عربي21:
2025-04-16@01:55:14 GMT

انقلاب عسكري قادم في إسرائيل؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

يمكن القول بأنّ السبب المباشر في الخلافات التي تعصف بمجلس الحرب الإسرائيلي هي المقاومة الفلسطينية وبالأخص حركة حماس، حيث استغلت حركات المقاومة هذه الخلافات وعملت على تعميقها من خلال استراتيجيات عسكرية وإعلامية وسياسية، ويبدو أنّ هذا الاستثمار يتجه إلى أن يُعطي أكله ولو بعد حين في صورة انقلاب عسكري محتمل وقادم في إسرائيل.



على الرغم من أن الخلافات بين نتنياهو والعسكريين تتجذر بشكل تاريخي، إلا أنّها بدأت تظهر إلى العلن وبشكل جدي بعد محاولات إسرائيل الفاشلة في تحرير الرهائن بالقوة، وعلى الأخص عندما قتلت إسرائيل ثلاثة من جنودها الأسرى وهم يحملون الراية البيضاء. وعلى إثر احتمالية توثيق المقاومة للعملية ظهرت الخلافات الإسرائيلية إلى العلن، فقادة الجيش يتهمون نتنياهو بأنه يسعى لاستغلال هذه الحرب للتغطية على الفشل الأمني الذريع في أعقاب طوفان الأقصى وكذلك إطالة عمره السياسي والتخلص من قضايا الفساد المطروحة أمام القضاء، ونتنياهو يتهم قادة الجيش بالتقاعس وعدم أداء المهام ويتهمهم كذلك بأنهم وراء الهزائم المتلاحقة في قطاع غزة.

لقد وصلت حدة الخلاف بين نتنياهو وقادة الجيش وعلى الأخص وزير دفاعه "غالانت"؛ درجة أنه كان من المقرر أن يعقد غالانت اجتماعا عاجلا مع رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ورئيسي الموساد دافيد برنياع، وجهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، بشأن العمليات العسكرية والحرب مع حماس، حيث كان مقررا إرسال نتائجه إلى نتنياهو للموافقة عليها، بيد أن رئيس الوزراء تدخل لمنع إتمام اللقاء، وذلك بحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية. ويبدو أنّ مساعي نتنياهو لعرقلة مثل هذه الاجتماعات تأتي في سياق مستمر من تحميل الجيش هزيمة الحرب في غزة. ويرسل نتنياهو رسائله المستمرة إلى قادة الجيش بأنهم لم يعد موثوقا بهم لتلقي معلومات استخباراتية وسرية عبر الموساد أو الشاباك.

لم تقتصر فقدان الثقة ومحاولات نتنياهو المستمرة في إذلال قادة الجيش على منع تلقي المعلومات السريّة، بل امتدت إلى التفتيش الجسدي الذي نفذته حارسة بمكتب نتنياهو لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، حيث منعت الحارسة الأخير من الدخول إلى اجتماع أمني مع رئيس الوزراء إلا بعد إجراء تفتيش بدني كامل للتأكد من عدم حمله أجهزة تسجيل.

منذ بداية الحرب على قطاع غزة كان من الصعب تصور الحديث عن انقلاب عسكري في إسرائيل وذلك لأن مسؤوليها حاولوا أن يظهروا أنفسهم متماسكين ضد أكبر حملة وهجمة تعرضت لها إسرائيل في تاريخها، إلا أنّه وبعد الفشل العسكري الذريع في قطاع غزة وبعد الفشل في تحرير الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين بدأت معركة خفية بين نتنياهو والجيش وبدأت تظهر بوادر وأحاديث عن انقلاب عسكري محتمل.

وفي التطبيق العملي لهذا الصراع انضم نجل نتنياهو إلى فكرة أن الجيش الإسرائيلي والمخابرات علما بهجوم حماس ولكنهما لم يفعلا شيئا لمنعه وذلك محاولة منهم لتنفيذ عملية انقلاب عسكري. وعلى الطرف المقابل شهدنا تحولا مهما في المشهد الإسرائيلي خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي، حالتوس، إذ تظهر هذه التصريحات أن هناك تغييرا قادما في استراتيجية الإطاحة بنتنياهو من الجهود السياسية إلى إمكانية نشوب حرب أهلية أو حتى انقلاب عسكري للإطاحة بالرجل الذي يتم تحميله كامل المسؤولية عما جرى في مستوطنات الغلاف في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما يجري حاليا من غرق في مستنقع غزة.

علينا القول إنّ هذه التصريحات من أكثر التصريحات خطورة وواقعية في إسرائيل، إذ أنها تأتي عبر أكبر مسؤول عسكري سابق، وذلك لأن عدم التواجد في الحكومة الإسرائيلية يوفر لهذا المسؤول بعض الحرية للإدلاء بتصريحات قد تصدم المجتمع الإسرائيلي. ثم إن تصريح حالوتس مبني على الوقائع والحقائق، إذ أنه أشار خلال مؤتمر حركة الاحتجاج الإسرائيلية في حيفا، إلى أنه لن توجد صورة للنصر في الحرب بل هي صورة للخسارة فقط وذلك بسبب وجود أكثر من 1300 قتيل (مع تزايد مستمر) و240 مختطفا و200 ألف نازح. ويضيف حالتوس بأن النصر الوحيد هو الإطاحة بنتنياهو.

وانضم " نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان إلى حالتوس ليتهم نتنياهو باتباع نهج الكذب في الحرب، ودعا إلى إبرام صفقة مع حماس لإنهاء الحرب بدلا من أكاذيب نتنياهو.

بعد كل هذه التفاصيل يبدو بأن تكتلات عسكرية وسياسية بدأت تأخذ شكلا أكثر جدية للإطاحة بنتنياهو سواء عبر التحركات السياسية أو حتى الانقلاب العسكري، حيث يبدو أنّ هناك تنسيقا بين الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الدفاع غالانت، حيث رفضا المشاركة في مؤتمر صحفي عقده نتنياهو. كما يبدو أن هناك احتمالات لعملية تنسيق مع الدول الغربية كذلك.

وللتدليل على إمكانية التنسيق مع الدول الحليفة، علينا ألا ننسى التقارير المتعددة التي أشارت إلى العلاقة العسكرية الوثيقة بين بريطانيا وإسرائيل والتي أشار إليها مارك كورتيس في موقع Declassified"" البريطاني، حيث أشار إلى أن التعاون العميق يرقى إلى درجة التحالف ويشمل التدريب العسكري البريطاني للضباط الإسرائيليين والتدريبات المشتركة وصفقات الأسلحة.

وفي هذا السياق تظهر نتائج مؤسسة "Action on Arm Violence" أن ثماني دول أرسلت ضباطها إلى بريطانيا لإجراء تدريبات؛ شهدت انقلابات عسكرية، حيث تم تدريب هؤلاء الضباط في الأكاديمية العسكرية الملكية العريقة "ساندهيرست". وشملت هذه الدول كلا من مالي والنيجر ومصر وتايلاند والسودان وبوروندي وتشاد والغابون. وارتفع عدد الضباط المرسلين إلى الكليات العسكرية البريطانية من 96 في عام 2017 إلى 149 في 149 ضابطا. وتحتل إسرائيل مراتب متقدمة على قائمة المشترين للأسلحة البريطانية بعد السعودية التي اشترت ما يعادل 2.5 مليار جنيه إسترليني من الأسلحة البريطانية، بينما اشترت إسرائيل أسلحة بريطانية بقيمة 400 مليون دولار. ويبدو أن هذه الأرقام ارتفعت للغاية بعد عملية طوفان الأقصى، حيث دعمت بريطانيا إسرائيل بالسفن الملكية وطائرات التجسس بالإضافة إلى تقديم العتاد والدعم اللوجستي المستمر.

ختاما، لقد كان لتصاعد المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي وتوثيق العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال الدور الأبرز في تعزيز الخلافات في الصفوف الداخلية الإسرائيلية، ونسف ما سعت إسرائيل إلى إظهاره من تماسك ووحدة خلال ثلاثة أشهر من الحرب على قطاع غزة، ويبدو أنّ عمق الخلافات بين الجيش ونتنياهو وصلت حدا بدأ فيه الحديث عن انقلاب عسكري للإطاحة بنتنياهو الذي بدأ يُنظر إليه على أنه تهديد وجودي ولا يرغب بالاعتراف بالهزيمة وإنهاء الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي نتنياهو غزة إسرائيل غزة نتنياهو طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انقلاب عسکری فی إسرائیل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب

#سواليف

دعا مئات #الجنود #الإسرائيليين في عريضتين جديدتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو إلى #وقف_الحرب على #غزة وإعادة #الأسرى، في أحدث فصول تصعيد الضغط على الحكومة داخل #الجيش_الإسرائيلي.

ونقل موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي أن الجنود قالوا في العريضتين إن نتنياهو يحرض ضد سلطات فرض القانون ويعرض أمن مسؤوليها للخطر ويحاول عرقلة التحقيقات في قضايا تتهمه ومقربين منه بالفساد.

وأضاف واللا أن مئات من جنود الاحتياط في وحدة السايبر الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة ينضمون لدعوات وقف الحرب في غزة.

مقالات ذات صلة ما هو مرض (السقاوة) وهل هو مرض مهني.؟ الصبيحي يوضح 2025/04/15

بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن “أكثر من 200 من جنود و #محاربين_قدامى بسلاح البحرية يدعون لإعادة المخطوفين ولو مقابل وقف الحرب”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وقّع نحو 150 جنديا إسرائيليا خدموا في لواء غولاني عريضة تطالب بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب فورا.

ويُعد #لواء_غولاني من وحدات النخبة القتالية في الجيش الإسرائيلي، وشارك في معظم الحروب التي خاضها جيش الاحتلال منذ تأسيسه.

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

تحركات زامير

في الأثناء، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير عقد جلسة لاحتواء أزمة رسائل الاحتجاج التي وقعها جنود الاحتياط، مشيرة إلى أن الجيش يدرك حجم الضرر المحتمل والدلالات العميقة للتوسع المتزايد في ظاهرة الاحتجاج بين صفوف قدامى الجنود.

وبحسب القناة الإسرائيلية فإن رئيس الأركان يعتزم منع جنود الاحتياط الموجودين بالخدمة الفعلية من المشاركة في أي احتجاج للحؤول دون استخدام رموز المؤسسة العسكرية لأهداف سياسية.

وأضافت أن قيادة الجيش الإسرائيلي تؤكد على أن العمليات في غزة تتم بدعم كامل من جميع قادة الأجهزة الأمنية.

في الأثناء، نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل مستعدة لتقديم بعض التنازلات بشأن اتفاق غزة لكن ليس على حساب منع تدمير حركة حماس.

من جانبها، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بغزة أن عمليات تفاوض مكثفة تجري حاليا لإعادة أبنائهم.

وكان نتنياهو، سعى لوصف هذا التحرك بأنه رفض للخدمة بالجيش الإسرائيلي، وتوعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض من جنود الاحتياط، معتبرين أنها تقوي الأعداء في زمن الحرب ووصفوها بالتمرد والعصيان.
دعم واسع

ولدعم تحركات الجنود، أصدر نحو 200 من عائلات الأسرى الإسرائيليين ونشطاء ينشرون رسالة دعم للجنود والطيارين الذين دعوا لوقف الحرب.

وقالت العائلات في بيان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إن “العملية العسكرية تعرض حياة المخطوفين للخطر، وأنها أدت سابقا إلى مقتل 41 مخطوفا”.

وأكد البيان أن نتنياهو اختار عرقلة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتضحية بحياة 59 أسيرا محتجزين في غزة لأهداف سياسية.

وقالت هيئة عائلات الأسرى، إن طريقة الإفراج الجزئي عن الأسرى على شكل دفعات هي نهج خطير يعرض جميع المختطفين للخطر. وطالبت باعتماد حل مناسب يفضي إلى إنهاء الحرب، وإعادة جميع المختطفين دفعة واحدة وبشكل فوري.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك انضم إلى ضباط الاحتياط العاملين والمتقاعدين فوقّع على عريضة تدعم رسالة الطيارين الداعية إلى وقف الحرب من أجل إطلاق سراح الرهائن..

ووصف رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس رئيس الوزراء خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية بأنه تهديد فوري لأمن إسرائيل، لا يجب إخضاعه أو القضاء عليه، بل ينبغي أسره، على حد تعبير حالوتس.

كما وقّع نحو 3500 أكاديمي إسرائيلي وأكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال التعليم وما يزيد عن ألف من أولياء الأمور، في وقت سابق الاثنين، على عرائض تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.

وجندت إسرائيل نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب التي تشنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: حالة العصيان في صفوف الجيش الإسرائيلي أعمق مما يُعلن بكثير
  • رسالة تحذير من عناصر في الكوماندوز الإسرائيلي إلى نتنياهو
  • تمرد في الجيش الإسرائيلي.. مئات الجنود يوقعون عرائض ضد استمرار الحرب في غزة
  • موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • عاجل | موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المخطوفين
  • «تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!
  • إسرائيل بين الانقسام والتجهيز لما بعد نتنياهو
  • تصاعد الاحتجاج ضد حرب غزة يربك الجيش الإسرائيلي ويضغط على حكومة نتنياهو
  • الجيش السوداني لم يتخلى عن دارفور، ولا يمكن له أن يفعل ذلك
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن