موقع 24:
2025-01-23@18:24:22 GMT

كابوس تايوان أصبح حقيقة للصين

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

كابوس تايوان أصبح حقيقة للصين

تواجه الصين واقعاً سياسياً جديداً في تايوان، ألا وهو غياب الأصدقاء والمؤيدين لخطابها المعادي المتزايد.



ويرى جيمس هولمز، أستاذ كرسي جيه سي وايلي للاستراتيجية البحرية بالكلية الحربية البحرية الأمريكية وزميل غير مقيم في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة جورجيا في تحليل بموقع "ناشونال إنترست"، أن ما قالته الصحيفة الأمريكية مقنع، وأن تايوان شهدت تحولاً ديموغرافياً وسياسياً جذرياً في العقود الأخيرة، وهو تحول يحول عملياً دون قيام وحدة سلمية بين تايوان والصين.

الصين وتحدي تايوان

وإذا كانت الصين لا تحظى بأي تأييد بين الأحزاب السياسية في تايوان، فمن المستبعد أن يصل رئيس صديق للصين إلى المكتب الرئاسي في تايبه في أعقاب الانتخابات التي ستجرى هذا الشهر. ومن دون رئيس وبرلمان صديقين للصين، تتضاءل للغاية فرصة الصين في تحقيق هدفها الأسمى وهو امتلاك السيطرة على الجزيرة دون قتال، وسيلزمها نشر قوة مسلحة، مع كل ما تنطوي عليه الحرب من مخاطر وتكاليف.

 

“China’s Taiwan Nightmare Has Come True | The National Interest”
Omg you love to see it.
“Its diplomacy seems almost deliberately designed to drive away prospective friends and unite alliances and coalitions to defeat the party’s aims…”
Interesting read: https://t.co/x5oQofiXNx

— Rebecca Tolen (@TolenRebecca) January 2, 2024


وأضاف الباحث: "نريد للمسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني أن يلوموا أنفسهم على هذا الوضع المؤسف، حيث تبدو دبلوماسية الحزب وكأنها مصممة عن عمد لإبعاد الأصدقاء المرتقبين وتوحيد التحالفات والائتلافات لإحباط أهدافه".
وأكد الكاتب أن التركيبة السكانية ليست صديقة للصين في مضيق تايوان. فمنذ عشرين سنة مضت، كانت المشاعر السائدة بين سكان الجزيرة منقسمة شبه مناصفة بين دعاة الوحدة مع البر الرئيسي ودعاة الاستقلال. وأما على طرفي النقيض، فكان هناك حوالي عشرة في المائة يؤيدون الوحدة الفورية، فيما كان هناك عشرة في المائة آخرون يؤيدون الاستقلال الفوري.
وبدا أن الثمانين في المائة في الوسط راضون بشكل أو بآخر عن الوضع الراهن عبر المضيق، معربين عن دعمهم للوحدة أو الاستقلال لكن دون جدول زمني محدد. وكان المعتدلون سعداء بإرجاء الأمور إلى أجل غير مسمى بدلاً من التعرض للاضطرابات الناجمة عن حدوث تغيير سياسي جذري.

 

China’s Taiwan Nightmare Has Come True https://t.co/uEK76fuXyP

— JuVi (@SciteCito) January 2, 2024

 


منذ ذلك الحين، تدهورت الأمور من وجهة نظر بكين. والقانون الراسخ أن الأجيال تتغير مع رحيل الأجيال الأكبر سنَّا وأن مواقف المجتمع قد تتغير مع تولي الأجيال الشابة التي تشكلت بفعل تجارب تكوينية مختلفة لزمام الأمور.
ويعرّف سكان الجزر الشباب أنفسهم في المقام الأول كتايوانيين لا صينيين، ولا يُظهرون تجاه الصين سوى القليل من التقارب ناهيك عن الولاء. وليس مستغرباً إذاً أن أياً من الأحزاب الثلاثة المتنافسة على رئاسة الجزيرة لم يجعل من الوحدة شعاراً رئيسياً أثناء حشد الأصوات، بل العكس تماماً هو الصحيح في الواقع. فحتى الحزب القومي الصيني، الذي كان يتقرب من بكين فيما مضى، كمّم أي دعوة إلى إقامة علاقات أوثق عبر المضيق إلى ما يشبه الصمت التام. وهكذا يعمل الحراك السياسي الانتخابي.

سياسة هازمة للذات ومضى الكاتب يقول: ستقول في نفسك إنه حتى الشيوعيين سيدركون التقلبات الأساسية التي هي سمة الحراك السياسي الديمقراطي. وستكون مخطئاً. فالحقيقة أن سلوك الصين في التعامل مع تايوان يرقى إلى مستوى سوء الممارسة الدبلوماسية. إنها سياسة هازمة للذات، وهذا أمر متوقع. ففشل بكين في استمالة سكان الجزيرة جزء من تحولها الأكبر من "القوة الناعمة" إلى الإكراه والترهيب. فهي تريد الترهيب لا الإغراء.
يرى جوزيف ناي، الذي صاغ هذه العبارة، أن القوة الناعمة هي قوة الجاذبية الحضارية. فهي تساعد قادة المجتمع الجذاب للآخرين على تحقيق ما يريدون عند التفاوض مع قادة أجانب. والقوة الناعمة تشجع الآخرين على أن يريدوا ما تريد.
وبالنسبة لأمريكا، تشمل عناصر القوة الناعمة انفتاح الولايات المتحدة النسبي على الغرباء، والوثائق التأسيسية كإعلان الاستقلال والدستور، ومنتجات الثقافة الشعبية كالأفلام والموسيقى. وتستطيع الصين الاحتكام إلى تاريخها العريق، وفنها وعمارتها المبهرين، وشخصياتها التاريخية المبجلة كالفيلسوف كونفوشيوس أو الدبلوماسي الأدميرال تشنغ خه الذي عاش في زمن أسرة مينغ. هجوم ساحر وكانت بكين تفهم هذا كله. فمنذ وقت ليس ببعيد، شن مبعوثون صينيون هجوماً بالقوة الناعمة (يُعرف أيضاً باسم "الهجوم الساحر") مستهدفين جيران الصين الأسيويين، وارتكزوا في خطابهم على مآثر تشنغ خه خلال رحلاته البحرية في آسيا إبّان القرن الخامس عشر.
استحضرت بكين رحلات تشنغ خه لتصوير الصين من منظور إيجابي مقارنة بالإمبراطوريات الغربية المفترسة التي داست السيادة الأسيوية بأقدامها لخمسمائة سنة. وأكد الناطقون الرسميون أن طبيعة الصين الحقيقية الحتمية المناهضة للإمبريالية تجلت بوضوح من خلال رحلات الكنز.
وطمأن هذا السرد الأسيويين وأعطاهم الثقة في أن الصين القوية بحريّاً لن تنتزع منهم أراضيهم. لكن الأمر هكذا: عندما تقدم سرداً يُفترض أنه يصور الثقافة الأصيلة لمجتمعك، فأنت بهذا ترسي معياراً لسلوكك المستقبلي. وستقيّمك الجماهير الأجنبية قياساً على هذا المعيار. ولو انحرفت عنه فسيلاحظون ذلك. ولو فعلت ذلك فستفشل مناشدات القوة الناعمة المستقبلية.
السرديات الكاذبة ستفعل ذلك، يقول الكاتب، وكانت هناك بوادر مثيرة للقلق حتى أثناء ذروة الهجوم الساحر الذي أطلقته الصين، حيث سنّت بكين "قانون مناهضة الانفصال" سنة 2005، متعهدةً باستخدام القوة ضد تايوان لو تحركت قيادة الجزيرة نحو الاستقلال الرسمي عن البر الرئيسي. هل الصين قوة بحرية منكرة للذات؟ وأضاف الكاتب: "كفانا من زعم الصين بأنها قوة بحرية منكِرة للذات بالفطرة، وجديرة بالثقة بالفطرة. فقد أصبح التنمّر الآن روتيناً يومياً تمارسه بحرية الصين وخفر سواحلها وميليشياتها البحرية، وأما القوة الناعمة الصينية فتقبع في الحطام".
ولا يبدو أن شي جين بينغ وشركاه يبالون بذلك، حيث تخلوا عن نهج دبلوماسي حقق نتائج واعدة، ووجهوا الممثلين الصينيين للتصرف كالحمقى تجاه المحاورين الأجانب. وتتعارض دبلوماسية الحمقى تماماً مع دبلوماسية تشنغ خه، التي كانت تهدف إلى استمالة الآخرين.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: الآن هناك سرد يفسر الكثير عن تصرفات الصين في الماضي والحاضر والمستقبل، فاستعدوا بناء على ذلك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تايوان القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: كابوس الضفة يغذيه حقد المستوطنين وإفلاتهم من العقاب

سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية، وعلى إرهاب المستوطنين للفلسطينيين، ودور الإدارة الأميركية الجديدة في تشجيع هؤلاء المستوطنين.

ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن "الهدف التكتيكي للهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين هو اعتقال المسلحين الذين تعتبرهم السلطة الفلسطينية خطرا، لكن يُنظر إلى هذا الهجوم أيضا على أنه فرصة لقوات الأمن الفلسطينية لإثبات نفسها، في حين تدرس إسرائيل والولايات المتحدة وآخرون مستقبل ما بعد الحرب في غزة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسطlist 2 of 2واشنطن بوست: هذه أمنيات فلسطينيات بعد وقف إطلاق النارend of list

وتضيف الصحيفة أن معظم الذين اعتقلتهم السلطة بعد أكثر من 45 يوما من حصارها لمخيم جنين مدنيون.

وجاء في افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن "الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي دونالد ترامب يمنحان الضوء الأخضر لإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية".

وأوضحت الصحيفة أن ترامب لعب دورا في تشجيع عنف المستوطنين بإبطاله العقوبات عن المتورطين منهم في أعمال عنف ضد الفلسطينيين.

وفي السياق نفسه، تطرق موقع "أوريون 21" الفرنسي إلى ما سماه الكابوس المستمر في الضفة الغربية "ممثلا في اعتداءات إسرائيلية مكثفة على الفلسطينيين ترتب عليها سقوط مئات القتلى وأعمال نهب وسطو ممنهجة".

إعلان

ويضيف الموقع أن اعتداءات المستوطنين يغذيها الإفلات من العقاب، وتحركها عقائد عنصرية كارهة للعرب، وتحديدا الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، لافتا إلى أن الفلسطينيين يرفضون الهزيمة رغم كل شيء.

أما صحيفة "غارديان" فكتبت أن السفيرة الأميركية الجديدة لدى الأمم المتحدة إليز ستيفانيك أعربت عن "تبنيها آراء تتوافق تماما مع مزاعم اليمين المتطرف في إسرائيل بشأن الحقوق التوراتية بالضفة الغربية".

وحذرت الصحيفة من أن ذلك قد يؤدي إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط وتعميق الخلافات بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن إسرائيل.

وفي مجلة "فورين أفيرز" رأى الكاتب غدعون روز أن التوصل إلى تسوية دائمة في غزة يتطلب تنازلات صعبة من كل الأطراف، مضيفا أن هذا الأمر يعتمد بشكل أساسي على نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويعبّر الكاتب عن تشاؤمه لأن "الحرب على غزة ستصبح مجرد تمرين إذا لم يتحقق تقدم ملموس في عملية السلام يفضي إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية".

من جهة أخرى، رجح تحليل في "وول ستريت جورنال" أن تزيد استقالة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الضغوط على المسؤولين الأمنيين والسياسيين الآخرين للتنحي، بمن فيهم نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "استقالة هاليفي قد تعزز أيضا فكرة أن الجيش وليس رئيس الوزراء هو المسؤول الرئيسي عن فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول".

مقالات مشابهة

  • شعبة المخابرات الجوية.. من كابوس للسوريين إلى دليل إدانة لنظام الأسد
  • الحلم أصبح حقيقة.. عمر مرموش: فخور بأن أكون أول مصري ينضم لـ مانشستر سيتي
  • الحلم أصبح حقيقة.. أول تصريح لـ عمر مرموش بعد التوقيع لـ السيتي
  • كايو سيزار: حلمي أصبح حقيقة باللعب للهلال.. فيديو
  • غدا.. وزارة الثقافة تناقش القوة الناعمة وبناء الإنسان بملتقى الهناجر
  • الإخوان والدراما.. قوة مصر الناعمة تفضح جرائم ومخططات أهل الشر
  • صحف عالمية: كابوس الضفة يغذيه حقد المستوطنين وإفلاتهم من العقاب
  • غدًا.. وزارة الثقافة تناقش «القوة الناعمة وبناء الإنسان» بملتقى الهناجر الثقافي
  • وزير الخارجية الأميركي يبدأ مهامه بتحذير خاص للصين
  • ترامب يكشف عن موعد زيارته للصين