"اغتيال صالح لن يثني شعبنا عن نضاله ولن يكسر المقاومة"، هذا ما قالته شقيقة القيادي الفلسطيني صالح العاروري بعد اغتياله بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة "حماس" في ضاحية بيروت الجنوبية وأسفرت عن 6 شهداء آخرين وإصابة 11 شخصا، وفقا للحركة.

 

مراسل الأناضول، زار الأربعاء الشقيقة دلال العاروري (60 عاما) والأم عائشة العاروري (81 عاما) في بيت الأخيرة بقرية عارورة شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، والذي تحول إلى محط اهتمام شعبي ووسائل إعلام عربية ودولية.

 

شقيقة الراحل صالح قالت للأناضول، إن "اغتياله لن يكسر المقاومة، وهذا دليل فشل الاحتلال".

 

وتذكر العاروري أنها تواصلت آخر مرة معه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (بدء الحرب على غزة)، ثم انقطع الاتصال حفاظا على أمنه.

 

وتضيف: "لكل شيء حكمة، اغتيال صالح لن يثني الشعب الفلسطيني عن نضاله ولن يكسر المقاومة، ستخرج قيادات جديدة".

 

ومضت قائلة: "أنظر! إسرائيل أجرمت في 2002 في مخيم جنين، خرج جيل أقوى من السابق، ما بالك بالجيل الحالي الذي يشاهد هذه الحرب".

 

وفي 2002 شن الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مخيم جنين استمر عدة أيام أسفر عن مقتل 52 فلسطينيا، وخلف دمارا هائلا في البيوت والبنية التحتية.

 

وأردفت العاروري: "نحمد الله، شهادة وفخر لفلسطين والأمة، ودمه (صالح) كما بقية الشهداء ليس أغلى من دماء أهل غزة، رغم أن الأمر جلل، ولكن هذه أمنيته وقد نالها".

 

وتابعت: "صالح تحققت أمنيته" في إشارة إلى أمنياته بالموت شهيدا.

 

وأشارت إلى أنها التقت بشقيقها خلال موسم الحج الأخير في السعودية (أواخر يونيو/ حزيران) وعقب عودتها إلى الضفة الغربية حقق معها ضابط مخابرات إسرائيلي على الحدود الفلسطينية الأردنية.

 

وعن ذلك تقول: "سألني الضابط عن الشيخ (صالح)، وقالت له بحمد الله قوي، فأخبرني أنه بقي القليل لاغتياله".

 

وكان ردها عليه وفق قولها: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، صالح يتمنى الشهادة أكثر مما تتمنون قتله".

 

وأردفت شقيقة القيادي أن "عائلتها أوعزت بفتح بيوت تهنئة (في الضفة الغربية وخارجها) باستشهاد شقيقها".

 

وعن أخيها تقول: "كان مثالا للأخ والأب منذ الصغر، كان طفلا يشتري لنا من مصروفه الشخصي لكي يدخل البسمة لقلوبنا، كبر وهو كذلك".

 

ولفتت إلى أن القيادي صالح كان يهتم بعائلتها وأطفالها وهو معتقل كونها فقدت زوجها قبل سنوات.

 

وتضيف "الشيخ (صالح) كان مثالا لرجل الإصلاح في بلدته عارورة، لديه شخصية محبوبة لدى الجميع بما فيهم أبناء الفصائل الأخرى".

 

وأشارت في حديثها إلى المسيرات التي خرجت بعد نبأ اغتياله، وتقول: "رغم ما يفعله الاحتلال هبت الضفة غضبا لاغتيال الشيخ صالح، وهذه رسالة للاحتلال إنه فشل في كل شيء".

 

وختمت حديثها قائلة: "الاحتلال هدم بيت صالح، لا نفكر بالحجر ولا يهمنا ولم يهتم له صالح".

 

وفي 31 أكتوبر، وبعد مرور أقل من شهر على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فجر الجيش الإسرائيلي منزل صالح العاروري، في بلدة عارورة.

 

وقبلها بنحو عشرة أيام قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه خلال عملية واسعة النطاق ضد نشطاء "حماس" في عارورة، قام الجنود باستجواب واعتقال عشرات من نشطاء الحركة وتم خلال العملية اتخاذ منزل العاروري مقرا لقوات الشاباك والجيش.

 

ونشرت صفحات على فيسبوك يشتبه بأن المخابرات الإسرائيلية تديرها صورا للاستيلاء على المنزل وتعليق لافتة كتب عليها "هذا كان بيت صالح محمد سليمان العاروري، وأصبح مقر المخابرات الإسرائيلية".

 

أما والدة العاروري، فتتوسط بناتها ونساء أخريات، وتستقبل العزاء بوفاة ابنها الذي لم تره منذ 20 عاما، تبكي وتحمد الله، فيما تواسيها بناتها.

 

وبصعوبة تقول الأم للأناضول إنها لم تشاهد ابنها صالح منذ 20 عاما، حيث اعتقلته السلطات الإسرائيلية وبعد الإفراج عنه بثلاثة أشهر أُبعد إلى خارج الضفة الغربية.

 

وأوضحت: "بعد أن أفرج عنه زوجناه وبعد 3 أشهر أُبعد".

 

وتقول إن الشيخ صالح كان يتواصل معهم دوما ويطمئن عليهم، ويسأل عن الجميع، وإن "الجميع كان يحبه، محبوب عند الله والناس".

 

وزُينت شوارع قرية عارورة برايات حركة "حماس"، ونصبت رايات في محيط منزل عائلة صالح، وفق مراسل الأناضول.

 

وتقول إسرائيل إن صالح العاروري هو المسؤول عن تصاعد الهجمات ضد الجيش والمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية.

 

​​​​​​​ومساء الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، بأن إسرائيل اغتالت العاروري في هجوم بصواريخ أطلقتها طائرة مسيرة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، لتعلن في وقت لاحق ارتفاع حصيلة قتلى العملية إلى 7، بالإضافة إلى 11 جريحا.

 

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 ـ 1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة "حماس".

 

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، وبدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة بالضفة الغربية.

 

وفي 28 أغسطس/ آب الماضي حذر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، من أنّ "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".

 

ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال قادة للفصائل الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة، وهي عادة لا تتبنى هذه العمليات.

 

وتوعد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر، عقب هجوم الحركة على قواعد عسكرية ومستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى".

 

ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟

يَنْدُرُ أن نسمعَ عن نظامٍ انتصر في زمننا، وتعامل مع أتباعِه والمحسوبين عليه بسموٍّ وتسامح، مثلما شهدنا من أحمد الشرع في سوريا. في العراق، سَحلَ البعثيون الشيوعيين في الشوارع، والشيوعيون قبلَهم شاركوا في إبادةِ الملكيين، كما طاردَ الأمريكيون فلولَ صدام، وسرَّحوا نصفَ مليونٍ محسوبين عليه. وفي سوريا نفسِها علَّقَ صلاح جديد المشانقَ للقوميين، وانقلب عليه حافظُ الأسد، ودفنَ الآلافَ من أهل حماة أحياءً عقاباً جماعياً على تمرد فئة منهم. خلفه ابنُه بشار، وحفرَ المقابر، وملأ السجون، وسَجلت الأممُ المتحدة في أرشيفها عشرات الآلاف من الصور التي هرَّبها طبيبٌ جنائي لتكون أكبرَ ملفٍّ في تاريخ القتل والتعذيب الموثق.
للأسف يطفو في الحروب الغلُّ والثارات، لكن للحق كانت رسالةُ الحاكم السوري الجديد فورَ دخوله دمشقَ طمأنةَ العلويين قبل غيرهم، وبقيةِ الأقليات والذين عملوا مع النظام مستثنياً الذين انخرطوا في عمليات القتل والتعذيب، ورأينا تقبلاً سريعاً للنظام الجديد.
التَّمرد المدفوع في الساحل ليس مفاجئاً، لقد كانَ متوقعاً بعد خلع نظامٍ هيمن نصفَ قرن. الانتقال يتطلَّب المعالجةَ بالحكمة والصبر والاستيعاب والتواصل، وليس كله يُدار بالقوة.
لكن هناك قوى لن تتوقَّف عن زعزعةِ الوضع، وشحن الشارع المتشكك ضد النظامِ الجديد، تلك التي فقدت سلطتها في الحكم، والأنظمة الإقليمية التي خسرت بسقوط الأسد، مثل نظام طهران وميليشيات في العراق و«حزب الله». هناك طوابيرُ متنوعة سُنيَّة ومسيحيَّة وعلويَّة وغيرها ساندت نظامَ الأسد، وفقدت امتيازاتها بسقوطه، وستعمل ضد دمشقَ اليوم. تسويق العداء للعلويين تحديداً يغذيه اتباعُ النظام المخلوع لتحريضِ نحو مليوني علوي للاصطفاف معهم، وحتى رموز في نظام الأسد الهاربِ مثل رامي مخلوف تبحث عن التصالح.
هذه الأزمة تختبر إدارةَ النظام الجديد. عندما كانَ ميليشيا مسلحةً في إدلب كانت مسؤوليته محدودةً حول ما كان يرتكبه مسلحوه. اليوم هو الدولة، وعليه ألا يجعلَ خصومَه يجرّونه إلى الخندق نفسه مع النظام البائد، ليصبح مثلَه طائفيّاً وعنيفاً يعالج بالسّلاح ما يعجز عنه بالسياسة.
سارعت معظمُ الدول العربية للتضامن مع حكومة دمشق، فكانت رسالة واضحة للشعب السوري مع من تقف. وهذا الموقف السياسي غاية في الأهمية ليسمعه المجتمع الدولي. لكنْ أمام دمشقَ طريق صعبة قد تمتدُّ فيها التحديات ضدها سنة وسنوات. لا يستطيع الشرعُ خوضَ حروب متعددة في الوقت نفسه، مثل مواجهة إسرائيل وإيران، ولم يسبق لدولةٍ أنْ فعلتها ونجحت. وبالتالي سيتعيَّن على حكومة الشرع فهمُ نيات، أو على الأقل توقعات إسرائيل، مثلاً في احتضانها الدروز في وجه ما وصفته بالاضطهاد ضدَّهم من قبل دمشق. على مدى نصف قرنٍ هادنت إسرائيل، بل حمت أيضاً نظامَ الأسدين إلى أن مَنحَ بشار الإيرانيين امتيازاتٍ بالوجود العسكري فانقلبت إسرائيل عليه. الشرع منذ بداية توليه السلطة مدركٌ هذه الثوابت الجيوسياسية، وقال إنه لا ينوي الدخول في معارك مع جيرانه، بما فيهم إسرائيل. ولا ننسى أنَّ كلَّ دول الطوق المجاورة لإسرائيل وقَّعت تفاهمات أو اتفاقيات سلام معها. الشرع مضطر إما إلى التفاهم مع إسرائيل وإما مع إيران، وسيستحيل عليه أن يواجه الذئبين معاً.
داخلياً، ندرك كيف تتنازع الرئيسَ الشرع دعواتٌ متضادة. سوريون ذاقوا المُرَّ من النظام البائد، يدعون للإقصاء والثأر الطائفي، وفئات لها مطالب مثل الفيدرالية الكاملة التي يصعب تحقيقها خلال فترة الحروب؛ لأنَّها تصبح مشاريع انفصال. هنا شخصية الرئيس حاسمة لردع رفاقه وخصومِه، ووقف الاشتباكات السياسية والفكرية والعسكرية.
في الأخير، سيكسب نظام الشرع المعركة ضد إسقاط نظامه، وسيتمكن من توحيد سوريا ومواجهة المتمردين عليه، لكن هل بمقدوره اختصار الوقت والخسائر؟

مقالات مشابهة

  • قوات العدو الصهيوني تقتحم قرية النبي صالح غربي رام الله
  • بعد سنوات من النضال.. القضاء ينصف زياد عيتاني
  • محلل سياسي: خطة مصر لإعادة إعمار غزة تأخذ في الاعتبار ما يحدث بالضفة الغربية
  • كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية النبي صالح غرب رام الله
  • الاحتلال يقتحم قرية دير قديس غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية
  • عبد الرحمن عزام.. سياسي مصري جمع بين النضال والدبلوماسية
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • دعاء الصائم قبل الإفطار لتيسير الزواج.. ردده الآن
  • النساء في السليمانية يرفعن أصواتهن: يوم المرأة العالمي محطة النضال والتغيير (صور)