مستقبل المناخ قاتم لكن آفاق التغيير ليست أفضل
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نشر عالم المناخ جيمس هانسن ورقة قصيرة حول مسار الاحتباس الحراري العالمي. في أربع كلمات: الأمر يزداد سوءاً، بسرعة.
وثبت أن هانسن محقّ. ففي عام 1988، أصبحت شهادته أمام الكونغرس في واشنطن خبراً احتل الصفحات الأولى: "خبير لمجلس الشيوخ: الاحتباس الحراري العالمي بدأ" .
وبعد مرور خمسة وثلاثين سنة، ما زال حرق الوقود الأحفوري في ازدياد، على الرغم من الجهود والمعاهدات المناخية المتنوعة. وأما هدفنا الجماعي المتمثل في الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية مقارنة بأزمنة ما قبل العصر الصناعي، والمنصوص عليه في اتفاق باريس لسنة 2015، فقد بدأ يتلاشى، حسبما ذكرت صحيفة "غلوب آند ميل".
Globe editorial: Our climate future is dire. Prospects for change have never been better https://t.co/7QsGCSZCCW pic.twitter.com/63Q6aExRlf
— The Globe and Mail (@globeandmail) December 30, 2023
وقالت الصحيفة الكندية في افتتاحيتها: يذكر عمل هانسن الأخير هذا الأمر بوضوح. وكما يعلم أي شخص يتابع الأخبار جيداً، فإن الحرارة هذا العام غير مسبوقة، حيث كانت في سبتمبر (أيلول) أعلى بمقدار 1.76 درجة مئوية وفي نوفمبر(تشرين الثاني) أعلى بمقدار 1.72 درجة مئوية وعلى مدى يومين أعلى بمقدار 2 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه الكوكب قبل إشعال الوقود الأحفوري.
وأضافت الافتتاحية: لا يعتمد هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية على مجرد شهر واحد، لكن رؤية هذا الارتفاع يحدث أمام أعيننا، وعاجلاً هكذا، أمر صادم ويمثل دعوة للعمل، حيث كان يُعتقد ذات يوم أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية حدث تفصلنا عنه سنوات كثيرة. وكان الحال دائماً أنه ما زال هناك وقت".
ويختم هانسن، الذي ناهز الثمانين من عمره ويعمل في جامعة كولومبيا، قائلاً إن هذا حقيقة واقعة في عصرنا الحاضر، حيث تشير حساباته إلى أن أي اتجاه متسارع في الاحترار يمكنه أن يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية بحلول عام 2040، مع تجاوز علامة 1.5 درجة مئوية رسمياً في السنوات القليلة المقبلة. وكتب يقول: "لن تكون هناك حاجة إلى إطالة التفكير عشرين سنة حول ما إذا تم بلوغ مستوى 1.5 درجة مئوية أم لا".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، ذكر تقرير للأمم المتحدة أن ارتفاع درجات الحرارة قد يقترب في نهاية المطاف من 3 درجات مئوية. فإذا كنت تظن أن هذا العام كان سيئاً، فلتتخيل المستقبل.
☀️????????The Editorial Board of @globeandmail writes that #RenewableEnergy will help us limit #ClimateChange damage. "And renewables are not a charity case. Clean power can outcompete fossil fuels for investment dollars." Read more ????https://t.co/GZnP8CHlma
— Business Renewables Centre Canada (@BRC_Canada) December 30, 2023
هذه هي الأخبار السيئة، تقول الافتتاحية، وهناك أيضاً أخبار سارة، على الأقل بعضها كذلك، حيث نوّه تقرير الأمم المتحدة ذاته إلى التقدم المتواضع الذي تم إحرازه. فقد كان المتوقع أن تكون انبعاثات غازات الدفيئة في 2030 أعلى بنسبة 16 في المائة مما كانت عليه في 2015، أي قبل اتفاق باريس، لكن هذه الزيادة يُتوقع الآن أن تكون 3 في المائة. والمشكلة أن الانبعاثات يجب أن تكون في انخفاض، بنسبة 30 في المائة على الأقل بحلول 2030.
كما يرجح تقرير الأمم المتحدة أيضاً احتمال تلاشي الأمل في النجاح في الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية بنسبة واحد إلى سبعة. ووصف أحد الخبراء هذه الاحتمال بأنه "ضئيل جداً جداً"، لكن نظراً للظروف التي نجد أنفسنا فيها، يمكن للمرء أن يقول إنها بارقة أمل معقولة.
ولأن التغيير حادث بالفعل. ففي نهاية اجتماع الأمم المتحدة السنوي للمناخ في دبي هذا الشهر، وافق البلدان للمرة الأولى على التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري.
ولدينا الأدوات، حيث زعمت شركة ريستاد إنيرجي الاستشارية النرويجية في نوفمبر (تشرين الثاني) أن تشكيلة متنوعة من التكنولوجيات التي تقودها الطاقة الشمسية، والتي يجري بالفعل استخدامها على نطاق واسع، يمكنها الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة في حدود 1.9 درجة مئوية. وليست الطاقة المتجددة مشروعاً خيريّاً يحتاج إلى دعم؛ فالطاقة النظيفة يمكنها أن تتفوق على الوقود الأحفوري في المنافسة على الاستثمارات.
وترى ريستاد وغيرها كوكالة الطاقة الدولية أن الانبعاثات العالمية من الوقود الأحفوري ستبلغ ذروتها حوالي عام 2025. وهناك وجهة نظر جديدة ناشئة تقول بأن الانبعاثات في الصين ستبلغ ذروتها قريباً، وربما تنخفض بدءاً من عام 2024. تحذيرات من فشل جماعي وأكدت الافتتاحية أنه حان الوقت للبلدان الغنية ككندا، التي استفادت كثيراً من استخدام الوقود الأحفوري وبيعه، كي تضاعف جهودها المبذولة. وأحياناً يقال إن كندا مسؤولة عن أقل من 2 في المائة من الانبعاثات العالمية، وبالتالي فأفعالها لا معنى لها.
لكن إذا كانت بلدان العالم عبارة عن فصيل يتألف من 50 جندياً، فإن تخلي واحد منهم عن موقعه جُبناً (لا سيما واحد من أقدر هؤلاء الجنود) سيساهم بشكل مباشر في حدوث فشل جماعي. رسالة تحفيز وفي دراسة أطول نُشرت في نوفمبر (تشرين الثاني)، حذّر هانسن مرة أخرى من "العواقب الهائلة" المترتبة على التقاعس عن العمل، وأشار إلى الاستراتيجيتين الرئيسيتين وهما فرض ضريبة كربون على الوقود الأحفوري والبناء السريع للطاقة النظيفة. فهانسن لم يفقد الأمل، حيث كتب يقول: "الأزمات السياسية الحالية تمثل فرصة لإعادة الضبط، خاصةً لو استطاع الشباب فهم موقعهم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ارتفاع درجات الحرارة الوقود الأحفوری الأمم المتحدة تشرین الثانی درجة مئویة فی نوفمبر فی المائة فی حدود 1
إقرأ أيضاً:
عاجل - "الصحة العالمية": الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، إن القطاع الطبي في غزة يجب أن يُعتبر بعيدًا عن الأهداف العسكرية، فهو قطاع خدمي معترف به بموجب معاهدة جنيف التي تحمي الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال سواء المدنيون والمسعفون وموظفو الإغاثة.
وأضافت "هاريس"، خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، عبر شاشة قناة "القاهرة الإخبارية": "شهدنا خلال الفترة الماضية تداعيات خطيرة أثرت على الفرق الطبية، مما استدعي ضرورة وقف الاعتداءات التي تستهدف هذا القطاع، وكذلك وقف الهجمات على المستشفيات".
وواصلت: "وفقًا للقانون الإنساني الدولي، لا يجوز استخدام القطاع الطبي لأغراض عسكرية، حتى في حال وجود بعض الشكوك، فلا ينبغي أن تكون هناك انتهاكات تؤدي إلى تدمير المؤسسات الطبية وبنيتها التحتية، على سبيل المثال شهد قطاع غزة تداعيات مروعة، حيث تم تدمير 59% من الخدمات الطبية، وتعرضت البنية الأساسية لأضرار جسيمة".
نقص الوقود يصعب توفير الطاقة اللازمة للمستشفياتواستكملت: "مع نقص الوقود وتدمير مولدات الكهرباء، أصبح من المستحيل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المؤسسات والمراكز الطبية، ورغم أن هناك عديد من الأفراد يعملون بجد على الأرض لتقديم الخدمات الطبية، إلا أن هذا لا يكفي إذ يجب التعاون مع جميع الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات فعالة وجادة".