عربي21:
2024-08-03@01:49:42 GMT

المستقبل للطائفة المنصورة في غزة (2-2)

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

تستمر الرؤى والدراسات التي تعكس زوال دولة الاحتلال الصهيوني، فقد رسم المؤرخ الإسرائيلي الشهير بيني موريس صورة قاتمة لنهاية الكيان الصهيوني كما يراه، وافترض أفقا زمنيا لهذه النهاية المحتومة في رأيه، وذلك في حوار في شهر كانون الثاني/ يناير 2019م مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث ذكر أن "عدد العرب أكثر من اليهود بين البحر (المتوسط) والأردن، وهذه الأرض بأكملها ستصير حتما دولة واحدة ذات أغلبية عربية.

. وإسرائيل لا تزال تدعو نفسها دولة يهودية لكن حكمنا لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعا يمكن أن يدوم في القرن الحادي والعشرين، في العالم الحديث، وما أن تصبح لهم حقوق فلن تبقى الدولة يهودية".

كما أنه رسم صورة للمستقبل في ضوء هذه المعطيات، وفي ضوء إيمانه العميق بأنه ليس ثمة فرصة واقعية للتوصل إلى سلام حقيقي بين كيان فلسطيني وكيان إسرائيلي، بقوله: "هذا المكان سيتردى كدولة شرق أوسطية ذات أغلبية عربية. العنف بين المكونات المختلفة داخل الدولة سيزيد. العرب سيطالبون بعودة اللاجئين، واليهود سيظلون أقلية صغيرة في خضم بحر عربي كبير من الفلسطينيين.. أقلية مضطهدة أو مذبوحة، كما كان حالهم حين كانوا يعيشون في البلدان العربية. وكل من يستطيع من اليهود سيهرب إلى أمريكا والغرب".

وعن المدة الزمنية لهذا الانهيار يقول موريس إن "الفلسطينيين ينظرون إلى كل شيء من زاوية واسعة وطويلة الأمد، ويرون أن هناك خمسة أو ستة أو سبعة ملايين يهودي هنا في هذه اللحظة، يحيطهم مئات الملايين من العرب. ليس ثمة ما يدعوهم للاستسلام لأن الدولة اليهودية لا يمكن أن تدوم. الانتصار سيكون حليفهم حتما، في غضون ثلاثين إلى خمسين سنة سينتصرون علينا".

كما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـالتاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين.

وهذا يتفق مع ما ذكره -في العام 2008م- الدكتور عبد الوهاب المسيري، صاحب موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، عن زوال إسرائيل في أكثر من حوار له حيث توقع نهاية قريبة لإسرائيل، ربما خلال خمسين عاما. فهو يرى أن إسرائيل "دولة وظيفية"، بمعنى أن القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة، فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية. ورأن هذه الدولة ستواصل التقهقر وأن المقاومة الفلسطينية ستنهكها إلى أقصى حد حتى وإن لم تتمكن من هزيمتها، مما سيجعلها مرشحة للانهيار خلال بضعة عقود، مؤكدا أن الدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة مما مضى، لا سيما وأن إسرائيل دولة عنصرية تعاني من مشكلة ديمغرافية؛ العرب يتكاثرون واليهود يتناقص عددهم من خلال النزوح وانقطاع الهجرة والإحجام عن الإنجاب، مع ما حدث من إخفاق في "سقوط الإجماع الصهيوني" على نظرية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"؛ حيث وجد اليهود شعبا حيا مقاوما في فلسطين ولم يستطيعوا توحيد صفوفهم كشعب واحد، خاصة أن غالبية اليهود في العالم ما زالت تعيش خارج إسرائيل.

كما روى المسيري أنه التقى في الولايات المتحدة في منتصف الستينيات يهوديا عراقيا هاجر إلى إسرائيل ومنها إلى أمريكا، صارحه بأن "الأشكيناز (اليهود الغربيين) محتفظون بعناوين ذويهم في الخارج. وبعد توالي الهزائم زاد عدد من يطلبون الحصول على جوازات سفر غربية بالتزامن مع الهجرة العكسية من إسرائيل للخارج.

وكل هذا يتفق كذلك والرؤية الاستشرافية القرآنية التي ذكرها الشهيد الشيخ أحمد ياسين -رحمه الله- حينما أكد أن "إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وكل كيان قام على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار، حتى ولو يملك القوة التي يظن أنها تؤهله للبقاء، فالقوة لا تدوم، القوة في العالم لا تدوم لأحد، فالدول كالأفراد؛ يولد الإنسان طفلا ثم يصير مراهقا فشابا فكهلا فشيخا ثم ينتهي أجله، وهكذا عمر الدول تبدأ وتبدأ ثم تنتهي للاندثار. وإسرائيل بائدة في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، ففي العام 2027م لن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل".

ويضيف الشيخ أحمد ياسين: "تحديد تاريخ انتهاء إسرائيل هو إيمان بكتاب الله، فالقرآن الكريم يحدثنا أن الأجيال تتغير كل أربعين سنة، والأربعين سنة الأولى كانت في فلسطين نكبة، والأربعين الثانية كانت انتفاضة ومواجهة وتحديا وقتالا وقنابل، والأربعين الثالثة ستكون النهاية إن شاء الله. هذا استشفاف قرآني فالله تعالى فرض على بني إسرائيل التيه أربعين سنة ليغير الجيل المريض ويأتي جيل مقاتل، وجيل النكبة راح، وجاء جيل الحجارة والقنابل، والجيل القادم هو جيل التحرير".

إن طريقنا صعب ويحتاج إلى تضحيات وصبر ولكن المستقبل لنا إن شاء الله، وهو قادم لا محالة، وعد الله، إن الله لا يخلف وعده أبدا. وإذا كان هناك يأس يسيطر على الناس فإن وجود اليأس عند الناس الذين لا يقودون المركب لا قيمة له.. إذا كان قادة المركب لا ييأسون ومصرون على خطواتهم فالشارع دائما يمشي ويعدو خلفهم أينما ذهبوا (..) نحن نشك في حالنا وإمكاناتنا وقدرتنا ومستقبلنا، وهم يقولوا نحن نملك أكبر ترسانة دولية فمن يقدر علينا؟ هم يغتروا بقوتهم ونحن خائفين من ضعفنا، ولكن إرادة الله غالبة".

إنها كلمات للشيخ أحمد ياسين تعكس الواقع وتستشرف المستقبل، فإذا كان سلوك بعض الأنظمة العربية الموالاة للكيان الصهيوني، والترويج لجيشه بأنه لا يُقهر، حتى جعلوا الصهاينة يروّجون ذلك الزعم وظنوا أن أسلحتهم وحصونهم مانعة لهم، فقد أتتهم المقاومة بعملية طوفان الأقصى من حيث لم يحتسبوا وقذفت في قلوبهم الرعب وأقرت حقيقة هامة بأن هيبة الجيش الإسرائيلي ليست إلا مجرد وهْم تغلغل في نفوس العرب بوسائل وسبل شتى، وأن هزيمته ليست معجزة وإنما هي صبر ساعة، وأن جيل التحرير والنصر المنشود بات قاب قوسين أو أدنى من تحرير الأقصى، هذا الجيل الذي نراه مرابطا ثابتا في غزة.

twitter.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي فلسطيني الانهيار المقاومة غزة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة الانهيار مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أي عمل آثم تقوم به إسرائيل لأمريكا فيه الضلع الكبير

أي عمل آثم تقوم به إسرائيل لأمريكا فيه الضلع الكبير وغالبا ما تضطر للكذب الصراح حفاظا علي ماتبقى في وجهها من ماء !!..

ghamedalneil@gmail.com

اسماعيل هنية ابن غزة ومن المؤسسين لمنظمة حماس التي تستظل بالتنظيم العالمي ل ( الإخوان المسلمون ) وايضا يجدوا الرعاية من ملالي إيران ... ( المدهش أن هذا الجلباب المزدوج الذي حشرت فيه حماس نفسها لم يقلل علي الكثيرين احترام جهاديتها وصدقيتها خاصة وأنها ورغم محدودية عدتها وعتادها فقد تحملت نيابة عن كافة المسلمين شرف الدفاع عن المسجد الأقصى الشريف ومدينة القدس !!..
لاحظوا أن مقر التنظيم العالمي للمسلمين يوجد في تركيا وتقريبا يحتكر الإخوان المسلمون كل مجلس إدارته ويسخرونه لمصلحة تنظيمهم المتطرف الذي لا يجد التأييد في كثير من الدول العربية والإسلامية وكفي ما فعلوه في السودان عندما استطاعت كوادرهم أن تثب علي السلطة عام ١٩٨٩ بمباركة وعون كامل من تركيا وماليزيا وقطر ومن لف لفهم ... والي اليوم هذه الدول الثلاثة هي مرتكزاتهم الصلبة ومراكز تجمعاتهم وخزائن أموالهم التي غنموها من وطنهم الأم الذي باعوه ومازالوا يعرضونه في ( سوق الشمس ) وهم ينعمون بظلال الزيزفون ومعهم أسرهم وفلذات أكبادهم الذين وجدوا اجود التعليم والبهجة بين المنتزهات والمنتجعات وكلهم صغاراً وكبارا قد هربوا بجلدهم وتركوا البلاد تحترق بالنار التي هي من صنع أيديهم !!..
ورحل اسماعيل هنية في فجر هذا اليوم الأربعاء ٢٠٢٤/٧/٣١ بعد إصابته بضربة صاروخ اخترق إيران وأجهزة الرصد بها مازالت تغط في نوم عميق ووصل طهران العاصمة ونزل علي جسد المجاهد هنية في غرفته في مبني لقدام المحاربين وكان قد جاء الي هنا للتهنئة بتتويج الرئيس الجديد بمناسبة تقلده للحكم ...
نعود لتبعية هنية لإيران وهي دولة أو إمبراطورية معروف عنها عدم استلطافها للعرب والكيد لهم علي طول الخط حتي أن أمريكا استفادت من حالة النفور هذه لتصنع من دولة الفرس اكبر فزاعة يحركونها عند اللزوم عندما تحتاج امريكا المال الخليجي إذا اختل ميزان مدفوعاتهم وتزايدت نسب العطالة عندهم ويريدون النجدة العاجلة لفتح المصانع وتدوير الماكينات وهنا يقول ترمب بعين قوية وبجاحة وجلافة :
( عليكم أن تدفعوا يا حكام الخليج مقابل حمايتنا لكم ) !! انتهي كلام ترمب الاشتر و المصيبة أنه لو عاد الي البيت الأبيض ثانية غايتو حكام الخليج أما يشوفوا ليهم بلد أو أن هذا القرصان صاحب الشعر الأحمر سيتركهم علي الحديدة !!..
وقد لاحظتم جميعا أن الشرق الأوسط أصبح يغلي كالمرجل ونتنياهو صار مثل عنترة بن شداد العبسي يضرب بسيفه في الضاحية الجنوبية في لبنان واليوم في قلب طهران وضحية الضربة كان المجاهد هنية وقد فشلت كل السيوف العربية في حمايته مع أن أمة العرب خاصة النادي الغني فيها تتكدس في مخازنه احدث الأسلحة المشتراة من الغرب والشرق ولكنها مقيدة تنظر بعين باكية لمثار النفع فوق الرؤوس واسياف إسرائيل كأنها ليل تهاوي كواكبه !!..
نعرف أن حماس كيزانية حتي النخاع وفارسية تحب الملالي والخميني علي وجه الخصوص ورغم أن هذه التبعية تجعلها غير محبوبة في عدد من الدول العربية ولكن إذا تلفتنا يمنة ويسري في البيت العربي نجدهم جميعا اداروا ظهرهم للقضية الفلسطينية وللدفاع عن المسجد الأقصى الشريف ... وبقي هنية وإخوته كالسيوف وحدهم في الساحة يدافعون عن قضية العرب الأولي وعن بيت المقدس ولم نراهم يرفلون في النعيم بين القصور والضياع الفاخرة والأحاديث المعسولة ولكننا نراهم شعثا غبرا وقد حملوا الهم وحدهم وكانت لهم كلمة في ٧ اكتوبر فضحت الجيش الذي لا يقهر وهب كل الغرب وعلي رأسه امريكا لانتشال نتنياهو من هزيمة كانت ستكون ب ( جلاجل ) .
المجاهد هنية كنت فارسا وصابرا ومحتسبا وقد سبقك فلذات اكبادك الي الشهادة باذن الله ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
ونترك الإخوة العرب ومعهم الاتراك والروس والصينيين في شجبهم واستنكارهم للحادث باشد العبارات وكل هذه المقولات عبارة عن إنشاء وكلام في العاصفة لا يسمن ولا يغني من جوع وهو بالنسبة لنتنياهو عبارة عن شكة دبوس في اصبع قدمه الكبير تحتاج فقط الي حفنة ملح ودعكة ليمونة أو ضمادة كتلك التي وضعوها في اذن ترمب بسبب جسم مجهول لم تعرفه المخابرات حتي الآن هل هو رصاصة ام شظية من زجاج ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.  

مقالات مشابهة

  • قلعة الأمن وحصن الأمان
  • تيشاع بآف.. لماذا قد يختار حزب الله اليوم الأكثر حزناً لدى اليهود للردّ على إسرائيل؟
  • أي عمل آثم تقوم به إسرائيل لأمريكا فيه الضلع الكبير
  • سفير الدولة لدى سانتياغو لـ«الاتحاد»: زيارة رئيس تشيلي إلى الإمارات نقلة نوعية للعلاقات الاستراتيجية
  • بتوجيهات رئيس الدولة.. الإمارات ترسل إلى الفلبين طائرة مساعدات استجابة لكارثة الإعصار كارينا
  • منذ بدء طوفان الأقصى.. كم دولة عربية هاجمتها إسرائيل؟
  • بتوجيهات من رئيس الدولة.. الإمارات ترسل إلى الفلبين طائرة مساعدات استجابة لكارثة الإعصار كارينا
  • بين السياسيّ والدبلوماسيّ أمـورٌ مُتشابهات ؟
  • الجمهوريون هم من إخترعوا مصطلح “دولة 56”
  • وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه