وزير الخارجية التركي يتحدث عن تغير ميزان القوى في المنطقة ضد تل أبيب وواشنطن ويحذر من حرب إقليمية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من نشوب حرب إقليمية. وأكد أن المجتمع الدولي لم يبذل أي جهد لوقف الحرب في قطاع غزة.
وقال فيدان في تصريحات للصحفيين في أنقرة: "أعتقد أن الإسرائيليين يحاولون جاهدين عدم الدخول في حرب مع لبنان.. فهذا الطريق مسدود، وفي حال حدث ذلك فلن تنتهي الحرب".
إقرأ المزيد مادورو يصف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالـ"محرقة"وأضاف: "نحذر من نشوب حرب إقليمية، ونرى أن اتساع نطاق الحرب يشكل "خطرا جسيما".
وتابع: "لم يبذل المجتمع الدولي، أي جهد، لمنع الحرب في غزة.. وهذا كان بمثابة نقطة انهيار خطيرة للنظام العالمي".
وأكد أنه "عندما يبدأ ميزان القوى في المنطقة بالتغير، فإن المواقف السياسية سوف تتغير أيضا.. وهذا ينطبق أيضا على دول المنطقة التي يُفترض أنها أقرب الأصدقاء للولايات المتحدة وإسرائيل".
وتابع: "مشكلة خطيرة أن تقدّم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الدعم غير المشروط لإسرائيل.. وفي المعادلة التي تقاتل فيها الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل، سوف ترغب دول المنطقة في تطوير قوة مضادة. أعتقد أن أولئك الذين لا يريدون أن تتكرر مجازر مثل تلك التي وقعت في غزة قد يسعون من الآن فصاعدا إلى الحصول على أسلحة وقوة كبيرة".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة الشرق الأوسط طوفان الأقصى قطاع غزة هاكان فيدان
إقرأ أيضاً:
التسوية المقبلة
أثار الهجوم الهزلي الذي شنّه العدو الصهيوني على إيران سلسلة من ردود الأفعال الملفتة سياسياً، والهازئة من حجم الردّ وطبيعته على المستوى الشعبي داخل الشارع الصهيوني، وفي العالم، وقد وصل الأمر بأحد المعلّقين في ردّ حول احتمال قيام حرس الثورة بالردّ على العملية الصهيونية، بأن ما حدث ليس ضمن اختصاصات حرس الثورة الإيراني، لكنه قد يكون ضمن اختصاصات شرطة السير.
حتى لو صدّقنا الرواية الصهيونية (الكاذبة) حول أحداث العدوان على إيران، فإنها تبقى هزيلة جداً مقارنة بحجم عملية الوعد الصادق التي أوقفت العالم كلّه على رؤوس أصابعه. طبيعة الرد تشير إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة قد أدرك أن التهديدات الإيرانية برد مزلزل ليست للاستهلاك الإعلامي، ولكنها تعبير حقيقي عن الموقف السياسي والعسكري للجمهورية الإسلامية. لذلك جاء الهجوم برعاية الولايات المتحدة، ليكون مجرّد أداة إعلامية تساعد نتنياهو داخلياً في المرحلة المقبلة.
قبل العدوان الصهيوني، سادت أجواء في المنطقة تشير إلى جهد حثيث تبذله الولايات المتحدة، والوسطاء لانتشال “إسرائيل” من الأزمة التي وقعت بها.
من قطر كان وزير الخارجية الأمريكية يصرّح بأن الحرب في المنطقة قد حقّقت أهدافها، وأن الوقت قد حان لتوقّفها، وفي العاصمة القطرية نفسها كان الوسيط المصري يقدّم مبادرة لقيادة المقاومة بوقف إطلاق نار مؤقت؛ لمدة يومين، مقابل إطلاق سراح أربع رهائن، وهو العرض الذي رفضته المقاومة. وكانت القاهرة مسرحاً لحوار بين قيادات من حركة حماس ومسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى.
في لبنان تراجع التحالف الغربي عن المطالبة بانسحاب المقاومة إلى شمال الليطاني، واكتفى بوقف إطلاق نار يسمح بعودة مستوطني شمال فلسطين إلى مستوطناتهم، في محاولة أخرى لمنح نتنياهو هامشاً للمناورة الداخلية. حتى مؤتمر باريس الذي يظهر عنوانه المعلن “سيادة لبنان” فإنه يمثّل خضوعاً لشروط العدو، فالسيادة المطلوبة مبنية على شروط قراري مجلس الأمن 1559 و1701. فشل المؤتمر في تحقيق أيّ اختراق سياسي واكتفى بوعود بمساعدات إنسانية للبنان بلغت مليار دولار. لا يمكن في السياق نفسه التغاضي عن الأخبار التي سرّبتها بعض القنوات الصهيونية حول اقتراب انتهاء العملية العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان.
بعد العدوان، جاءت ردود الفعل، في معظمها، مدينة للعدوان وتميّزت في هذا السياق الإدانة التي صدرت عن دول الخليج، بشكل منفرد أو الإدانة التي عبّر عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على لسان أمينه العام جاسم محمد البديوي. كذلك جاءت الإدانة التركية على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، مما يشير إلى ضوء أخضر أمريكي منحته الولايات المتحدة لهذه الدول لاتخاذ مواقف تخفّف من حدّة التوتر في منطقة الخليج.
ترافق الحديث عن التسوية المقبلة، بتصعيد همجي صهيوني تجاه غزة ولبنان، فكانت مجزرة مخيم جباليا، واستهداف المؤسسات المدنية اللبنانية كالمستشفيات، ومراكز الدفاع المدني، والقنوات الإعلامية بما في ذلك جريمة استهداف مركز تجمّع الصحافيين في بلدة حاصبيا التي أدت إلى استشهاد ثلاثة إعلاميين. ترافق التصعيد العسكري، بتصعيد الحصار الإنساني الذي يكاد يصل حدّ المجاعة في مناطق من قطاع غزّة وبشكل خاص مناطق الشمال، وكذلك الغياب شبه الكامل للمنظمات “الإنسانية” عن تقديم المساعدات للاجئين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم 1.3 مليون نازح. الهدف الإسرائيلي الواضح، هو توظيف الضغط العسكري والإنساني لدفع المقاومة إلى تقديم تنازلات مهمة في أيّ محادثات أو مبادرات قادمة.
الحديث عن تسوية، لا يعني أن هذه التسوية على الأبواب، فأكثر التوقّعات تفاؤلاً تشير إلى أن أي جهد للوصول إلى تسوية حقيقية لن يبدأ إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا يتعلّق الأمر بمن يفوز فقط، فحجم الأزمة في المنطقة يتجاوز شخصية الرئيس المقبل. الحديث عن مراهنة نتنياهو على فوز دونالد ترامب للحصول على الدعم للاستمرار في المجزرة، ينزع عن الحرب طبيعتها الاستعمارية، بمعنى أنها حرب يقودها الغرب الرأسمالي لتصفية المقاومة التي تعترض سبيل مشاريعه في المنطقة. الأزمة التي خلقتها للمقاومة لا تتعلق بالكيان إلا بصفته أداة للمشروع الاستعماري الغربي، لكنها في عمقها أزمة للنظام الرأسمالي برمّته، لعجزه عن تحقيق أي هدف من أهدافه وخاصة القضاء على المقاومة وفرض مشاريعه على المنطقة.
الحديث عن إنجاز أهداف الحرب «إسرائيلياً»، ليس سوى عملية استدارة بعيداً عن الأهداف الحقيقية التي طرحت في بداية الحرب. «إسرائيلياً» يقوم نتنياهو بتصدير عمليات اغتيال قادة المقاومة على أنها الهدف الرئيسي الذي استطاع «جيش» العدو تحقيقه، يضاف إليها خطاب الضحية والتضحيات التي تقدّم في سبيل بقائها في مواجهة الحرب الوجودية التي تشنّ عليها. غربياً هناك محاولات لنقل الحرب من الزاوية السياسية والعسكرية إلى الزاوية الإنسانية، حيث يؤدّي الغرب، وبشكل خاص أوروبا، دور الملاك الإنساني وهو ما حاولت تصديره قمة باريس التي غابت عنها الولايات المتحدة، صاحبة مشروع الميناء العائم مقابل غزّة، بعد أن ثبت ضلوعها الكامل في العمليات العسكرية الصهيونية.
التسوية مقبلة بغض النظر عن اسم الرئيس الفائز في الولايات المتحدة، لكن الطريق نحو هذه التسوية مرتبطة بمجموع التحرّكات والأحداث السياسية في المنطقة، وبشكل خاص في ميدان المعركة. في مستوطنة غاليلوت، شمال «تل أبيب»، قام فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 1948 بعملية أدّت إلى مقتل ستة صهاينة، في رسالة تقول بأن المقاومة موجودة في كلّ مكان داخل فلسطين وخارجها، وأنّ أيّ تسوية لا تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار، سيكون مصيرها الفشل.
كاتب سياسي أردني