضم إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية وإيران، إلى جانب الأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، وإشراك "حماس" في الجانب الفلسطيني، لأنه لن يكون هناك استقرار في المنطقة ما لم يتم ضم جميع الأطراف.
وختم هين مقاله بالقول إنه يكتب من كيب تاون بجنوب أفريقيا؛ حيث يحتقر السكان هناك ومن جميع الأعراق والمعتقدات ما يعتبرونه معايير مزدوجة عميقة من قبل "قادة الشمال العالميين" الذين يدعمون تقرير المصير الأوكراني، ويتواطؤون في إنكار حق الفلسطينيين في تقرير المصير، مضيفا أن الاختراق الجيوسياسي مع الجنوب العالمي يتعمق، وسيكلف واشنطن ولندن وبروكسل غاليا في عالم مضطرب بشكل متزايد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السيسي عقب القمة العربية: أتطلع للعمل مع ترامب لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
القاهرة – وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشكر للقادة العرب الذين شاركوا في أعمال القمة العربية غير العادية التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة لدعم القضية الفلسطينية.
وكتب الرئيس المصري عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” عقب انتهاء أعمال القمة العربية الطارئة: “في هذا اليوم الهام من تاريخ القضية الفلسطينية، أشكر القادة العرب المشاركين في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، وأثمن الإجماع العربي على دعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة والتي تتيح للشعب الفلسطيني البقاء على أرضه دون تهجير”.
وأعرب السيسي عن ترحيبه “بأي مقترحات أو أفكار من المجتمع الدولي لضمان نجاح هذه الخطة والتي يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع خطة أكبر للسلام”.
وأكد تطلعه “للعمل مع الأشقاء العرب والرئيس ترامب والمجتمع الدولي من أجل تبنى خطة تهدف إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وإنهاء جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يضمن أمن واستقرار شعوب المنطقة كافة وإقامة الدولة الفلسطينية”.
وعقدت القمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر بطلب من دولة فلسطين وبتنسيق مع مملكة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة) ردا على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 يناير الماضي للترويج لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن وهو ما رفضته البلدان وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
واعتمدت القمة العربية الطارئة خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة والتي قدمتها مصر بالتنسيق مع دولة فلسطين والدول العربية اعتبارها خطة عربية جامعة.
وأكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة ضرورة العمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذ الخطة التي قدمتها مصر وحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، بالتوازي مع تدشين افق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان.
وحذرت القمة العربية من أن أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات وتقويض فرص الاستقرار وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخري بالمنطقة، وبما يعد تهديدا واضحا لأسس السلام في الشرق الأوسط، وينسف آفاقه المستقبلية ويقضي على طموح التعايش المشترك بين شعوب المنطقة.
وأكد البيان الختامي على الأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة، وأهمية التزام كل طرف بتعهداته وخاصة الطرف الإسرائيلي وبما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع بما في ذلك من محور “فيلادلفيا” ويضمن النفاذ الآمن والكافي والآني للمساعدات الإنسانية والإيوائية والطبية دون إعاقة.
المصدر: RT