الخليج الجديد:
2025-02-06@14:27:51 GMT

جوهر المشروع الصهيوني

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

جوهر المشروع الصهيوني

جوهر المشروع الصهيوني

إن انتصار المقاومة وصمودها اليوم يمثلان أخطر كوابيس النظام العالمي وأخطر تحدياته.

كشفت مجازر غزة جوهر الكيان المحتل كمشروع عالمي تسنده أضخم جيوش الأرض وأساطيلها ومرتزقتها ودباباتها وقنابلها وأقمارها الصناعية وإعلامها الغارق في التضليل.

يظهر الدور الصهيوني في فلسطين فيما يتبادله مع الأنظمة بالمنطقة من معلومات ومعطيات لتأبيد الهيمنة الغربية على شعوب المنطقة وثرواتها ومعابرها البحرية والمائية.

لا يقتصر هذا الوعي الجديد على تحول موقف الرأي العام الدولي الكبير من الصراع الفلسطيني الصهيوني بل يشمل وعي الجمهور العربي بالصراع وجوهر المشروع الصهيوني.

سقوط المشروع الصهيوني أو تفككه في فلسطين يعني منطقيا انهيار المشاريع الإقليمية والدولية المرتبطة به بالمشرق بما تضمه من مصادر طاقة وأسواق ومواقع استراتيجية وثقافة.

* * *

خلّفت الحرب الوحشية الأخيرة على غزة دمارا واسعا وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين لكنها خلفت أيضا وعيا جديدا بطبيعة الكيان المحتل وماهيته ووظيفته.

لا يقتصر هذا الوعي على التحول الكبير الذي يعرفه الرأي العام الدولي في الموقف من الصراع الفلسطيني الصهيوني بل يشمل كذلك وعي الجمهور العربي بطبيعة الصراع وبجوهر المشروع الصهيوني.

دوليا هناك تحولات عميقة في الوعي الشعبي وحتى النخبوي فيما يتعلق بطبيعة الصراع في هذه المنطقة من العالم وهو ما صرّح به أكثر من مسؤول غربي محذرا الكيان المحتل من الانقلاب الكبير الذي يعرفه الرأي العام العالمي من طبيعة هذا الكيان.

سابقا اقتصر الوعي بالطبيعة الاستيطانية الاستعمارية لهذا الكيان على نخبة من النشطاء أو المفكرين ممن اطّلعوا فعلا وعن قرب على واقع الحياة الفلسطينية وما يعانيه أهلها من نظام الفصل العنصري هناك.

أما اليوم ومع انفجار العالم الرقمي متعدد الوسائط فقد صار متاحا للأجيال الجديدة ولشريحة كبيرة من الناس الاطلاع مباشرة على حجم الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأرض المحتلة.

أما عربيا فقد كشفت الحرب الأخيرة عن فظاعات لا توصف وبرهنت عن طبيعة الكيان المحتل بما هو كيان جاء لإبادة شعب ومحو تاريخه وطمس هويته ونهب أرضه وقتل أطفاله.

كشفت مجازر غزة عن جوهر الكيان المحتل بما هو مشروع عالمي تسنده أضخم جيوش الأرض بأساطيلها ومرتزقتها ودباباتها وقنابلها وأقمارها الصناعية وإعلامها الغارق في التزييف والتضليل.

الكيان المحتل ليس مشروعا صهيونيا فقط بل ليس هذا إلا رأس جبل الجليد. فهو تاريخيا وعسكريا - وبالنظر إلى طبيعة التحالفات التي تدعمه بما فيها الأنظمة العربية المتحالفة معه سرا وعلنا - إنما يمثل مشروعا متقدما وقاعدة عسكرية ضخمة للنظام العالمي الذي تأسس إثر الحرب العالمية الثانية.

المشروع الصهيوني مشروع عالمي لا يكتفي بنهب أرض فلسطين التاريخية وضم المناطق المقدسة وتهجير السكان الأصليين بل يتمثل دوره في رعاية المصالح الاستعمارية الكبرى عبر الهيمنة على منطقة المشرق العربي ومراقبتها.

إن الدور الصهيوني في فلسطين إنما يظهر فيما يتبادله مع أنظمة الوكالة في المنطقة من معلومات ومعطيات أساسية لتأبيد الهيمنة الغربية على شعوب المنطقة وثرواتها ومعابرها البحرية والمائية. إن سقوط المشروع الصهيوني أو تفككه في فلسطين إنما يعني منطقيا انهيار كل المشاريع الإقليمية والدولية المرتبطة به في المشرق بما تضمه من مصادر الطاقة والأسواق والمواقع الاستراتيجية والثقافة.

إن انتصار المقاومة وصمودها اليوم يمثلان أخطر كوابيس النظام العالمي وأخطر تحدياته.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة المشروع الصهيوني الكيان المحتل النظام العالمي الهيمنة الغربية الرأي العام العالمي الکیان المحتل فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

الصين ردًا على ترامب: فلسطين يحكمها شعبها.. ونعارض التهجير القسري

ذكر لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأن الصين تؤمن دوما بأن مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" هو المبدأ الأساسي لحكم غزة فيما بعد الحرب.

وصرح المتحدث بذلك في مؤتمر صحفي أمس عندما طُلب منه التعليق على كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي قال خلالها إن الولايات المتحدة "ستسيطر" على قطاع غزة عقب إعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك في الدول المجاورة مثل الأردن ومصر.

وأشار لين إلى أن الصين تؤمن دوما بأن مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" هو المبدأ الأساسي لحكم غزة فيما بعد الصراع.

وقال "نعارض التهجير القسري لأهالي غزة، ونأمل من الأطراف المعنية أن تستغل فرصة وقف إطلاق النار والحكم في غزة فيما بعد الصراع لإعادة القضية الفلسطينية إلى الطريق الصحيح للتسوية السياسية بناء على حل الدولتين، من أجل تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط".

ووصف ترامب، قطاع غزة الحالي بأنه "منطقة للهدم"، وقال إن على سكانه أن يغادروا إلى دول أخرى إلى الأبد.

وسبق أن اقترح ترامب نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، جراء الحرب الإسرائيلية التي تواصلت أكثر من 15 شهرا.

مقالات مشابهة

  • الصين ردًا على ترامب: فلسطين يحكمها شعبها.. ونعارض التهجير القسري
  • المشروع الصهيوني مُوجّه نحو الأردن باعتباره جُزءاً من وعد بلفور!
  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • حركة الأردن تقاطع تطالب اتحاد السلة بعدم المشاركة في مباراة مباشرة مع الكيان الصهيوني
  • الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام
  • الكيان الصهيوني يعتقل مواطنين شرق القدس